30 نوفمبر.. من الطلقة إلى التحرر

2013-11-30 18:20:19 أخبار اليوم


في الثلاثين من نوفمبر العام 1967م أعلن الجنوب اليمني استقلاله من المستعمر البريطاني بخروج آخر جنوده من مستعمرة عدن.. بعد سنوات من الكفاح والنضال مازالت تفاصيلها عالقة في ذاكرة مناضليها كواحدة من أبرز المحطات في تاريخ اليمن الحديث الذي لا تنساه أجيال اليمن المتعاقبة كما ترويه كتب التاريخ المدرسية وقبلها حكايات الآباء والأجداد والمناضلين ممن شهدوا هذه المحطات التاريخية أو عايشوها وعاصروها, أو حتى ممن سمعوا عنها منقولة بألسن مدوني الحدث...

وبين الطلقة الأولى التي تفجرت شرارتها في الرابع عشر من أكتوبر 1962م من على قمم جبال ردفان على يد شهيد أكتوبر المناضل/ راجح غالب بن لبوزه.. وبين يوم إعلان الاستقلال الثلاثين من نوفمبر 1967م مراحل نضالية في سفر التاريخ الثوري لليمن السعيد الذي نحتفل اليوم بواحدة من أبرز أعياده الوطنية على أرض اليمن الواحد..

بعد ستة أيام على إذاعة بيان أصدرته وزارة الإرشاد القومي والإعلام في حكومة اتحاد الجنوب أعلن فيه نبأ استشهاد المناضل “لبوزة”، وبمرور تسعة أيام على استشهاد لبوزة أصدرت قيادة الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل في (23) أكتوبر 1963م بياناً أعلنت فيه قيام الثورة من أعلى قمم ردفان الشماء في 14 أكتوبر 1963م وبداية الكفاح المسلح ضد المستعمر بكل أشكاله وصوره.

وخلال أربع سنوات من الكفاح التائق للتحرير, قدم أبناء الجنوب اليمني, أعظم التضحيات في سبيل الخلاص من جحيم المستعمر البريطاني بمشاركة مختلف الأطياف والتوجهات والتكوينات من الفعاليات الطلابية والنسائية والنقابية في مسيرة النضال من خلال المظاهرات والإضراب والكفاح المسلح.. تكللت في العام 1967م بإعلان استقلال الجنوب اليمني وتحرره بخروج آخر جندي بريطاني من مستعمرة عدن وكان الثلاثين من نوفمبر هو يوم الحرية وعيد الجلاء والاستقلال.

وكانت فرحة جلاء المستعمر.. تلك الفرحة الكبيرة والعظيمة عندما هب جموع الشعب من كل المدن والقرى في جنوب اليمن ومن شماله معبرين عن سعادتهم بجلاء المستعمر البريطاني عن أرض جنوب اليمن ولازال عالقاً ذلك العلم ـ الذي رفرف في سماء جنوب اليمن ـ في ذاكرة وأذهان كثير من أبناء الشعب اليمني.. فـالـ «ثلاثين من نوفمبر» ذكرى عزيزة على قلوبنا ولن تمحى أبداً من ذاكرة الشعب- حد تعبير أحد مناضلي الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر

عمليات فدائية

بعد تشعب المواجهات مع القوات البريطانية في المناطق الريفية وامتدادها إلى 12 جبهة، أعلنت الجبهة القومية عن فتح جبهة عدن، ونقل النضال إليها, حيث أصبح للعمليات التفجيرية وطلقات الرصاص ببسالة المقاومة.. صدى إعلاميا عالميا يصعب على الاستعمار البريطاني إخفاؤه.

وقد شكّل نقل العمل العسكري إلى عدن انعطافاً استراتيجياً لتنظيم الجبهة القومية والثورة محلياً وعربياً، ودولياً، بل شكّل مرحلة جديدة في حياة المناضلين أنفسهم الذين اشتركوا في العمليات العسكرية، فكان العمل العسكري والفدائي داخل المدينة عامل إرباك للقوات الأجنبية, حيث عمل على تحقيق الضغط على الجبهات الريفية المقاتلة، وتشتيت قوات الاحتلال، الأمر الذي ساعد على مد الجبهة القومية لنشاطها النضالي إلى مختلف مناطق الجنوب.

 تطورت أساليب النضال المسلح ليشهد صوراً مختلفة كان أكثرها تأثيراً العمليات الفدائية, حيث شهدت أهم وأخطر العمليات الفدائية كالعملية التي اشترك فيها (30) شخصاً لضرب الإذاعة البريطانية في التواهي، وحادثة مطار عدن ـ التي قتل فيها مساعد المندوب السامي البريطاني في عدن, وإصابة المندوب السامي، وعدد من مساعديه أثناء توجههم إلى الطائرة التي كانت ستقلهم إلى لندن.

 عمليات فدائية جديدة ظهرت أيضاً فيها, كان منفذ العملية هو الذي يحدد الهدف بنفسه دون الرجوع إلى القيادة المركزية، وأثبتت هذه العمليات نجاحها, حيث عملت على بث الرعب في نفوس الجنود البريطانيبن، خصوصاً بعد مقتل رئيس المخابرات البريطانية في عدن “هيري ييري” ورئيس المجلس التشريعي “آرثرتشارلس”.

ليجد البريطانيون أنفسهم بين كماشة من النار والرصاص بفعل المقاومة الشرسة التي سادت كل أوساط الشعب ورجاله، وأخذت أشكالاً عدة، كما أن الدعم الدولي الذي لاقته المقاومة من الدول العربية وخصوصاً من مصر دبلوماسياً ومادياً عزز موقف المقاومة، وأجبر المستعمر على طرح السؤال الأكثر عمقاً وهو إلى متى البقاء في وجه الطوفان؟.
 
ضربات الأحرار الموجعة

في نوفمبر عام 1967م قوت شوكة المقاومة اليمنية واشتدت سواعدها النضالية لتبطش بالاستعمار البريطاني واستولت على كافة المناطق اليمنية وألحقت ذلك بخوض معارك حامية الوطيس مع جنود الحكومة البريطانية والتي ذاقت شر الهزيمة.

 وتحت تأثير هذه الضربات الموجعة والقاسية فوجئت بريطانيا بتلقي ضربة قوية أخرى أسقطتها أرضاً وذلك عندما اشتدت حركة التظاهرات والاضطرابات والإضرابات السياسية ونتيجة لتوالي واستمرار هذه الأحداث الثورية استضافت مدينة جنيف في الـ 22 من نوفمبر وحتى الـ 27من نوفمبر عام 1967م مؤتمراً تفاوضياً بشأن استقلال الجنوب والذي انتهى بتوقيع وثيقة الاستقلال في يوم الـ 29 من نوفمبر 1967 والذي فيه شهد رحيل آخر جندي بريطاني من الجنوب سابقاً.

 وكان يوم الـ 30 من نوفمبر 1967م هو ميلاد جمهورية جنوب اليمن سابقاً وخلوها تماماً من قراصنة الاستعمار البريطاني وبذلك تكون الثورة السبتمبرية قد أنجزت وحققت أول أهدافها الثورية والمتمثل في التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما..

أهم أحداث شهر نوفمبر 1967م

2 نوفمبر: الجبهة القومية وجبهة التحرير توافقان على الانضمام إلى المفاوضات مع بريطانيا..

3 نوفمبر: بريطانيا تعلن عن خطتها للرحيل بنهاية الشهر لأن المصريين سيرحلون عن اليمن، واقترحت عدم الذهاب رأساً في خطة الدفاع، الجبهة القومية تسيطر على كل الأقليم، وجبهة التحرير لاتزال قوية في عدن.

5 نوفمبر: الجيش الاتحادي يستخدم النار لأول مرة في إحدى الصدامات.

6 نوفمبر: متظاهرون لوقف القتال، والفرق البريطانية مازالت في حالة استعداد.

7 نوفمبر: القتال يتواصل لليوم الرابع, مائة قتيل، و300جريح.

8 نوفمبر: إعلان الجيش دعم الجبهة القومية.

9 نوفمبر: الجبهة القومية تطلب من بريطانيا التفاهم معها ويعتبر سيف الضالعي رئيساً للدائرة السياسية.

10 نوفمبر: الطائرات البريطانية في عمليات ضد المتسللين من جبهة التحرير من اليمن.

12 نوفمبر: بريطانيا تستعد للتفاوض مع الجبهة القومية والفرق البريطانية تتناوش مع الجبهة القومية في عدن.

13 نوفمبر: قيادات جبهة التحرير تنسحب ومعظمهم يقتل.

15 نوفمبر: المفاوضات ستعقد في جنيف والاستقلال سيكون في 30نوفمبر.

17 نوفمبر: الناطق باسم الجبهة القومية/ عبدالله الخامري يصرح أنه سيقبل كل الدعم غير مشروط والجبهة القومية تعلن قحطان الشعبي رئيساً وفيصل الشعبي رئيساً للوزراء والخامري نائباً لرئيس الوزراء.

20 نوفمبر: وفد الجبهة القومية يغادر إلى جنيف.

21 نوفمبر: الوفد يتوقع مساعدات اكثر من بريطانيا.

26 نوفمبر: ستسمى الدولة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية, والبدء بإدارة مكاتب الحكومة ومدينة الاتحاد تحول إلى مدينة الشعب والجبهة القومية تبدأ بإدارة الهجرة، العمل، والإرشاد القومي، وبريطانيا تدخل مرحلة الانتقال النهائي.

27 نوفمبر: المفاوضات تتوقف عند رغبة بريطانيا إبقاء بعض الفرق والإداريين والمهندسين في عدن والجبهة القومية تتقدم بطلب لدعم اقتصادي إضافي.

28 نوفمبر: الجبهة القومية تستعد لعضوية الأمم المتحدة.

29 نوفمبر: بريطانيا توضح: المفاوضون يتفقون حول قضايا اقتصادية ومستقبل مصافي الزيت البريطانية.

30 نوفمبر: توقيع الاتفاقية, قضايا الدعم لم تناقش, الأمم المتحدة ترحب باليمن الجنوبي.

1 ديسمبر: الشعبي يعين 13 شخصاً من أعضاء القيادة العامة للجبهة القومية في الهيئة التشريعية ويعلن عن نظام الحزب الواحد والدولة الموحدة بحقوق المرأة.

إعلان الاستقلال

بتاريخ 30 نوفمبر 1967م قرأ عبد الفتاح إسماعيل بيان الجبهة القومية حول الاستقلال, كما قرأ القرارين الأوليين للجبهة القومية وكان ذلك في مدينة الاتحاد وهما:ــ
قرار رقم 1

قررت القيادة العامة للجبهة القومية الممثلة الوحيدة للشعب وهي السلطة الفعلية ما يلي:

1.إن المنطقة التي كانت تعرف في السابق باسم عدن ومحمياتها الشرقية والغربية وكل الجزر التابعة لها تعد منطقة واحدة وتسمى بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية.

2.القيادة العامة للجبهة القومية هي السلطة التشريعية لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وستمارس القيادة العامة هذه السلطة حتى يتم إعداد دستور مؤقت للجمهورية.

3.الجبهة القومية هي التنظيم السياسي الوحيد في الجمهورية.

4.علم الجمهورية يتكون من الألوان الأفقية التالية وترتيبها أعلى الأحمر فالأبيض فالأسود وله من ناحية السارية مثلت لونه أزرق فاتح تتوسط نجمة حمراء مخمسة.

5.نظام الحكم نظام رئاسي.
قرار رقم 2 بتعيين رئيس للجمهورية

الآن وقد تم جلاء الاستعمار عن جميع أجزاء الوطن وبما أن الجبهة القومية هي الممثلة الوحيدة للشعب والسلطة الفعلية, فقد قررت القيادة العامة للجبهة بوصفها السلطة التشريعية بتاريخ 30 نوفمبر 1967م تعيين السيد قحطان محمد الشعبي رئيساً لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية لمدة سنتين من تعيينه, وقد كلفته بإعلان الاستقلال رسمياً يوم 30 نوفمبر 1967م وبعد الإعلان عن تشكيل الحكومة وحتى تشكل الحكومة تمنحه كافة الصلاحيات بتنفيذ القوانين واللوائح السارية المفعول في كل أجزاء الجمهورية وإصدار أية مراسيم يراها ضرورية لمنفعة الجمهورية وأمنها.

أعلن أن قحطان محمد الشعبي رئيس جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية أنه بناء على القرارات الصادرة عن القيادة العامة للجبهة الشعبية القومية فإنه ابتداء من اللحظة الأولى ليوم 28 شعبان عام 1387هـ الموافق 30 نوفمبر عام 1967م أعلن مولد وقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية كدولة مستقلة ذات سيادة.


بيان إعلان الاستقلال الوطني لجنوب اليمن

في 30 نوفمبر1967م في المهرجان الجماهيري الضخم الذي أقيم بعدن في مساء يوم الاستقلال 30 نوفمبر 1967 ووسط هتافات شقـَّت عنان السماء وقف الرئيس قحطان الشعبي ليلقي على عشرات الآلاف من أبناء الشعب ومئات من العاملين بالصحافة الأجنبية قدموا إلى عــدن لتغطية حدث الاستقلال الوطني لجنوب اليمن، بيان إعلان الاستقلال رسمياً، وفيما يلي نصه:ــ

بسم الله.. باسم الثورة، وباسم الشعب الذي آمن أن الحرية تنتزع ولا تـُعطى فسار على درب الثورة العظيمة التي فجرتها الجبهة القومية منذ الرابع عشر من أكتوبر1963 مقدماً الشهداء عن سخاءٍ راضياً بالتضحيات الجسيمة التي تحملها بكل طوائفه دونما تذمر أو سخط حتى تحررت أجزاء الوطن العظيم من الحكم الاستعماري البريطاني والإقطاع والسلاطين.

أعلنُ أنا قحطان محمد الشعبي رئيس جمهورية اليمنية الجنوبية الشعبية أنه بناءً على القرارات الصادرة عن القيادة العامة للجبهة القومية فأنه ابتداءً من اللحظة الأولى ليوم 28 شعبان سنة 1378 الموافق 30 نوفمبر 1967 أعلنُ مولد وقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية كدولة مستقلة ذات سيادة كاملة على كل أجزاء الوطن براً وجواً وبحراً التي كانت تحت السيادة والحماية البريطانية والتي كانت تـُعرف في السابق باسم عدن ومحمياتها الشرقية والغربية وكل الجزر التابعة لها، وأنه من اللحظة الأولى لهذا الاستقلال ومولد الجمهورية تنتهي بذلك التجزئة البغيضة التي فرضت من قبل الاحتلال البريطاني والحكم السلاطيني الرجعي الإقطاعي لتحل محلها دولة موحدة واحدة وحكومة مركزية واحدة تدير وتسيِّر كل شؤون هذه الدولة الجديدة.. وأن مولد الجمهورية لا يعني مطلقاً أننا قد وضعنا السلاح بل أن على الشعب وقواته المسلحة أن يظل يقظاً وساهراً للحفاظ على مكاسب الثورة والجمهورية وأن على الشعب تقعُ مسؤولية حماية الثورة وخطها التحرري التقدمي.

ولقد حقق شعبنا هذه الانتصارات الكبيرة بفضل تنظيمه الطليعي ممثلاً بالجبهة القومية لذا فإن الجمهورية ستعمل جاهدة على رعاية العمل الشعبي المنظم وإفساح المجال له إيماناً منها بأن الشعب هو صاحب الثورة وصانعها وأن العمل المنظم هو السبيل لتعبئة الجماهير في خط الثورة وعلى هدى مفاهيمها ومنطلقاتها وإنه السبيل لحماية الجمهورية ومواجهة أعدائه, إن جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ستعامل جميع المواطنين على قدم المساواة في الحقوق والواجبات العامة وفي حدود القانون, كما أنها ستوفر للمرأة كافة حقوقها, كما أنها ستعمل على إذابة النزاعات القبلية والثغرات الإقليمية والفوارق التي خلفها الاستعمار والحكم السلاطيني الرجعي الإقطاعي السابق, وأنها تلتزم باتجاه تقدمي ثوري لمعالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية لتوفر العيش الكريم لكل مواطن في الجمهورية الفتية, وستقضي على جميع أسباب التخلف وستولي المناطق الريفية التي طالما أهملها العهد البائد رعايتها الكاملة وستعمل جاهدة على تحسين المستوى المعيشي للمواطن ورفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.

كما أنها تلتزم ضمان مستقبل كل المناضلين الذين ساهموا في كفاح المستعمر والحكم السلاطيني الإقطاعي العميل بعد دراسة ظروفهم وأحوالهم, كما ستـعلن في القريب العاجل دستورها المؤقت الذي ستلتزم الحكومة به حتى إعداد دستور دائم.

وتلتزم الجمهورية بمبدأ استمرار القانون والمحافظة على الأمن في هذا الإطار العام.. كما أنها تأخذ على نفسها رعايته والسهر على رعاياها الذين في المهجر.

كما تلتزم بحماية الجاليات الأجنبية في مجتمع الجمهورية وصيانة ممتلكاتهم وحقوقهم في حدود القانون.

وأنها تؤكد إيمانها الصادق بوحدة اليمن الطبيعية شمالاً وجنوباً وستعمل من جانبها جاهدة بالتشاور والمشاركة مع حكومة الجمهورية العربية اليمنية الشقيقة في بحث السبل العملية للوصول إلى تحقيق هذا الهدف السامي.

وتـعلن أنها قرّرَت الانضمام الفوري لجامعة الدول العربية والالتزام بميثاقها.

وتؤكد أنها ستعمل سواء في نطاق جامعة الدول العربية أو بالعلاقات الثنائية على محاولة إيجاد صيغ عملية لتوطيد الروابط بينها وبين الدول العربية الشقيقة.

كما أنها تلتزم مع الدول العربية الشقيقة بالعمل من أجل تحرير فلسطين وسائر أجزاء الوطن العربي التي ما زالت تحت الحكم الأجنبي.

وتؤكد من جانبها ضرورة توطيد العلاقات بين الأقطار العربية المتجاورة وانتهاج الجميع سياسة حسن الجوار لتوطيد الروابط الأخوية وتأكيدها.

وأن جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية قررت الانضمام الفوري إلى الأمم المتحدة والالتزام بميثاقها والتعامل مع جميع الدول الأعضاء على قدم المساواة واحترام حقوق الإنسان والالتزام الدولي في كافة المجالات وأنها ستفي من جانبها بالتزاماتها الدولية بما لا يتعارض مع سياستها ووحدة أراضيها واستقلالها السياسي والتزاماتها القومية.

وأن الجمهورية تقدِّر دور الأمم المتحدة الفعّال لمساندة نضال شعبنا في الجنوب اليمني ودعمها له في قراراتها التي أكدت فيها حقه في الحرية وإدانة الاستعمار البريطاني وتطلب من كافة الدول الأعضاء الأخذ بعين الاعتبار أنها ستكون دولة شعبية تقدمية.

كما تـعلن التزامها بسياسة الحياد الإيجابي وعدم الانحياز في علاقاتها الدولية.

وكجزء من بلدان العالم الثالث المتحرر من ربقة الاستعمار والمتطلع إلى غدٍ مشرقٍ وبناء اقتصاد وطني تقدمي, تتحمل مسؤولياتها بالتضامن مع الشعوب والدول الأفريقية والآسيوية وبقية شعوب ودول العالم الثالث في تنسيق وتطوير العلاقات الاقتصادية وفي تحمل تبعاتها تجاه كل الأجزاء التي ما زالت ترزح تحت وطأة الاستعمار بشتى أشكاله وصوره.

كما تؤكد مخلصةً وجادة بأن الصداقة بين شعوب العالم واحترام سيادة كل دولة على أرضها والتعاون الاقتصادي المستمر هو السبيل إلى بناء صرح سلام عالمي عادل، لذلك فأنها تنتهج مبدأ التعايش والتعاون مع سائر شعوب العالم. وتـقاوم بشدة الاستعمار بشكليه القديم والجديد وتلتزم جادة العمل للقضاء عليه.

ولا يسع الشعب العربي في جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية من اليوم الأول لاستقلاله إلا أن يشكر الشقيقة الكبرى الجمهورية العربية المتحدة ورئيسها جمال عبدالناصر على دعمها لنضالنا ومبادرتها بالاعتراف رسمياً بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية, كما تشكر كل الدول العربية الشقيقة والصديقة التي دعمت نضال شعبنا, وتؤكد اتجاه الحكومة الوطنية لشعبنا لإقامة علاقات طيبة مع كل دول العالم.

حقق الله آمال شعبنا الباسل في ظل سيادته على أرض جمهوريته الفتية. والسلام عليكم

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد