خبراء وباحثون في شؤون القاعدة والجماعات المسلحة لـ"أخبار اليوم":

القاعدة بتبني الهجوم على مجمع الدفاع وخبرآء يُشككون في رسميته

2013-12-07 10:27:46 تقرير خاص


اعتبر عدد من أبرز الباحثين والمتخصصين في شؤون القاعدة والجماعات المسلحة أن تنظيم القاعدة لم يتبنَ رسمياً الهجوم الذي استهدف مجمع الدفاع بالعرضي بصنعاء صباح يوم أمس الأول الخميس 5 الجاري, معتبرين البيان المنشور على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر", والذي تناولته الفضائيات العربية والمواقع الإخبارية اليمنية, "مجرد تغريدات لمتعاطفين أو مقربين من القاعدة", وأن البيان المتداول جاء مستعجلاً, في حين أن بيانات القاعدة الرسمية عادة ما تتضمن تفاصيل كاملة.

ويرى الخبراء والباحثون أيضاً في موضوع الاغتيالات أنها باتت حرباً بديلة بالفعل, وأنه لا يجب أن تتحمل القاعدة كل عمليات الاغتيالات, فهنالك اغتيالات سياسية وقبلية وعشوائية.. مؤكدين على أن لغة الحرب والصراع هي من مفردات القاعدة وقاموسها, وأن الفوضى وعدم الاستقرار هي البيئة المناسبة لتواجد القاعدة ونموها.

عمليات القاعدة وتصريحات مسؤولي الدولة..

وفي هذا السياق قال الباحث المتخصص في شؤون القاعدة الأستاذ/ عبدالرزاق الجمل إن كل عمليات القاعدة تأتي عكس تصريحات المسؤولين اليمنيين, وأذكر تصريحات المسؤولين اليمنيين تأتي عكس عمليات تنظيم القاعدة.

وأوضح الجمل في تصريح لـ "أخبار اليوم" أنه منذ فترة, يعني قصدي منذ أعوام, لم نرَ نشاط القاعدة يتراجع ونشاط القاعدة في تصاعد مستمر, وأي حديث عن تراجع نشاطها أو ضعفها يكذبه الواقع تماماً.. هم يريدون يتحدثون عن نجاحات في حكم الرئيس/ عبدربه منصور هادي، ويريدون أيضاً تقريباً تبرير الغارات الأميركية في الحديث عن تراجع نشاط القاعدة و.. إلخ.

لا بيان رسمي بتني القاعدة الهجوم على الدفاع:

ولفت الجمل قائلاً بأن ما يجري على الأرض يقول عكس هذا تماماً, والدولة لا تعرف خصمها جيداً أو تقدمه للشعب بشكل خاطئ, أولاً: لا يوجد إلى الآن بيان رسمي من القاعدة, وما نشر في مواقع متعاطفة مع القاعدة يحتاج إلى تأكيد من القاعدة نفسها- البيان الرسمي لم يصدر إلى الآن.. الأمر الآخر: القاعدة تريد أن تثبت حضورها, تريد أن تفرض شروطها, وإن كان هناك أي هدنة في المستقبل من خلال هذه العمليات سترسل شروط التفاوض, وأيضاً هو رد على ما قامت به الأجهزة الأمنية في حضرموت وفي غير حضرموت, وسبق أن هددت القاعدة برد عنيف ورد مؤلم بعد أن أعتدت قوات مكافحة الشغب على سجناء في سجن الأمن السياسي, ويبدو أن هذا كان الرد العنيف والمؤلم.

القاعدة والنظامان (السابق والحالي) والحوثيون:


ونوه الباحث المتخصص في شؤون القاعدة بأن القاعدة يهمها المكاسب التي ستحصل عليها من وراء العملية, ولا يهمها من سيستفيد, سواء استفاد النظام السابق أو النظام الحالي, أو استفاد الحوثيون من العملية, المهم أنها تحقق لها مكاسب في حربها مع الحكومة اليمنية والولايات المتحدة الأميركية, ولا يهمها أن تستفيد جهات أخرى أو تتضرر من عملياتها.

واعتبر الجمل أنه يمكن أن يستفيد النظام السابق من مثل هذه العملية, حيث أن هذه الحادثة تسهم في عرقلة العملية السياسية, فمثل هذه قد تصب في خدمة النظام السابق، لكن كما قلنا بأن القاعدة لا يهمها من سيستفيد من العمليات التي تقوم بها بقدر ما يهمها المكاسب التي ستحصل عليها هي.. حتى الرئيس/ عبدربه منصور هادي قد يستفيد في إقالة بعض مسؤولين أو في تصعيد آخرين.. إلخ, قد ربما يستفيد من هذه العملية.

بصمات القاعدة وتويتر (مقربين منها):


واعتبر الباحث في شؤون القاعدة أن عملية مهاجمة مجمع الدفاع فيها بصمات القاعدة, لأن بصمات القاعدة واضحة جداً, لكن إلى الآن لم تصدر بياناً رسمياً, ولا يوجد بيان رسمي، القاعدة في بياناتها لا بد أن تحصل على جميع تفاصيل العملية, وهذا البيان كان مستعجلاً جداً, وقد تكون مجرد تغريدات لمتعاطفين أو لمقربين من القاعدة, لا تستطيع تقول بأنه رسمي, ولكنه قريب مما تقول القاعدة وليس رسمياً, لا أحد يعرف ظروف وملابسات زيارة الرئيس/ عبدربه منصور هادي لمجمع العرضي, وهل كانت الزيارة في ذلك الوقت, وهل كان موجوداً قبل العملية أم لا؟.. لا أحد يعرف, وأي تحليل في هذا يتوقف على تفاصيل وملابسات زيارة الرئيس.

وأضاف الجمل لهذا قلت لك قد يكونوا ناساً مقربين من القاعدة لديهم معلومات, ولا تستطيع أن تقول أن ما جاء في تويتر بياناً حتى يحتوي على معلومات حقيقية وتفاصيل لما حدث في وزارة الدفاع، أكيد لديها معلومات, الجهات المتصارعة قد تحاول تسريب معلومات، نعم القاعدة اخترقت الأحزاب السياسية المتصارعة مستثمرة الخلاف والصراع السياسي, مستغلة محاولات ورغبة كل طرف للإضرار بالطرف الآخر.

لا يمكن تحميل القاعدة كل الاغتيالات:
من جانبه قال الأستاذ/ سعيد عبيد الجمحي, الباحث والمتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة في اليمن, إن عملية الاغتيالات أصبحت هي الحرب البديلة بالفعل التي يسلكها تنظيم القاعدة ليحقق الكثير من الخسائر في صفوف خصومه مقابل لا شيء في صفوفه, وما إن يركب ملثمان دراجة نارية ويتجهان للهدف ويقتلانه, وهذه عملية متكررة ولا يترتب عليها شيء, بمعنى أنها تحصل العملية وتنجح مقابل لا يمكن ألا تصل الحكومة والأجهزة الأمنية للفاعل بحال من الأحوال.

واعتبر الجمحي أنه لا يمكن أن نحمل القاعدة كل عمليات الاغتيالات وواضح أن عملية الاغتيالات أصبحت ظاهرة, فهناك اغتيالات سياسية واغتيالات قبلية واغتيالات عشوائية, ويمكن أن تكون هناك توجهات لبعض الأطراف السياسية وبعض خصماء النظام لتوريط النظام وإظهاره بأنه ليس على المستوى المطلوب وأنه لن ينجح, وبالتالي يتم اغتيال بعض القيادات من الأجهزة الأمنية على أساس أنها سوف تكشف بالمستقبل ما عليه النظام السابق مثلاً وتملك الكثير من المعلومات.

عجز أمني واختراق من القاعدة:

ولفت الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة, كما وصفته قناة "العربية" في برنامج صناعة الموت مساء أمس, إلى أن الواقع أن ملف الاغتيالات في اليمن ملف معقد, القاعدة أسست هذا البند ـ بند الاغتيالات لهدم الجيش وهدم الأجهزة الأمنية.. أطراف أخرى سلكت هذا السلوك وتقوم ما تقوم به القاعدة.. لماذا لا تجد أن القاعدة أصدرت بيانات للمستهدفين في العمليات الأخيرة؟ وعملية الاغتيال ذات سيناريو موحد أسسته القاعدة وملثمان يستقلان دراجة نارية يتجهان للهدف ويقتلانه بكل سهولة, ويتم استهداف قيادات أمنية وعسكرية كبيرة, ولا يمكن أن تفشل العملية بأي حال من الأحوال, والمفروض أن المستهدفين من القيادات العسكرية والأمنية هي التي تحمي البلد وأشار الجمحي ليس هناك أي عملية تم رصدها بعد أن قام اللذان يستقلان الدراجة النارية باستهداف هذه الشخصية ولم يتم القبض على أي من الجناة, حيث يتم الهروب في الحال.. العملية تتم في قلب صنعاء وبعض العمليات يتم إحباطها من المواطنين, وعلى المستوى الأمني لم يتحقق أي نجاح ولا نستطيع أن نقول أن هناك تواطؤاً, ولكن نقول بأنه عجز والاختراق موجود, ولكن من ينفذ هذه العمليات يتجه لشخصيات نوعية.

القاعدة وتحدي الدولة في قلب صنعاء:


موضحاً أن القاعدة هي التي تنفذ عمليات الاغتيالات في حضرموت, لأنها أصبحت محافظة ملتهبة ويتواجد فيها الكثير من العناصر, ومنهم فرار لأكثر من بضع وثمانين من عناصر القاعدة فروا وانتشروا في أكثر المناطق, وهم من أبناء هذه المحافظة, فقاموا بالكثير من هذه العمليات والقاعدة هي التي تنفذ العمليات أيضاً في صنعاء, لكن تريد القاعدة أن تقول في هذه العمليات المتفرقة جغرافياً بأنها تستطيع التواجد في محافظة جنوبية آمنة, كما هو الحال في أبين.. كما أنها تستطيع أن تتحدى الدولة بالوجود في قلب صنعاء, تنفذ القاعدة عمليات مزدوجة, تنفذ اغتيال خبير عسكري روسي من بلاروسيا والعقيد في الجيش في وقت واحد.. ولا شك أن عملية الاغتيالات في قلب العاصمة صنعاء حيث يوجد الرئيس والحكومة, لا شك أن هذه الاغتيالات لها دلالة خاصة.

وقال الجمحي: أنا شخصياً لا أعتقد أن يكون هناك شخصيات عسكرية أو أمنية هي التي تقوم بهذه العمليات يمكن أن يصل الحد إلى التواطؤ مع أطراف أخرى, كون بعض الأجهزة الأمنية تعاملت مع تنظيم القاعدة وتدرك الكثير من عناصره, يمكن أن يكون هناك تسهيلات, يمكن أن يكون هناك مد بمعلومات بشكل أو بآخر, يمكن أن تكون هناك خدمة لوجستية لعناصر التنظيم.. وأستبعد قيام أمنيين أو عسكريين بالتخطيط أو التنفيذ للعمليات, وأيضاً السياسيون يمكن أن يقدموا خدمات غير مباشرة للتنظيم..

القاعدة والحوثيون:

وأضاف الباحث البارز في شؤون الجماعات المتطرفة أنه من الصعب أن نجزم من قام باغتيال جدبان, لكن لا يمكن أن تنفي نفياً قاطعاً مسؤولية القاعدة التي أصدرت بياناً هاجمت الدولة وأيدت الطرف السني في دماج لمقاتلتهم الرافضة, كما يسمونهم, وأيدت رغبتها في إغاثة مظلومي دماج, كما جاء في البيان بصورة واضحة.. واللافت للنظر أن الذي أذاعه عضو شرعي وليس عسكرياً, كأن التنظيم يقول هذه قضية عقائدية.. لو كان التنظيم يريد أن يتدخل عسكرياً مباشرة, وأن يغتال عناصر الحوثي ومؤيديه, لكان هنالك عمليات اغتيال بالعشرات من مؤيدي الحوثي الاغتيال في العاصمة معناه لا دولة, وهنالك خلل معناه القتل في قلب العاصمة التي بها نقاط عسكرية لبث الرعب.

ولفت الجمحي قائلاً:" بشكل مباشر لا يمكن أن يكون للنظام السابق أي يد واضحة مباشرة في عملية الاغتيالات, أو أي عملية عرقلة, وهناك مؤشرات تسهيل بعض العمليات وإعاقة العملية السياسية, ويلوح حزبه بالانسحاب, ولدى النظام السابق الكثير من القادة العسكريين الذين خلخلوا عملية هيكلة الجيش, الكثير من الاتهامات للنظام السابق وهو بالفعل مدان فيها, ولكن بصورة غير مباشرة مادام ليس هناك دولة واستراتيجية غير واضحة لمواجهة الاغتيالات, وما دام ليس هناك تماسك في الأجهزة الأمنية, ستستمر هذه الاغتيالات, ومادام أن هناك أطرافاً لا تريد استقرار البلد وتريد إشاعة الفوضى, بمعنى أنها تمثل خلفيات القاعدة.. القاعدة تقتل والذين يحدثون الفوضى والتشنج مع الدولة ربما يخدمون القاعدة, ولغة الحرب والصراع هي من مفردات القاعدة وقاموسها, وبالتالي كل ما يؤدي للفوضى وعدم الاستقرار يساعد على تواجد القاعدة ونموها".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد