النفط اليمني.. حقول وأنابيب نقل ملغومة !

2013-12-16 05:45:24 أخبار اليوم/ تحرير خاص/ نبيل الشرعبي


تكبد اليمن خسائر اقتصادية قُدرت بـ3,166 مليار دولار، جراء الهجمات المسلحة التي استهدفت أنابيب النفط والغاز في العام الماضي 2012، حسبما أعلن مسؤول حكومي، وقال مدير عام الإنتاج في هيئة استكشاف النفط الحكومية/ عبدالسلام الكامل، إن هذه الهجمات “تؤدي إلى توقف الإنتاج وتلحق أضراراً بالغة في عمليات التشغيل والصيانة وتوقف عملية النقل”، موضحا أن تفجير أنبوب النفط الرئيسي في محافظة مأرب يتسبب بتوقف ضخ “نحو 100 ألف برميل نفط يوميا”، ما يكلف خزينة الدولة نحو 12 مليون دولار، حسب مصادر حكومية سابقة.

وفي الآونة الأخيرة، شكّل النفط محور الصراع الجديد بين السعودية واليمن، حيث كشفت تقارير إخبارية ومصادر يمنيّة، عن أن "حرباً باردة" تدور بين المملكة العربية السعودية واليمن، عقب الكشف عن امتلاك اليمن أكبر منبع نفط في العالم، الذي يمتد قسم منه داخل السعودية، بجزء بسيط على عمق 1800 متر. اتّهمت مجلّة "فورين أفيرز" الأميركية السعودية بإشعال حرب على أكبر منيع نفط في العالم

 وقالت مصادر إنه "إذا كانت الرياض تمتلك 34 في المئة من مخزون النفط العالمي، إلا أن اكتشاف هذه الآبار النفطيّة في اليمن يوفّر الفرصة لامتلاكها 34 في المئة من المخزون الاضافي، ما يمنح تفوّقاً لليمن تخشى السعودية عواقبه في المستقبل".

ومنابع النفط التي ترقد فوقها اليمن تتمركز في بعض البؤر الحيوية، مثل المنطقة الواقعة بين الجوف ومأرب وصحراء الربع الخالي، ما يفسّر إسراع السعودية في محاولة السيطرة على هذه المناطق، مقابل إصرار اليمن على عدم ترسيم الحدود فيها، والاكتفاء بترسيمها في المناطق الغربية والصحراوية.

وتتّسق هذه المعلومات، مع ما ذكره أحد خبراء النفط في اليمن، حول إنتاج حقل الجوف في بلاده، الذي يبلغ إنتاجه حوالى 5 ملايين برميل يومياً، يتمّ سحبه بطريقة أفقية إلى الأراضي السعودية، مؤكّداً أن محافظة الجوف تعدّ أغنى المناطق العربية بحقولها النفطيّة والغازيّة.

وجاءت هذه المعطيات دافعاً قويّاً لسرعة تحرّك الجانب السعودي للسيطرة على "كنز النفط" في أراضي اليمن، الأمر الذي يفسّر صفقة "اتّفاق جدّة" السياسية بين السعودية ونظام الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، عندما أذعن لشروط الاتّفاق في العام 2000، وإرضاء الرياض مقابل منح مالية لمسؤولين يمنيّين ومشايخ وقفوا خلف الاتّفاق، إلى أن ظهر الحوثيّون المدعومون من طهران كلاعب مؤثّر في المشهد اليمني.

فيما أكد وزير النفط والمعادن أن الخسائر بلغت 4.7مليار دولار جراء هذه الضربات، ومنذ بداية العام الجاري، تعرضت أنابيب النفط والغاز في اليمن لأكثر من 40هجوماً بواسطة رجال قبائل، اكثر من 30 محاولة تفجير، وتصاعدت الهجمات المسلحة على أنابيب النفط والغاز وأبراج الكهرباء في اليمن بشكل ملحوظ منذ الإطاحة بالرئيس السابق علي عبدالله صالح أواخر العام الماضي، وسط مزاعم بتورطه في هذه الهجمات، وفي تاريخ26/1/2013 م، فجّر مهاجمون مجهولون خط أنابيب رئيسا للنفط في محافظة مأرب وسط اليمن مما أدى إلى إغلاقه، وقال مصدر حكومي إن الجيش يلاحق "المخربين" في وقت بدأت فرق فنية على الفور في إصلاح الأضرار الناجمة عن التفجير.

وجاء التفجير عقب مقتل تسعة في ثلاث غارات منفصلة نفذتها طائرات أميركية من دون طيار مستهدفة عناصر يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة بمنطقة وادى عبيدة بمحافظة مأرب، وذكر آنذاك مصدر يمني محلي أن "عناصر تخريبية خارجة عن القانون" هاجمت خط الأنابيب بمديرية صرواح الذي يربط حقول الإنتاج في محافظة مأرب بالبحر الأحمر.. ونقلت رويترز عن شاهد من رجال القبائل أنه سمع انفجارا في منطقة صرواح وأعقب ذلك تصاعد دخان من خط الأنابيب.

من جانبه قال مصدر حكومي يمني إن الإنتاج توقف بعد انفجار شحنة ناسفة وضعت أسفل خط الأنابيب، وأشار إلى أن الجيش يلاحق "المخربين" دون ذكر ما إذا كانوا من رجال القبائل أم أنهم مشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة، وأدى إغلاق خط الأنابيب لفترة طويلة إلى توقف عمل أكبر مصفاة تكرير في البلاد في عدن مما دفع البلاد إلى الاعتماد على تبرعات الوقود من السعودية وعلى الواردات، واستؤنف الإنتاج يوم 31 ديسمبر/ كانون الأول بمعدل 70 ألف برميل يوميا بعد أحدث أعمال إصلاح لخط الأنابيب الذي كان يستخدم في ضخ نحو 110 آلاف برميل يوميا من خام مأرب لمرفأ تصدير على البحر الأحمر قبل أن تبدأ موجة هجمات التي تستهدف الخط في 2011.

30/4/2013م، فجّر مسلحون مجهولون أنبوبا رئيسيا لنقل النفط الخام بمحافظة مأرب شرق العاصمة اليمنية صنعاء، ما أسفر عن توقف عمليات الضخ عبر الأنبوب، وأعلن مصدر يمني أن مجهولين فجروا الأنبوب الذي يصل حقول النفط في مأرب بميناء رأس عيسى على البحر الأحمر بمنطقة وادي عبيدة.

 وقد شوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من موقع التفجير، ووفق مسؤول محلي، فقد "توقف ضخ الخام بشكل شبه كامل تقريبا"، ويمتد الأنبوب على طول 320 كلم من حقول صافر إلى رأس عيسى على البحر الأحمر بالغرب، وسبق أن تعرض مرارا خلال الأشهر الماضية للتخريب، خصوصا من قبل مسلحين قبليين أو حتى من قبل تنظيم القاعدة الذي تعد مأرب من معاقله باليمن. وسجل آخر هجوم على هذا الأنبوب بالمنطقة نفسها فجر الثامن من أبريل/نيسان، وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي شن الجيش اليمني هجوما على القبائل المتهمة بتخريب الأنبوب بانتظام للحصول على مطالبهم بمحافظة مأرب، وأدت المواجهات إلى سقوط 17 قتيلا، كما أن أنابيب النفط وأبراج الكهرباء بمحافظة مأرب تعرضت خلال اليومين الماضيين لاعتداءات متكررة تسببت بتوقف ضخ النفط الخام وإغراق مدن عدة في الظلام.

وذكرت مصادر في السلطة المحلية وأخرى قبلية لـ"بي بي سي" أن مسلحين قبليين فجروا صباح يوم30 يونيو/ حزيران، 2013، أنبوبا رئيسا لتصدير النفط في منطقة صرواح بمحافظة مأرب شرقي اليمن، وذكرت المصادر أن أحد مفجري الأنبوب احترق بالكامل عند انفجار الأنبوب حتى تفحمت جثته، وتأتي عملية التفجير هذه بعد يومين من اصلاح الأنبوب في نقطة تفجير أخرى، وتقول الحكومة اليمنية إنها تخسر 15 مليون دولار في كل يوم يتوقف فيه تصدير النفط من حقول مأرب بالإضافة إلى التكاليف الباهظة لعمليات إصلاح الأنبوب، وأفادت وسائل إعلام محلية في صنعاء أن رجال قبائل مسلحين نسفوا يوم 4/8/2013 م خط الأنابيب الرئيسي الذي يربط حقول النفط في شرق البلاد بساحل البحر الأحمر مما أدى إلى توقف عمليات ضخ الذهب الأسود.

وفي١٥ سبتمبر ٢٠١٣، أقدم مسلحون على تفجير أنبوب النفط الرئيسي في وسط اليمن، ما أدى إلى توقف عمليات ضخ الخام عبر الأنبوب، بحسب ما أفاد مصدر من القطاع النفطي وآخر قبلي، وذكر المصدر القبلي أن "المسلحين فجروا الأنبوب عند نقطة الكيلومتر 107، في منطقة صرواح بمحافظة مأرب شرق صنعاء.

 ومن جهته، أوضح المصدر من القطاع النفطي أن "التفجير أدى إلى توقف عملية ضخ النفط"، ويربط الأنبوب، الذي يتعرض باستمرار لعمليات تخريب، والذي يبلغ طوله 435 كيلومتراً، بين حقول صافر في مأرب وميناء رساس عيسى على البحر الأحمر في الغرب، وتراجع إنتاج النفط بشكل كبير في اليمن بسبب الوضع الأمني وسوء الصيانة، وتراجع الاستثمارات في التنقيب، وكان انتاج اليمن عام 2001 بحدود 440 ألف برميل يومياً، وصدر عام 2010، 103 آلاف برميل يومياً بحسب أرقام وكالة الطاقة العالمية.

وفي4 نوفمبر 2013 كشف مصدر عسكري يمنى, بوزارة الدفاع, النقاب عن قيام عناصر تخريبية مسلحة بتفجير أنبوب نقل النفط الخام في مديرية الصعيد بمحافظة شبوة "جنوب شرق اليمن"، وجاء هذا التفجير, بعد أيام من إصلاح أنبوب النفط بعد قيام عناصر تخريبية بتفجيره، وقالت مصادر حكومية إن مجهولين فجروا أنبوب النفط الذى يمتد من حقول عياذ إلى ميناء التصدير في النشيمة على البحر العربي"، لافتا إلى أن التقارير الميدانية تشير إلى أن ألسنة اللهب ارتفعت من موقع التفجير في مفرق الصعيد جراء التفجير، وفقد اليمن العام الماضي نحو أربعة مليارات دولار جراء أعمال التخريب التي تمس أنابيب النفط والغاز المسال وخطوط الكهرباء وفق تقديرات رسمية، وكان اليمن استأنف ضخ النفط في الثالث من ديسمبر/كانون الأول الماضي بمعدل يومي ناهز سبعين ألف برميل بعد إصلاح أضرار خلفها تفجير أنبوب النفط، والذي كان يحمل قرابة 110 آلاف برميل يوميا من خام مأرب الخفيف إلى ميناء تصدير على البحر الأحمر وذلك قبل أن تبدأ سلسلة التفجيرات التي مست الأنبوب عام 2011.

وفي 08-ديسمبر-2013 استهدف مسلحون بمحافظة شبوة جنوب شرقي اليمن أنبوب للنفط بمنطقة عسيلان، بعد أقل من شهر من إصلاحه، وقالت مصادر قبلية للوطن بأن مسلحون قاموا بتفجير أنبوب النفط في منطقة عسيلان وأن السنة اللهب تصاعدت بالأنبوب الذي يمتد إلى مصافاة تكرير النفط في صافر بمحافظة مأرب، ويأتي التفجير في وقت أجلت السلطات اليمنية المئات من موظفي منشأة بلحاف لتسييل وتصدير الغاز في بمحافظة شبوة ذاتها بعد يوم واحد من هجوم بقذيفة هاون استهدف إحدى المحطات التابعة للمنشأة، حسبما أفادت مصادر عسكرية وعمال ومسؤول في وزارة النفط لوكالة "فرانس برس"، وذكرت مصادر من العمال في الشركة انّه تم إجلاء مئات العمال، بينهم أجانب إلى صنعاء على متن أربع طائرات كإجراء احترازي بسبب تهديدات أمنية ومخاوف من تعرض المنشأة لهجمات.

وقال مسؤول في وزارة النفط انه تم إجلاء الموظفين غير الأساسيين، وبالتالي لم تتأثر عمليات التسييل في المنشأة التي تبلغ قدرتها الإنتاجية 6,7 مليون طن في السنة، وذكر المسؤول أنّ 1200 شخص يعملون في المنشأة، وقد تقرر إجلاء الموظفين غير الأساسيين بعد سقوط قذيفة هاون على محطة تابعة للمنشأة، وبحسب مصادر عسكرية، فإنّ قوات الجيش والأمن الخاص عززت تواجدها في النقاط المحيطة والمؤدية إلى منشأة بلحاف، فضلاً عن رفع حالة اليقظة في صفوف الأفراد، والجاهزية لمواجهة أي مخاطر محتملة.

وفي 3 اكتوبر 2013، استهدف مسلحون قبليون بمحافظة مأرب أنبوب للنفط بمنطقة وادي عبيدة ، بعد أيام من إصلاحه، وقالت مصادر قبلية بأن مسلحون قاموا بتفجير أنبوب النفط في منطقة آل شبوان بوادي عبيدة، وأن السنة اللهب تصاعدت بالمنطقة، ويشار بأن أنابيب النفط تعرضت منذ مطلع العام الجاري إلى 29 تفجير، إضافة إلى 23 محاولة تفجير، وفي1 كانون الأول/ديسمبر، صرح مسؤولون ومصادر قبلية في اليمن ان رجال قبائل فجروا خط الانابيب الرئيسي لتصدير النفط، وفي 09 ديسمبر2013م، تم تفجير أنبوب للنفط في منطقة عسيلان بشبوة، الممتد بين محافظتي شبوة مأرب، ما أدى إلى تصاعد ألسنة من اللهب و الدخان الأسود، وينقل عن طريق هذا الأنبوب النفط من حقول نفطية في محافظة شبوة و يمر عبر محافظة مأرب، ولم تكشف الجهات الرسمية عمن يقف وراء عملية التخريب، وفي 10 ديسمبر تعرض انبوب نقل النفط اليمني، الى التفجير في محافظة مأرب شمال شرق اليمن، واوضح مصدر ان مسلحين وضعوا عبوة ناسفة عند كيلوا 104 بمنطقة حباب صرواح في مأرب ثم فجروا انبوب النفط الخام مشيراً الى ان الانفجار نجم عن تسرب النفط على مساحة واسعة في الصحراء.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد