المرحلة الانتقالية في اليمن "على الطريق الصحيح" بالرغم من المعوقات

بن عمر : مجلس الأمن حدد إسمي صآلح ونائبة البيض " سابقاً" كمقوضين للإنتقال في اليمن

2013-12-30 15:32:31 صحيفة غولف نيوز الإماراتية/ ترجمة خاصة


اليمنيون سوف يتذكرون كلاً من الأخضر الإبراهيمي وجمال بن عمر كمبعوثين للأمم المتحدة تم إرسالهما إلى اليمن عندما كانت تترنح على شفا الانقسام.. الإبراهيمي ـ الذي هو الآن مبعوث للأمم المتحدة إلى سوريا ـ جاء إلى اليمن عام 1994 عندما اندلعت حرب أهلية بين الشمال والجنوب.. وبعد وقت قصير من وصوله، قام الشماليون، مدعومين من قبل بعض الجنوبيين المنشقين، باقتحام عدن، التي كانت آنذاك عاصمة جنوب اليمن.

وبالمثل، وصل بن عمر إلى اليمن عام 2011 ـ عندما كانت البلاد على شفا حرب أهلية أخرى- لكن هذه المرة بين القوات الموالية للرئيس ـ الذي حكم البلاد لفترة طويلة (علي عبدالله صالح)ـ والقوات المنشقة المدعومة من قبل القبائل القوية.

لعب بن عمر دوراً في التوصل إلى اتفاق بدعم خليجي تمكن من نزع فتيل التوتر بين الخصوم.. المهمة الحالية لبنعمر هي الحفاظ على ما تم إحرازه من تقدم في الفترة الانتقالية التي بدأت بتنصيب الرئيس الحالي/ عبد ربه منصور هادي وتنتهي بانتخاب رئيس جديد.. كما أن بن عمر يرسل تقارير في فترات منتظمة إلى مجلس الأمن الدولي حول الوضع في اليمن.

وبموجب شروط المبادرة الخليجية، ينبغي على جميع القوى السياسية اليمنية الانضمام إلى مؤتمر الحوار الوطني لمناقشة حلول لقضايا البلاد الكبرى..

 في مقابلة مع الصحيفة يقول بن عمر ـ في إيجاز لمهمته في اليمن ـ "دور الأمم المتحدة هو تشجيع جميع الأطراف على المشاركة في هذه العملية، وإيجاد أرضية مشتركة والبحث عن حلول توافقية, لكن ليس علينا إملاء الحلول".

وقال بن عمر إن المناقشات في مؤتمر الحوار الوطني صعبة وتستغرق وقتاً طويلاً.. وقال "هنا في مؤتمر الحوار الوطني ليس لدينا طرفان يتفاوضان, لدينا العديد من الأطراف (الحراك الجنوبي وأنصار الله الحوثيين والنساء والمجتمع المدني والأحزاب السياسية الأخرى) وحتى نصل إلى توافق، لم يكن ذلك سهلاً نظراً لطبيعة هذه المفاوضات المتعددة".

منتقدو بن عمر ليس لديهم أي أمل في أن مؤتمر الحوار ـ الذي يشارف على الختام ـ سينتج أي حلول ملموسة لمشاكل البلاد.. ورداً على ذلك يقول بن عمر "هذه العملية الانتقالية متقدمة ولا تزال ـ إلى حد كبير ـ في المسار الصحيح على الرغم من كل الصعوبات, والحوار الوطني يتحرك إلى الأمام بطريقة إيجابية للغاية.. الجانب الإيجابي هو عندما يتم إيجاد حل من المرجح أن يكون مستداماً لأن جميع الأطراف تشارك في صياغة هذا التوافق", لقد وقع ممثلو بعض القوى السياسية في مؤتمر الحوار على وثيقة لتحويل البلاد إلى فدرالية من عدة أقاليم تتمتع بحكم شبه ذاتي.

 وقال بن عمر: "هناك مستوى عالٍ من التوافق على ضرورة إقامة دولة اتحادية جديدة, هذا الطلب ليس من الجنوبيين فقط، بل أيضا من الناس في المناطق الشمالية, أعتقد أن العديد من علل النظام السابق جاءت من طبيعة المركزية المفرطة".

بن عمر أثار غضب العديد من أعضاء حزب الرئيس السابق عندما أشار إلى أن الرئيس الحالي/ عبد ربه منصور هادي, يمكن أن يظل في منصبه بعد شهر فبراير 2014.. وسائل الإعلام الموالية للرئيس السابق تخبر أنصارها بأن الحزب سيستعيد السلطة بعد انتخابات فبراير 2014.

يقول بن عمر: "من الواضح جداً أن هناك حملة شعواء وخبيثة وممولة جيداً تهدف إلى تضليل الرأي العام من خلال محاولة إقناعهم بأن فترة الرئيس هادي والفترة الانتقالية ستصل إلى نهايتها في فبراير 2014, ما قلته مراراً وتكراراً هو أن الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية توضح أن الرئيس يظل في منصبه حتى يتم تنصيب رئيس جديد".

ويقول بن عمر إن مؤتمر الحوار الوطني يجب أن ينهي بعض الخطوات قبل نهاية الفترة الانتقالية.

 وقال بن عمر: "النقاش في مؤتمر الحوار هو حول كم يلزم من الأشهر لإنجاز الخطوات المقبلة المحددة في الاتفاقية الانتقالية من بعد الانتهاء من الحوار الوطني إلى حين إجراء الانتخابات".

ويقول المبعوث الأممي: "هذه الخطوات هي اختتام الحوار الوطني وإنشاء لجنة صياغة الدستور, وأيضا صياغة دستور جديد وإعلام الجمهور حول الدستور ودمج الآراء من خلال عملية مشاركة الجمهور في مشروع الدستور والاتفاق على الدستور ومن ثم فتح سجل للناخبين والدعوة إلى الاستفتاء والاتفاق على الاستفتاء والاتفاق على قانون انتخابي جديد والتشريعات الأخرى ذات الصلة من أجل التحضير للانتخابات العامة".

       

وكم سيأخذ مؤتمر الحوار الوطني من الوقت حتى ينتهي من هذه الخطوات؟ يقول بن عمر: "من خلال مشاهدتي للنقاش الحالي، هناك معطى بأن هذه المهمة ستتطلب تسعة أشهر، لكن المراجعة الشاملة ستتطلب من بين 18 إلى 25 شهرا, لم يتم اتخاذ أي قرار, اليمنيون يناقشون جدولاً زمنياً جديداً وعملنا هو تشجيعهم للوصول إلى توافق".

وبناء على تكهنات بن عمر، فإن الرئيس هادي يمكن أن يبقى في منصبه لمدة عام آخر, وعندما سألناه عن المعارضة القوية من جانب صالح لتمديد ولاية هادي للفترة الانتقالية، التقط بن عمر بعض الأوراق من على الأريكة وأبرز القرار الأخير للأمم المتحدة بشأن اليمن, قارئا جزءاً من القرار: "يجدد مجلس الأمن التعبير عن قلقه إزاء استمرار ورود تقارير عن تدخلات من أولئك الذين ينوون تعطيل أو تأخير أو عرقلة العملية الانتقالية وتقويض الحكومة اليمنية".

ولغضبهم من انتقادات بن عمر المتكررة لزعيمهم، كتب حزب صالح مؤخراً رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون, يشكون بن عمر ويحثوه على تغيير مبعوثه إلى اليمن.

وفي المقابلة ظهر بن عمر مسترخياً وهو يقلب الأوراق بين يديه.. يقول بن عمر: "مجلس الأمن حدد إسمي صالح ونائبه السابق علي سالم البيض بأنهما يحاولان تقويض العملية الانتقالية, عندما يتعلق الأمر باليمن، فإن مجلس الأمن يتحدث بصوت واحد، لا وجود لانقسامات داخل مجلس الأمن.. ومجلس الأمن يريد النجاح لهذا التحول السياسي الفريد من نوعه".

وقال بن عمر: إن الاضطرابات في الجنوب تنبع من عقدين من سوء المعاملة من قبل النظام السابق, مضيفا: "عانى الجنوب على مدى عقدين من الظلم والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والتمييز والآن فقط ندرك نطاق التمييز والنهب الذي تعرض له الجنوبيون".

وأشار إلى أن الرئيس هادي قد اتخذ العديد من الخطوات لمعالجة مظالم الجنوبيين وتشمل هذه الخطوات تعيين لجنتين (واحدة خاصة بقضايا الأراضي والأخرى لمعاجلة أوضاع الناس الذين تم طردهم من الخدمة المدنية والقوات المسلحة).

وقال بن عمر: "لقد بدأ الناس في الجنوب يرون الضوء في نهاية النفق, للمرة الأولى يشهدون جهوداً جادة لمعالجة مظالمهم".

وبعد جهود هادي الجادة لحل القضايا الجنوبية، لا يرى بن عمر أي حاجة لوضع خيار الانفصال على الطاولة.

وقال بن عمر: "يقول جميع المشاركين ومن ضمنهم الحراك إنهم سيبحثون عن حل يكون واقعياً وفي سياق بناء دولة ديمقراطية واتحادية جديدة".

وعلى الرغم من تصاعد العنف في الجنوب، يقول بن عمر إنه تلقى وعوداً من قادة الحراك بأن الحركة "تظل سلمية".

وعلى الرغم من الوضع الأمني المتدهور في العاصمة اليمنية، يقول بن عمر إنه لم يتعرض لمحاولة اغتيال إطلاقا, لكنه يعتقد أن موكبه تعرض للاستهداف عن طريق الخطأ.

 وقال بن عمر: "كان هناك حادث عندما مر موكبي بالصدفة, وعلى ما يبدو عندما تم اغتيال أحد أعضاء مجلس النواب, سمعت طلقات رصاص بصوت عالٍ جدا وظنينا في البداية أننا مستهدفون، لكننا بعد دقائق قليلة اكتشفنا أن الهدف كان شخصاً آخر".

جدول أعمال بن عمر في اليمن مثقل بالمواعيد.. بدءا من الصباح الباكر، يقضي الدبلوماسي البالغ من العمر 57 عاماً وقته في العاصمة اليمنية متنقلاً من القصر الرئاسي إلى منزل هادي ومن ثم إلى الفندق الذي يقيم فيه.

يقول بن عمر: "أحياناً أعمل من الصباح الباكر حتى منتصف الليل, "لكن عندما يجد وقت فراغ، فإنه يدون بعض الملاحظات".

ويقول المبعوث الأممي: إنه قد يكتب كتاباً عن تجربته في اليمن, ويضيف إنه لم يمضغ أوراق القات أبدا، على الرغم من كثر المحاولات المستمرة من قبل السياسيين اليمنيين.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد