الحرب اللعبة

2014-01-01 19:16:35 أخبار اليوم/ رصد خاص


ناقش برنامج "في العمق" على قناة "الجزيرة" آخر ابتكارات الإمبراطورية الأميركية، في القتل وكيف يمكن أن يقتل الناس بالرمونت كنترول عبر الطائرات بدون طيار "الدرونز"، كيف تعمل الطائرات بدون طيار, وما الذي يدفع الدول الكبرى للاعتماد عليها؟ ولماذا تدير الاستخبارات الأميركية عمليات الدرونز؟ وكيف تؤثر الطائرات بدون طيار على الشعوب المستهدفة؟ وهل نجحت أميركا في الاعتماد على هذا النوع من الحروب؟.
واستضاف البرنامج ناشطة السلام الأميركية "ميديا بنيامين" كما تخلل الحلقة مداخلة لجندي أميركي سابق هو ماثيو ساوثوورث، وأستاذة علم الاجتماع بجامعة تعز اليمنية/ ألفت الدبعي.

ترى ميديا بنيامين أن الطائرات بدون طيار تطيل أمد الحروب بدل التوصل إلى حلول عبر المفاوضات، وأن الحياة الآمنة مفروضة سواء لطفل في باكستان أو رجل في اليمن، وأن جميع البشر سواسية..
وقالت بنيامين "إنه إذا أغمضنا أعيوننا وسكتنا على ما تقوم به حكومتنا "الولايات المتحدة الأميركية" من جرائم، فإننا سنكون متواطئين في ارتكاب تلك الجرائم، لذلك تكون علينا مسئولية كمواطنين أميركيين ومواطنين عالميين أيضاً, فيجب أن نتحدث ونرفع الصوت لنوقف عمليات القتل هذه"..
وأوضحت أن الولايات المتحدة تحول الحرب وقتل الأبرياء إلى لعبة فيديو بكل ما تعنيه هذا الكلمة، بمعنى أنهم يبقوا شعوبهم "الأمريكيين" آمنة لان حياتهم أهم من حياة الشعوب الأخرى حيث إنهم لا يضعون طياراً في الطائرة، لكن الأشخاص الذين على الأرض الذين في معظمهم دول فقيرة وفي مناطق قبلية مثل باكستان أو اليمن، أن حياتهم لا شيء وأنهم مجرد أجسام يظهرون على الشاشة وبمجرد ضغطة زر يتم تفجير هذه الأجسام وهذا هو مستوى حياة هؤلاء الأشخاص على الأرض.
وتعتقد ميديا أن سيطرة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية على العمليات العسكرية في باكستان يضفي الكثير من السرية على استخدام هذا النوع من الطائرات.
وأضافت إن وكالة الاستخبارات الأميركية تسيطر على العمليات في باكستان وليس عليها مسئولية ولا تتمتع بشفافية، وكما ادعى الرئيس أن الولايات المتحدة ستحاول القبض على الأشخاص المطلوبين بدل قتلهم وأن القتل سيكون آخر الحلول التي يلجأون إليها ولكن في الحقيقة كان هذا الأمر غير صحيح، مستدلة بقولها جون برينن كذب على الشعب الأميركي في سنه 2011 وقالت إنه لم يكن هناك أي ضحايا من المدنيين في عمليات الطائرات بدون طيار وبعد ذلك تراجع وقال ربما عدد قليل، لكننا نعرف أن هناك المئات من الأشخاص حوالي 200 طفل من باكستان لوحدها، لذلك العديد منا يشعر أنه يجب إخراج الطائرات بدون طيار من تحت سيطرة وكالة الاستخبارات الأميركية "السي أي إي" وربما هذا ليس حلاً كافياً.
وعلى ذات الصعيد تحدثت ناشطة السلام "بنيامين" عن زيارتها لعدد من أسر ضحايا الغارات في اليمن وباكستان وأفغانستان، حيث قالت" كنت في اليمن مع شخص كان أخوه معلماً ويقود تاكسي، فأصعد معه أشخاص فانفجرت السيارة وقتل أشخاص أبرياء، لم يتم تقديم الاعتذار لهم أو تقديم تعويضات، معللة على ذلك بقوله: "أي نوع من الديمقراطية عندما بإمكاننا ارتكاب أسوأ الجرائم ولا نقوم بالاعتراف أننا قمنا بفعل هذه الجرائم؟؟".. مؤكدة أن هجمات هذه الطائرات تخلق جيلاً جديداً من المتطرفين الناقمين على الولايات المتحدة لأنها عادة تخلّف ضحايا أبرياء من المدنيين.
وأشارت "ميديا" إلى أن الطائرات "الدرونز" التي تقتل اليمنيين في اليمن، تنطلق من قواعد في الشرق الأوسط وأفريقيا والمحيط الهادي، مما يعني أنها تسعى للتوسع في استخدامها مستقبلاً.
من جهة أخرى لفتت "ميديا" إلى أن هناك تسابقا في التسلح بهذا النوع من الطائرات, حيث صارت تصنع في إسرائيل والصين وإيران وأن هناك دولاً في طريقها لشرائها، مضيفة إن 87 دولة باتت تمتلك هذا النوع من الطائرات بسبب قلة تكلفتها.
آثار نفسية
من جهته قال الجندي الأميركي السابق "ماثيو ساوثوورث" إن الجنود الذين يستخدمون الطائرات بدون طيار في باكستان ومناطق أخرى في العالم عادة يعانون من اضطرابات نفسية لاحقاً بسبب القتلى المدنيين الذين يسقطون بسببهم.
وأضاف: في باكستان حوالي من 300 هجمة طائرة بدون طيار "درونز" وإن حوالي 700 من المدنيين نساء وأطفال تم قتلهم بهذه الهجمات، منوهاً إلى أن 50% على الأقل من الذين قضوا في الهجمات كانوا أهدافاً مشروعة، لافتاً إلى أن هذا النوع من الهجمات جلب السخط على واشنطن في باكستان.
بدورها أشارت ألفت الدبعي إلى أن 99% من الحالات التي طالتها الهجمات في اليمن تعاني من اضطرابات نفسية وآثار ما بعد الصدمة, خصوصا الأطفال منها.. رغم أن الولايات المتحدة تعلن أن ضربات طائراتها بدون طيار ضربات ذكية ودقيقة، ولكني من هنا أقول هي ضربات غبية وليست ضربات دقيقة.
وقالت إن هناك استياء شعبياً باتجاه الحكومتين الأميركية واليمنية, مشيرة إلى أن هذه الهجمات تساهم في صناعة التطرف, خصوصا في المناطق القبلية.
إحصائيات
إلى ذلك بثت قناة الجزيرة إحصائية للغارات "الدرونز" الطائرات بدون طيار الأميركية، حيث بلغت في أفغانستان أكثر من 1300 غارة بين عامين 2009 - 2012 م ولا توجد إحصائيات لعدد ضحايا تلك الغارات.
فيما بلغ عددها في باكستان 360 غارة من عام 2002 – 2013م ، وقد تراوح عدد تلك الغارات بين 2000 – 3500 قتيل، أما اليمن فقد بلغ عدد الغارات فيه 100 غارة في الفترة ما بين 2004 – 2013م وشهدا العامان الأخيران ارتفاعاً في تلك الغارات، وتشير التقديرات إلى مقتل نحو 900 ضحية للدرونز في اليمن.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد