في عمل إجرامي يتنافى مع أخلاق ومبادئ وتاريخ يافع الأبية, أقدم مسلحون على طرد العشرات من أبناء المحافظات الشمالية من منطقة يافع والحبيلين بمحافظة لحج.
وقال شهود عيان إن وفوداً بالعشرات من العمال والتجار من أبناء المحافظات الشمالية وصلت مساء أمس الأول إلى مدينة البيضاء قادمة من مناطق يافع والحبيلين بعد طردهم من قبل مسلحي الحراك في تلك المناطق وتهديدهم بالذبح في حال بقائهم هناك وعدم مغادرتهم.
وقال عدد من المواطنين الذين تعرضوا للطرد إن مسلحين من الحراك الجنوبي طلبوا من العمال والتجار من أبناء المحافظات الشمالية مغادرة كافة مناطق يافع والحبيلين صباح أمس الأول, وأعطوهم مهلة 24 ساعة أي إلى الساعة الثانية بعد ظهر يوم أمس للمغادرة", وأكدوا أن المسلحين أغلقوا المحلات التجارية من بوفيات ومطاعم وغيرها التابعة لأبناء المحافظات الشمالية.
وأوضحوا "أن مسلحي الحراك هددوهم بالذبح والقتل وتدمير ممتلكاتهم في حال بقائهم هناك, ما دفعهم إلى إغلاق محلاتهم التجارية والمغادرة, خوفاً على حياتهم, خاصة في ظل عدم وجود أي دور للسلطات المحلية وأجهزة الأمن لتأمين حياتهم وتجارتهم التي تركوها ورحلوا تحت تهديد السلاح"..
وتحدث عدد منهم عن موقف المواطنين في يافع الذي وصفوه بالمشرف والذين وقفوا معهم واستنكروا هذه الأعمال, لكنهم لم يستطيعوا فعل شيء أمام تعنت وتهديد المسلحين.
مراسل "أخبار اليوم" في البيضاء نقل عن شهود عيان ومواطنين من الذين تركوا يافع وعادوا إلى البيضاء أكدوا أن أكثر من 15 باصاً نوع "هايس" وصلت الى مدينة البيضاء منذ مغرب أمس الأول وعلى متنها العشرات من أبناء المحافظات الشمالية من "ريمة واب وتعز" قادمين من مناطق يافع والحبيلين.. وما تزال الباصات تتوافد الى المدينة - حتى كتابة الخبر مساء أمس-..
وتعتبر هذه الخطوة مؤشراً خطيراً يكرّس المناطقية ويسعى إلى خلق العداوة والكراهية بين أبناء الوطن الواحد.
وجاءت هذه الخطوة الخطيرة بعد تهديدات سابقة لعناصر الحراك الجنوبي ومطالباتهم بمغادرة عدة مناطق في الجنوب..
الحراك: لم نطردهم بل نصحناهم بالمغادرة
إلى ذلك نفت مصادر في حراك الحبيلين ويافع طرد العمال الشماليين والاعتداء عليهم في هذه المناطق، وأكد أنه لم يتم الاعتداء على أي عامل على الإطلاق وكل قيادات الحراك في كل مهرجان أو مسيرة تحذّر من الاعتداء على ممتلكات العامة والخاصة بما فيها ممتلكات أبناء الشمال.
ونقلت مواقع إلكترونية عن المصادر أن مناطق الضالع وردفان, تتعرض لقصف عشوائي من قبل قوات الجيش وهو ما تسبب بنزوح عائلات كثيرة, منها عائلات جنوبية إلى مناطق ريفية أكثر أمناً، وبسبب هذا القصف والأوضاع الملتهبة غادر مجموعة من أبناء الشمال مثلهم مثل أبناء الجنوب هرباً من القصف.
وأضافت المصادر "ونتيجة الاحتقان الموجود في الشارع الجنوبي اضطر مجموعة من أبناء الشمال إلى إغلاق محلاتهم وهو ما تم نصحهم فيه حتى تستقر الأوضاع حتى لا يتعرضوا لاعتداءات من قبل بعض البلاطجة أو المرتزقة من أدوات السلطة التي تستخدمها دائماً للإساءة للحراك الجنوبي خصوصاً في ظل الانفلات الأمني المتزايد والمتعمد.
إحراق محلات الشماليين
وفي محافظة حضرموت تعرض العشرات من أبناء المحافظات الشمالية لاعتداء مناطقي وإحراق محلاتهم التجارية والبسطات أكثر من مرة وكان آخرها منتصف الشهر الماضي, حيث أفاد مواطنون في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت أن عدداً من العناصر المحسوبة على الحراك الجنوبي بتاريخ 18 – 12 -2013 قاموا بإحراق محلات تجارية تابعة لمواطنين من المحافظات الشمالية, والتهم الحريق كامل محتويات تلك المحلات.
وعلى الرغم أن الحادثة لاقت استنكاراً شديداً من قبل المواطنين والأوساط السياسية والمحلية والقبلية الذين اعتبروها محاولة لإغراق البلاد في مستنقع الفوضى إلا أن استهداف أبناء المحافظات الشمالية مازالت مستمرة وفي توسع يوما بعد يوم, ما بين التهديد والوعيد والاعتداء الفعلي عليهم وعلى ممتلكاتهم وسط صمت مخزي لسلطات الدولة.
وطالب مراقبون, رئيس الجمهورية والحكومة والأحزاب بوضع حد لهذه الممارسات الإجرامية, محذرين من توسع تلك الأعمال في مناطق اليمن، وحذّروا أيضا من ردة الفعل واتساع رقعة العداء والمناطقية بين أبناء الوطن الواحد.