إن قضية صفقة الغاز اليمني، التي أولاها الشارع اليمني منذ فترة اهتماماً، هي قضية وطن وثروة هذا الشعب والأجيال مستقبلاً وليست ملكاً لأحد، ولهذا يجب على كل ما يتعاطى معها، أن يكون تعاطيه مجرداً من كل التحويرات.
وبعيداً عن التأويلات الضيقة، والتعاطي المبطن بأهداف بعيدة عن صميمها، خدمة لأغراض سياسية، وفق تعقيب الخبير النفطي الدكتور/ محمد الزوبة لـ"أخبار اليوم" الاقتصادي..
وجاء هذا التعقيب من الدكتور الزوبة، بعد لقاء موسع مع "أخبار اليوم الاقتصادي" نُشر الأسبوع قبل الماضي، ومن منطلق حرصه على أن تسري قضية بيع الغاز اليمني، المسار الصحيح ويسترد اليمن حقه، أسوة بدولة قطر والتي عدلت اتفاقية مماثلة في مجال بيع الغاز القطري، واستخدمت السبل القانونية التي تكفل لها حق الاستفادة من غازها، وتعديل الاتفاقية ورفع سعر المليون وحدة حرارية من الغاز بحوالي 19 دولاراً.
وأضاف الدكتور الزوبة: حرصاً منا على أن تصل اليمن إلى ما وصلت إليه قطر، فإن الواجب يقضي أن يجري التعاطي مع قضيتنا بعيداً عن السياسة، أي أن يكون التعاطي معها كاستحقاق وثروة وطنية ملك للوطن والشعب والأجيال القادمة، وهذا كفيل لليمن لأن يصل إلى استرجاع حقه، ووفقاً لمبدأ لا ضرر ولا ضرار.
بعيداً عن السياسة
وقال الدكتور الزوبة: إن رمي الحمل على طرف ما، ليس في مصلحتها ولا يخدمها، بل العكس يضرها وقد يفشل إنجاحها، ولذلك على الجميع التعامل معها بعيداً عن التسيس، وعدم السماح لأي كان استخدامها للمكايدات السياسية الضيقة، أو كمادة للدعاية السياسية وتصفية الحسابات، ويجب الاستفادة من تجربة قطر في ذلك.
وطالب الدكتور الزوبة، كافة اليمنيين بالوعي بضرورة أن كل فرد منهم مسؤول كامل المسؤولية عن ثروة الوطن سواء صفقة الغاز أو غيرها من الثروات، وأنه حارس عليها والحارس يجب أن يكون أمينً وقوياً، وهنا سيكون تحقيق مبدأ الاستفادة من ثروات الوطن المهدرة، وسيتحقق للبلد والمواطن الرخاء والنهوض الشامل.
السفر إلى فرنسا
وبروح الدعابة التي لا يتكلفها الدكتور الزوبة، بل هي جزء من سلوكه في الحديث المكتض بالصدق والجدية وعدم الخوف، قال إنني أقول لليمنين "إياكم أن تنجروا خلف المكايدات السياسية، وأؤكد لهم أن إصراري على استرداد حقنا، نابع من كوني فرد في هذا الوطن وأتحمل مسؤولية أخلاقية ودينية، مادام أنا على دراية بما يتعلق بهذا الشأن، وأنا مسؤول أمام الله على الأمانة التي أتمنى بها ولن يغفر لي إن خنتها".
وأضاف: أُشهد الله أني لا أهدف ـ من خلال تكريس جهودي للوصول إلى استرداد حق الوطن ـ إلى تحقيق أي منفعة شخصية أو ذاتية أو غيرها، بل العكس، قد يكون الصمت حيالها سيحقق مصالح ذاتية، ولذلك أقول لليمنيين لن يستعصي الأمر إذا توحدت الكلمة، وإذا لزم الأمر نقوم بالتجمع في عدة طائرات والسفر إلى فرنسا والاعتصام أمام الحكومة والبرلمان الفرنسي، والمطالبة بالإنصاف، وسؤال الحكومة الفرنسية هل ترضى لنا بالظلم؟ وللعلم فإن الحكومة الفرنسية سترد بأنها لا ترضى، وستقوم هي بنفسها برفع الظلم.. وختم الدكتور الزوبة تصريحه بتكرار التحذير من التجيير السياسي للقضية.