عندما أرفع رأسي من فوق وسادتي كل صباح استبشر بشروق الشمس وأفتح عيني وأنا أحلم بأن يشرق ليلي بضوء الكهرباء والتيار الذي لا ينقطع.

فما ذنبي أنا.. ما ذنب مواهبي التي تموت كل ليلة بسبب العادات التي تعود العدو أن يقهرني فيها، يمضي نهاري مسرعاً ولا أجد وقتاً ملائماً لأمسك قلمي وأكتب أو أمسك ريشتي لأرسم أو أمسك كتابي لأقرأ ولا يكون فراغي سوى الليل عندما يعود الناس إلى ديارهم ويعم الهدوء كل شارع ومكان.. ولكن هناك من يعيقها ذاك الذي يفصل الكهرباء عني لا ليحرق دمي أو دم من هو عدو له.

ما ذنبي أنا وأنا على فراش المعاناة بالمستشفيات وكل حاجتي هي جهاز يعمل بالكهرباء وقد انقطع.. ما ذنب موتي وقد كنت على باب الأمل بالشفاء.

ما ذنبي أنا عندما تقطعون عني أبسط مقومات حياتي وهو النور الذي يحييني ويشفيني من كل مرض.

أنام فوق فراشي وأنا على أمل لعله يتحقق ولكني كل يوم لا أرى سوى نفس الكابوس والظلام الذي أصبحت الأمهات تولد وتنجب أطفالها عليه وأصبح الجميع متعوداً عليه.

وأنا في الغد حتماً لن أضع يدي على فمي وأسكته أو أضع يدي على عيني وأقول بأنها لا ترى شيئاً حتماً سأمزق كل شيء وسأفرق الظلام الذي كان كابوساً بعين كل رجل فقير وطالب علم ومريض بالعنايات وطفل رضيع.

كما يشرق النهار كل يوم سيشرق الليل كل ليلة..

وإن من يقطعها عني كل يوم لمكسب وهو ينيرها فقط لنفسه ومصالحه ستظلم عليه في الدار الآخرة وقبره الذي سيدفن فيه.