كشفت إحصائية أمنية عن تزايد معدلات الانتحار في اليمن لاسيما بأوساط الشباب والفتيات. وأوضحت ارتفاع عدد ضحايا الانتحار العام الماضي إلى 251 شخصاً بينهم (62) من الإناث و(4) أحداث "أطفال" و (13) من حاملي الجنسيات الأجنبية، ليغدو هذا التزايد في الانتحار مؤشرا نحو التحول لظاهرة اجتماعية.

وأفاد التقرير السنوي الصادر عن وزارة الداخلية أن تلك الحوادث حصلت في 20 محافظة من محافظات اليمن تصدرتها أمانة العاصمة بعدد(45) حادثة, تَلتهَا محافظة تعز بعدد (36) حادثة، ثم محافظة الحديدة بـ(33) حادثة".

وتنوعت وسائل الانتحار بين استخدام المنتحرين في إنهاء حياتهم بالأسلحة النارية والسموم والحبال ونحوه، وأرجع التقرير أهم أسباب حالات الانتحار التي شهدها اليمن العام الماضي، إلى المشاكل الأسرية والاجتماعية والاقتصادية والاضطرابات النفسية.

وسجل التقرير فيما يخص حوادث الشروع في الانتحار, وقوع (179) حادثة خلال العام الماضي، نتج عنها إصابة 179 شخصاً بينهم 46 أنثى.. مشيرا إلى أن حوادث الشروع في الانتحار سجلت ب 19 محافظة تصدرتها أمانة العاصمة بعدد (73) حادثة, تَلتَها الحديدة بعدد (21) حادثة تَلتَها حجة بعدد (12) حادثة.

ويرجع خبراء علم النفس وعلم الاجتماع في اليمن عمليات لجوء اليمنيين للانتحار إلى الظروف الاقتصادية الصعبة في البلد التي تعد السبب الرئيسي وراء لجوء البعض للانتحار، إضافة إلى عوامل أخرى منها: الأمراض النفسية, وضعف الوازع الديني، وإدمان الخمور والمخدرات، التأثر بثقافات دخيلة على المجتمع اليمني, وهو ما يؤدي إلى حالة تفسخ أخلاقي ونفسي يمكن أن تنتهي بالبعض إلى الانتحار.

وبحسب الدارسين فإن ما يثير قلق ومخاوف المختصين والمهتمين حول هذه الحوادث التي قاربت في تناميها "الظاهرة"، هو تزايد نسبة إقدام الفتيات أو النساء المتزوجات على الانتحار مقارنة بالرجال في مجتمع محافظ مثل اليمن، وكثيراً ما يعلن عبر الصحافة المحلية عن وقوع مثل هذه الحوادث من حين إلى آخر، لكن نادراً ما يتم الإعلان عن ملابساتها.

وتشير دراسات متخصصة إلى أن عددا من الفتيات والنساء اليمنيات يدفن على أساس أن وفاتهن طبيعية دون أن تتأكد الجهات الرسمية المختصة والمعنية من أسباب الوفاة الحقيقية، ودون أن تسعى أسرة المرأة المتوفاة في استخراج شهادة وفاة معتمدة، الأمر الذي يفتح الباب واسعاً لاجتهادات وعمليات شك عديدة حول طبيعة الوفاة وخاصة إذا كانت المتوفاة شابة في مقتبل العمر ولم تعان من أي أمراض خطيرة ظاهرة طيلة حياتها.