كما يعرف الجميع الدكتور/ ياسين سعيد نعمان- أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني- له إسهامه البارز والمؤثر في العملية السياسية الجارية, تعرض- خلال الفترة الماضية ولا يزال- لحملات تحريض ضده بعدد من محاولات الاغتيال.
أجرى معه هذا الحوار موقع "الإشتراكي نت" من مقر إقامته في بريطانيا, حيث يتلقى العلاج هناك.. وتحدث في سياق إجاباته عن عدد من القضايا التي تهم الرأي العام, موضحاً الكثير من الاستفسارات والتساؤلات حولها.
وتطرق فيه أمين عام الاشتراكي عن معاناته خلال تلك الحملات التي استهدفته وعن مسار الحوار الوطني وخاصة في لحظته الأخيرة والعملية السياسية، مشيراً- في الوقت ذاته- إلى دور الحزب الاشتراكي في العملية السياسية.. ولأهمية الحوار "هموم الناس" تعيد نشره فإلى نص الحوار:
* دكتور ياسين البعض يطرح أن هناك مؤشرات عدة تذهب باتجاه أن الدكتور ياسين قد غادر بذريعة العلاج ولكن الحقيقة أن مغادرته كانت نزوحا قسريا ليتجنب مخاطر من نوع ما.. بماذا تعلقون على ذلك. وهل كنتم تشعرون بمخاطر تهدد حياتكم؟
- أولا.. دعني أتوجه بالشكر وكامل المودة لكل الأصدقاء والإخوة الذين ظلوا يتواصلون معي أثناء مرضي وبقائي في المستشفى أكثر من شهر.. لهم مني كل الحب.
لا يهم ما يقال هنا أو هناك.. أي شخصية عامة يمكن أن يكثر الحديث حولها وخاصة في الظروف التي غادرت فيها وكان الحوار في نهايته وكنت قد تعرضت لإطلاق نار ولتحريض مستمر ممنهج.. وابلغني وزير الداخلية عن طريق الأخ سعيد شمسان أن هناك محاولة لاغتيالي من قبل جهة لم يحددها.. وجاءني الأخ سعيد شمسان وهو منزعج وكنت على وشك الخروج من البيت لصلاة الجمعة وقال لي إن هناك من ابلغه أن يحذرني من الخروج لأن هناك خطة لاغتيالي.. اتصل بعدها وزير الداخلية وعرض علي حراسة واعتذرت.. والحقيقة لا أستطيع أن أقول إنني لم الق بالا لكل هذه التحذيرات.. لكنها ليست المرة الأولى التي أتعرض فيها لمحاولة الاغتيال أو التحريض.. في هذه الفترة وقبلها بشهر تقريبا اشتد علي المرض بسبب عملية كنت قد أجريتها منذ سنوات وأهملتها وتحدثت مع الرئيس أنني لن أستطيع أن أواصل حتى نهاية مؤتمر الحوار وطلبت منه السماح بالمغادرة للعلاج وطلب مني البقاء حتى الانتهاء من مؤتمر الحوار, حيث كان من المقرر أن ينتهي بعد التأجيل الأول في نوفمبر.. ثم ديسمبر.. وكان المرض يشتد علي وعاودت طرح الموضوع على الرئيس وبالكاد وافق بعد أن عرف خطورة الوضع..
أنا لم انزح من اليمن وفضلت العودة إليه في ظروف كان يمكن أن يكون فيه النزوح شيئا طبيعيا بعد حياة المنفى منذ 1994... وهناك من قال إنني هربت.. هربت من إيش؟ البعض لا يستطيع إلا أن يكون سخيفا معك حتى وأنت على فراش الموت.. مثل هؤلاء لا يستحقون الرد. خضت أقوى معاركي السياسية وفي ظروف كان الواحد فيها مكشوفا على الموت في أي لحظة. ومع ذلك الإنسان يتعب وإحيانا يمل.. والسياسي ليس بالضرورة أن تنتهي حياته السياسية بالموت أو معاقا.. وليس فيها ما يغري بالبقاء إلى ما لا نهاية. أنا لم احترف السياسة ولم اتخذ منها مهنة.. ولكنني مارستها من خلال عضويتي في حزب عظيم مثل الحزب الاشتراكي.. وعندما أقرر مغادرتها فسأترك ورائي حزبا أواصل الفخر بانتمائي إليه.
* ذكرت في بعض وسائل إعلام محلية أن أصابع الاتهام بدأت تتكشف إلى أن الرئيس هادي مارس ضغوطا غير مباشرة عليكم وتقول هذه الوسائل الإعلامية إنه في النهاية تمكن إلى دفعكم للمغادرة إلى أي مدى هذا صحيح؟. هل لمستم ضغوطات من أي نوع؟.
- تربطني بالرئيس هادي علاقة عمل اعتز بها وسأظل اعتز بها.. فيها الاحترام المتبادل وفيها الاتفاق وفيها الاختلاف.. ظروف العمل التي جمعتنا واقتربت فيها منه عرفت فيه رجلا يحترم مسئوليته.. كانت أياما صعبة وظروفا معقدة.
غير صحيح انه مارس علي أي ضغوط من أي نوع.. كنا نتناقش نتفق ونختلف أخذت عليه عند مناقشة موضوع الأقاليم انه تعامل مع مشروع الحزب الاشتراكي بغير اهتمام وانحاز إلى مشروع المؤتمر والإصلاح والذي لم يكن في الأساس مشروعا مكتوبا على غير مشروع الحزب.. هذا آلمني كثيرا فقد شعرت في الاجتماع بالإهانة ليس لي ولكن للحزب ولفريقه الذي بذل جهداً كبيراً وحاور بمسئولية واجتهد وقدم أوراق تحليلية تبرر تقديمه هذا المشروع بينما الأطراف الأخرى لم تقدم شيئا مكتوبا واكتفت بمواصلة نقد مشروع الحزب الاشتراكي.. ثم يهمل بتلك الطريقة.
والحقيقة انه لم يكن الرئيس هادي وراء هذا الموقف ولكن الأطراف التي ضغطت وهددت بنسف الحوار كله إذا لم يؤخذ بمشروعها.. كنت أريد بموقف حزبنا القوي يومها أن لا يحسم هذا الأمر إداريا خارج مؤتمر الحوار وبعيدا عن النظام الداخلي للمؤتمر. لكن للأسف ضغط البعض وحققوا ما أرادوا.. لكنهم في الحقيقة فتحوا بابا للطعن في أهم حلقة من حلقات الحوار.
* كيف تفسرون إصرار الرئيس هادي على تمرير وإقرار مشروع الستة الأقاليم؟ وخاصة أن مشروع الستة أقاليم كان مشروعا مقدما من المؤتمر والإصلاح.. باختصار "شركاء حرب 94م".. هل وراء الأكمة ما ورائها؟
- لم يكن هذا موقفاً طارئاً للرئيس فقد كان- منذ فترة مبكرة- يتحدث عن خمسة أقاليم.. لكنه في الحقيقة ترك الحوار مفتوحا بين الأطراف المختلفة في لجنة القضية الجنوبية.. ثم في لجنة الستة عشر.. في هذه اللحظة لم يقدم أحد أي مشروع مكتوب للنقاش غير الحزب الاشتراكي. وفي هذه الفترة بدأت ملامح تعطيل فكرة الدولة الاتحادية من قبل البعض بإثارة موضوع الإقليم الشرقي في أروقة مؤتمر الحوار.. وشعرنا أن فكرة الدولة الاتحادية يجري ضربها بالحديث عن الإقليم الشرقي وساروا في المشروع بهدف التعطيل لان كثر ممن وقعوا على الإقليم الشرقي يومها كانوا يعتقدون أنها مجرد كذبة كيدية ثم تحولت بعد ذلك إلى حقيقة في آخر لحظة عندما ضغط عليهم بالوقت فقدمت الستة الأقاليم على عجل وفي لحظة كان مؤتمر الحوار يتعرض لابتزاز المقاطعة المستمرة وتعليق المشاركة والانسحابات والعمليات العسكرية والحملات الإعلامية والاغتيالات وخلق بيئة محبطة أسهم- إلى حد كبير- في اتخاذ مثل هذا القرار غير المدروس.
* دكتور تعرضت لعدد محاولات استهدفت حياتك بما فيها محاولة الاغتيال والتحريض المباشر والغير مباشر، يرى البعض أن تلك الممارسات كانت رسائل واضحة تدفعكم للمغادرة أو على الأقل خفض سقف تمسككم بمواقف الحزب حول عدد من القضايا الوطنية.. ما مدى تأثير تلك المحاولات والحملات الإعلامية على أداء الحزب ومواقفه؟ خصوصا في اللحظات الأخيرة من الحوار؟
- طبعا لو أن أحدا آخر تعرض لما تعرضت له لعذرت شخصيا قراره بالمغادرة, أنا لا ادعي البطولة.. في مثل تلك الأوضاع والتحريض وتحذيرات الأمن لا تدري من أين سيأتيك الموت.. لكن لكل اجل كتاب.. كانت مشاعر الناس رائعة وتعطيك القوة لمواصلة رسالتك.. المؤلم هو إن أحدا ممن يعمل إلى جانبك سأل أو تعاطف.. ؟ لا بالعكس زملاؤنا في هيئة رئاسة المؤتمر يتصل بي بعضهم ليطلب مني أن نصدر بيانا بشان فلان عضو مؤتمر الحوار تعرض للتفتيش في نقطة معينة وآخر أخروا جوازه في المطار وآخر منعوا سيارته من الدخول.. ولا يتحدث عما جرى معي... عندما استرجع اليوم بعد فترة المرض تلك الحوادث أجدها ورائي كغيرها من الأمور التي يطمرها الزمن. لكن الشيء المؤكد هو أنها لم تكن سببا في مغادرتي كان المرض هو السبب الرئيس مع العلم انه لا يوجد ما يعيب لو أنني غادرت بسببها. بالعكس كان يمكن أن تكون سببا كافيا لاتخاذ مثل هذا القرار.
أما فيما يخص ما قلت عن تأثيرها في خفض سقف تمسكنا بمواقف الحزب بالعكس لم تؤثر بالمرة بل زادت حزبنا صلابة في التمسك بمواقفه دون تعصب ولكن من منطلق الشعور بصحة الموقف والتصدي لمحاولات تهميشه.
*يردد البعض أن قوة حضور الدكتور ياسين في المشهد السياسي قد أضفى فاعلية وحيوية على الحزب الاشتراكي وأدائه ويعتبر هادي ذلك منافسة له على تمثيل الجنوب حيث لا يريد الرجل أن يكون في البلاد شخصية جنوبية ذات ثقل كبير تنافسه وتتقاسم معه تمثيل الجنوب.. هل هذا الأمر -إن صح- بسبب تباين واختلاف الرؤى لحل القضية الجنوبية.
- أولا: لا أجد أي مدخل يبرر مثل هذا الكلام.. فأنا أقود حزبا بصورة مؤقته ولا أضع نفسي موضع الوصي الدائم على أي شيء حتى تَطرح مثل هذه المقارنات. لا يخفى عليك أنني شخصيا أتعاطف مع الرئيس هادي بسبب ما يواجهه من تحديات ضخمة وهادي لا يعمل فقط من اجل الجنوب ولكنه يتصرف كرئيس دولة بلا دولة حقيقية متماسكة.. وهذا من شأنه أن يعرضه لضغوط ظالمة في معظم الأحيان.. أي شخص يأتي إلى الحكم في مثل هذه الظروف لا بد أن يكون لديه قوة الاحتمال والصبر ومعهما الإرادة بأنه ينجز مهمة عظيمة.. في سبيل هذه المهمة يتجرع الأوجاع ويجعل منها مصدر الهام حقيقي للسير الناجح نحو الهدف.. واعتقد أن الرئيس هادي لديه شعور عال بهذه الحقيقة وإلا لما صبر على كل هذه الأوجاع.
ثانيا: الجنوب لا يحتاج إلى تمثيل ولكنه يحتاج إلى حل لقضيته.. لا زالت الفرصة قائمة أمام الرئيس وكل النخب السياسية لمراجعة ما أفسدته اللحظات العصيبة التي غيبت القضية السياسية الجنوبية في غيمة شكل الدولة المترعة بعواصف المراوغات التي تعرض لها الحوار في نهاياته... الجنوب جرى إخراجه من معادلة الحوار إلى مائدة السلطة ليتقرر مصيره هناك بأدوات إدارية.. فليصحح هذا الموضوع إذا أردنا أن نضع الجنوب في إطاره الصحيح.. أنا إدرك ما يواجهه الرئيس هادي من ابتزاز لكن هذا لا يعفيه من تصحيح المسار الخاطئ لحل قضية الجنوب بعد أن جرى شطبها بصورة كاملة من الحوار. واعتقد أن ذلك سيعيد مسار الحوار إلى المجرى الصحيح.
*مسلسل العنف مستمر في الجنوب وبنفس الوتيرة بل وأشد مما كان عليه النظام السابق بل وظهرت قوى عابثة بحياة الناس هناك وأمنهم.. مثل القاعدة وما إلى ذلك، وهي بالتأكيد لا تعمل بمعزل عن مراكز وقوى النفوذ. برأيك إلى أين يتجه الجنوب مع كل هذا؟ وبالمقابل هناك عملية سياسية حاولت وتحاول إيجاد حلول عادلة للقضية الجنوبية كقضية سياسية فكيف يستقيم الأمر في ظل هكذا وضع؟
- الوضع في الجنوب يؤثر تأثيرا بالغا على الوضع بشكل كامل في اليمن.. وما يحدث في الشمال يؤثر على الجنوب.. عبارة لا " يعنينا " التي أراد البعض أن تصبح عنوانا للقطيعة هي هروب من الاستحقاقات التي يرتبها المصير المشترك لليمن شماله وجنوبه.. ولذلك لا يمكن أن نقيم الوضع في الجنوب من خلال ما يمر به من أحداث كما لو كانت معزولة عن مسار الأحداث على صعيد اليمن. كان الناس يتطلعون إلى أن مؤتمر الحوار سيقدم فرصة الحل التي ينتظرها الجنوب لكن تمترس بعض الأطراف السياسية وراء مشروع الضم خذل الجميع وأعاد القضية إلى ما قبل المربع الأول في مشهد تنكروا فيه لحديثهم الطويل عن الحل العادل للقضية الجنوبية. كان البديل الطبيعي لهذا الإخفاق هو العودة إلى العنف وبصورة أسوأ.
ما حدث ويحدث في الضالع ما يحدث أيضا في حضرموت لا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال.. هناك قوى أرادت أن تضع الرئيس في مصيدة العنف في الجنوب تماما مثلما وضعته في مصيدة الخوف على الوحدة وتقديم مشروعها على انه هو الطريق لتجنب الانفصال.. هذه الممارسات التكتيكية أضرت بحل قضية الجنوب وعاد الفراغ يسود الجنوب بعد أن فشلت نخب الحوار في تقديم حل مقبول. هناك بعد ذلك من رأى من داخل النظام أن يملأ هذا الفراغ بالعنف.. ومن جانب أخر لا بد أن يعرف الجميع أن طريق العنف خطير وعبثي ولن ينتج الحل الحقيقي لقضية الجنوب... العنف مشروع فاشل بكل معنى الكلمة.. لكن على القوى السياسية بالمقابل إن تتخلى عن عنجهيتها في التعاطي مع هذه القضية. أعتقد ن الرئيس استطاع أن يتجاوز إلى حد كبير مصيدة العنف في الجنوب وبيده أن يتجاوز مصيدة ادعاء حماية الوحدة الذي تضخه بعض القوى إلى المشهد السياسي لتعطيل عملية البحث عن حل عادل ومقبول للقضية الجنوبية ويعمل من ثم على إعادة بناء فكرة الحل بتوافق مع الحقيقة التي تقول إن الوحدة لن يحميها إلا الحل العادل لهذه القضية وهو الاعتراف بالجنوب كطرف في معادلة بناء الدولة الاتحادية الديمقراطية
*دكتور فيما يتعلق بالحزب... هل مغادرة الدكتور ياسين وغيابه عن الحزب تؤثر فعلا على أداء الحزب وتظهره كحزب ضعيف – كما يحلو لكثير ممن لا تروقهم مواقف الحزب المبدئية وتمسكه بها – هذا الموضوع في الحقيقة يثير لغطا كبيرا في مختلف الأوساط السياسية والحزبية ويوظف بشكل سلبي لإحباط أعضاء الحزب بدرجة رئيسية وزعزعة ثقتهم بقيادته.. ويأتي ذلك للنيل من الحزب من انه لا فاعليه له ولا دور له إلا بأمينه العام وقوة حضوره - طبعا مع التسليم أن الدكتور ياسين يتمتع بكاريزما وهو شخصية مؤثرة لا شك في ذلك - لكن يظل السؤال هو كيف يتجاوز الحزب هذا الأمر الذي يبدو كمعضلة؟ وكيف يحل هذه الإشكالية؟ وهل هي إشكالية فعلا؟
- أنا اعتز كثيرا بأنني خلال الثمان السنوات الماضية عملت في قيادة الحزب إلى جانب مناضلين وطنيين كبار وقادة سياسيين لهم باع طويل في قيادة العمل السياسي والحزبي.. تعرض الكثير منهم للقمع والمطاردات والتجويع وحملوا الحزب في أصعب الظروف.. بعضهم بدون سكن حتى اليوم وبعضهم طوردوا وقطعت مرتباتهم منذ94 ولم تتراخى سيقانهم في مواجهة الاستبداد.. هؤلاء هم الذين يجب أن يتجه إليهم الحزب بالثناء والتقدير.. اذا كان هناك من نجاح للحزب فهو بفضل هؤلاء المناضلين والقادة.
الحزب الاشتراكي في تاريخه السياسي والكفاحي كان ما يميزه انه لم يكرس الزعامة الفردية.. صحيح كان هناك أفراد تميزوا بمكانة خاصة في نضاله لكن هذا لم يلغ دور الآخرين ولم يقلل من شأنهم... هناك ظواهر عندما تبدأ بالبروز في حياة الأحزاب تفضي إلى تدميرها وهي غياب الاحترام وغياب العلاقات الإنسانية كان يقال إن الفكرة هي أقوى المشتركات في الانتماء الحزبي.. وان الاحترام والعلاقات الإنسانية هي أهم القيم في البناء الحزبي.. واذا لم يحافظ أعضاء أي حزب على هذه المشتركات فلن يكونوا في هذه الحالة سوى أمام تجمعات هشة لا تستطيع أن تسجل أي موقف نضالي قادر على الصمود في وجه التحديات.
*هناك قلق بالغ وسط هذا التعقيد والغموض في المشهد وخصوصا لدى قواعد وجماهير الحزب وتحديدا في ظل استمرار غيابكم الذي يعبر البعض من انه ربما يكون طويلا.. هل هناك ما يطمئن الناس من خلال تحديد توجهات واضحة للحزب خلال المرحلة المقبلة؟
- لم يعتمد الحزب الاشتراكي في تاريخه الطويل على فرد.. خرج من تحت الأنقاض مرات كثيرة بفضل مناضليه الذين غطوا الساحة اليمنية على مدى عقود من النضال والتضحيات.. خاض معاركه النضالية السياسية والاجتماعية والفكرية ولا يزال كرقم هام في المعادلة السياسية ينتج كوادره ومثقفيه ومناضليه على نطاق واسع.. ويأتي إلى الساحة السياسية والنضالية والفكرية الكثير ممن يتجدد بهم الحزب ويواصل خط سيره إلى الأمام.
هناك شباب يفتخر بهم الحزب. وعلى قيادته أن تهيئ لهم فرصة تجديد الحزب من خلال تجديد القيادة على نطاق يسمح بتعايش الأجيال وتبادل الخبرة ونقل التجارب والاستفادة من إبداع وحيوية الشباب وهذا ما نأمل أن يحققه المجلس الوطني في دورته القادمة.
لا بد من التفكير في صياغة ألية جديدة للبناء الحزبي تراعي الشكل الذي سيستقر عليه بناء الدولة والتخلي عن المركزية الحالية.. لا بد من فصل مهام الهيئات.. المناطق الخاملة يجب أن لا تقيد المناطق الحية في البناء الحزبي.. أمام الحزب مهمة أن يأخذ مكانه الطبيعي في معادلة البناء الفكري التقدمي كواجب وليس كهواية.. لا بد أن يعمل على توسيع تحالفاته الاجتماعية كمعبر عن مصالح الفقراء والمنتجين والطبقة المتوسطة بتعبيراتها وشرائحها باعتبارها الطبقة التي يتحقق من خلالها العمل السياسي المنتج للديمقراطية.