الثوار يردون عليه: الساحة بوصلة الثورة ولن نغادر

شوقي يهدد بالرئيس وبن عمر لرفع ساحة الحرية

2014-03-12 11:01:57 تقرير /آفاق الحاج


منذ تولّي شوقي هائل منصب محافظ محافظة تعز جاءت تصريحاته الصحفية التي وجّهها  للثوار بشأن بقاء ساحة الحرية من عدمه متصادمةً معهم وكان المحافظ قد لوّح في أكثر من مرة بضرورة رفع الخيام من ساحة الحرية؛ كونها تشكل عائقا مرورياً لحركة السير ولا ضرورة من بقائها إلا أن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها بهذا الشأن كانت شديدة اللهجة من قبل المحافظ لوجوب رفع الساحة بطلب سيقدمه إلى رئيس الجمهورية وجمال بن عمر والجديد في هذه التصريحات إشارته إلى أن هناك مطلوبين أمنيا يحتمون في خيام الساحة , لتناول هذه التصريحات عن قرب ورد الثوار حولها وقراءتهم لها نتابع التقرير التالي:



ليس لدينا خلاف مع الساحة

شدّد محافظ تعز شوقي هائل في تصريح جديد له على ضرورة رفع الخيام من ساحة الحرية تعز, وقال في حفل التكريم الذي أقيم يوم الأمس الأول للاحتفاء بالضباط المبرزين من المؤسستين الأمنية والعسكرية: كنت أفكر طوال الليل بقول هذه الكلمة اليوم وقررت قولها شاء من شاء وأبى من أبى , ورأى بأنه ليس من المعقول أن تبقى الخيام في وسط المدينة ولو أن تعز كانت عاصمة الثورة وبدأ التغيير منها ولكنه تساءل ماذا بعد ذلك؟ وإلى متى ستظل الخيام موجودة في الشارع؟ .

وأضاف: سيظل اسم ساحة الحرية كما هو إلى أن تقوم القيامة وليس لدينا خلاف مع ذلك, و ذكر المحافظ بأنه بينما كان في طريق عودته من جامعة السعيد إلى مبنى المحافظة أخذ ساعة إلا ربع لأجل أن يصل بسبب زحام الخط الذي يمر بساحة الحرية والذي تم قطعه.

كما خاطب الثوار بمن فيهم الأحزاب بالقول: ليس لدينا مشكلة مع الفعاليات التي تقيمونها يوم الخميس والجمعة وسننزل نصلي كلنا في ساحة الحرية ولكن بدون خيام , كما طلب من أحزاب اللقاء المشترك والحوثيين والتكوينات لالتفات والانتباه لوجود جهات أخرى مشرفة على الأداء السياسي داخل اليمن في إشارة إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة وأشار إلى أنه سيبعث برسالة إلى رئيس الجمهورية وجمال بن عمر يقول فيها أن وجود هذه الخيام داخل المدينة تعطّل حركة السير وأنه يوجد في بعض خيامها مطلوبون أمنيا ويطالب فيها برفع الساحة الذي قال بأن بعض الأحزاب مقتنعين في هذه الفكرة إلى أن المناكفات بينهم مازالت مستمرة.

ووجّه اللجنة الأمنية في تعز بالأخذ في الاعتبار بأن شوارع تعز ليست ملكاً لأشخاص ومن يريد عمل مسيرة أو يعمل خيمة مؤقتا فيذهب بها أينما يريد دون أن يعطل حركة السيربتعز. وتطرق المحافظ في سياق حديثه إلى قضية الطفل سفيان الذي قال بأنه تم عمل اللازم بشأن هذه القضية وتم استدعاء الطبيب الشرعي لتقييم الحالة وتساءل عن علاقة المحافظة عندما تنصب خيمة أمامها بشأن ذلك الأمر الذي يؤدي إلى عرقلة مهامها, وأكد في ختام حديثه على أنه لن يسمح بنصب خيمة في شوارع تعز ما دام محافظاً لتعز الذي اعتبر أنها مدينة محصورة وجبلية وشوارعها ضيقة يتم التحرك فيها بصعوبة ولا تستحمل الخيام - حد قوله.  
تستحق الإكبار والتقدير لا المهاجمة ..

القيادي بساحة الحرية وائل المعمري يقول: إن ساحة الحرية ستظل شرارة ثورة الحادي عشر من فبراير وحاضنتها الأولى ورمزية الثورة الشبابية ومصدر إشعاعها ورأى بأن شباب هذه الساحة يستحقون من كل من ينتمي لهذا الوطن الثناء والتقدير وعظيم الامتنان لأدوارهم البطولية طيلة مراحل الثورة ولصمودهم الأسطوري في ركب الثورة وللعام الرابع على التوالي.

مُردفاً بالقول: ليتهم يعلمون مدى معاناة هؤلاء الأفذاذ وقسوة ظروف معيشتهم وقدرتهم الاستثنائية على التحمل لأجل الوطن فقط وانتصارا لآمال الشعب العظيم في الحياة الكريمة , وأضاف بأن ساحة الحرية بتعز تستحق أن تكون مزار للشموخ والعزة والإباء لا مهاجمتها والإساءة بحق مرابطيها , وقال بأنه لا يجد ما يقوله بحق من يتعدى على الساحة ورمزيتها ومن فيها غير أنه يربأ بنفسيه عن مجاراة من لازال يناصبنا ويناصب ثورتنا العداء في ظل انحناء هامات كل شعوب الأرض ومنصفيها إجلالا وإكبارا لساحة الحرية على وجه التحديد ولكل ميادين وساحات اليمن الغراء. وأسف المعمري من استهدافهم كشباب ثورة ممّن كان ينبغي عليهم أن يحفظوا لنا الجمائل ويعترفوا للثورة وشهدائها بصنيعهم الكبير كونهم جاؤوا إلى مناصبهم تسلُّقا على حساب تلك التضحيات.   
بقاؤها ليس ضرورة

ويتفق عبد القوي شعلان مع ما جاء في حديث المحافظ حول رفع ساحة الحرية ويقول بأن الثوار يقفون تحت أهبة الاستعداد للحفاظ على ثورتهم والدفاع عنها والضغط بكافة السبل السلمية والحضارية حتى تتحقق أهداف التغيير. ورأى بأن الساحة في تعز وغيرها ليست البوابة للوصول إلى الغايات المنشودة وإنما مكانٌ لإقامة الصلاة ليس أكثر ومكانا للنوم بالنسبة للعاطلين عن العمل ويعتقد أن بقاء الساحة في تعز وغيرها لم يعد ضرورة إلا إذا كان لبعض القوى السياسية من حسابات لا نعلمها أو الخوف من سيطرة قوى حزبية أخرى. وقال بأنه إذا ما تم رفع الساحة يجب أن تكون مفتوحة أمام المركبات وأن تتحول إلى حديقة نموذجية ويتم عمل نُصب تذكاري تخليدا لشهداء الحرية والتغيير . وأشار إلى أن الساحة تقتطع نصف مساحة المدينة بالحواجز والخرسانات والأتربة وأصبح لا مصلحة من بقائها بل للضرورة الجمالية والمصلحة السكانية وجب رفعها.
الساحة بوصلة الثورة

الصحفي والثائر محمود طاهر أبو خليفة يرى أنه إذا تم الانتصار لتعز وشهدائها بتحقيق التغيير المنشود, فهناك يتم الحديث عن رفع الساحات ويضيف: وما دام التغيير في تعز يمر عبر ثقب الإبرة وبعد صراع شديد مع القوى النافذة فإن بقاء الساحة يُعد أمراً ضروريا وحتميا وجميع أبناء تعز وخصوصا الثوار يتفهمون ضرورة بقاء الساحة ويردف بالقول: وما عشرات الآلاف التي تتواجد في الساحة لصلاة الجمعة منذ أكثر من ثلاث سنوات إلا دليل على قناعاتهم بأن الساحة هي بوصلة الثورة وسر استمرارية وهجها.

الثورة مستمرة
الثائر عصام عبد الحميد البترا من جانبه خاطب المحافظ شوقي بقوله: إن كنت تقول إن ساحة الحرية مأوى للمجرمين و المطلوبين أمنياً فأتِنا بأسماء المطلوبين أمنياً و بأوامر النيابة بالقبض عليهم و سنتعاون مع الجهات الأمنية للقبض عليهم و تسليمهم للعدالة .وأضاف: لكن هناك جرائم قتل و اعتداء على المواطنين و الصحفيين تقع أمام بوابة المحافظة و من حراستها كما أن كثيراً من المطلوبين أمنياً مرافقون مع وكلاء المحافظة و كبار الضباط و بعض المشايخ

ويتجولون بأسلحتهم بل وبحضرتك وربما يدخلون مكتبك و لا تحرك ساكناً .وأشار البترا إلى أن قرار مجلس الأمن و البند السابع فهو موجه ضد المعرقلين للتغيير, الخاسرين من الثورة الناهبين لثروات الوطن منذ 33 سنة وهم يعملوا بكل قوتهم على استرداد دولتهم و بكل الوسائل عبر التفجيرات و التخريب و الفوضى المنظمة من داخل الجهاز الأمني نفسه .مُختتماً حديثه بالقول: لن يستطيع أحد التضليل علينا و لا على المجتمع الدولي و لا حتى على عامة الناس, فالناس يدركون تماماً ما يدور و يحدث, فقد انتهى زمن الأغبياء الذين يصفقون لكل ناعق, ونؤكد أن الثورة مستمرة.. على حد تعبيره.

تعز تحت الفساد

الناشط الثوري في ساحة الحرية بشير التبعي تساءل بقوله: لماذا ضاق المحافظ بمجموعة من الخيام ويريد إزالتها فيما لا تزال تعز تقبع تحت الفساد ولم يحدث أي تغيير إيجابي يذكر منذ تعيينه على هرم المحافظة؟ واستغرب التبعي مما أسماها تهديد المحافظ لشباب الثورة من أن بقاء اعتصامهم وفعاليتهم السلمية وساحتهم أمر مشين. ومضى التبعي متسائلاً : هل هذه مدنيته التي يريد أن يعلمنا إياها أم أن هذه هي الحقوق المكفولة لأبناء اليمن قانوناً ودستورا أم يريد أن يقول للشباب طريق التعبير السلمي غير صحيحة ولا مجدية ؟ وأضاف التبعي:  الغريب في الموضوع هو تهديد شباب الثورة ومناضلي ساحة الحرية بتطبيق العقوبات الدولية عليهم لأنهم مارسوا حقهم سلميا ولم يقوموا بعمليات التخريب والتقطع والاغتيالات والإعمال الهمجية التي تعرقل مرحلة الانتقال السلمي في اليمن.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد