طلاب يقطعون عشرات الكيلو مترات ومرضى يموتون في المنازل

في "وادي الذراع" بتعز.. حضر البؤس وغابت الدولة

2014-03-13 08:51:35 تقرير / وئام الصوفي


"وادى الذراع".. هي إحدى قرى الجمهورية اليمنية, تتبع جغرافيا محافظة تعز وإدارياً مديرية التعزية.. يبلغ تعداد سكانها 4998 نسمة حسب الإحصاء الذي أُجرِي عام2004.. يعاني أهالي وادي الذراع بمديرية التعزية من ضعف الخدمات ‏الأساسية المقدمة لهم، والمتمثلة في مشقة مراجعة الدوائر ‏الحكومية وشحة مياه الشرب وقلة ‏المدارس، وعدم وجود مركز صحي, ... وإلخ, في التقرير التالي يرصد مراسل "أخبار اليوم" بعضاً من معاناة أهالي وادي الذراع, وذلك تواصلاً لنقل معاناة بعض مناطق محافظة تعز..

صحة تقتلها الوعود

تفتقر قرية وادي الذراع للخدمات الصحية الأساسية؛ إذ أن كثيراً من النساء يأتيهن المخاض وهن يعبرن الوادي قبل الوصول إلى المستشفى، وكثيراً من مواليد القرية بدأ حياته منه، وبعضهم قضى نحبه في ذات الوادي لعدم توفر مركز صحي.

يقول مواطنون لـ” اخبار اليوم” إنهم سئموا من الوعود المتكررة التي يسمعونها من ‏مسؤولي الشؤون الصحية بمديرية التعزية وأنهم لم يسمعوا منهم سوى جواباً دائماً ومعتاداً ‏بـ"أن المركز الصحي سيأتي مع ميزانية العام المقبل" ويأتي العام تلو العام و الوضع كما هو, مع أن الأهالي متبرعون بالأرض ولا ‏ينقصهم إلا أن يأتي مندوب من الصحة لمعاينتها.‏

ويوضحون أنه في كل بيت من بيوت القرية يوجد مُصاب بمرض الأنيميا أو حالات ‏الالتهاب الكبدي، إضافة إلى الأمراض المزمنة، ما يزيد ‏معها حاجتهم للمركز الصحي، ممّا يضطرهم في الحالات الاعتيادية إلى قطع مسافة طويلة للذهاب إلى مركز صحي بعيد عن قُراهم.
“40″ كيلو للوصول ‏لأقرب ثانوية

تعتزم فتيات وادي الذراع مواصلة تعليمهن بعد الانتهاء من المرحلة الابتدائية التي ‏تتوقف عند الصف الخامس الابتدائي، حيث لا توجد مدرسة للمرحلة المتوسطة للبنات، كما ‏أن المدرسة الابتدائية تُعد حديثة عهد في القرية، حيث تم إنشاؤها عام 2005م.‏

‎وأوضح أولياء أمور الطالبات أنه ‏قبل ثمان سنوات كانت الأمية تعم بنات القرية، ومنع تعليمهن طوال تلك السنوات بسبب بعد المدارس عنهن، حيث لا تحظى إحداهن بالتعليم إلا من كان أهلها من ‏سكان المدينة أو صغير السن أو في القرى المجاورة التي تتوفر فيها مدارس البنات‎‎.

وأشاروا إلى وجود نحو سبعين طالبة يمثلن العدد الحالي من البنات، ولا تزال المدرسة صغيرة ولا تتسع لمزيد من الطالبات الجدد، رغم أن الطالبات عازمات على إكمال ‏تعليمهن في المرحلة المتوسطة بعد إنهائهن المرحلة الابتدائية أو العودة إلى منازلهن ‏في حال عدم افتتاح مدرسة للمرحلة المتوسطة.

وبالنسبة لتعليم البنين، أوضح أولياء الأمور أن القرية بها مدرسة للمرحلتين ‏الابتدائية والمتوسطة إلا أن المرحلة الثانوية غير متوفرة و أن طلاب القرية ‏يقطعون يومياً مسافات بعيدة لإكمال دراستهم الثانوية.‏

 وقالوا أن هناك أرضاً جاهزة لتكون مدرسة للمرحلة الثانوية، ولكن إدارة ‏التعليم لم تبدِ اهتماماً بذلك، الأمر الذي دفع بأبنائهم للدراسة في مدرسة بالقرية المجاورة التي تبعد عنهم نحو عشرين كيلو متراً.
بئر معطلة في وادٍ سحيق

وعن المياه أفاد الأهالي أن مؤسسة المياه في مديرية التعزية كانت اعتمدت بئر الذراع لأهالي القرية ، لكن فرحتهم لم تتم ؛ لأنها موجودة في قعر الوادي، كما أنها متهالكة بسبب عبث مياه السيول بها، كما أن حديد أساساتها يبدو ظاهراً للعيان.‏

ويشكو الأهالي من انعدام المياه الصالحة للشرب، مبينين أن البئر حُفرت بطريقة عشوائية وسط مجرى للسيول، وتحتاج إلى تعميق أكثر ‏حتى يتم الوصول إلى الماء بين تلك الصخور.

و تساءلوا عن الفائدة من ‏صرف أموال الدولة هدراً في مشروع لا يُستفاد منه، مضيفين أنهم يشربون من بقايا مياه الأمطار التي يقومون بجمعها في خزانات مكشوفة، مما يُعرّض ‏حياتهم لخطر الأوبئة والأمراض الناتجة عن التلوث.‏

وأشاروا إلى وجود تمديدات بالمواسير تم توصيلها إلى البيوت على حسابهم الشخصي، لكن الخزان لم يتم توصيله بتلك ‏التمديدات مما يجعلها عديمة الفائدة.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد