تفترش التراب وتلتحف السماء منذ عقدين من الزمن

"نادية".. ستينية في عراء "دار سعد"

2014-04-06 10:02:07 تقرير/ فهمان الطيار

ستينية العُمرِ امرأة اسمُهاَ/ نادية محمد حازم تفترشُ التُرابِ وتلتحِفُ السماء في عدن مديرية دار سعد شارع الميدان في الشرقية.. على هذه الحالة عاشت عقدينِ من الزمنِ وعامان.. ويا ليتها الأقدار على أجنِحتها حملتها وماتت.. هذا هو ملخص مضمون حديثُها.. وهي تردد: لا أستضيئ التذكار لِما مرّ بي من متاعب وأكدار..

أقدار التشرد

تقول نادية: تلك الأعوام وآنذاك الوقت.. عِشتُ قليلاً من الوقتِ متزوِجة.. وشاءت بي الأقدار فغدوتُ مُطلقة.. وها هو الحال كما تروني في الشارع.. بعد أن صعَدت إلى السماء هي تلك روح أمي لتلحق والدي صِرتُ يتيمةٍ وأرملة فبدأت تهجُمات أهلي وتداخلتُ معهم بشجارات فشديتُ أزري متكلةُ على نفسي وقررتُ أن تكون محافظةِ عدن ملاذي.. أشخصت بصرَها إلى السماءِ وهمست شرد الله من شردني.

وتضيف" أخذ منزلي " علي الكردي" دون أي وجه حق - وكما تروني- الآن مشردة في الشارع ليلاً نهاراً من( 94 ) عندما اتهموا هذا الحي وهذه المنازل بأنها للدعارة تم إخراجهم جميعاً من منازلهم وأني واحدة منهم و"تضيف" وبعد أن هدأت الأمور كل واحد رجع إلى منزله وأني امرأة ضعيفة لا حول ولا قوة لي احتل منزلي هذا الشخص".
بعثرة الكوخ

تصف نادية منزلها: كان منزلي كوخاً مبني من الأخشاب على قدر حالي وأنتزعه مني "على الكردي" وبعثر كل ممتلكاتي ورفض الخروج لكوني امرأة عاجزة عن أخذ حقي أما بقية الجيران كلهم رجعوا منازلهم وأني حرمة عاجزة عن الجري والمشاوير والمتابعة إلى المحاكم لكنني رغم هذا تحملت وتابعت وكان عندي إفادة بهذه الأرضية استخرجتها من المحكمة وأثناء متابعتي أخذوا مني النسخة الأصلية ولم أعلم أين جاءوا بها؟.

وتقول: على الرغم من أني لا أمتلك وثائقي رسمية للمنزل إلا أنني استحكمت عليه لكونه لا يملك أي وثيقة يثبت بها صحة كلامه وأن هذا المنزل ملكه وقد جاء شاهدين يشهدوا أن هذا المنزل ملكي وأن هذا الشخص استحوذ عليه لكوني ضعيفة لا أقدر عليه وحكمت لي محكمة الشيخ بإعادة المنزل لكنه مازال مستعصياً.

وتضيف" استدعاني/ عبد الكريم شائف أيام الانتخابات أن أتي إلى المحافظة لينصفني وعندما أتيت وشاف صورتي لا أعرف أين أختفى من أمامي وكذلك/ حامد فؤاد الذي قال سوف يعوضني ببقعة أخرى ولم يعوضني إلى الأن وكلما أجيت لواحد من باب هرب من الباب الأخر".
الشارع مسكني

بنار الندم والحسرة تواصل حديثها: أصبح الشارع وهذه البقعة التي أني فيها بين الشمس وبين البرد والبعوض هي محلي ومسكني أنام بالليل بالشارع وأني على هذه الحالة منذ ذلك الوقت ومنزلي أستحوذ عليه هذا الشخص "الكردي" ويتم تأجيره.. وفوق كل هذا كل ما مر من أمامي على هذا المكان يضايقني ويقطع فؤادي بكلامه الجارح والسب المسيء لشرفي وسمعتي.

وتختم الحديث والحديث معها ليس له نهاية: أناشد كل من يخاف الله ممن يعنيه الأمر أن يعيدوا لي منزلي ويحموني من شر هذا الشخص وأحملهم ظلمي أمام الله سبحانه يوم لا ينفع مالاً ولا بنون وأن ينظروا لحالتي التي أني فيها.. حسبي الله ونعم الوكيل.

"أخبار اليوم" حاولت أن تلتقي بالطرف الأخر الذي هو "علي الكردي" من أجل نقل الحقيقة فتم ذلك وقال لن يعطي رأيه أبداً للصحافة وأن هناك من يحاول التشويه بسمعته وكان معه أوراق الماء والكهرباء لهذا المنزل ورفض تسليمها لنا على عكس "نادية" التي أبدت رأيها ونسخة من الأحكام والوثائق والتقاط صورتها.
شهادة

الأمين العام للمجلس المحلي لمديرية دار سعد عبد المنعم العبد قال لـ"أخبار اليوم" بأنه احد الشهود بأن هذا المنزل يكون ملك لهذه العجوزة "نادية" وأن المدعي "علي الكردي" سلبها حقها لكونها ضعيفة. وتابع" الحي الذي يوجد فيه هذا المنزل اتهم بالدعارة في ذلك الوقت وتم تكسير المنازل وإخراج المواطنين منها وبعد أن هدأت الأوضاع كلاً عاد إلى منزله وهذا الرجل سطا على منزل هذه العجوزة وأبناء الحي خير شهود على ذلك وهم يعلمون تفاصيل القصة".

وفي ذات السياق يقول/ أحمد علي عوض باسيد وبصفته محامي العجوزة نادية: أعرف أن المدعو "علي الكردي" قد استحوذ على منزل نادية محمد حازم في صيف 94 دون أي دليل أو أي حجة لذلك وإنما تعسفاً منه واستضعافاً لها لكونها لا تملك أهل أو أقارب يدافعون عليها فسولت له نفسه الجشعة أن تكون هذه العجوزة هي فريسته ولم يعلم بأنها لقمة مسمومة.

ويتابع" باسيد لم تجد هذه المرأة العجوزة من ينصفها وأنا أدافع عنها طوعياً لوجه الله ومن الجانب الإنساني".
قصة واضحة

هذه مواطنة أخرى من أهالي الحي/ بلقيس أحمد نعمان تؤكد بقولها: أعرف هذه الحرمة "نادية" وأني صغيرة في السن وأن هذا المنزل كان لها وكلنا أبناء الحي نعرف قصتها تنام في الشارع في هذا المكان وتطلب الله بالشحتة من الآخرين وبعض الناس طيبين يعطونها والبعض الآخر يزيد ينكد عليها وضايقوها.

 وتابعت" هذه كلمة حق ولابد علينا من قولها لأننا مسؤولون عليها إذا كتمنا فهي مسكينة لا أهل ولا أقارب ولا تضايق أحد في مكانها المعتاد".

وعن أكلها وشربها يتحدث المواطن- راجي محمد عوض بقوله: هذه الأم نادية من يوم أعرف نفسي وهذا المكان مأواها بجوار منزلنا كما ترى فنحن نقوم بالواجب الذي نقدر عليه نعطيه أكل وشرب وهي جالسة في هذا المكان ونحميها من الأطفال إذا قاموا بأذيتها وكما نعلم أن لها منزل ولكن تم انتزاعه منها كما يقول الكبار أما أنا فأعرفها متواجدة في هذا المكان دائماً.

هاج القلم ومرّ على السطور وحِبرهُ ذاك من غضبٍ يفور يصرخُ بنسجِ الحرف داعياً وبنزفِ الحِبر يشكي باكياً.. عن مأساةٍ دانت لظُلمِها شمسْ الظهيرة وأنّ لهولِها قمر السماء حتى الليالي الدامسة رأفت لحالتها البائسة.. قطيعةُ منيعةُ وفي ذاتِها وجيعة حتى ذراتِ التُرابِ تفحمت من نارِ صبرِها.. ولِلأحجارِ موالً تُريدُ لنادية المنصفة..

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد