تهجـــم صيـــادي «قشــــن» و«حصــــوين» على «بـــن ماجـــــد».. قرصنة أو رجوع إلى تاريخ الإرهاب البحـــــري

2007-08-16 09:25:26

يعرف الجميع بأن القرصنة جرائم وأعمال عدائية كالسلب والعنف المرتكب في البحر على سفينة ما أو طاقمها أو حمولتها أما القرصان هو المغامر الذي يجوب البحار لنهب السفن التجارية ومن خلال التعريف ومعرفتنا بكل تفاصيل حادثة بن ماجد من مصادر موثوقة اتضح لنا ان هناك قراصنة على سواحل قشن وحصوين.

تحقيق/ فواز بجاش

«بن ماجد» بوضع لا يحسد عليه

في حالة يرثى لها وقبل ان يرمى في سلة التاريخ كان وضع باخرة «بن ماجد» عرضة للغرق والاندثار مرمياً على احدى سواحل محافظة عدن فالباخرة التابعة لمركز ابحاث علوم البحار ومقره الرئىسي عدن «حجيف» حيث ان المركز عجز عن تشغيل الباخرة وصيانتها نظراً لعدم وجود مخصصات مالية كافية تسمح له بذلك وكان الخيار بالاتفاق مع شركة معين للاستثمار البحري المحدودة التي اتخذت خور مكسر بمحافظة عدن مقراً لها وعلى حسابها الخاص قامت باعادة تشغيل الباخرة وصيانتها لتقوم بعملها الخاص كمركز للأبحاث والمسح الميداني لمواعيد افتتاح واغلاق مواسم الاصطياد إلى جانب ذلك استفادة شركة معين منه في عملية الاصطياد كإستثمار لها.

هذا وقد كان الاتفاق بينهما يوم الاربعاء الموافق 28 سبتمبر 2005م.

يوم القرصنة والكوري ينجو منها

اثناء عمل الباخرة «بن ماجد» التابع لمركز علوم البحار التابعة لوزارة الثروة السمكية في عملية الأبحاث وعلى بعد 4 أميال من شاطئ قشن في صباح يوم الاثنين من الشهر الماضي الموافق 2007/723م حسبما ذكره الباحث فهمي محمد عبدالله وفي تلك اللحظات فوجئ موظفو الباخرة والبحارة بوجود ثلاثين صياد بقواربهم ويقومون بالالتفاف حول الباخرة لتحديد موقعها بالإضافة إلى وجود ما يفوق مأتين قارب متمركزين على مقربة ميل واحد ينتظرون بفارغ الصبر تلقي اشارة من زملائهم للهجوم على الباخرة إلا ان هؤلاء الثلاثين قام احدهم بارسال الاشارة المتفق عليها وآخرين قاموا بصعود الباخرة بطريقة التسلق ومن مختلف الجهات والاعتداء على البحارة مستخدمين العنف معهم.

وبظرف ربع ساعة التقى حول الباخرة جميع القوارب التي كانت متمركزة ادى كل ذلك إلى خلق الهلع والرعب في نفوس البحارة ولم يكن باستطاعة البحارة الوقوف بوجه الصيادين القراصنة حيث تمكن ثمانية منهم من الصعود نحو غرفة القيادة والبحث عن الكابتن الكوري ان سانج يانج تصدى لهم حارس الغرفة في الباب إلا انهم قاموا بضربه ودهفه حسب اعترافهم مما تمكن الكوري من الفرار نحو الطابق الاسفل للباخرة واثارة الرعب في نفسه خاصة عندما سمعهم يقولون سوف نقتل الكابتن هذا وقد سبق ان قتلوا كابتن صيني قبل اربعة اعوام كان يعمل في شركة نشطون البحرية.

واثناء دخولهم غرفة القيادة وجدوا المجني عليه احمد بن احمد سعيد يعمل على قيادة الباخرة فقاموا اربعة منهم بضربه على الظهر بحسب تقرير الطبيب الشرعي واعترافهم في النيابة وذلك محاولين ابعاد المجني عليه عن مركز القيادة من اجل قيادتها نحو الشاطئ لاخراجها واحراقها كما كانوا يزعمون فما كان من المجني عليه إلاَّ مقاومتهم في التحكم بالقيادة.

وافاد الحارس نضال ان السلاح كان في الغرفة ولكن لم استخدمه رغم القرصنة على الباخرة وضرب البحارة والمجني عليه محاولين احتلال مركز القيادة ولم يدخل في ذهننا السلاح فعندما ادى السلاح قاموا بأخذه فتماسكنا انا واربعة صيادين محاولين اخذه مما تسبب في اطلاق «3» أو «4» طلقات احداهن اصابة المجني عليه واخرى تصيب احد البحارة ويدعى علي نجيش اصابة خطيرة برجله اليمني وبعدما شاهد الصيادون سقوط جثة المجني عليه ارضاً قاموا بالتقافز إلى البحر وبقي واحد منهم لم يتجرأ على القفز كزملائه نتيجة عدم معرفته بالسباحة ويدعى محمود عوضات بن عوضات واكد انه تم حجزه في الباخرة واحسن التعامل معه وتم تسليمه إلى السلطة المحلية وافاد مساعد الكبتن ضابط اول محمد سعيد محمد انه عندما سمع اطلاق النار توجه نحو مصدر الصوت ولاحظ ان الصيادين يتقافزون إلى البحر ووجد ان المجني عليه بحالة خطرة فقام بابلاغ قائد خفر السواحل بقشن ناصر المهجري وطلبت منه المساعدة بقارب لإسعاف المصابين فطلب مني المهجري ان اتقدم بالباخرة إلى رأس درجة وسيدخل بقارب حق الصيادين لاسعافهم.

واضاف مساعد الكبتن قائلاً حينما بدأت اتقدم حسبما طلب مني المهجري إلا ان قوارب الصيادين القراصنة لا زالوا ملتفين حول الباخرة ويطالبون بصاحبهم المحجوز لدينا ثم عاود الاتصال مرة اخرى بالمهجري فرد لي ان الصيادين رفضوا اعطائه قارباً لانقاذ المصابين وبعد لحظات تلقيت اتصالاً من مدير شركة معين فاخبرته بواقع الحال فأمرنا بالتوجه نحو ميناء نشطون عسى ان نعيد الحياة للمجني عليه ولما توجهنا إلى ميناء نشطون وجدنا ان المجني عليه في نزيف مستمر بالإضافة إلى السرعة البطيئة للباخرة ابلغنا الجهات الأمنية بميناء نشطون عن مساعدتنا بزورق سريع لإسعاف المصابين وبحجة ارتفاع الأمواج وزيادة الرياح رفض امن الميناء واختتم المساعد ان لم يكن بوسعه عمل اي شيء سوى متابعة السير نحو نشطون إلا ان المجني عليه لفظ انفاسه الاخيرة في تمام الساعة الواحدة والنصف ظهراً نتيجة عدم مساعدتنا من اي جهة بالمحافظة فوصلنا الميناء الساعة الرابعة والنصف عصراً وسلمنا الصياد المحجوز ثم حجزت الباخرة من قبل النيابة والبحث الجنائي.

تجاهل أمني وحجج في مهب ريح

تجاهل الأجهزة الامنية المتواجدة على الشريط الساحلي بما فيها من قيادة خفر سواحل قشن وكتيبة امن ميناء نشطون عن انقاذنا بقارب لاسعاف مصابين بحالة خطرة احدهم توفى بعد ساعات اصيب من قبل صيادي قشن وحصوين الذين تقرصنوا على باخرة بن ماجد في نهاية الشهر الماضي.

وبعد هذا التجاهل منحدر خطير يهدد الامن البحري في البلاد واكدت التحقيقات ان قيادة خفر السواحل بقشن بقيادة ناصر المهجري هي التي تلقت البلاغ بعد الحادثة بلحظات لانقاذهم بقارب إلا ان رده للبحارة عن رفض الصيادين اعطائه قارب لاسعاف المصابين.

ويبدو ان المهجري وراءه سر لعدم مساعدة البحارة على الرغم من تواجد قوارب عسكرية كبيرة وصغيرة تابعة لمصلحة خفر السواحل قشن وعلى الشاطئ والسؤال هنا طرح نفسه عن ما وراء عدم اسعافهم من قبل خفر السواحل هل ضغط من الصيادين القراصنة؟ ام تحولاً مهامهم من جهاز امني إلى مكان اداري على الشاطئ يتنفس نسيم البحر؟.

ويذكر ان امن ميناء نشطون كذلك تم ابلاغه وطلب المساعدة لاسعاف المصابين رفض هو الآخر تحت حجة ارتفاع الامواج وزيادة الرياح ولم يكن باستطاعتهم بحسب تصريحات، واكد مصدر امني انه عندما تم ابلاغنا بذلك ثم جاء بلاغ آخر عن ملاحقة الصيادين المتقرصنين على الباخرة يطالبون بأصحابهم المحتجزين لدى البحارة فنحن اقتصر دورنا على تجهيز حراسة مشددة على الميناء خوفاً من الاعتداء علينا من الصيادين خاصة وان الباخرة متجهة إلى الميناء.

نيابة قشن في الانحياز

اذا كان القضاء خصمك لمن الشكوى هكذا قال اولياء دم المجني عليه متهمين نيابة قشن بالانحياز والانجرار وراء ساسة الجمعيات السمكية وشخصيات رفيعة بالمحافظة وتأكيداً لذلك حينما افرجت النيابة عن الأربعة الصيادين المتهمين بقتل المجني عليه فالقضية حديثة ولم يكتمل التحقيق بعد والافراج عن هؤلاء مخالف للقانون وبحسب اعتراف الصيادين بالقرصنة على الباخرة بالإضافة إلى التقرير الطبي الشرعي الذي اكد ان المجني عليه تعرض للضرب قبل القتل ولم تكتف النيابة بهذه الجرائم من اجل حجزهم بل اصبحت الأمور بها تحتول رأساً على عقب.

فحينما طلب وكيل النيابة القاضي سالم كرامة احدى البحارة للإدلاء بشهادته ففوجئ الشاهد بحجزه من قبل الوكيل واتهامه بضرب احد الصيادين الذين تهجموا على الباخرة ومضايقتهم وتقييد حريتهم واكد الشاهد انه تم حجزه لمدة يومين بقسم الشرطة وباعتباره قيد حرية احد الصيادين المتقرصنين فيما يطالب اولياء الدم من مجلس القضاء الأعلى برأسة عصام السماوي التدخل في القضية واعادة المتهمين.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد