من هافيلانج إلى مارين.. قيادة مثيرة للجدل لكرة القدم البرازيلية

2014-06-06 09:58:40 اخبار اليوم / وكالات

يرى كثير من النقاد في البرازيل أن مسؤولي كرة القدم في البلاد يبتعدون كثيرا ولسنوات عن أسلوب اللعب الحر والمبهج والمبدع الذي كان علامة مميزة للمنتخب البرازيلي الفائز بلقب كأس العالم خمس مرات سابقة، وقال إدواردو بايس عمدة مدينة ريو دي جانيرو، الذي يعد المدينة لاستضافة المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 2014 وكذلك استضافة دورة الألعاب الأولمبية المقررة عام 2016 ، حديثا "إنها فضيحة ، إنه أمر مخز. من الصعب للغاية أن تدير الرياضات في البرازيل في ظل الامكانيات الهزيلة للمسؤولين".

ويرى كثير من الخبراء وشريحة لا بأس بها من المواطنين في البرازيل أن اللوم يقع على مسؤولي كرة القدم بالبرازيل في العديد من المشاكل التي تواجهها اللعبة بالبلاد حاليا ومنها التأخيرات في الاستعدادات الخاصة بالمونديال والديون الضخمة التي تئن منها الأندية، والرحيل الجماعي للنجوم من هذه الأندية، ويبدو الاتحاد البرازيلي للعبة هو "الوغد" الأكبر في هذا الشأن حيث ظل هذا الاتحاد لربع قرن من الزمان في قبضة حلفاء جواو هافيلانج، أقوى مسؤول رياضي في تاريخ البرازيل.

واعتزل هافيلانج الذي يكمل عامه السابع والتسعين بالتزامن مع انطلاق مونديال 2014 ، العمل في مجال كرة القدم منذ الكشف عن حصوله على رشى من مؤسسة "آي إس إل" للتسويق الرياضي والتي كانت راعية لبطولات الاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، وتسببت هذه الفضيحة في استقالة هافيلانج من عضوية اللجنة الأولمبية الدولية وكذلك من منصب الرئيس الفخري للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، بعد أن ترأس الفيفا على مدار نحو ربع قرن (1974- 1998)، ورغم هذا ظل لهافيلانج تأثير هائل في عالم كرة القدم البرازيلية، وكان هذا واضحا في الاتحاد البرازيلي للعبة والذي ظل تحت سيطرة حلفاء هفيلانج، وفي مقدمتهم ريكاردو تيكسييرا زوج كريمة هافيلانج، والذي رأس الاتحاد منذ عام 1989 وأداره بقبضة حديدية حتى مارس 2012.

ولم يتخل تيكسييرا عن رئاسة الاتحاد إلا بعد اكتشاف تورطه أيضا في فضيحة الرشى مع "آي إس إل" ولكنه تعلل في استقالته بحالته الصحية كما استقال من رئاسة اللجنة المنظمة للمونديال البرازيلي وتنازل عن المنصبين لصالح حليفه السياسي جوزيه ماريا مارين /82 عاما/ الذي ارتبط بعلاقات وطيدة في الماضي مع النظام الديكتاتوري الذي حكم البرازيل في الفترة من 1964 وحتى عام 1985.

واتهمت منظمات حقوق الإنسان مارين بالمساهمة في القبض على الصحفي فلاديمير هيرتسوج الذي تعرض للتعذيب حتى الموت في عام 1975 وذلك تحت وطأة القمع السياسي آنذاك، وأصبح نجم كرة القدم البرازيلي السابق روماريو، عضو البرلمان البرازيلي حاليا، ألد الأعداء لقيادة الاتحاد البرازيلي، وكافح روماريو، الفائز مع المنتخب البرازيلي بلقب كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة وأحد أبرز نجوم الكرة البرازيلية على مدار تاريخها، بقوة ليدفع تيكسييرا إلى الاستقالة كما يعمل حاليا على استدعاء مارين للمثول أمام الكونجرس وتوضيح دوره في القبض على هيرتسوج، ثم مقتله، وقال روماريو: "تيكسييرا ومارين لصان يجب إيداعهما السجن".

ولا يبدو وجود مارين على رأس الاتحاد البرازيلي للعبة واللجنة المنظمة للمونديال أمرا مريحا للحكومة البرازيلية الحالية وتحرص رئيسة البرازيل ديلما روسيف، التي تعرضت للاعتقال والتعذيب أيضا إبان الحكم الديكتاتوري في الماضي، على أن تنأى بنفسها بعيدا عن مارين ومسؤولي الاتحاد البرازيلي للعبة كما تقاوم أي محاولات للتقارب بين الاتحاد والحكومة وتطالب بإجراء تغيير في هيكل كرة القدم بالبلاد.

وقال وزير الرياضة البرازيلي ألدو ريبيلو: "رغم الألقاب الخمسة التي أحرزها المنتخب البرازيلي في بطولات كأس العالم ورغم الحماس الوطني الشديد تجاه كرة القدم ، تقدم كرة القدم البرازيلية 2 بالمئة فقط من إجمالي المبيعات العالمية في مجال كرة القدم. الكرة الإنجليزية تقدم أكثر من 30 بالمئة ونظيرتها الأسبانية أكثر من 20 بالمئة. إنه أمر شاذ علينا تغييره"، وكان التغيير بالطبع هو الهدف الأساسي لمجموعة اللاعبين الذين دشنوا في 2013 حركة أطلق عليها اسم "نادي بوم سينسو" (نادي الادراك الجيد) للمطالبة بإصلاحات جذرية في جدول مسابقات كرة القدم البرازيلية، وقال المعلق الرياضي والصحفي البرازيلي الشهير جوكا كفوري، "ما من أحد يمكنه معارضة هذه المطالب ولكن هذه المجموعة تواجه ردود فعل متحفظة ممن اعتادوا هذا المستوى المتواضع في إدارة كرة القدم البرازيلية".

وأمام كل هذا الضغط والانتقادات والشكاوى والابتعاد الحكومي يبدو مارين ثابتا في منصبه ويسعى إلى استكمال فترته في رئاسة الاتحاد على أن يسلم المهمة في النهاية لأحد الحلفاء أيضا وهو ماركو بولو دل نيرو، ويرى كفوري أنه من المرجح أن ينجح مارين في تحقيق أهدافه، وقال "سيكون هو (مارين) ، هذا التابع الأمين للنظام الديكتاتوري ، من يجلس بجوار ديلما روسيف خلال حفل افتتاح كأس العالم".

عناوين الصور

جوزيه ماريا مارين /82 عاما/ سياسي ارتبط بعلاقات وطيدة في الماضي مع النظام الديكتاتوري الذي حكم البرازيل في الفترة من 1964 وحتى عام 1985.

جواو هافيلانج، الذي يكمل عامه السابع والتسعين بالتزامن مع انطلاق مونديال 2014، أقوى مسؤول رياضي في تاريخ البرازيل.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد