يستعد المنتخب الكوستاريكي لمواصلة سطر التاريخ بمونديال البرازيل حين يواجه اليوم الثلاثاء في الجولة الثالثة من المجموعة الرابعة نظيره الإنجليزي الذي ودع المنافسات، برغبة كبيرة في تحقيق نتيجة إيجابية تضمن صدارته للمجموعة، في الوقت الذي تتصارع فيه إيطاليا وأوروجواي على بطاقة التأهل الثانية لثمن النهائي.

ويحتاج المنتخب الكوستاريكي الذي يحمل في جعبته ست نقاط من فوزين على أوروجواي (3-1) وإيطاليا (1-0)، إلى التعادل فقط مع نظيره الإنجليزي بملعب جوفرنادور ماجاليس بمدينة بيلو هوريزونتي، الذي لا يمتلك أي رصيد من النقاط، لضمان صدارة المجموعة بغض النظر عن نتيجة مباراة إيطاليا وأوروجواي اللذين يمتلكان نقطة واحدة.

وفجرت كوستاريكا التي ضمنت التأهل لدور الـ16 للمرة الثانية في تاريخها بعد 1990 ، مفاجأة كبرى بعد فوزها على اثنين من المنتخبات الحاملة للقب المونديال وتستعد للإطاحة بالثالث، وتميز أداؤها بالسرعة والقوة والتنظيم الخططي، وتعول كثيرا على نجميها جويل كامبل (أوليمبياكوس اليوناني) وبراين رويز (ايندهوفن الهولندي).

وبعد الفوز المستحق على الآتسوري بطل العالم أربع مرات بهدف لرويز، فوجيء لاعبو كوستاريكا بخضوع سبعة منهم لكشف على المنشطات، رغم ان المتبع خضوع لاعبين اثنين فقط، ليبرر (الفيفا) هذا القرار بأن الخمسة الإضافيين كان يفترض أن يخضعوا في الماضي لهذه الكشوفات، معتبرا هذا الإجراء أمرا روتينيا وليس نتيجة للاشتباه.

وأهدى مدرب منتخب لوس تيكوس، الكولومبي خوري لويس بنتو، هذا الفوز الثمين للبرتغالي جوزيه مورينيو، مدرب تشيلسي الإنجليزي الحالي، الذي لم يتوقع استمرار الفريق في انتصاراته أمام الفرق الكبرى، وصرح عقب المباراة “مورينيو، وهو أحد المدربين المفضلين لدي، قال إننا لن نستطيع مفاجأة فرق كبيرة مرتين، ولكنه لا ينبغي ان يقول ذلك مجددا، لأننا قد نخوض ثلاث أو أربع مباريات أخرى” بالبطولة.

في المقابل أقر روي هودجسون مدرب إنجلترا بفشله في قيادة الفريق للتأهل للدور الثاني، لكنه أعرب عن أمله في أن تفتح المواهب الصاعدة المجال أمام مستقبل مشرق.

وسقطت إنجلترا أمام إيطاليا وأوروجواي بنتيجة 1-2 ، لتخرج من دور المجموعات في كأس العالم للمرة الأولى منذ 195، وقال هودجسون إنه رغم النتائج المخيبة للآمال في البرازيل فإن اللاعبين الموجودين حاليا يمثلون قاعدة قوية للفريق قبل انطلاق تصفيات بطولة أوروبا 2016.

فيما سيستضيف ملعب آرينا داس دوناس مباراة مثيرة بين إيطاليا وأوروجواي، صاحبة المركز الرابع في مونديال جنوب إفريقيا، في صراعهما على بطاقة التأهل لثمن النهائي.

وتعاني كتيبة المدرب تشيزاري برانديللي من مشكلة في خط وسطها بعد إصابة اللاعب دانييلي دي روسي في ربلة ساقه اليمنى خلال مباراة كوستاريكا الخميس الماضي، حيث ينتظر ان يدفع بماركو فيراتي بدلا منه في التشكيل الأساسي، وحث برانديللي لاعبيه على ضرورة تحمل ارتفاع حرارة الجو والرطوبة وتقديم أقصى ما لديهم أمام منافس معتاد على اللعب في مثل تلك الأجواء وربما يمنحه ذلك أفضلية وينتظر أيضا أن يدفع المدرب بماتيا دي تشيليو الظهير الأيسر لميلان، بعد غيابه عن الجولتين الماضيتين بسبب الاصابة كما يتوقع اعتماده في الهجوم على ماريو بالوتيللي لاعب ميلان وشيرو إيموبيلي المنتقل لبروسيا دورتموند الألماني.

ويكفي المنتخب الإيطالي الحصول على نقطة التعادل للتأهل رسميا إلى الدور الثاني برفقة كوستاريكا، بينما لا بديل أمام أوروجواي سوى تحقيق الفوز، ويأمل الآتسوري في تفادي الخروج من الدور الأول للمونديال للمرة الثانية على التوالي، منذ فوزه باللقب عام 2006.

لكن السيليستي يعيش فترة انتعاشة لعودة مهاجم ليفربول لويس سواريز، إلى الملاعب ومشاركته في مباراة إنجلترا وتسجيله هدفين رائعين خطف بهما الأضواء، ليؤكد كونه لاعبا قادرا على حسم المباريات، رغم عودته المؤخرة من الإصابة، وصرح مدرب أوروجواي، أوسكار تاباريز “لا يوجد أي تغيير لنا عن مباراة إنجلترا، ينبغي علينا تحقيق الفوز فقط، هذا هو الخيار الوحيد المتاح لدينا”.

وتأمل أوروجواي بطلة العالم مرتين في الانتقام من إيطاليا لخسارتها أمامها بركلات الترجيح في مباراة تحديد المركز الثالث ببطولة كأس القارات الصيف الماضي، بعد انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي من المباراة بالتعادل الايجابي بهدفين لمثلهما، والمواجهة هي الثالثة بين الفريقين في كأس العالم، حيث تعادلا في 1970 بدون أهداف، وفازت إيطاليا في 1990 بهدفين نظيفين بالدور الثاني.