نزوح من العاصمة.. غلاء أسعار.. انعدام الحدائق.. ازدحام الحركة.. هجرة من المدينة إلى الريف

محافظة إب.. عيد بطعم المآسي

2014-10-07 12:52:07 تقرير/ محمود الحمزي

ألقت الأوضاع السياسية الحالية بظلالها على معيشة المواطنين بمحافظة إب وبصورة أكبر على أحوال الناس في عيد الأضحى المبارك ، وسط حالة من الصدمة والذهول والإستغراب من مالات الوضع الكارثي لمصير دولة وتسليم شعب لقبضة مليشيا ، الأمر الذي تسبب بحالة من الخوف والفزع على حياة الناس خصوصا أبناء محافظة إب والذين يقطنون في العاصمة منذ سنوات وعقود من الزمن...


عيد النازحين

المواطن محمد حسين صالح من أبناء محافظة إب ولديه بقالة في العاصمة ويسكن منذ أكثر من 10 سنوات تحدث للصحيفة عن العيد والوضع الحالي للبلد فقال للأمانة هذا العيد مختلف عن كل الأعياد التي عشتها منذ خلقت ولأول مرة أعيش عيد بطعم النزوح.

وقال: عشنا الأيام الماضية في العاصمة صنعاء أيام صعبة جدا للغاية ووصفها محمد بالقول أيام رعب وخوف لا يمكن أن تقيسه الكلمات وحمل المسئولية الرئيس هادي حيث قال الرئيس يتحمل أمانة مصير بلد والان العاصمة تحكمها جماعات مسلحة وسط غياب كامل للجيش أين أمانة المسؤلية التي وثقنا به في الإنتخابات الأخيرة في 2012م.

ويختم بالقول إب العيد فيها أفضل بالف مرة من أي مكان آخر فقط الغلاء والزحام سمة هي في كل المدن لكن يبدو أن إب تزيد عن غيرها.

أما الحاجة آمنه مسعد الشوخي فتقول: يابني العيد غير كل الأعياد الناس هاربين من صنعاء ومفجوعين فجعونا الله لا سامحهم ومن كان السبب، وناشدت الجهات المسؤة بمراقبة الأسعار إذ تقول الغاز يابني سعره مختلف من بقعه لبقعه ومن دكان لدكان وأقل حاجة بألفين ريال ومتجلس الدبة الغاز أسبوع.

الشاب أمين صادق الجماعي قال: العيد في إب جميل, لكن بجمال الطبيعة والمحافظة تفتقر للخدمات السياحية والمفترض موسم سياحي وعيد ينبغي أن تستغله السلطة المحلية لجذب السياح, لكن لا خدمات ولا شوارع ولا كهرباء ولا فنادق وهذا وضعنا في إب.

أما الأستاذ/ فؤاد العديني فيقول: العيد هذا العام يأتي ومصاريفه واحتياجاته المختلفة وغلاء الأسعار تثقل كاهل الناس وتنسف الفرحة بالعيد.

وأضاف العديني: السنوات الأخيرة- وخصوصا هذا العام- تردت الأوضاع الاقتصادية في البلد بشكل كبير وأثرت على حياة الناس وكثير من الأسر أعرفها حتى اللحظة بدون أضحية وآخرين لا يجدون كساء بسيطا لأولادهم ونناشد الميسورين ومن لديه شيء زائد أن يتفقدهم وينظر إلى جيرانه.

أسعار مجنونة

الأسعار تلهب ظهور المواطنين وكأنهم يجلدون بسياط.. هكذا تحدث أحد المشترين من محلات سوق الأوقاف بإب مضيفا الأسعار أمامك والبائعون يستغلون الوضع وباختصار الأسعار مجنونة.

أما المواطن/ هيثم عبدالكريم, فيقول أسعار كباش العيد والله لم أستطع الشراء حتى اللحظة ولم أجد أسعارها زي العام هذا وطالب الحكومة والجهات الرسمية التدخل لإيقاف ما أسماه الجشع لكنه استدرك بقوله يا فصيح لمن تصيح مابوش دولة بصنعاء كيف بيراقبوا أسعار الكباش.

أما الشاب سليمان السماوي فيستغرب أن يتم تأجير أرصفة معظم شوارع إب لأصحاب العربيات بأسعار خيالية ومبالغ فيها ويتم استغلالها من قبل النافذين في قيادة المحافظة حد قوله ويضيف بأن إب في الأعياد لا تلاقي أي اهتمام من قبل الجهات الرسمية ويكثر فيها الازدحام المروري وكذلك الحوادث المرورية القاسية ولا يوجد أي دور لأصحاب المرور والذين يفترض بهم أن يكونوا أصحاب أدوار مهمة وبارزة طوال العام وبشكل أكثر أثناء الأعياد والمناسبات.

أما باسم أمين- صاحب عربية في الشارع- فيقول يتم تأجير الرصيف لنا بأسعار كبيرة تذهب معها معظم أرباحنا لكن حينما لا نقدر إدخال الرزق بطرق أخرى نلجأ للعربيات حتى ولو كان تأجير الرصيف لنا غاليا جدا اش نسوي وما بيدينا حد قوله.

لا حدائق في إب

الأستاذ/ عبدالله الميتمي, تحدث عن قضية مهمة وهي غياب الحدائق والمتنفسات في إب، فقال للأسف في إب محافظة السياحة حدائق تستحي أن تسميها حدائق ومع ذلك فيها زحام غير عادي.

أما الشاب/ عمار عبدالمغني فيقول: تصور أنني في العيد الفائت أخذت تذاكر ألعاب ولا زالت معي حتى اللحظة ولم نستطع الوصول للألعاب العادية في ظل زحام وقد ظلينا مطوبرين ساعات ومع ذلك لم نتمكن من ترفيه أطفالنا مما اضطرنا للنزول إلى محافظة تعز حتى نجد بديلا أفضل نوعا ما.

ويوجد في إب حديقتان صغيرتان الأولى حديقة خليج الحرية "سرت" وسط المدينة وحديقة ثانية في منطقة مشورة بعيدة المكان عن المدينة وصغيرة الحجم وفيها ازدحام لا يمكن أن تصدقه إضافة إلى أسعارها الخيالية وطالب عدد من أبناء المحافظة السلطات المحلية بأن تتبنى مشروع لحدائق عامة وكبيرة متعددة خصوصا وأن إب ذات كثافة سكانية ومحافظة سياحية فمن المعيب أن يأتي الآخرون من مدن ومحافظات أخرى بغرض السياحة ولا يجدون أبسط مقومات السياحة من حدائق عامة وأماكن يستريح فيها الزائرين.

النظافة تتفاقم مشكلتها

أثناء مرورنا بشوارع إب وجدنا حالة النظافة لا يسر أحدا وكأننا في محافظة لا تسمى عاصمة السياحة ويمكن أن نقول بأنها عاصمة للقمامة خصوصا مع انتشار البسطات بكثافة ووجود الأمطار هذه الأيام والتي يقول البعض بأن الأمطار تنفع بعض الشوارع بجرف القمامة بينما في بعضها لا تزيد إلا إشكالا وعدم القدرة على الحركة في تلك الشوارع خصوصا الشوارع الفرعية داخل الأحياء.

 ازدحام مروري

أثناء زيارتنا لأسواق مدينة إب تجد الزحام المروري سمة من سمات الأعياد وبشكل غير مسبوق خصوصا وأن إب فيها شارعان رئيسان هما شارع العدين وشارع تعز ويتسوق فيها الآلاف من أبناء المحافظة ويصل التعداد السكاني للمحافظة أكثر من مليوني نسمة في تعداد 2004م ولذا تجد معاناة الزحام واضحة للعيان ويشكي منها أصحاب الباصات والمركبات ولا توجد حلول أو تدخلات لتخفيف المعاناة من قبل الجهات الرسمية، إذ يقول الشاب مكين أحمد مالك سيارة للأسف الشديد في اب الزحام المروري والاختناق يتكرر ولا ضمير للمسؤولين حقنا وكأننا في بلد يمشي بالعافية ولا أثر للسلطات أو المرور أو غيرهم.

هجرة إلى اٍلريف

المواطن محمد عبده سعيد قال شخصيا أفضل العيد في الريف لبساطة الحياة فيه والهدوء ووجود الأهل والأقارب، وأضاف بأن مشكلته هذا العام في الوضع ماديا حيث وأن أسعار السفر زادت بصورة كبيرة رغم تراجع أسعار البترول مؤخرا لكن غياب المراقبة خلي السائقين في جشع كبير ومعروف جشعهم في المناسبات لكنهم هذا العام جشع مضاعف.

وليس المواطن محمد عبده سعيد وحده من يهاجر الريف فالألف من أبناء المدينة يهاجرون للريف مع عوائلهم ويقضون العيد مع أسرهم في القرى والأرياف ولإب هذا العام هجرة أخرى هي نزوح الكثير من الأسر من العاصمة بسبب الأحداث الأخيرة والتي أجبرتهم على الفرار بدون أي شيء حد قول الكثير منهم.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد