عن فوز «عبد الله غل» برئاسة الجمهورية التركية وانعكاساته على الحركات الإسلامية

2007-08-29 08:23:11

يوم أمس أدى «عبدالله غل» اليمين الدستورية وذلك بعد ان انتخب رئىساً للجمهورية التركية في الجلسة الثالثة للبرلمان التي انتخب فيها «غل» رئىساً جديداً لتركيا خلفاً للرئيس المنتهية ولايته «أحمد نجدت سيزر» وحقق «غل» الفوز بأغلبية «339» من أصل «550» هم أعضاء البرلمان وهو الأمر الذي كان متوقعاً بعد أن فشل في جلستي البرلمان السابقتين في تحقيق ثلثي أصوات النواب وسط معارضة شديدة من أحزاب المعارضة العلمانية.

الفوز التاريخي الذي يكون له مذاقاً بخاصة لدى الحركات الإسلامية في الوطن العربي والإسلامي وسيحرج الأنظمة الشمولية ويفتح الشهية أمام تلك الحركات ويعيد لها الأمل في إمكانية التطلع للوصول إلى الحكم إذا ما لزمت العمل الكثير والكلام القليل ونظافة اليد والعمل للوطن وليس للجماعة وتجسيد خلق الإسلام على أرض الواقع، وإذا ما تخلت الأنظمة العربية عن أساليبها القمعية وعملت بالديمقراطية الحقيقية وليس الديمقراطية المصطنعة المستنسخة لسلبيات الديمقراطية فقط.

وفي إطار هذا الفوز الذي حققه «عبدالله غل» الذي يدين لحزب العدالة والتنمية التركي بالوصول إلى رئاسة جمهورية تركيا حاولنا في «أخبار اليوم» أن نكون مع هذا الحدث عبر المتابعة والبحث عما إذا كان هذا الانتصار للإسلام أم للمسلمين أو للإسلاميين، وهل وصول «غل» لرئاسة تركيا سيكون له انعكاسات على الحركات الإسلامية في الوطن العربي والإسلامي؟ وبحثنا أيضاً حول إمكانية اسقاط النموذج التركي على بقية الحركات الإسلامية أم أنه له خصوصياته التي تجعل من اسقاطه واستنساخه يخرج مشوهاً، وسألنا عن ثمة عراقيل ستواجه الحركة الإسلامية التركية هذه التساؤلات وغيرها طرحناها على كل من الأستاذ محمد مهدي عاكف-المرشد العام لحركة الإخوان المسلمين والشيخ راشد الغنوشي والأستاذ عبدالوهاب الآنسي-الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح وكل من الدكتور ضياء رشوان -الخبير في شؤون الحركات الإسلامية والدكتور فهمي هويدي-المفكر الإسلامي والمحلل السياسي وختمنا هذا الاستطلاع بوضع هذه الأسئلة على المفكر الإسلامي الدكتور أحمد الدغشي الذي ذهب في حديثه معنا إلى ادق التفاصيل في نجاح التجربة التركية.

هذه الشخصيات والقامات كان أصحابها ضيوفاً على «أخبار اليوم» مساء أمس وكانت الأسطر القادمة حصيلة نقاشنا معهم.

حاورهم / إبراهيم مجاهد

الأستاذ محمد مهدي عاكف-المرشد العام لحركة الإخوان المسلمين

> قراءة في فوز «عبدالله غل» في الانتخابات الرئاسية التركية؟.

- نقرأ ما حدث في تركيا على أنه انتصار للديمقراطية وانتصار للحرية وانتصار لعدم التزوير وانا اهنئ الشعب التركي بهذه الديمقراطية والحرية، كما اني اهنئ حزب العدالة والتنمية ورجب طيب اردوغان بثقة الشعب فيه ثم اهنئ «عبدالله غل» بوصوله إلى الرئاسة وذلك يمثل انتصاراً للتوجه الإسلامي وهزيمة للعلمانية.

> انعكاسات الفوز على الحركات الإسلامية؟!.

- لن يكون هناك انعكاس ولا أي استفادة ولن تستفيد الحركات الإسلامية لأن الجو الذي تعيش فيه الحركات الإسلامية في العالم العربي والإسلامي جو خال من الحرية والديمقراطية فلن يتهيأ الجو السليم للحركة الإسلامية في العالم العربي والإسلامي، لأنه اذا يتهيأ الجو الديمقراطي والحريات للحركات الإسلامية في العالم العربي والإسلامي فأنا أتوقع أن هذه الحركات ستتعامل مع الواقع العربي والإسلامي كما تعامل حزب العدالة والتنمية مع واقع الأمة التركية وقام بهذه النهضة.

> عراقيل أمام الحركة الإسلامية في تركيا؟!.

- العراقيل امامها كبيرة وأملي كبير في ان تتفادها وتستطيع التغلب عليها.

> كلمة للأنظمة العربية والحركات الإسلامية؟.

- اسأل الله سبحانه وتعالى ان يهدي حكامنا إلى احترام شعوبهم والتعامل معهم ورفع الظلم عنهم حتى يستطيعوا ان شاء الله ان ينهضوا بأمتهم، لا يوجد على الساحة العربية والإسلامية اخلص من القوى الإسلامية المعتدلة التي تفهم الإسلام فهماً حقيقياً واقول للحركات الاسلامية ان يصبروا ويصابروا ويرابطوا حتى يحقق الله آمالنا وآمالهم.

د. ضياء رشوان-خبير في شئون الحركات الإسلامية

> قراءة في فوز «عبدالله غل» في الانتخابات الرئاسية التركية؟.

هذا انتصار للديمقراطية التركية. . وانتصار لكل الحركات الاسلامية السلمية في ذات الوقت والأهم من ذلك انها انتصار الديمقراطية التركية كونها سمحت بدخول حزب العدالة والتنمية مرتين الانتخابات ويفوز بالأغلبية وسمحت بفوزه قبل هذا في المحليات بنسب اغلبية مختلفة وسمحت اخيراً بتولى «عبدالله غل» رئاسة الجمهورية.

وهذا يؤكد أنه كان هناك ديمقراطيون يمثلون الحكم والأولى بالتحية في رأيي الديمقراطية التركية.

> انعكاسات هذا الفوز على الحركات الإسلامية؟.

- طبعاً وبدون شك فالعالم مترابط والجميع يعرف ولاحظ الجميع انه بعد احداث 11 سبتمبر كان هجوم اميركي واسع على العالم الإسلامي بشكل عام وان الحركات الإسلامية تقدمت في كل مكان في انتخابات اجريت دون استثناء من خلال «17» عملية انتخابية تقدمت الحركات الإسلامية وتأثر كل طرف بآخر وبقدر وصول اسلامي معتدل لرئاسة تركيا ولأول مرة منذ «83» سنة يمثل انتصاراً كبيراً وسيؤثر على معظم الحركات الإسلامية وسيعطيها دفعة للأمام بلا شك.

> عراقيل قد تواجهها الحركة الإسلامية التركية وتهديدات الجيش التركي لها؟!.

- الجيش التركي امامه احد بديلين لا ثالث لهما اما ان يبلع السم الذي اخذه أو انه ينهي موضوع انظمام تركيا للاتحاد الاوروبي إلى الأبد بمعنى ان اي شيء يقدم عليه الجيش التركي على غرار الانقلابات السابقة سوف ينهي أمل تركيا إلى الابد وهذا الشيء سيحدث في تركيا انقلاباً كبيراً وسيبقى الجيش هو الخصم للشعب التركي والبديل الثاني هو ان يرضى بما زرع ولا يسعى إلى وضع عراقيل عثرات في طريق تولى الرئىس «غل» لرئاسة تركيا.

وانا أظن الجيش سيختار البديل الثاني كي لا يثير المشاكل والجيش لن يتدخل لينقضَّ على الحكم التركي لانه مرتبط بالاقتصاد والمجتمع التركي لأن الناس عنده آمال وطموحات.

> كلمة للأنظمة والحركات الإسلامية في الوطن العربي؟.

-كلمتي اولاً للحكومات العربية واقول لولا ديمقراطية الحكومات لما نجح الاسلاميون وهنا أقول «نرجوكم، نبوس ايديكم يا حكومات ادونا شويه حقوق» واتركوا الشعب يختار مرة ويجرب ويدفع ثمن اختياره وساعتها ستتغير الحركات الإسلامية إلى الأفضل والحرية هي التي غيرت الأتراك إلى الأفضل.

> التغيير في القوانين؟!.

- الجيش التركي لن يقدم على أي عمل انقلابي لأن ذلك يعني نهاية الأمر وحزب العدالة والتنمية لن يمس القوانين.

الشيخ راشد الغنوشي-قائد حركة النهضة الإسلامية في تونس

> قراءة في فوز «عبدالله غل»؟.

- هو تطور طبيعي في الديمقراطية التركية.

> انعكاسات الفوز على الحركات الإسلامية في الوطن العربي والإسلامي؟.

- لا يبدو ذلك في الأفق وذلك لاختلاف طبيعة النظامين النظام التركي عن النظام العربي فالنظام التركي هو ديمقراطية ناقصة وهي اليوم خطت خطوة أخرى في طريق اكتمالها بينما المسار الديمقراطي لم يبدأ في العالم العربي.

> العيب على من في الوطن العربي على الأنظمة أم على الحركات الإسلامية؟!.

- قطعاً العيب في الأنظمة العربية والدليل على ذلك ان هذه الانظمة ضربت كل التيارات على اختلاف اتجاهاتها فكلها مرت على السجون والمعارضات في تركيا وفي كل الديمقراطيات تتداول السلطة في حين المعارضات العربية تتداول السجون والمنافي.

> هل يشكل فوز «العدالة والتنمية» حافزاً لبقية الحركات الإسلامية؟.

- هي خطوة مشجعة للحركات الإسلامية وللحركات الديمقراطية بلا شك وهي دعم للعرب عموماً وكل خير يصيب الإسلام يصيب العرب منه نصيباً وافرا.

> عراقيل أمام الحركة الإسلامية في تركيا؟!.

- طبعاً العراقيل موجودة وقدر الحركات ان تغالب العراقيل والصعوبات داخلياً وخارجياً فالحياة بطبيعتها كدح وصراع وتدافع.

> كلمة للأنظمة العربية والحركات الإسلامية؟!.

لا يبدو ان الانظمة العربية قد اصبحت في طور الاستماع للنصيحة أو يفيدها النصح فقد تجاوزت هذه المرحلة فسدت كل باب للتطور وراهنت على عنصر واحد وعامل واحد من اجل ان تحكم وهو عامل ممارسة القوة والازدياد والامعان في استخدام العنف في الداخل ومقاضاة بقائها، ومقاضاة ما تبقى من استقلال مع الخارج من اجل دعم بقائها فلا حدود لاستخدامها للقوة ولا حدود لتبعيتها للخارج، وكل ما يقتضي بقائها تفعله.

اما نصيحتي للحركات الإسلامية وللحركات المعارضة عموماً ان ينفتح بعضهم على بعض وان توحد صفها من اجل فرض التحول الديمقراطي على الانظمة.

> الا ترون كلامكم حول الانظمة العربية يثبط من عزيمة ونضال الحركات الإسلامية؟.

- لا يثبط وانما يحررها من الأوهام من وهم ان السلطات القائمة ستمنح شيئاً بدون أن يفرض عليها فرضاً.

الأستاذ عبدالوهاب الآنسي-الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح

> فوز «غل» في الانتخابات الرئاسية التركية؟.

-نقرأ هذا الفوز من أن هناك ديمقراطية حقيقية بكل مقوماتها حتى أصبح التوجه العلماني في تركيا يبدي مرونة أي أن العسكر الذين يعتبرون انفسهم حراساً للنظام العلماني بدأوا تحت معطيات الواقع التركي وتحت مظلة الديمقراطية يعيدوا حساباتهم ويراجعوا تشددهم حتى لم يعودا بالشدة التي كانوا عليها في الفترات الماضية.

طبعاً هذا ناتج عن عدة عوامل منها المستجدات الدولية والاقليمية وبالدرجة الأولى للمستجدات في الداخل التركي.

> انعكاسات الفوز؟!.

- أنا أرى أن هذا الفوز سيزيد من قناعات الحركات الإسلامية بالاستمرار في بذل الجهود للنضال السلمي من أجل نظام ديمقراطي حقيقي في البلدان العربية والإسلامية كون هذا هو الطريق للاستقرار الحضاري وووللتنمية الشاملة والباب الآمن للإصلاح الشامل لكل الاختلالات التي تعيشها هذه الشعوب.

> «الجو» في تركيا غير «الجو» في الوطن العربي والإسلامي؟!.

-بلا شك ان الجو الديمقراطي في تركيا ليس متوفر ولا موجود لبقية الحركات الإسلامية في الوطن العربي والإسلامي وهذا ما يجعلنا نؤكد بأن الجهود المطلوبة من الحركات الإسلامية في البلاد العربية والإسلامية تحتاج إلى جهود اكثر على اعتبار ان البنية التحتية للديمقراطية في تركيا بنية قوية وسليمة والدليل على ذلك بأن الاختلافات التي شهدتها الساحة التركية بقيت في منأى عن ان تمس الأسس الديمقراطية.

> كلمة أخيرة؟.

- نتمنى من الأنظمة العربية بالدرجة الأولى ومن الحركات ليست الإسلامية فحسب وانما كل القوى التي ترى ان المخرج للوضع الذي تعيشها شعوب العالم العربي والإسلامي هو التحول الديمقراطي الحقيقي ومطلوب منها جميعاً ان تدرس بأمعان مسيرة الديمقراطية في تركيا والنجاحات التي تحققت في ظل الديمقراطية الحقيقية، واذكر هنا قول أحد الاتراك الذي اعتبر نجاح «غل» هو نجاح للديمقراطية الحقيقية وللحرية التي يتنفس بها الشعب التركي.

وبلا شك ان هذا الانتصار هو انتصار للإسلام فعندما نتحدث عن حزب إسلامي مرجعيته الإسلام معناه ان سلوكه ونجاحه هو انعكاس للأفكار الإسلامية التي يتبناها.

الدكتور فهمي هويدي-مفكر إسلامي ومحلل سياسي

> قراءة في فوز «عبدالله غل»؟!.

- طبعاً له أكثر من دلالة أولاً هذا انتصار للديمقراطية في تركيا وثانياً هو انتصار لتوجه وطني اسلامي وثالثا فهذا الانتصار ينذر بميلاد الجمهورية التركية الثانية التي تنتقل من المرحلة الاتاتركية إلى المرحلة الديمقراطية الحقيقية لأن الديمقراطية الاتاتركية كانت مرتبطة بهيمنة العسكر واظن انه في الجمهورية الثانية ستكون الهيمنة للشعب وليس العسكر وهذا هو الجدل المثار في تركيا حول الجمهورية الثانية واظن ان هذا الفوز سوف يكون له انعكاسات ايجابية مثل الاستقرار في تركيا ودفع عجلة التنمية في البلد أو تحقيق المطلب الوطني التركي في الانضمام للاتحاد التركي فضلاً عن الانفراج التركي الداخلي الذي يرفع الظلم عن قطاعات من الاتراك ونظم الاكراد بالدرجة الأولى لأن هناك تعديلات في الدستور تعد الآن ويجري ترتيبها وهذه التعديلات تمنح الاكراد الحق في استخدام لغتهم واظن انها ستطلق الحريات العامة بالشكل الذي يسمح للمتدينين بممارسة حريتهم مثلاً في مسألة الحجاب في تركيا وهذا جزء من تخفيف القيود التي فرضتها العسكرية الاتاتركية على الشعب التركي.

انعكاسات الفوز

> انا قلت ان تقدم وفوز حزب العدالة والتنمية له انعكاسات من عدة نواحي منها انعكاسات متعلقة بالانظمة التي تتجاهل التيار الإسلامي المعتدل ويمثل دعوة لها لكي تتعامل بكفاءة اكثر باحتواء وليس بإقصاء لأن كفاءة اي نظام سياسي تقاس بمقدار احتوائه وليس باقصائه للقوى السياسية ولهذا فهي رسالة مهمة فالاحتواء يعبر عن التوجه الديمقراطي ويسهم في الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية.

وهناك جزء آخر هو ان الحركات الاسلامية ينبغي عليها ان تطور من برامجها حتى تكون برامج للاوطان وليس للجماعات وهذا هوالنجاح الذي حققه حزب العدالة والتنمية انه وضع الوطن قبل الجماعة واستطاع ان يرتب برنامجه بحيث يعطي الأولوية للجماعة ويعتبر ان التدين ليس في خشية الله ونظافة اليد فحسب ولكن في العمل الذي ينفع الناس.

> كلمة للأنظمة والحركات الإسلامية في الوطن العربي؟.

- الكلمة تدور في إطار دعوة الحركات ان تكون اكثر نضجاً واكثر استجابة لطموحات شعوبها حتى تلقى القبول العام وتتحول المشروعات من نخبة إلى اجندة وطن من جهة ومن جهة اخرى الدعوة للأنظمة العربية ان تتعامل مع الديمقراطية الحقيقية وبشفافية وتقوم على الاحتواء وليس الاقصاء، والثقة وليس على الشك والاتهام لانه سبيلها للاستقرار السياسي والاقتصادي.

الدكتور أحمد الدغشي-مفكر إسلامي

> قراءة في فوز «عبدالله غل» في الرئاسة التركية؟!.

- اعتقد ان فوز «غل» انما يؤكد حقيقة وحتمية تاريخية معاصرة هي حتمية انتصار الإسلام بوصفه قدر هذه الأمة أيما خروج عن هذه الحقيقة فانه خروج عارض زائل واكبر مثال على ذلك النموذج التركي اذ لم يرزح شعب من الشعوب اكثر مما رزح الشعب التركي تحت نير العلمانية التركية العلمانية التي تتدخل في الجوانب الشخصية على حين ادعت غير ذلك، الا ترى معي ان العلمانيين المتطرفين في تركيا لم يجدوا ما يحتجون به على منع «غل» ومحاولة منعه من الفوز الا ان زوجته محجبة الا يوجد امر مضحك اكثر من ذلك وهذا ان دل على شيء فانما يدل على افلاس العلمانية ومشتقاتها واؤكد ان الحقيقة التي اشرت اليها انفاً وهي ان «غل» نجح ليس لأنه «غل» مولكن لأنه رمز اسلامي يؤكد تلك الحقيقة.

مرة أخرى أن كل المحاولات التي يمكن ان توضع على هذه الأمة بقوة العسكر أو بضغط خارجي أو بأمور داخلية جميعها باءت وستبوء بالفشل والأهم من هذا وذاك كعرب ومسلمين حيث ان فوز «غل» لا يعني إلا فوزاً للإسلام دون ان يكون بالضرورة فوزاً للمسلمين في هذا المسار أو ذاك إذ ان التجربة التركية ذات عقبات ومعوقات وخصوصيات يصعب ان تسقط على اي كان آخر بمعنى أوضح ان النموذج التركي قدم الاسلام حقيقة واقعية على الأرض واسكت بذلك على المتربصين بالاسلاميين ومتهميهم، وأجاب على جملة تساؤلات كما اسكت بعضاً من المنتميين للتيار الإسلامي الذين يتحدثون كثيراً ويعملون قليلاً.

> الانعكاسات؟!.

- انني إذ أؤكد على ان النموذج التركي نموذج فريد ذو خصوصية ومحاولة استعارته برمته افساد للمستير أو لمن يحاول الاستعارة واساءة للنموذج التركي لكن في الوقت ذاته يؤكد أن الفائدة الامثل من النموذج التركي تكمن في محاولة استلهام الدرس جيداً حيث نظافة ذات اليد وتجسيد خلق الاسلام على الأرض حال التمكن فهذا الذي يمكن ان يقنع، قليل من الكلام كثير من الفعل القويم، وهنا اؤكد بأن هذا الفوز فوز للاسلام لكن ليس بالضرورة ان يكون فوزاً للمسلمين أو الاسلاميين بوجه اخص، نعم هو بشارة للجميع لكن ليس بالأماني وحدها قال تعالى «ليس بأمانيكم ولا أماني اهل الكتاب من يعمل سوء يجزى به» أي ان الأهم من هذا وذاك هو السلوك المتجسد على الأرض لاشك ان النموذج التركي يحرج الانظمة الشمولية ويحرج العلمانيين والمتطرفين سلطات كانوا أم معارضات في منطقتنا ولكن بالقدر نفسه لا يمكن ان يقال انه فوز لجميع الحركات الإسلامية، فوز للإسلام نعم فوز للحركات الإسلامية نعم مع التحفظ بمعنى ان الحركات الاسلامية معنية الآن ليس بتقمص النموذج التركي ب«عجلة وولجة» بسلبياته وايجابياته ولكن باستلهام جوهر التجربة بنظافة اليد حال التمكن وتجسيد الاسلام على الأرض والانتماء للأمة وليس للحزب العمل لهذا الدين وليس للمنضويين في إطار جماعة دينية.

> هل الفوز يحسب لديمقراطية النظام العلماني؟!.

- لا اعتقد ذلك لأن التجارب اجهضت كثر من الحكومات التي فاز فيها اسلاميون وآخرها حكومة نجم الدين اربكان والعسكر الآن يهدد ويتوعد ويعلم الله بالعواقب لكن المد الشعبي حقيقة ماثلة على الارض من انهم يمثلون نبض الشعب التركي وضميره يحرج العلمانيين من العسكر أو من غيرهم ولذلك اظن ان هذا لا يحسب للنموذج العلماني لأنه فاشل وهو يؤكد فشله إذ يعلن بين الحين والآخر انه يخشى من اردوغان، غل قبيل الفوز وبعدها لأن المبادئ الاتاتركية مهددة كما يقولون ومن ثم هذه الاصنام البشرية يمكن ان يكون المقدس البشري أو الصنم التركي العلماني في أي لحظة مؤذناً للانقلاب على النموذج الإسلامي الحالي والتجارب السابقة تؤكد ان ليس للعلمانية فضل بالعكس واعتقد ان ابشع نموذج علماني هو النموذج العلماني التركي لكن هل يعقل ان تخاطب الشعب كله وتقول هذه الكلمة وحزب العدالة والتنمية اراد الإسلام بهذا المعنى فهل يعقل ان يتصادم بكل ما تعنيه الكلمة، العسكر أو سواهم مع الشعب فهذه معادلة صعبة.

> كلمة أخيرة للأنظمة والحركات الإسلامية في الوطن العربي؟.

- أقول للأنظمة لا تخشى من الإسلام فالنموذج التركي هو نموذج متفرد ورائع ولكن يمشي في حقل ألغام ومع ذلك ها هو ذا يؤكد عظمة الإسلام سماحة الإسلام عدالة الإسلام ولذلك لا يخشى من الإسلام في أي مكان اذا اعطي مساحة للحرية واذا اعطي حقه في الممارسة السياسية فلا يخشى منه، واذا ضيق عليه فهنا تكمن الخطورة ويتحمل المسؤولية في ذلك من كان السبب واقول للحركات الإسلامية لتأخذ جوهر الدرس والعبرة من النموذج التركي دو ان تحاول استيراده بمشكلاته وملابساته فهو مشرف على مستوى السياسة الداخلية إلى اقصى حد، أما السياسة الخارجية لها ملابساتها ومعوقاتها وخصوصيتها لكن لها ظروفها الصعبة والمحرجة، لكن ان يقال أنه تصالح مع العلمانية فهذه مغالطة سخيفة فهو مضطر بأن يتصالح معها بحكم ارهابها وعنفوانها وقمعها ولو وصفت بأنها عظيمة فها هي تهدد بين الفنية والأخرى ولا ندري ما مستقبل النموذج التركي واقول على الحركات الإسلامية الاستفادة من روح التجربة ولتركز كثيراً على الاخلاق التي اشرت إليها أنفاً نظافة ذات اليد العمل للأمة وليس للحزب العمل للمستضعفين وليس لمن ستكون الفائدة منهم كبيرة بالمعنى التكتيكي وقليلاً من الكلام وكثير من العمل.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد