شهادات عن وحشية مليشيا الحوثي في قمع التظاهرات واختطافات الناشطين

2015-02-02 12:41:27 تقرير/ حسن الفقيه

تتعدد وحشية وتوحش ميليشيا الحوثي، كل يوم، بحق المتظاهرين السلميين، وتجاه أي مناهض لمشروعهم الإنقلابي، اعتداءات بالجملة تطال كل من يخرج في تظاهرات، أساليب شتى تستخدم في قمع المتظاهرين، الأسلحة البيضاء (الجنابي) الهراوات، الضرب والركل والصفع بالوجه وفي أماكن حساسة، الاختطافات الاعتقالات، التعذيب النفسي، والجسدي، السب الشتم(براغلة)، كيل التهم ،(دواعش، تكفيريين).

كثيرة هي الانتهاكات التي تمارسها هذه الميليشيا، بحق الصحفيين، والناشطين، وحتى ضد أناس، كل ذنبهم أنهم كانوا مارين أثناء أي تظاهرة، أو كان أحدهم يتلقى اتصالا من قريب أو صديق له.. في التقرير التالي نرصد لكم، بروفة عن انتهاكات الميليشيا بحق العدد من الناشطين، والصحفيين، وغيرهم.

في إحدى التظاهرات التي دعت لها مكونات ثورية وشبابية، وصلت أطقم عليها مسلحون بلباس مدني، وعسكري، وعندما وصلت المسيرة إلى شارع الرباط، تم إطلاق الرصاص الحي في الهواء، وعند اقتراب المسيرة من جولة القادسية، وسط صنعاء، تم الاعتداء المباشر على المتظاهرين السلميين، بصنوف شتى من الاعتداءات، وسقط ما لا يقل عن عشرة جرحى في إصابات متفاوتة، وتم اختطاف العديد من الصحفيين، والمتظاهرين، وقام مسلحون حوثيون بمطاردة وتعقب المتظاهرين في الحارات والأزقة.

شهادة رقم "1"

يقول الصحفي/ محمد الأشول "تم الاعتداء عليّ أثناء مرور المسيرة, كنت مع مجموعة من الشباب في الأخير وعندما كادت المسيرة تصل إلى جولة القادسية تدافع الشباب نتيجة لاعتداء البلاطجة عليهم, حاولت أن أصور بتلفوني وخرجت من الطريق إلى الرصيف ولحقني اثنان معهم أعصي واعتدوا عليّ بالضرب فهربت منهم إلى الطريق مره أخرى فواجهني شخص آخر يلبس بنطال شرطة وكوت مدني وضربني في وجهي وكان يطلب مني التلفون ولما أقنعته أني لم أصور بعد تركني ولاحقني غيره فدخلت في زحام مجموعة شباب إلى إحدى البوفيات في جولة القادسية".

ضحية أخرى

أما الصحفي/ نبيل صلاح, فلم يكن مشاركا في المظاهرة, لكنه كان مارا في جولة القادسية، وعند اقتراب المسيرة رفع هاتفه، ليقوم بتصوير المسيرة، فإذا بثلاثة أشخاص يباغتونه وينقضون عليه ضربا ولكما في وجهه.

يقول صلاح في شهادته على اعتداءات ميليشيا الحوثي عليه "تم مهاجمتي من قبل ثلاثة أشخاص وانهالوا عليّ بالضرب بالعصي واللكم في الوجه ما تسبب نزيف وجرح في وجهي".

وأضاف " بعد الاعتداء والضرب الوحشي والهمجي الذي تعرضت له قاموا بنقلي ووضع ضماد على وجهي واقتادوني بالطقم إلى أحد المراكز التابعة لهم ليفرجوا عني بعد التحقيق معي". وأكد أنه تم نقله إلى المستشفى بعد الإفراج عليه، وأجريت له الفحوصات اللازمة، ليتبين أنه مصاب بكسر بسيط في أنفه".

ساعات في قبضة المليشيا

وأما الصحفي/ يوسف عجلان -سكرتير تحرير المصدر أونلاين- فقد تم اختطافه من وسط المسيرة، لأنه كان يتلقى اتصالا عبر هاتفه الذي لا توجد به كاميرا أصلا، وتم اختطافه لساعات. وقال عجلان: إن الحوثيين اقتادوه إلى معتقل في منطقة بيت بوس، وأخلوا سبيله هناك.

الزميل زين العابدين العقاب- الذي يعمل في قناة سهيل- فيروي شهاداته لما حدث قائلا" كنت مارا بجولة القادسية، لأتناول الشاي في إحدى البوفيات في الجولة، كطقس أعتدت عليه منذ عامين، وأثناء مروري هناك، صادف اقتراب المسيرة من الجولة، فقمت حينها، بنقل هاتفي، من جيب بنطالي الأيمن إلى الجيب الأيسر، وإذا بخمسة من ميليشيا الحوثي يهجمون عليّ ويحاولون الاعتداء، وقاموا لحظتها بمصادرة هاتفي، وبعد مفاوضات مستمرة، وتدخل أحد الجنود، تم إطلاق هاتفي".

رعب الكاميرا

قال شهود عيان ومشاركون، أن أي شخص كان يقوم بالتصوير، كان يقوم بالاعتداء عليه مباشرة ومصادرة كاميراته، وكذا الحال مع من كانوا يقومون بالتصوير بهواتفهم، فقد كان يتم الاعتداء عليهم واختطافهم، بل إن بعض المشاركين أو المارين، لم يكونوا يقومون بالتصوير بتاتا، وإنما كانوا يتلقون مكالمات من ذويهم وأصدقائهم، فكان يتم على الفور ضربهم واختطافهم.

يقول أحد المشاركين: هذه ميليشيا ترهبها الكاميرا، فقد شاهدت بأم عينيي، كيف كان يتم الهجوم على أي شخص كان يحاول التصوير، مضيفا، إن حالات الاعتداء على أي شخص كان يحمل كاميرا كانت تتم بشكل جماعي، وبصورة أكثر همجية ووحشية.

السواري وحكاية الهروب

المصور الصحفي/ يحيى السواري- الذي تم اختطافه الاثنين الفائت أثناء تغطيته لمظاهرة في جولة القادسية، كما اختطف العديد من الصحفيين الذين تم الإفراج عنهم، عدا هو، لأنه تم اختطافه إلى مكان مجهول.

يروي المصور السواري قصة اختطافه قائلا: "أنا هربت من فندق مهجور في التحرير خلف التوجيه المعنوي.. وما زالت كاميراتي وتلفوناتي بحوزة من كنت محتجزاً لديهم "الحوثيين".

وأضاف "كنت محتجزاً في غرفة في الدور الثاني نوافذها كبيرة, كنا 5 أشخاص 2 منهم يتبعون الحوثيين لكنهما معاقبان "بحسب قولهم" وانا وشاب آخر اسمه وليد من محافظة ريمة قبضوا عليه في نفس اليوم الذي قبضوا عليَّ فيه, وتهمته انه كان مشاركاً في المسيرة, لكن لأنه أنكر مشاركته في المسيرة لفقوا له تهما عديدة منها انه سارق تلفونات وأخرى أنه "معاكس" بمعنى أنه يتحرش بالنساء في الشارع وهناك تهم أخرى. أما الشاب الثالث لا أتذكر اسمه لكنه سائق دراجة نارية تم احتجازه صباح يوم امس بتهمة انه يستمع لأناشيد تكفيرية وأغاني غربية".

وعن طبيعة الفندق الذي كان معتقلا فيه يقول "الفندق له باب أمامي وباب خلفي. الباب الأمامي تحت الحراسة دائماً أما الباب الخلفي مهمل تقريباً من ناحية الحراسة، وتقع نوافذ الغرفة التي كنت محتجزاً فيها أمام الباب الخلفي للمبنى, وتحت النوافذ غرفة صغيرة".

وأما عن الحيلة التي تمكن عبرها من الهرب والإفلات من قبضة الميلشيا "الكل في المبنى يعرف أن إمكانية الهروب بسيطة من تلك الغرفة كبيرة النوافذ. لكنهم مطمئنون لأن بيننا شخصين منهم. لكنّي كنت أردد دائماً "أنا لا أستطيع الهرب حتى لو كنت أستطيع ذلك. لأن كاميراتي وهواتفي محتجزة لديهم" وهكذا أمنّت الجميع أنني لن أهرب، وانتظرت حتى نام الجميع وتأكدت أنه لا حراسة على البوابة الخلفية وقفزت من النافذة إلى سطح الغرفة الصغيرة ثم إلى الحوش ثم إلى خارج السور".

"أنا الآن مختفٍ.. تخيّل أنّني هارب في وطني من مليشيا مسلّحة ليس لديها شرعية، أنا أشعر وكأنني أعيش كابوسا". اختتم السواري حديثه عن مليشيا المسلحة ليس لديها شرعية.. هي هكذا القصة تبدو برمتها، قامت تلك الميليشيا بالانقلاب على العملية السياسية، وقامت بنهب أسلحة ومعدات المعسكرات الثقيلة، وعمدت إلى تشييد وإنشاء السجون والمعتقلات، لكل مخالفيها ومناويها.

وبين صلف وغطرسة الميليشيا، وعزيمة وإصرار الشعب على إزاحتها، والانقلاب على انقلابها, يبقى التحدي قائما ومستمرا، ليأفل نجم العصابات والميليشيا، ويسطع نجم الشعوب، كما يروي التاريخ عن مراحل سابقة من الصراعات، توارت الميلشيا، وظهرت الدولة والنظام والقانون.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد