التقصير والإهمال عنوان لكثير من المرافق الحكومية العامة, فنقص الأجهزة وغياب الأطباء الأخصائيين هي الأخرى تهدد حياة المواطن، فمستشفى طور الباحة الذي يبعد عن عاصمة محافظة لحج حوالي 90كيلو متراً والذي أصبح يعاني الكثير من جوانب النقص التي تؤرق المواطنين، والعجيب في ذلك أن السلطة المحلية في المديرية لا تحرك أي ساكن تجاه ما يحدث رغم اجتهاد مدير المستشفى والقيام بواجبه إلا أنه وصل إلى باب مسدود..


سلطة محلية في تواطؤ...

كنت متلهفاً لكي أسمع عمَّا يصول ويجول في هذا المستشفى الذي يستقبل في اليوم أكثر من خمس حالات في أقسام متعددة، لكن ومع تواصلي مع مدير المستشفى الأخ أحمد هيكل أوضح أن هناك تواطؤاً كبيراً من قِبل السلطة المحلية التي تتدخل حتى في تلك الأمور وتقوم بالعرقلة وعدم الحل والخروج من ذلك المأزق المتعلق بحياة الإنسان، وخصوصاً تقاعس السلطة المحلية في الدكتورة الروسية التي تحدث عنها بعض الإخوة في الصحف والمواقع الإلكترونية أن تعاقدها قد انتهى؛ ولكن وبحسب ما وجدناه من مدير المستشفى أن التعاقد مازال قائماً والخلل من السلطة المحلية والقائمين على زمام المديرية، وأصحاب المحسوبية الذين تركوا هذه الدكتورة تعمل في القطاع الخاص رغم أنها محسوبة على المستشفى، ولم ينتهِ تعاقدها بعد، وقال هيكل: لو أن التعاقد قد وصل إلى مرحلة الانتهاء لوصلتنا نسخة منه ولكن وجودها هنا وهي محسوبة على القطاع الحكومي وتعمل في الخاص قد سبَّب لنا مشكلة وخصوصاً أن أصواتنا بُحَّت لكثرة التحدُّث عنها وإشعار المعنيين بهذا الأمر لكن دون جدوى وطالب هيكل في حديثة أصحاب الضمائر الحية والمعنيين بذلك الأمر بأن يقوموا بواجبهم، مضيفاً:" إنه لم يتم حتى استدعائها وكل ذلك السكوت والتواطؤ من قِبل السلطة المحلية بالمديرية التي أربكت الأمور، هدفها كيفية إصلاح حالهم المعيشي لا غير تاركين هؤلاء المواطنين يتجرعون مرارة العذاب كل يوم وكل ساعة.

لسان حال هيكل

ربما الأمر قد وصل إلى مرحلة العجز فحديث مدير المستشفى الذي طالب فيه بإلزام المتغيبين عن عملهم بأن تكون لهم بصمات خير وحضورهم هو ما يعزِّز ضعف ما يدور بالمستشفى حتى لا يكون هناك أعباء مضاعفة على المواطن,, فلسان حال هيكل الذي قد أصبح ينادي ولا يُستجاب له, فقد تم رفع العديد من الاحتياجات والمناشدات وكل ذلك يذهب أدراج الرياح ولم تنفَّذ المطالب رغم أن المديرية تكتظ بالأسر الفقيرة التي تعاني الفقر المدقع وللأسف الشديد الكل مشغولون بأمور حياتهم؛ فلا المحافظة تقوم بواجبها ولا سلطات محلية بالمديرية تساندهم وكلٌ فضَّل العيش وحب المناصب فعلاً وليس عملا وهمَّة الانطلاق من حياة الفقراء إلى حياة الأغنياء.

يومين في الأسبوع

عندما يغيب الطبيب تصبح الأحوال أكثر سوءاً؛ فمستشفى طور الباحة أضحى يعاني الكثير والكثير حتى وصل الحال به إلى افتقاره إلى طبيب أخصائي أو طبيبة, فهناك طبيبتان تعملان بالتناوب وفي الأسبوع يومين أو ثلاثة أيام إذا كانت أحداهما غير منشغلة بعمل آخر, فالكثير ممَّن يطالب بتوفير طبيبات يكُنَّ مقيمات في المديرية حتى يستطعن الحضور اليومي أما الأطباء فقد غابوا وآخرون منهم قد ناموا وفي آخر الشهر تجدهم ممَّن يطالبون بمرتباتهم, وهذا الشيء الذي لا يُطاق, أو يصبر عليه والسؤال الذي يدور في مخيلتي : ألم تستحوا قليلاً "يا ملائكة الرحمة كما يقال عنكم !!" أن تأتوا في نهائية الشهر وتطالبوا بمرتب؟! وهل سيكون حلالاً عليكم أم حرام, ماذا ستقولون لرب العالمين هل درستم ونمتم وتقاضيتم مرتبات بالحرام أم عملتم وسهرتم واستلمتم مرتباتكم حلالاً ؟ أي عقيدة تتبعونها وماذا ستقولون لأبنائكم: اجتهدوا في الدراسة حتى يصبحوا نسخة منكم أم ستوجهونهم إلى أمور أخرى حتى يكونوا أشد صلابة وقساوة قلب منكم؟، فمديرية طور الباحة منتظرة منكم أن تقدموا الغالي والنفيس حتى لا يكون المواطن ضحية, أفيقوا قيلاً والتزموا بالحضور.

ترميمات ونقص

بعض الأحيان تفقد شيئاً وتعوَّض بغيره, لكن المستشفى فقدَ أهم شيء فيه وهو توفر الكادر الطبي, حيث يعاني المستشفى من نقص في الكادر الطبي وآخر في الأدوات الطبية, من يصدق أن اسطوانة الأوكسجين تم شراؤها على نفقة مدير المستشفى وبعض فاعلي الخير بعد أن تخلى مكتب الصحة بالمحافظة عن مسؤوليته؟ وفي هذا المضمار يقول المدير: "إن المستشفى يعاني نقصاً كبيراً في الخدمات, منها الأوكسجين وأيضاً بعض الأجهزة التي تُستخدم لفحص الدم السريع وأيضا جهاز الكبد والقلب"، ويضيف الكثير من الأهالي أنه منذ أن عُيِّن مديراً لهذا المستشفى وهو يباشر عمله بكل تفانٍ ويقوم بمساعدة الأسر الفقيرة وخصوصاً بنقلهم بسيارة الإسعاف الخاصة بالمستشفى، فهو عمل على الترقيع, فكان المستشفى قبل ذلك في تردٍ وإهمال كبيرين جداً، فجوانب النقص موجودة ولكن ما يهم الكثيرين هو عدم توفر الأخصائيين، والمستشفى حالياً يشهد ترميماً واسعاً، ومطلب المواطنين ليس الترميم ولكن هناك مطالب يريدونها وهي أن تتوفر كل الاحتياجات حتى يتم معالجة المرضى هنا وليس نقلهم إلى المحافظة أو إلى المستشفيات الخاصة وذلك لانشغال الأطباء بالعيادات الخاصة التي تحقِّق لهم دخلاً أكبر.

العمليات اسم فقط

المعاناة تصل إلى النقص وغيره ولكن لاتصل إلى الإغلاق, فقسم العمليات هو الآخر غير مفعَّل والسبب هو عدم وجود طبيب فيه وأرجع الكثير من المواطنين إلى أن العامل الذي كان فيه قد تُوفى وحتى اللحظة لم يقم مكتب الصحة سواءً في المديرية أو المحافظة ومدير الصحة بتوفير البديل عنه، تاركين كل ما يحدث وكأنه أتى من بلد غير اليمن! فمتى تصحو ضمائرهم ويصلحوا ما يعانيه هذا الصرح الصحي ويُلزموا المتغيبين بالدوام في المستشفى وتوفير كل ما يحتاجه المريض.

الصحة بالمديرية في تغيُّب

العجيب كيف أننا نسمي مسمَّى ونحن غير أهل لذلك, فمدير مكتب الصحة بالمديرية غير مهتم بكل ما يحدث للمستشفى الذي أصبح في انحطاط؛ فالأقسام أكثرها غير مفعَّلة, منها الرقود وأخرى في قسم العمليات وهناك أطباء يتقاضون مرتباتهم ولم يقم مكتب الصحة بالمديرية بردعهم والخصم منها حتى يكونوا ملتزمين في أداء عملهم وهذا ما جعل المستشفى يعاني الإهمال الشديد منذ أعوام طويلة حيث توالت الشكاوى من المواطنين بخصوص هذا الأمر.