يحتفي شباب الثورة السلمية بذكرى ثورتهم هذا العام واليمن يعيش أوضاعا سياسية واقتصادية وإنسانية بالغة التعقيد ويكاد ثوار فبراير لا يرون أي هدف من أهداف ثورتهم قد تحقق بالشكل المطلوب أو أنهم على عتبة أبواب الدولة المدنية التي نشدوها في الساحات والميادين لأكثر من عام.

وتعود الذكرى التي انطلقت فيها شرارة ثورة فبراير والمليشيات الحوثية قد اختطفت الحلم من شباب اليمن واختطفت مع الحلم الدولة وأهانت الجيش وأجهزت على النظام والقانون، ففي إب خرج الثوار هذا العام على غير عادتهم عازمين على استعادة الدولة والحلم وإخراج المليشيات..


حشود هائلة

احتشد عشرات الآلاف من ثوار محافظة إب في ساحة خليج الحرية إحياء للذكرى الرابعة للثورة الشبابية الشعبية السلمية. وقد تقاطر شباب محافظة إب من كل مديريات المحافظة إلى ساحة خليج الحرية صباح أمس للمشاركة بفعالية احتجاجية رفضا للانقلاب الحوثي وما أسمي بـ"الإعلان الدستوري" وللمشاركة بمسيرة حاشدة بذكرى انطلاق شرارة الثورة الشبابية في مثل هذا اليوم من العام 2011م .

وجدد المتظاهرون على ضرورة استكمال ثورة الشباب السلمية التي قالوا بأنها تعرضت لإجهاض من قوى الثورة المضادة وبأنها لم تحقق الغاية التي قدم لها شباب الثورة أرواحهم ودمائهم. ورفع المشاركون في التظاهرة شعارات ولافتات تندد باحتلال جماعة الحوثيين للعاصمة وعدد من المحافظات اليمنية. كما حمل المتظاهرون صور شهداء ثورة فبراير قائلين بأنهم سيظلون أوفياء لأرواحهم وأهداف ثورتهم التي تتعرض للغدر والخيانة والإلغاء من قبل قوى الثورة المضادة.

رفض للإنقلاب

وأكد المتظاهرون رفضهم للانقلاب المتكامل على مؤسسات الدولة والرئيس هادي والتحكم في القرار السياسي من قبل مليشيات تستقوى بالسلاح لتحقيق أهداف سياسية والانفراد بحكم البلاد حد قولهم. وأوضح شباب الثورة بأن ثورة الشباب السلمية أمام أكبر تحدياتها وهي تمر بذكرها الرابعة, مطالبين شباب الثورة وكل القوى السياسية بضرورة وحدة الصف الثوري ومواجهة مخططات الثورة المضادة.

وقال الشباب المتظاهرون بأن الذكرى الرابعة للثورة تأتي والوطن يشهد أزمة هي الأعنف ضد الثورة السلمية واختطاف مؤسسات الدولة والإساءة الكبرى لحلم شباب الثورة بدولة مدنية عادلة. وجدد المتظاهرون عزيمتهم على استكمال ثورتهم والإطاحة بالانقلاب الحوثي الذي اعتبروه أبرز السهام الموجهة لثورة شباب 1 فبراير.

تمسك بالأقاليم

كما أكد ثوار إب تمسكهم بخيارات الأقاليم وفي مقدمتها إقليم الجند, مطالبين السلطات المحلية في محافظتي إب وتعز سرعة التنسيق بينهما وإعلان استقلال إقليم الجند عن العاصمة صنعاء التي وصفها بالمحتلة من قبل مليشيا مسلحة, مطالبين بالتنسيق والعمل مع أقاليم "سبأ وعدن وحضرموت" ومساعدة إقليمي أزال وتهامة في ثورتهم الشعبية ضد الانقلاب واحتلال مليشيا الحوثي لمؤسسات الدولة وجغرافيا الوطن والانقلاب على العملية السياسية برمتها.

 وطالب المتظاهرون المجتمع المحلي والإقليمي بسرعة اتخاذ مواقف جادة وعملية من انقلاب الحوثي ضمن الإطار السياسي.

الحوار خيانة

وأكدوا أن سريان الحوار تحت قوة السلاح يعد خيانة لمسار ثورة 11 فبراير، مطالبين كل القوى السياسية بسرعة وقف الحوار مع مليشيات تستقوي بالسلاح لتحقيق أهداف ومآرب سياسية. واعتبر المتظاهرون استمرار الحوار مع مليشيات الحوثي شرعنة لانقلابهم وتضييعا للوقت. وطالب المتظاهرون بنزع سلاح المليشيات وخروجها من العاصمة والمحافظات والتحول إلى إطار سياسي ضمن منظومة العمل السياسي والعمل مع كل القوى الوطنية لتحقيق أهداف ثورة 11 فبراير.

اقتحام للساحة

واقتحم أحد الأطقم الحوثية ساحة خليج الحرية في محاولة لتفريق المتظاهرين واستفزازهم لكن شباب الثورة لم يبالوا بهم وتجمع المتظاهرون حول الطقم الذي عليه مسلحون حوثيون الذين كانوا يرددون شعار الصرخة وهتف الشباب في وجوههم "ياحوثي برع برع.. إب الحرة لن تركع" وأجبروا المليشيات على مغادرة الساحة. وتعد عملية اقتحام الساحة ثاني عملية تقوم بها المليشيات لمحاولة تفريق المتظاهرين المعارضين لوجود المليشيات بالمحافظة والعاصمة صنعاء.

أحذية الثوار بوجه المليشيا

وفي مشهد نادر وقليل الحدوث رفع متظاهرون غاضبون أحذيتهم في وجه ميليشيات الحوثي أثناء اقتحامها للساحة ردا على استفزازهم في مكان تجمع التظاهرة بساحة خليج الحرية. وحاول مسلحون حوثيون- على متن طقم- تفريق المظاهرة من خلال دخولهم إلى وسط المحتجين وترديد شعار الصرخة, لكن المحتجين حاصروا الطقم ورفعوا أحذيتهم في وجه الحوثيين ودفعوهم إلى الانسحاب.

إغلاق الطرق والشوارع

وقد أقدمت مليشيات الحوثي- صباح أمس على إغلاق كافة الطرقات المحيطة بالإستاد الرياضي وجامعة إب وقطعت عدداً من شوارع المدينة الرئيسة كشارع الدائري الغربي الشارع الذي يقع فيه طريق صنعاء تعز. ومنعت المليشيات حركة الدراجات النارية والسيارات بعدد من شوارع المدينة مما تسبب في أزمة مرورية خانقة انعكست على شارع تعز والعدين والشوراع المتفرعة منهما وسببت حالة من الاستياء الواسع لدى أبناء المدينة وسكان الحارات القريبة من الأستاد الرياضي.

وقامت ما تطلق عليها مليشيات الحوثي بـ"اللجان الشعبية" بعض منها بارتداء ملابس عسكرية وأمنية لتأمين المجتمعون داخل الملعب وكانت الحماية القريبة من الشوارع مختلطة مع قوات أمنية فيما الحماية التي تليها والتي تليها أيضا كلها من مليشيا الحوثي.

تفتيش النساء

وفي صورة واضحة لانتهاك الأخلاق التي عرف بها أبناء إب أقدمت المليشيات الحوثية على قطع الطرق وتفتيش المواطنين والطلاب والطالبات ونساء المدينة بصورة مهينة استنكرها المواطنون وكل من لاحظ تلك العملية.

وقد التقط ناشطون صورة نشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمليشيات وهي تقوم بتفتيش الطالبات وحقائبهن المدرسية وتساءل أبناء إب عن الشهامة والمروءة والأخلاق التي عرف بها أبناء إب ووجهوا جام غضبهم على السلطات المحلية والأمنية ومن سهّل إدخالهم للمحافظة.

إيقاد شعلة فبراير

مساء أمس الأول, أوقد شباب الثورة بمحافظة إب شعلة ثورة الحادي عشر من فبراير 2011م. وقد تم إيقاد الشعلة الثامنة من مساء أمس الأول بساحة خليج الحرية وسط حضور شبابي محتج على الأوضاع التي آل اليها الوطن وحلم شباب فبراير.

وفي مديرية يريم والعدين وفرع العدين وجميع مديريات محافظة إب أوقدت شعلة فبراير على جبال تلك المديريات احتفاء بالذكرى الرابعة للثورة الشعبية. وأطلقت الألعاب النارية في يريم وساحة خليج الحرية وغيرها من المديريات.