عرضي باب المندب تشكو تعثر مشاريعها الخدمية

2015-02-14 10:39:47 تقرير/ فهمان الطيار

تعد منطقة العرضي إحدى مناطق مديرية رأس العارة في باب المندب، حيث تقع في الجهة الشرقية لباب المندب، وتبعد عن الخط الإسفلتي العام- الذي يربط محافظة عدن بالحديدة- بنحو 3 كيلومترات تقريبا.

وعندما تريد زيارة منطقة العرضي, تمر عبر خط فرعي ترابي يوصلك إلى المنطقة، حيث تتوزع عشش خشبية متناثرة بمحاذاة الساحل، لكنها تعاني غياب الخدمات منذ الستينيات، فمنذ تلك اللحظة والمنطقة لم تستفد من أي مشروع.


عند دخولك المنطقة تشاهد منازلها المتواضعة مختلفة الأشكال والأحجام, أغلبها من الأخشاب القديمة وهذا يدل على الحياة المعيشية البسيطة لأهالي المنطقة التي يعانون مرارتها كل صباح يوم يشرق الضوء فيه..

كما يشد انتباهك كيبلات أعمدة الكهرباء المتساقطة من حرارة الشمس وكذا المشاريع المتعثرة المقدرة كلفتها بالملايين في ظل تنصل الجهات المعنية.. يعاني أبناء منطقة العرضي من غياب الكادر الطبي في الوحدة الصحية التي تفتقر هي الأخرى إلى توفير الأجهزة الطبية وبعض العلاجات التي يستفاد منها.

كما تعانون أيضا من غياب خدمة التيار الكهربائي الذي يعد من أهم المشاريع, كون المنطقة ساحلية تعاني من الحر الشديد.. أما التعليم فحدث ولا حرج, فمعاناة منطقة العرضي من التعليم لا تختلف عن معاناة المناطق الأخرى.

مدرسة المنطقة يتم التدريس فيها إلى الصف التاسع بعدد 8 مدرسين والبعض منهم لم يتواجد، في الوقت الذي تحتاج فيه المدرسة إلى أكثر من ذلك.

مشروع المياه متغيب منذ 5 سنوات وتم إنشاؤه بتكلفة مليون ومائتي ألف دولار ولكن لم يتم تشغيله سوى أسبوعين كتجربة إلى اليوم لم يستفد من خبراته الأهالي.

تعثر المشاريع

يشكو أهالي منطقة العرضي من تعثر المشاريع في منطقتهم منذ أن عرفتها وإلى اليوم، فلم يتم استكمال عمل مشروع واحد، رغم حاجتها الماسة للمشاريع، حيث تخلت عنها الجهات المعنية - حد قولهم - وأثناء نزول "أخبار اليوم" إلى المنطقة لتلمس معاناة وهموم أهاليها، قال الأهالي: نحن أبناء منطقة العرضي نستبشر خيرا بنزول هذه الصحيفة إلى المنطقة لنقل المعاناة والهموم، التي لا تزال تعيش بيننا في الوقت الذي تنعم فيه بعض المناطق بالمشاريع الخدمية.

وأضافوا: هذه الصحيفة أول وسيلة إعلامية تزور المنطقة لتلمس معاناة الأهالي.. فهذه المنطقة معاناتها تتمثل بتعثر مشاريعها الخدمية، أي مشروع يتم تنفيذه لا يعمل سوى أسبوعين، والبعض الآخر لم يستكمل، المنطقة منذ أن بدأ عمل المشاريع فيها لم نلمس أو نستفد من أي مشروع، وهذه الإشكالية بعلم ودراية الجهات المعنية، ولكن نحن أبناء المنطقة لا نعلم لماذا تعثرت هذه المشاريع، التي تنفق عليها ملايين الدولارات؟

بحاجة إلى تشغيل

يعاني أهالي منطقة العرضي شحة المياه، حيث تم- قبل 5 سنوات- رفد المنطقة بمشروع مياه بتكلفة تقدر بمليون ومائتي ألف دولار، وبعد الانتهاء من تجهيز المشروع تم تشغيله أسبوعين ومن حينها لم يعمل المشروع، في الوقت الذي تفتقر فيه المنطقة للمياه.

في هذا الجانب؛ تحدث عاقل المنطقة عائش علي لـ "أخبار اليوم" قائلا: "المنطقة في حالة يرثى لها, تعاني تعثر المشاريع فيها، مشاريع لم تستكمل وأخرى لم تعمل، متسائلا: لا ندري ما هي المسببات في تعثر عمل هذه المشاريع، التي تكلف الدولة مبالغ هائلة؟..

وأضاف: قبل الأزمة كان يوجد مدير للمديرية يعمل بإخلاص بدأ يعمل على المشاريع في المنطقة، ولكن سرعان ما تم تحويله وعين لها شخص آخر لم يقم بعمله بشكل مطلوب، فهو دائما متغيب، ولكن المسألة متعمدة لخراب هذه المنطقة، والآن الإدارة فارغة.

وحدة صحية مغلقة

تعاني المنطقة من غياب الخدمات الصحية، وتوجد فيها وحدة صحية مغلقة تشكو غياب الكادر الطبي والمعدات الطبية، في الوقت الذي تعاني فيه المنطقة انتشار الأمراض؛ كونها منطقة ساحلية.

وقال فيصل الحالمي- من أبناء القرية-: توجد وحدة صحية في المنطقة مغلقة ولا يوجد فيها شيء، فهي بحاجة إلى كادر طبي وأدوات طبية وأدوية، والوحدة الصحية فارغة والمنطقة تعاني انتشار الأوبئة، مضيفا: دائما ونحن نسعف أولادنا إلى خارج المنطقة، تعبنا من المواصلات والبحث عن مرافق أخرى ومرفقنا مغلق لا فائدة من ذلك.

إعدادية بلا مدرسين

يوجد في منطقة العرضي مدرسة واحدة يدرس فيها إلى الصف التاسع، ولكن تعاني نقصا في الكادر التدريسي، حيث تم تزويد المدرسة بـ 8 مدرسين، ولكن لا يتواجد الكل فيها.

ويقول محمد سعيد: إن التعليم في المنطقة متدن، وتوجد مدرسة يدرس فيها إلى الصف التاسع، ولكن تعاني غياب الكادر التدريسي، حيث يتواجد بعض المدرسين المحسوبين على هذه المدرسة، وطلاب المستوى التاسع يفتقرون إلى أبسط المعلومات، البعض منهم لا يجيد الإملاء أو التعبير.

وأضاف: انتكاسة عظمى تعانيها هذه المنطقة، وما زاد الطين بلة هو عدم تكملة الثانوية في هذه المدرسة، حيث البعض من الطلاب لم يكملوا دراستهم بسبب المسافات التي يقطعونها إلى المدارس الأخرى.

غياب التيار الكهربائي

لا تزال تعيش منطقة العرضي ظلاما دامسا، وتفتقر إلى نور الكهرباء.. أعمدة وكيبلات كهربائية ممتدة ولكنها تعاني غياب مرور التيار فيها؛ لأسباب غير معروفة.

يقول الأهالي: تم مد المنطقة بأعمدة وكيبلات كهربائية قبل سنتين، وتم دفع الاشتراك من قبل المواطنين وتشغيل الكهرباء لمدة أسبوع من قبل الجهات المعنية، ومنذ تلك الفترة وحتى اليوم لم تعمل الكهرباء، فتدهورت الأعمدة وتمزقت الأسلاك.

وأضافوا "نحن بأمس الحاجة لخدمة الكهرباء كون المنطقة ساحلية تعاني الحر الشديد، ولا نستطيع أن نوجد لنا كهرباء خاصة, كون حالتنا لا تسمح فدخلنا محدود, وأولادنا لا يستطيعون أن يناموا من شدة الحر, نناشد الجهات المعنية حل هذه الإشكالية، وانتشال المنطقة من وضعها المتردي".

معاناة صيادي المنطقة

يعاني الصيادون في المنطقة من عدم وجود مرسى لقواربهم، التي تساعدهم في رسو قواربهم، خاصة اثناء موسم رياح "الأزياب".

وقالوا: نعاني عدم وجود مرسى آمن لقواربنا، حيث نلاقي صعوبة أثناء وقوف القوارب.. كما نعاني عدم وجود خزانات لحفظ الأسماك، وخاصة أيام تواجد الأسماك فأغلبيتها تتلف علينا بسبب كثرتها, نأمل من الجهات المختصة أن تجد لنا حلا لهذه الإشكالية، حتى نتمكن من أداء عمنا ونحن مطمئنون.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد