مليشيا الحوثي وصالح تقتل 13 طفل خلال عام

إب..المليشيا تستبيح الطفولة

2016-01-05 09:54:19 تقرير خاص

لم تكن الطفلة دعاء أحمد مسرع وشقيقتها الإ صورة مصغرة لجرائم مليشيات الحوثي وصالح بحق أطفال محافظة إب وبقية أطفال اليمن، فهذه المليشيات لا تراعي أي احترام للإنسانية وتستهدف المدنيين والأبرياء يوميا في شتى ربوع الوطن..

ودأبت هذه المليشيات على استهداف أرواح البشر سواء كانوا رجالا أو نساء وسواء كانوا كبار أو شباب أو أطفال وذاكرة أبناء إب لن تستطيع طمس أو تناسي جريمة قتل أسامة بدير وتفخيخ جسده بعد قتله بمدينة يريم من قبل مليشيات الحوثي وصالح..

في إب للمليشيات سجل حافل بإنتهاكاتها حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق الأطفال بوجه خاص والذين سيظلون شهود على جرائم مليشيا الحوثي وصالح والتي احتلت المحافظة منتصف أكتوبر 2014م.
احتراف القتل
خلال العام الفائت استهدفت مليشيات الحوثي وصالح الحياة العامة والخاصة والمؤسسات الرسمية والأهلية ودارت المحافظة بلغة القوة والسلاح وراحت تختطف المواطنين والناشطين ومعارضيها..
ولم تترك حتى جزء يسير لحريات الناس وأغلقت المنظمات الحقوقية والإنسانية وحتى تتمكن من ممارسة جرائمها بحق الإنسانية بعيدا عن الإعلام والمنظمات المهتمة بالحقوق والحريات.
المركز القانوني قال في احصائيات له بأن مليشيات الحوثي وصالح قتلت خلال العام 2015م 13 طفل وطفلة بمحافظة إب.
انتهاكات جسيمة
المحامي والناشط الحقوقي وليد علي الكثيري سألناه: كيف تنظر لإنتهاكات مليشيات الحوثي وصالح بحق أطفال إب واستهداف حياتهم من وجهة قانونية وحقوقية ؟
فتحدث قائلا: الأطفال يختلفون عن الكبار في تأثرهم بنفس الإنتهاكات وهناك إنتهاكات جسيمة لحقوق الأطفال في اليمن عامة ومحافظة إب خاصة ومنها أولا القتل والتشويه وهذا ما حدث فعليا بحق العديد من أطفال إب.
وثانيا إستخدام وتجنيد الأطفال من قبل جماعة الحوثي وصالح بالمحافظة واليمن بشكل عام. وثالثا: الهجمات على المدارس والمستشفيات وإستخدامها ثكنات لمسلحيهم او مخازن أسلحة ما ترتب عليه من حرمانهم من التعليم.
عينة من جرائم المليشيات
توزعت جرائم مليشيات الحوثي وصالح بحق الأطفال بغالبية مديريات المحافظة ووصل أذاها لأطفال إب خصوصا الآثار النفسية وتداعياتها المستقبلية الكارثية.
ففي الـ25 من أغسطس 2015م ارتكبت مليشيا الحوثي وصالح والمتمركزة آنذاك بمنطقة وراف جريمة جديدة بحق الطفولة فقتلت بواسطة القنص الطفل مهند سعيد علي حسن "خمس سنوات" من أبناء الربادي وأصابت شخص آخر حاول اسعافه.

وفي العاشر من شهر سبتمبر قتلت الطفلة صابرين بشير بقصف مليشيات الحوثي وصالح علي منزلهم في منطقة بعدان.

وفي اليوم التالي قتلت الطفلة منيرة محمد مهدي بالقرب من منزلها بعد اصابتها بقصف على قريتها من قبل مليشيات الحوثي وصالح.
وفي الـ25 من شهر نوفمبر الفائت قتلت مليشيات الحوثي وصالح الطفل سلطان الابي في منطقة مفرق حبيش وسط استياء شعبي كبير.
اختطاف الطفولة
الطفل أنس الواصلي ذو الخمسة عشر ربيعا واحد من أطفال محافظة إب وصاحب ملامح البراءة في محياه التي تثير الشفقة والعطف وليس كما تتصرف المليشيات تجاه الطفولة المستباحة من قبل مسلحيها الذين توزعوا في كل مديريات إب ينشرون حكم العصابات ويختطفون القانون وحتى الأعراف القبلية والعادات التي توارثها الناس.
مليشيات الحوثي قدمت في وقت متأخر من الليل وحاصرت منزل الواصلي والد الطفل أنس وهجمت على المنزل قبيل صلاة الفجر بأسلوب لا يمت للإنسانية والأخلاق بصلة، واقتحموا المنزل بحثا عن والد الطفل..
وحينما توزعوا في كل أرجاء المنزل بحثا عن محمد الواصلي ولم يجدوه تلفتوا يمنة ويسرة وقررت العصابات أن تختطف الطفل أنس من بين أحضان والدته التي فجعت بطريقة حصار ومداهمة واقتحام المنزل وفجعت أيضا بأياديهم القذرة تمتد إليها لتخطف فلذت كبدها أنس.
دعاء وشقيقتها
دعاء وشقيقتها واللتان ينتميان إلى منطقة الحجر بعزلة العداني بمديرية ذي السفال بمحافظة إب قتلتا بشظايا صاروخ كاتيوشا أطلقته المليشيات من جبل أمان بمفرق ماوية بمحافظة تعز، أطلقه الحوثيون وقوات صالح على المنطقة صباح يوم الثلاثاء 15 سبتمبر 2015م. 
كانت دعاء مع شقيقتها وأطفال آخرون يرعون الأغنان بأحد جبال منطقة العداني في مهمة أكثر شرفا ورفعة من مليشيات امتهنت القتل والخراب واستهانت بالدماء اليمنية بلا هوادة لتقتل الوطن والمواطن في مهمة لم تنتهي بعد.
نهب حليبهم وألعابهم
وبذات الهمجية المستمرة تواصل المليشيات جرائمها بحق الأطفال الذين يتصدرون المشهد من الجرائم فالأطفال يتأثرون بخطف آبائهم وقتل الأباء والأمهات وأصوات القذائف وستظل أنفسهم تحتاج لعشرات السنوات كي يذهب تبعات ما أصيبوا بع من عقد وآلام نفسية وجسدية من جرائم مليشيات الحوثي وصالح.

مع نهاية شهر أغسطس 2015م وفي وقت متأخر من الليل وقد حاصر المنزل طقمين وباص مليء بالمسلحين منزل الشاب محمد عبدالرحيم الجابري وأصيبت البيت بالفاجعة نتيجة معاودة المليشيات جرائمها بحقهم..
فقد خطفت الجابري لأربعين يوما خلف القضبان وخرج لأسبوعين لتعود العصابات الحوثية لتحاصر المنزل في الثالثة فجرا وطار النوم من عيون أطفال الجابري ووالدته وزوجته المسكينة والتي فجعت بما يجري وترى أطفالها ينهارون أمامها بينما كان محمد الجابري يخاطبهم كالأسد الشامخ غير آبه بجرائمهم وعلى يقين أنه سينتصر على عنجهيتهم.
داهموا المنزل واقتحموه مدججين بالسلاح وأطفاله يشاهدون موقف لم يروه في حياتهم منذ أن ولدوا ولم يعتادوا رؤية مسلحين بتلك الهيئات القبيحة..

ويرى الأطفال المليشيات تنهب المنزل بعد خطفهم آباهم وهم لم يصدقوا المشهد الذي يبدو وكأنه فيلم مرعب في أحد المسلسلات أو رؤيا لكابوس مزعج يذهب بمجرد الإستيقاظ، ومع ذلك كان مشهد واقعي من تراجيديا المشهد الإنساني القاسي لحياة المواطنين في هذه المحافظة.

نهب المسلحون الحوثيون كل شيء في منزلهم الصغير ومع نهبهم وجدوا عصير الأطفال وشوكلاته وحليبهم وألعابهم الذي يأخذونه قبل المنام ونهبوها والأطفال يحاولون منعهم لكن قلوب المجرمين لا تأبه لصراخ طفل على لعبته أو حليبه.
وسُجلت الكثير من حوادث الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون، جراء القصف العشوائي الذي يشنه الحوثيون والموالون لصالح على المدن والأحياء السكنية.
مخالفة الاعلانات العالمية
المحامي والناشط الحقوقي وليد الكثيري قال بأن المليشيات مارست العديد من الجرائم بحق الطفولة في إب كإختطاف الأطفال وحجز حرياتهم، ومداهمة منازل المواطنين ونهبها وهو ما يترافق معه تعرض الأطفال لحالة من الخوف والرعب الأمر الذي يؤثر سلباً على نفسياتهم ويخلق مشاكل يصعب تجاوزها مستقبلاً حد قوله.
وتابع الكثيري بالقول" لا يمكن تناسي بأن هناك العديد من الإعلانات العالمية لحقوق الطفل والتي لم تراعي من قبل الجماعات المسلحة والتي منها: إعلان جنيف لحقوق الطفل عام ١٩٢٤م وكذلك إعلان هيئة الأمم المتحدة حول حقوق الطفل عام ١٩٥٩م والذي تضمن عشرة مبادئ أساسية وإتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل لعام ١٩٨٩م وهي أول وثيقة في تأريخ العلاقات الدولية المعاصرة يتم خلالها فرض حقوق للطفل على الدولة بقوة الإلتزام القانوني التي توجب مراعات هذه الحقوق والتقيد بها من أجل صالح الطفل العام".

وقال الكثيري: إذا مانظرنا لما تعرض ويتعرض لها أطفال اليمن وأطفال محافظة إب لا يختلف حالهم عن حالة كل أطفال اليمن في مختلف المحافظات في ضوء هذه الإعلانات العالمية لحقوق الطفل نجد أن مليشيات الحوثي وصالح قد إنتهكت كافة تلك الحقوق وجردت الطفولة من كل معانيها الأمر الذي يحتم على المنظمات الحقوقية المحلية والعربية والدولية أن تواصل جهودها المبذولة في رصد كل تلك الجرائم وتوثيقها مع كافة الإنتهاكات.
وختم حديثة بالتأكيد على ضرورة محاسبة المنتهكين لحقوق الأطفال قائلا: علينا أن لا ننسى أن المُنتَهِكِين لن يفلتوا من العقاب ولابد من مطاردتهم قانونياً أمام المحاكم الدولية إنتصاراً للضحايا من الأطفال.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد