سياسيون اعتبروا تشكيل حكومة موازية خيانة للوجود اليمني..

أخر كوارث صالح والحوثي..التحضير لإعلان الانفصال من صنعاء

2016-01-09 11:30:57 تقرير خاص

تسعى مليشيا الحوثي وحلفائها بحزب المؤتمر الذي يتزعمه الرئيس السابق علي صالح نحو تشكيل حكومة في صنعاء موازية لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي.. في ظل المعارك على محيط صنعاء والقادمة من البوابة الشرقية بمجيء قوات موالية للرئيس عبدربه منصور هادي ومدعومة من قوات التحالف بعد سقوط عدد من المواقع العسكرية العامة بمحافظة الجوف شرقي العاصمة لحسم المعركة في العاصمة التي سيطر عليها الحوثيين قبيل تدخل عاصفة الحزم بتحالف عربي بقيادة السعودية أواخر مارس من العام المنصرم..

ويحذر سياسيون في أحاديثهم لـ"أخبار اليوم" من ان خطوة تشكيل حكومة موازية لحكومة هادي تعني اعلان لدولة الولاية الحوثية بمخطط ايراني لتمزيق اليمن الى دويلات متناحرة.
وفي السياق يشير المحلل السياسي نجيب غلاب الى المخطط الأساس لجماعة الحوثي وجزء متطرف من جناح علي صالح في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح وخاصة التيار الموالي للحوثي والمرتبط بايران، لافتا إلى أن هذا المخطط يتمثل في بناء دولة انفصالية في الشمال.

وفيما أكد تأثير هذه الخطوة على حكومة هادي مشيراً إلى عدم تعامل الخارج مع الوزارات القائمة حاليا.. أوضح أن هذا التوجه مدعوم من أمريكا وروسيا بشكل خفي هو دعم لمهووسين وحمقى لا يفقهون طبيعة التوجه غير المعلن لإدارة الصراعات في دهاليز المصالح الفاعلة للقوى الكبرى في الإقليم والعالم.
ولفت إلى أن هذا التوجه لفك الارتباط عن الجنوب وبقية اليمن سيتم تدشينه بمجرد تشكيل حكومة وصفها بالانفصالية في صنعاء، وهذه التوجه لن يخرجهم من معضلتهم بل ستزداد حدة المقاومة وستنتفض القوى الوطنية في أعالي اليمن.
مخطط ايراني
وفيما اعتبر المحلل السياسي ياسين التميمي إعلان حكومة بصنعاء دليل تخبط يشير إلى أن الحوثيين وصالح فقدوا البوصلة حسب تعبيره.. حذر غلاب من أن المخطط الايراني يريدها جماعة مغلقة لادارة حروب دائمة بمعنى ادخالها في صراع دائم.

 مردفا: هذا سينهكها ويحولها إلى إطار مغلق لإنقاذ أقلية مهووسة بالكهنوت الأصولي الطائفي وآخرين مدمني سلطة ولا يهمهم التضحية بآخر قبيلي وآخر عسكري من رجال قبائل أعالي اليمن، وتحويل هذه الدويلة إلى مجالا للمرتزقة الخادمين للأجندة الإيرانية ولطموحات الأعداء من يحيكون المؤامرة ضد العرب، ويرون في الانقلاب وأطرافه مرتزقة بلا ضمير ولا أخلاق وبالإمكان أن يصبحوا عصابة من المرتزقة لمن يمولهم حسب تعبيره.
دويلة عصابة
وأشار غلاب إلى أن كل مخططات مختلف القوى المتآمرة على اليمن والعرب فشلت واليمن تدير حرب تحرير ولا يمكن لهذه الحرب ان تتوقف حتى تنجز المهمة، ناهيك أن أي مقامرة لدى أطراف الانقلاب لفصل الشمال غير ممكنة.
موضحاً أن القوى الوطنية الشمالية هي الأقوى والأقدر على حسم المعركة ومازالت معركة التحرير- وفقا لغلاب- في حدها الأدنى أملا في تعقل أطراف الانقلاب في صناعة سلام من خلال تطبيق كامل لمقررات مجلس الامن.

واعتبر غلاب إعلان حكومة يعني بناء دويلة لعصابة ولن يتحمل اليمن ولا العرب ولا المجتمع الدولي خيار غبي وأحمق كهذا.
ولفت التميمي خلال حديثه إلى أن أي حكومة سيأتي بها الحوثيين لن تكون سوى إعادة تسمية للجنتهم "الثورية" التي تتصرف كعصابة ولم تستطع حتى الآن إقناع الداخل ناهيك عن الخارج بأنها حكومة أمر واقع، مشيراً إلى أن الحوثيين يعيشعون تحت ضغط تقدم القوات الحكومية والمقاومة باتجاه صنعاء، ويشعرون أنهم يفقدون أكثر من أي وقت مضى القدرة على المناورة السياسية.
3دويلات في الشمال
لكن غلاب حذر من أن الشمال وفق الخيار الذي تعزم جماعة الحوثي تبنيه، سينقسم على نفسه إلى ثلاث دويلات مستقلة. محذراً من أن الاندفاع الحوثي سيدفع أكثر من منطقة لإعلان دولتها الخاصة وبناء جيوشها الخاصة وهذا كفيل بتوريط قبائل أعالي اليمن في صراع مع كل اخوانهم من أبناء اليمن ومع العرب ناهيك أن هذه القبائل وطنية وعربية ولا يمكنها أن تكون أداة في أيدي الأقلية المسيطرة في صنعاء وهذا الامر كفيل بانفجار حرب أهلية شاملة حسبما افاد.

وفي حديثه عن مترتبات تشكيل حكومة للحوثيين بصنعاء.. أفاد غلاب بان قوة المقاومة ستتراكم من أقصى اليمن إلى أقصاه لإدارة حرب استأصالية ضد الأقلية وستكون رأس حربة هذه المقاومة قبائل أعالي اليمن, لانها تملك من الذكاء ما يكفي لحماية نفسها والدفاع عن مصالحها وفق الخيارات اليمنية لا الإيرانية وأن العرب سيتمكنون من دعمهم وسيكون اليمن كله عصبة واحدة ضد هذه الفوضى التي يراد أن تبلغ مداها من خلال فك الارتباط عن الدولة اليمنية الموحدة التي تحميها الشرعية.
اعلان دولة الولاية
وأكد أنه لن يعترف أحد بالحكومة الانفصالية في صنعاء بل سيتم تكثيف الحرب وتفعيل مقررات مجلس الامن لتصبح هذه الطغمة محاصرة من العالم كله بلا استثناء وما يحميها اليوم انها مازالت تدير صراع وفق الاعراف الحامية للكيان اليمني رغم جرائمها البشعة.

ولفت إلى أن هذه الدويلة التي يراد تشكيلها من خلال تشكيل حكومة هي المرحلة الثانية بعد الانقلاب لإعلان دولة الولاية الدينية والسياسية التابعة لإيران وانهاء ثورة سبتمبر وهذا الامر لا يمكن قبوله من العسكر والقبليين بالذات لانهم لن يعودوا عكفة ومازالت روح سبتمبر تسري في عروقهم.
وقال: سينتهي الحياد والسلبية وسيصبح اليمن بين فسطاطين إما جمهورية سبتمبر أو دولة الولاية الدينية والسياسية الحوثية التابعة لملالي طهران وهذا الأمر كفيل بتحفيز طاقة المقاومة من شمال اليمن إلى جنوبه لتبلغ حرب التحرير مداها وعندئذ ستجدهم كعجاز نخل خاوية امام المد اليمني الحر المسنود عربيا ومن مجلس الامن الدولي حسب تعبيره غلاب.
خيانة للوجود اليمني
واعتبر غلاب هذه الورقة ستكون القاصمة وبعدها سيكون صالح ضحية لهذا الاندفاع وسيكون ملعونا عبر التاريخ حتى قيام الساعة فسيعامل لاحقا كخائن ليس للجمهورية والوحدة والديمقراطية والعروبة بل خائن للوجود اليمني ككيان.
وأردف: هذه لعبة خبيثة من مخططات الملالي، داعيا تيار صالح المؤتمري ان يتعقل كون اندفاعهم سيقودهم الى لعنة غير قابلة للعلاج الا بالاستئصال.

وقال: على الأطراف الانقلابية ان تحسم امرها ففي مقررات مجلس الامن العلاج والدواء وخلال تنفيذها وفق آلية واضحة بإمكان القوى الوطنية ان يفتحوا أبواب للحرية تعيد للوطن لحمته وللسلم الاجتماعي طريقه وابواب للتعايش.. وفي مسار التنفيذ بالامكان بناء لقاءات حوارية واسعة تمكن اليمن من تحرير وجوده بين التناقضات المدمرة لتبني صراعات إيجابية من اجل خدمة الانسان اليمني وحماية كل مصلحة مشروعة لا تناقض جمهورية سبتمبر المجيدة

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد