11 فبراير في ذكراها الخامسة..

إصرار على مواصلة المشوار وتحقيق الأهداف

2016-02-10 12:11:15 تقرير/ آفاق الحاج

تحل الذكرى الخامسة لثورة الحادي عشر من فبراير في ظل أوضاع استثنائية تعيشها اليمن عموما وتعز على وجه الخصوص أفرزتها الكثير من الأحداث والتحولات التي فرضت واقعا مغايرا لما خرج من أجله شباب فبراير، لعل أبرزها كان انقلاب جماعة الحوثي وصالح على الدولة وعلى ثورة فبراير ومخرجات الحوار الوطني التي كان أحد منجزات تلك الثورة، بعد استيلائها على العاصمة صنعاء بقوة السلاح في الواحد والعشرين من سبتمبر 2014م.

ثم ما لبثت أن اقتحمت المحافظات الأخرى تباعا ومنها تعز التي تعاقب اليوم بطريقة منقطعة النظير وتدفع اليوم الضريبة الأكبر كونها مثلت الشرارة الأولى لانطلاقة الثورة ورفضت عملية الانقلاب على مؤسسات الدولة الشرعية ولا تزال حتى اللحظة تقاوم بكل الطرق والوسائل كل المحاولات المستميتة للميليشيات الانقلابية في تركيع المحافظة.

انقلاب جوبه بتحالف عربي واسع بقيادة المملكة العربية السعودية ومقاومة شعبية شرسة تقاتل اليوم من أجل إعادة مؤسسات الدولة الشرعية، والعودة إلى مسار ثورة فبراير الذي حاولت تلك القوى الانقلابية الانحراف به، وكما يرى الكثيرون فإن هذه المرحلة التي يعيشها اليمنيون تعد امتدادا لثورة فبراير التي خرجت تنشد الحرية والكرامة ودولة القانون والمساواة وإن تغيرت الوسائل واختلفت الطريقة.  

في هذا التقرير نرصد آراء عدد من آراء الناشطين والسياسيين حول هذه الذكرى في ظل ما يعيشه البلد من وضع حرج ومعقد تسبب فيه انقلاب الحوثي وصالح، وما مصير ثورة فبراير بعد مرور خمسة أعوام من انطلاقة شرارتها الأولى؟

وجوه ثائرة عرفتها تعز على مدى عمر ثورة فبراير لكن الحرب الدائرة اليوم غيبتها عن المشاركة في إحياء الذكرى الخامسة لها بعد أن قضت في الدفاع عن مدينة الثورة والسلام التي تحاول تلك الميليشيات الغازية النيل منها فيما لازال آخرون يحملون السلاح سواء في تعز أو في بقية المحافظات الأخرى بعد أن اضطروا إلى حمله دفاعا عن أهداف الثورة ومنجزاتها التي سالت في سبيل تحقيقها الكثير من الدماء وحاول أعداء الثورة تقويضها وإجهاضها عبر انقلاب مكتمل الأركان.

رفض الانقلاب
يقول أحمد المقرمي رئيس الدائرة السياسية لحزب الإصلاح بتعز: تطل الذكرى الخامسة لثورة فبراير، وهي تؤكد حضورها، فبرغم التمرد والانقلاب الذي نفذه صالح والحوثي وسخرت له إمكانات الدولة المالية والعسكرية وتواطأت له واصطفت معه منظومة الفساد التي أنشأها المخلوع ورعاها طيلة سنوات حكمه ورفدها الحوثي بمليشياته؛ إلا إن الشعب اليمني رفض أن يستسلم لهذا الانقلاب الذي أراد أن يفرض علی الوطن سياسة الأمر الواقع بالقوة المسلحة.

مضيفا: هذه الذكرى تأتي وقد تعززت الثورة بقوی ومكونات شعبية، ونهضت تقاوم بقوة وصلابة مشروع التمرد والانقلاب، ناهيكم عن الدور العروبي الفاعل لدول التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية.
ويتحدث المقرمي عن مصير الثورة بعد أكثر من عام على الانقلاب، مشيرا إلى أن الذكرى الخامسة تأتي والشعب اليمني من خلال المقاومة الشعبية والجيش الوطني قد استعاد زمام المبادرة في الميدان، وبدأ العد التنازلي للحوثي والمخلوع بالتراجع والانكسار في مواقع وجبهات كثيرة، وهو ما يعني أن بشائر النصر بدحر المشروع الانقلابي تلوح في الأفق.حسب قوله.

وعن أهداف ثورة فبراير يقول المقرمي: لا شك أن الثورة حققت بعض أهدافها ، فقد أسقطت مشروع التوريث، وانتزعت البلاد من الحكم الفردي، وأعادت لثورتي سبتمبر وأكتوبر القهما، وعززت ثقافة الدور الشعبي، ومهدت لتحول ديمقراطي صحيح، وفتحت لحوار وطني شامل قدم خارطة طريق ليشترك اليمنيون جميعا في بناء اليمن الاتحادي.

لافتا إلى أن الشعب اليمني بأسره يعاقب اليوم حيث يرى أن المجتمع الدولي تخاذل عن الدعم الذي وعد به للوفاق والاتفاق الذي خرج به اليمنيون في مؤتمر الحوار، كما خذل السلطة الشرعية يوم غض الطرف عن المشروع الانقلابي وممارساته التي أراد أن يفرض بها أمرا واقعا بالقوة والعنف.

متابعا: وتعاقب تعز أيضاً بصورة خاصة لأنها قدحت وعززت شرارة الثورة؛ ولأنها فوتت علی أصحاب المشاريع الصغيرة فرصة تسويق مشاريعهم، بإصرارها علی حمل هم المشروع الوطني الذي يسعى لبناء اليمن الاتحادي القوي ومن يستمرئ الظلم والاستبداد، ويقنع بحياة الذل، ويتعايش مع التخلف والقهر، لقاء ويرضى بالفتات، فأمثال هولاء يحنون لحياة العبودية مهما كانت بائسة؛ ولذلك فهم يحملون حركات التغيير والثورات كل ضرورات التضحيات التي لا بد منها للتغيير والتطور، والتي هي اقل بكثير من كلفة الذل وحياة العبودية- حسب قوله.
تضحيات مستمرة
من جهتها تقول الناشطة الثورية حورية وابل بأن ثورة ١١ فبراير لم تأتِ فجأة أو من فراغ وإنما تمخضت من إحداث ومواقف سياسية وشعبية اتبعها هذا المولود الذي يحاول النظام السابق قتله وإبادته، فكان لأبناء تعز السبق الأول في إيقاد شرارة هذه الثورة المجيدة والتي بدأت في بهبة شعبية خرجت في ٣/١ /2011 عندما خرجت نساء تعز احتجاجا على اعتقال الثائرة توكل كرمان وانتهت بخروج كل الشعب بالمطالبة برحيل الظلم والاستبداد وذلك عندما خرج الناس فرحا بزوال طاغية مصر ومنذ ذلك الوقت والإحداث والمشاهد النضالية تتوالى وفي نفس الوقت تنكشف حقيقة وجرم ذلك النظام الكهنوتي البائد.

وترى وابل أن تعز تعاقب اليوم ليس بسبب ثورة ٢٠١١ فقط وإنما منذ أن تولى المخلوع صالح الحكم في اليمن وهو يعاقب تعز لأنها أم الثورات جميعا فثورة ١٩٦٢ - وثورة ١٩٦٣ كانت شرارتها ومنبعها هي تعز فظل يعاقبها منذ زمن وحرمها من الكثير من المشاريع ما يدل على انتمائه الشيعي للحكم الإمامي البغيض الذي عاهد نفسه أن يعيد أركانه السحيقة.حد تعبيرها

وتضيف: هاهي تعز تواصل نضالها وثباتها وتقدم التضحيات تلو التضحيات للذود عن مدينتها وتحريرها من يد الغاصب وستستمر ولن تيأس أو يساورها الندم على خروجها ضد هذا النظام الذي بان للعالم بأنه لم يرعى دولة النظام والقانون وإنما نهب ثرواتها وقال أنا ربكم الأعلى وسخر الجيش للدفاع عنه وبنا المعسكرات وباع الأرض واستعان بصبيان الكهوف من الداخل وفرس إيران من الخارج من اجل أن ينتصر لنفسه مهما كلف الوطن من خسائر. مؤكدة أن الشعب اليمني وأبناء تعز على وجه الخصوص سيقامون المشروع الانقلابي وسيبنون دولتهم التي حلموا بها مهما كلف ذلك من ثمن. 

إجهاض الثورة
الناشط الثوري وائل المعمري يشير إلى أن الذكرى السنوية الخامسة لثورة الحادي عشر من فبراير المجيدة واليمن يمر بأصعب مراحل ثورته النضالية على الإطلاق، و يقول المعمري في حديثه لأخبار اليوم: نعيش هذه الأيام فصول حرب ظلامية عصبوية ظالمة هدفها في الأساس وأد مشروع ثورة فبراير الشبابية الشعبية السلمية وإجهاض كامل مشروعها الحضاري التحرري العادل، وذلك يأتي كما هو معلوم وواضح للجميع عبر تحالف قوى الشر والنفوذ والمصالح الضيقة ممثلة بعصابات التدمير الإجرامية للمخلوع والحوثي في طول ساحتنا اليمنية وعرضها، بعد أن أيقنت هذه القوى الطفيلية والعنصرية المقيتة أنه لا مستقبل لها ولا لمشاريعها التدميرية الهدامة ولا لمصالحها الأنانية المختلفة عامة والتي تأتي في المقام الأول على حساب مصالح الشعب اليمني المشروعة.

 ويتابع بالقول: هذا الشعب المكافح والصابر والمغلوب على أمره وكذا على حساب مستقبل أجياله في الغد المشرق والآمن والمزدهر على السواء، في حال تحققت غايات هذه الثورة النبيلة وتبلورت أهدافها إلى واقعا معاشا وحقيقة مجسدة في حياة كل اليمانيين وفي كل ربوع وأرجاء وطننا اليمني الحبيب.
مردفا: لم نكن نتمنى حقيقة أن نعيش عامنا الرابع من الثورة ولا أن نستقبل عامها الخامس كذلك ونحن لازلنا في خضم معترك التشبث بأمل قيم معاني الثورة والانتصار لتضحياتها الغاليات الجسام، لكننا نعتقد في ذات الوقت أن مشاريع الأوطان الكبيرة لا يمكن لها أن ترى النور إلا من خلال عملية فرز وغربلة حقيقية لكل مراحل النضال وأدواته المتعددة كذلك ضمانا أكيدا بالوصول لسفينة نجاة الوطن سالمة معافاة إلى شواطئ الأمان وإن طال بها زمن المسير وتكالبت عليها نوائب الدهر.

تحالفات مشبوهة
وعن مصير ثورة فبراير يقول المعمري: لا شك أن عمر كل ثورات التغيير العالمية الكُبرى لا يمكن لها أن تُقاس لا بالأشهر ولا حتى بالسنوات الطوال، كون هذه الثورات لا تتخلق بالأساس إلا من رحم معاناة شعوب مقهورة بائسة تكالبت عليها كل صنوف الويلات عبر أنظمة البغي والظلم والفساد، ومن خلال تحالفات مشبوهة لهذه الأنظمة الديكتاتورية المستبدة مع مراكز القوى الأكثر فسادا وعبثية إن كان ذلك على مستوى التحالفات الداخلية منها أو الإقليمية والدولية على السواء، والتي تستميت بدورها وبكل ما أُوتيت من أدوات التأثير والقوة لتقويض مرتكزات الثورات التحررية وإعاقة مسيرتها نحو التغيير الحقيقي لاجتثاث الفساد والظلم والقضاء على أدوات إنتاج الاستبداد.
ثورة مستمرة
ويستطرد الناشط المعمري بقوله: ونحن نحتفي بالذكرى الخامسة من عمر ثورة فبراير المباركة لنؤكد أن مسيرة ثورتنا مستمرة رغم كل الصعاب والدسائس والمؤامرات، ولعلنا جميعا نتذكر جيدا أننا كنا قد احتفلنا في أعياد سابقة للذكرى، وبين ظهرانينا من ( القوى الثورية المجازية ) من يتحالف اليوم مع المخلوع وبقايا نظامه الهالك والمتهالك,وهذه القوى التي لم يكن لها لتخرج من غياهب كهوفها لولا تضحيات شباب فبراير ودمائهم الزكية الطاهرة، الذين آلوا على أنفسهم المشرئبة لآفاق المجد والحرية، إلا أن يكونوا خير نصير لكل مظلوميات الوطن من المهرة حتى صعدة، فإذا بمن أخذت الثورة بأيديهم وشكلت بتضحياتها لهم طوق سلامة ونجاة، يطعنوها اليوم بخناجر غدرهم المسمومة ، ويتحالفون مع من (ثاروا) ذات يوم ضده كذبا.

ومن وجهة نظره يرى أن ما لم تحققه وسائل النضال السلمية من أهداف ثورة الحادي عشر من فبراير سوف يحققه الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في كل جبهات الوطن الرافض لمشاريع الانقلاب الهمجي والمتخلف- حد وصفه.

ويتابع بالقول: ليس مستغربا أن تصب قوى الظلام والرجعية الإمامية الجهوية العنصرية الممثلة بتحالف الحوثي وصالح ، كل هذا الكم الهائل من الحقد الأسود على تعز وأبنائها نظرا لما تحمله تعز من رمزية ثقافية وديموغرافية وحضارية تنويرية على مستوى الساحة اليمنية إجمالا ,وهم يقومون بذلك من منطلق إدراكهم العميق وقناعاتهم الأكيدة بقدرة تعز فكرة وإنسانا على التأثير والتأثر الإيجابي الجوهري في مجمل أحداث التحولات التاريخية العظيمة على الساحة الوطنية وعلى مر التاريخ وبمراحله المتعددة ،وصولا إلى إشعال شرارة ثورة الحادي عشر من فبراير.

لافتا إلى أنه لم يعد هناك متسع من الوقت لمزيد من مراوغة مختلف الأطراف ولا لما أسماها تبدل المواقف وانتهازية تجار الثورات وتضحيات الشهداء , ويختتم حديثه بالقول: ستنتصر الثورة وستتحقق أهدافها المشروعة النبيلة بإذن الله وبإرادة وعزيمة أبناء هذا الشعب الصابر والمقاوم, ولم يعد هناك منطقا بديهيا يقبل أن يتم تحميل الثورة وزر فساد الحكام وفشلهم لاسيما وأن الجميع صار أكثر ادراكا بطبيعة المشروع الهدام الذي كان يسوقه النظام السابق من خلال توريث الحكم لأسرته أو على مستوى التوريث السلالي العنصري الذي يهدف إلى تكريس الأحقية بحكم فئة دون غيرها وتقسيم أبناء الشعب إلى أسياد وعبيد.

النموذج الأنصع
من جانبه يتحدث الكاتب والناشط أحمد الجبري عن ثورة فبراير التي يؤكد أنها ثورة متحدة روحا وفكرا وسلوكا ولم تخفت يوما أو تهادن بل تطورت و تجذرت واستحقت بجدارة أن تكون النموذج الأنصع بين ثورات الربيع العربي في الديمومة و الإصرار و القوة و الاستمرار و المناورة و الذكاء لاستدراج الاستبداد إلى مربع السخط اليمني و الإقليمي والدولي .

ويؤكد الجبري أن مصير الثورة سيكون إلى النصر والنجاح الكامل و لأنها في اعتقاده أصبحت ثقافة و سلوك متجذر في واقع الناس لا يمكن بأي حال من الأحوال إلغاؤه .
وعن أهداف ثورة فبراير يقول: الثورة خرجت بأهداف واضحة هي خلع الحاكم المستبد و ومنع التوريث و إقامة الدولة المدنية التي يتساوى تحتها الجميع في إطار نظام و قانون يحقق تكافؤ الفرص و يحقق التنمية و يشجع على الإنتاج والإبداع وفي اعتقادي الثورة نجحت في خلع المستبد وتفاجأ بأدواته التي وقفت بصلف في وجه بقية الأهداف وها هي اليوم في عز شبابها تجندل هذه الأدوات و قريبا ستحقق بقية الأهداف .

عقاب تعز
 ويضيف الجبري: الاستبداد عادل في توزيع استبداده فالمناطق التي يسيطر عليها ليست أحسن حالا من تعز و إنما تعيش نفس المأساة، صحيح تعز محاصرة وتنال النصيب الأوفر من الانتقام لكن المليشيا تحقد على كل بقعة في اليمن والمكان الذي لم تدمره تسببت في تدميره، لذلك تعز تحاصر و تدمر كغيرها من المدن ولا زالت تدمر لأنها رائدة التغيير والمتصدرة في فضح جرائمهم و لن تهدأ اليمن إلا بتحرير كامل تراب الوطن.
 ويعتقد أن تحميل البعض الثورة سبب ما آلت إليه الأمور ناتج عن خلل في الميزان الفكري لديه أو أنه يندرج ضمن آلة الإعلام المليشاوي، مشيرا إلى أنه لولا المقاومة لما تكسرت أوهام المخلوع و الحوثي و لما اقتربنا من حسم المعركة معهم، ويدلل على ذلك في أن المناطق التي هادنت الانقلاب لم تسلم من إذلال المليشيات ولم تنعم بالوعود التي روجت لها انتفاشتهم و هاهم يخرجون عليهم للتكفير عن ذنب السكوت والمهادنة.

انقلاب على الثورة
شاعر الثورة بساحة الحرية بتعز أحمد أبو النصر يعتبر أن الذكرى الخامسة لثورة الحادي عشر من فبراير لها وقعها المنفرد عن الأربع السنين الماضية كونها أتت في وضع ثوره مكملة لثورة الحادي عش من فبراير حيث يرى أن المقاومة الشعبية التي نشهدها هذه الأيام هي نتاج لثورة الحادي عشر من فبراير وهي التي ستحقق أهدافها.

مضيفا: ولان ثورة فبراير كانت سلميه وانتهت بالتوافق وإعطاء النظام السابق الحصانة والأمان هذا ما مكنه من استعادة أنفاسه فانقلب على المبادرة الخليجية والثورة والشرعية والنظام والحكم فكان لزاما على الثورة أن تستكمل خطواتها وتجتث الانقلاب إلى النهاية لان الثورات لا تقبل بأنصاف الحلول.
 ويتابع حديثه: أما عن مصير ثورة فبراير فهي الآن تستعيد زخمها وتسير على المنوال الصحيح لاستكمال أهدافها وتحقيقها على ارض الواقع وانتشال الظلم من جذوره وتطبيق سيادة النظام والقانون ومحاكمة المجرمين واعتقد أننا بهذا نكون في المسار الصحيح بعيدا عن أي مغالطات أو مصالحات سياسيه تؤول إلى إعادة المجرمين بوجه أو بآخر إلى أماكنهم وهذا ما لا تقبله الثورات.

ويعتقد أبو النصر أن الثورة قد حققت ما خرجت من اجله وان كان ليس بالمعنى المطلوب ولكنها في نظره مازالت مستمرة إلى أن تتخلص البلاد من براثن الظلم والفساد،وحكم المليشيات. مذكرا بأن العالم أجمع يقف اليوم معها ويقر بشرعيتها في حين أن الانقلابيين أصبحوا محصورين بزاوية ضيقه جدا وعلى طريق الزوال.
لحظة حاسمة.

من جهتها تقول الناشطة أميرة الصغير بأن الذكرى الخامسة لثورة الحادي عشر من فبراير تأتي والوطن يعيش مخاضا عسيرا ولحظة حاسمة في الانتقال من حالة ما قبل ثورة فبراير إلى المرحلة التي تليها وهي مرحلة تحطم النظام السابق و خلع جذور دولته العميقة التي ترى بأنها شكلت حاجزا كبيرا أمام الثورة منذ بدايتها وكانت الرافد والمتكأ الذي انطلقت منه الثورة المضادة التي وصلت إلى أقسى مراحلها في الحرب الدائرة الآن.
وتتابع حديثها: في ظل الوضع الراهن والذي تبدو الأمور متأرجحة وغير مستقرة تستمر ثورة فبراير ماضية ومجتازة هذا المنعطف الخطير الذي قد تتباطأ في سرعة السير إلا أنها ستجتازه وتواصل مسيرها، وبرغم الانقلاب الذي قامت به ميليشا الحوثي وصالح قبل عام بإعلان أسموه دستوري إلا أن فبراير ظلت متوهجة في قلوب الشباب لأنها صاحبة هدف ولهذا عرت الانقلاب وأظهرت سوأته ولم يستطع أن يخفي ملامحها بل تبين للناس الوجه النقي لثورة فبراير بوضوح قبح المشروع الميليشاوي المتخلف.

مضيفة: تحقيق الأهداف مع الاستمرار في المسير هو سمة ثورة فبراير فلا يمكننا القول أن فبراير قد حققت أهدافها فهذه عملية وقتية تحتاج الجهد والمثابرة ولا يمكن أن تأتي بجرة قلم.. ولكن تحقق جزء من أهداف فبراير في شد عزائم من قد كانوا استسلموا لسوداوية المشهد واليائسين من التغيير وتحريك طاقات الشباب وتوجيهها و إتاحة المجال لظهور قيادات شابة ستؤثر في رسم المشهد المستقبلي لليمن ,هذا الأمر أعطى الأمل لثوار 11 فبراير و جعلهم يقدمون تضحيات تفوق أكثر بكثير التضحيات التي قدمت في العام الأول للثورة.

ثورة مضادة
وتشير الصغير إلى أن تعز وقفت بكل حزم أمام ما أسمته عنجهية الانقلاب والثورة المضادة إضافة إلى كونها النواة والشرارة الأولى لثورة فبراير وهذا ما جعل النظام السابق يصبون جام غضبهم وحمم حقدهم على تعز وأهلها و يمارسون كل وسائل البطش والتنكيل والانتقام بغية سحق الإنسان اليمني في تعز الصامد أمامهم.
مردفة بالقول: لكن صمود الناس برغم الحرب القذرة المتعددة الوجوه التي يقودونها ضد تعز وأهلها جعلهم يستنفذون الوسائل و يفقدون من بقي من مناصريهم بين عموم الناس. صحيح أن ثوار فبراير فقدوا الكثير وقدموا العظيم من التضحيات إلا أنها بمقاييس الحرب والسلم منتصرون ومتفوقون على الميليشيات بكل الاتجاهات.
وترى أن تحميل الثورة ما آلت إليه الأوضاع هو إجحاف بحقها فالثورة نتيجة وليست سبب وهي رد فعل لواقع مظلم كان قائما وكان الجميع مستاء ومتبرم منه ..والمعطيات على الأرض كلها تشير أن ثورة 11 فبراير قد خلصت الناس من كهنوت كان سيجثم على صدورهم لقرون قادمة.حد تعبيرها.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد