عام على انطلاق العاصفة

2016-03-26 12:15:43 ملف خاص/ وليد عبد الواسع- صلاح عبد الواحد

فجر السادس والعشرين من مارس العام 2015 كانت العاصمة صنعاء تتلقى أولى غارات مقاتلات تحالف عربي، مكون 10 دول تتقدمها المملكة السعودية،.. كان الموعد قد حان لبدء العاصفة بعد أن كاد خطر طهران يطوق دول الخليج لخنقها، من العاصمة اليمنية.. حين كان ذراعها الحوثي يواصل انقلابه على السلطة الشرعية، التي دعت لتدخل عربي عاجل بغية الإنقاذ.
قبل إعلان تحالف عاصفة الحزم بأيام كانت ردود بعض قيادات جماعة الحوثي وحلفائهم ردًّا فظًّا ومستفزًّا ومشككًا في قدرة هذه القوة على القتال، أو دخول معارك حربية، بينما الجماعة الانقلابية تقوم بأولى مناوراتها على الحدود اليمنية السعودية..
بعد عام من انطلاق عاصفة الحزم، يبدو اليمن على وشك تحقيق نصر قريب بإسقاط الانقلاب واستعادة الشرعية للدولة كاملة، كما انكسرت شوكة طهران ومساعيها التوسعية في الجزيرة العربية، ولم تعد كما هي تصريحاتها بأن صنعاء هي العاصمة العربية التي سقطت في قبضتها بعد بغداد ودمشق وبيروت.

إنهاء الأحلام الإيرانية في صنعاء
يصادف اليوم السبت مرور عام كامل على إطلاق عمليات "عاصفة الحزم" العسكرية التي شنها التحالف العربي بقيادة السعودية دعما للشرعية في اليمن ضد انقلاب الحوثيين وحلفائهم من قوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وأطلقت السعودية "عاصفة الحزم" فجر يوم 26 مارس/آذار 2015 بغارات جوية شاملة استهدفت معسكرات قوات الحرس الجمهوري الخاضع لسيطرة قوات صالح وحلفائه من مليشيات الحوثيين في صنعاء وبقية المحافظات.
وبعد عام من الحملة العسكرية، يبدو اليمن، حسب مراقبين، على وشك تحقيق نصر قريب بإسقاط الانقلاب واستعادة الشرعية للدولة كاملة، تزامنا مع تقدم ميداني للمقاومة الشعبية والجيش الوطني بدعم ومساندة التحالف العربي، ومرابطتها على مشارف العاصمة صنعاء.
ويتحدث المسؤولون اليمنيون، وفي مقدمتهم الرئيس عبد ربه منصور هادي، والقادة العسكريون والتحالف العربي عن سيطرة المقاومة والجيش الوطني على نحو 80% من الأراضي اليمنية، وأن معركة الحسم بتحرير صنعاء على وشك أن تبدأ قريبا.
وفيما يؤكد محللون أن الحل السياسي قادم وأهم أهدافه تحرير المؤسسات من سيطرة الميليشيا، واستعادة الدولة يقتضي بالضرورة نزع أسلحة الميليشيا وتفكيكها.
يؤكدون أن من المفترض التركيز على إنهاء الحرب والانتقال إلى مرحلة جديدة تبني وتعمر، وهذا يقتضي أن تكون الدولة هي الحاكم الفعلي وأي سلطة تناقض سيادة الدولة ليست إلا مدخلا لإنتاج العنف والإرهاب.
ويقول مراقبون أن الانتقال إلى المستقبل يحتاج فرض أمن يشمل كل الجغرافيا، وإنهاء أي تمرد متعارض مع سلطات الدولة لابد أن يكون من ضمن سياسات الحكم الثابتة.
ويمثل إخراج المؤسسة الأمنية والعسكرية من وضع الشتات والاختطاف والتفكك، وفقاً للمراقبين، مقدمة أولى لأي حل سياسي، فهي قوة القسر الشرعية المفترض أن تتولى تثبيت الأمن ومواجهة التمرد والإرهاب.

ويرى خبراء ومحللون أن التدخل العسكري للسعودية والتحالف العربي الذي أنشأته أثمر عن تدمير معظم القوة الصاروخية والجوية والأسلحة البرية الثقيلة لمليشيات المخلوع صالح وحلفائه الحوثيين، وتأمين كافة الموانئ الإستراتيجية ومضيق باب المندب والمدن الرئيسية والمناطق النفطية والحيوية.
ويؤكد اليمنيون أن عملية "عاصفة الحزم" التي تحولت في مرحلتها الثانية إلى "إعادة الأمل"، أنهت الأحلام الإيرانية بأن تكون صنعاء العاصمة العربية الرابعة التي تسيطر عليها بعد بغداد ودمشق وبيروت، وقطعت دابر مليشيا الحوثيين في أن تكون خنجرا مسموما في يد طهران تهدد به السعودية ودول الخليج.

إفشال مشروع الفقيه الفارسي
قبل إعلان تحالف عاصفة الحزم بأيام كانت بعض وسائل الإعلام قد تداولت إمكانية تدخل قوات درع الجزيرة، فكان رد بعض قيادات جماعة الحوثي وحلفائهم ردًّا فظًّا ومستفزًّا ومشككًا في قدرة هذه القوة على القتال، أو دخول معارك حربية.
يقول تقرير صادر عن المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة، حول إدارة الصراعات الداخلية المعقدة في دول الشرق الأوسط: بخصوص التداعيات والنتائج الخارجية أنه رغم أن هذا التدخل جاء متأخرًا، فإن من أهم تداعيات ونتائج فشل العملية السياسية وسيطرة جماعة الحوثي على السلطة على المستوى الخارجي هو التغير الذي يمكن حدوثه في موازين القوى الإقليمية، وهو ما أثار ردة الفعل الشديدة التي قام بها مجلس التعاون الخليجي، والتي أفضت إلى إيجاد تحالف إقليمي للتدخل المباشر في اليمن بسبب ما اعتبرته تهديدًا لأمنها القومي؛ إلا أنه يمكن القول إن العواقب الإقليمية أكثر من أي إحراج تطرحه هذه التغيرات.
وأوضح أنه بعد ظهور جماعة ترتبط ارتباطًا مباشرًا مع إيران "العدو التقليدي لدول مجلس التعاون الخليجي، خاصةً السعودية"، فإن الأمر أصبح أشد خطورة، لذا شنت دول التحالف هجومًا عسكريًّا جويًّا على اليمن بدأته في 26 مارس 2015 فيا سمي بعاصفة الحزم.
وتمثلت أهم أهداف هذا التدخل- بحسب التقرير- في: استعادة شرعية الدولة اليمنية ودعم الرئيس الشرعي الانتقالي، وإنجاح عملية الانتقال السياسي وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، إيقاف تقدّم ميليشيا الحوثيين، وكانت الرياض تستعدّ لعملية من هذا النوع منذ حربها الدموية ضدّ الحوثيين منذ 5 سنوات، وعدم السماح بأي دور للرئيس السابق علي عبدالله صالح في مستقبل اليمن، ونزع سلاح حركة الحوثي، واستعادة سلاح الدولة المنهوب.
كما هدف التدخل، وفقاً للتقرير إلى حماية الأمن القومي الخليجي من تمدد النفوذ الإيراني، حيث تسعى إيران جاهدة لاخراق المنطقة العربية، خاصة بعد الثورة الإسلامية عام 1979 م، واستباق خطوات توقيع الغرب مع إيران لاتفاقية البرنامج النووي كمقدمة لرفع العقوبات في وقت لاتزال إيران تلعب فيه دورًا في الصراعات القائمة، ولها تواجد عسكري خارج حدودها.
إلى جانب تأسيس تحالف في مواجهة إيران، في ظل تمدد إيران السريع في المنطقة، وانتشار نفوذها؛ حيث بدت سياسات المملكة العربية السعودية تتجه لتأسيس تحالف سني مرن لمواجهة هذا المد الإيراني الشيعي، وإفشال مشروع الفقيه والعسكري، وتدمير القدرات العسكرية للحوثيين.
وكان لهذا التدخل الخارجي آثار على الداخل اليمني نتجت عن تدخل دول التحالف الإقليمي في اليمن، قد يمكن اعتبار بعضها آثارًا إيجابية، وبعضها سلبي. ولعل أهم هذه الآثار، بحسب التقرير، هو الحيلولة دون استكمال جماعة الحوثي السيطرة على كامل الأراضي، فلولا تدخل عاصفة الحزم لكانت الجماعة وحليفها صالح قد استطاعا السيطرة على اليمن وبسط سلطتهم على كامل الأرض اليمنية، بحكم سيطرتهم على مؤسسات الدولة في العاصمة، وبحكم امتلاكهم ساح الدولة.

غلاب: العاصفة نجحت في إسقاط الذراع الإيراني
يؤكد نجيب غلاب- رئيس مركز الجزيرة العربية للدراسات أن العاصفة أنجزت أهدافها فيما يخص إسقاط الانقلاب وإفشال السيطرة على اليمن، وضربت القوة التي حاولت الحوثية أن توظفها في تحقيق أهدافها الداخلية والخارجية وأوصلت الحوثية إلى الفشل الذريع في تحقيق أهدافها وأصبحت في وضع حماية سقوطها كحركة.
وقال غلاب، في حديث لـ"أخبار اليوم"، أن العاصفة حاصرت أيضاً النفوذ الإيراني في اليمن وأصبح وجوده شبه منتهي، وهذا الإنجاز مهم بالنسبة لليمن وللسعودية والخليج وتم كسر التدخلات الإيرانية.
وأوضح أن إعادة الأمل مستقبلا من خلال الحل السياسي سيتم تحقيق أهداف التدخل العربي في عودة وبناء الشرعية والانتقال إلى عملية سياسية تمكن أبناء اليمن من الخروج من معضلة الصراع التي كادت أن تجعل اليمن منطقة للفوضى والتمرد والإرهاب.
وأضاف:" صالح كشخص لم يعدّ قادرًا على إعادة تدوير نفسه كلاعب أساسي، صحيح أن القوة التي يمثلها قوية ولدى تياره الحزبي جماهير وولاءات في الدولة والقبيلة إلا انه لم يعدّ قادر على أن يصبح قائدا في الواجهة، وهذه القوى ستعيد ترتيب مصالحها وفق مسارات أخرى من حيث القيادة وهذا يعتمد على مدى قدرة هذا التيار على صناعة زعامة جديدة".
وبحسب غلاب فالحوثية من ناحية واقعية وصل مشروعها إلى الفشل التام في مختلف الجوانب واستمرارها كحركة دينية أصولية حاملة لعقائد الكهنوت السياسي ببعده الجارودي والخميني أصبح صعبا ومستقبلا ستحاصرها الكتل الشعبية، وهي غير قادرة على تجديد نفسها وبمجرد أن تنتهي سيطرتها على الدولة وتسليم السلاح ستتحول إلى تيار ضيق ومحاصر من الجميع وان رفضت التخلي عن السلاح واستمرت في تسويق كهنوتها السياسي ببعدها الخميني التعبوي أو ببعد حصر الحكم في سيد علم ربما يتم تجريمها.
وقال أن الحكومة الشرعية ترتبط قوتها بالتحالف العربي وظهرت رغم كل الدعم كقوة ضعيفة وهزيلة وبلا شعبية حتى سمعتها وصورتها في الوسط الشرعي سيئة، وهذا الأمر لا ينفي شرعيتها لكنه يضعها على المحك في التحولات القادمة وربما يتم إعادة بنائها بما يقوي من وجودها بعد الحل السياسي حتى تكون أكثر فاعلية.
واعتبر غلاب أن اليمن بدون العاصفة كان في طريق بناء نظام طغياني يعتمد على القهر والتعبئة الثورية ومركزية شديدة يحكمها الحوثي، بمعنى كان سيكون لدينا حكومة رسمية وحكومة غير رسمية تحكم كل شيء الدولة والمجتمع وكان المخطط أن يتم بناء نظام شاذ وغريب بحيث يصبح أداة لتنفيذ أجندات ولي الفقيه الإيراني. لكن اليوم اليمن في طور النجاة وإعادة النظام الجمهوري وسقوط الكهنوت الحوثي.
وفيما أكد أن العاصفة نجحت في إسقاط الذراع الإيراني ووكيله المحلي وإفشال مخططات الملالي، وإضعاف الحركة الحوثية وإنقاذ اليمن من كهنوتها السياسي وضرب ميليشياتها ونزع أنيابها.
أشار إلى أن نقطة ضعف العاصفة هي ضعف الأداء لدى الشرعية وعجزها عن مواكبة العاصفة وأهدافها الكبرى، ورغم ذلك تمكنت العاصفة من منح الشرعية قوة وجود وهي اليوم في طور بناء إجراءات إعادتها وتفعيل العملية السياسية.
وقال أن العاصفة في بعدها المحلي أوصلت أهدافها إلى التحقق وليس ذهاب الانقلاب إلى الكويت إلا بيان إعلان استسلامها ورضوخها لمقررات مجلس الأمن.
وأضاف:" لم يبق إلا إجراءات تسليم المدن وانسحاب الميليشيات وهذا الأمر ستحدده مشاورات الكويت وسيتم وضع آلية واضحة لإنهاء الانقلاب واستعادة شرعية الدولة.. ترتيبات الاستسلام تحتاج إلى وضع الآلية وهذا ما سيتم في الفترة القادمة".
مؤكداً على فشل المشروع الحوثي فشلا ذريعاً وأنه انتهى ولم يبق منه غير عصابة الشعب اليمني وكافة القوى الوطنية قادرة على تقزيمه وإنهائه مستقبلا فالصراع سيأخذ مناحي مختلفة مستقبلا.
غلاب وصف استعادة الدولة بأنها مسألة وقت، وبمجرد استعادتها ستغدو الحوثية قزم فوضوي محاصر من الجميع بعد الجرائم التي اقترفها وسقوط كل شعاراته وانكشاف الحجب عن مشروعه التدميري.
واعتبر إعادة بناء الشرعية وإعادة توحيد إرادة الجيش والأمن وتحرير المؤسسات من القبضة الحوثية بأنها أولويات ستمكن أي حكومة قادمة من العمل، مشيراً إلى أن هناك مشروع عربي متكامل لمساعدتها لتلبية احتياجات المواطن وبناء اليمن الجديد.
وفيما أوضح أن الصراع الثقافي مع الحوثية وبناء السلم الاجتماعي بأنه مهمة يمنية محضة وهذا يقتضي توحيد جهود الصف الجمهوري من مختلف التيارات حتى يتم خمد أي انبعاث لهذه الجائحة الخبيثة.
أكد غلاب أن مشروع الحوثية خرج بكل قبحه وبشاعته ولم يعد قادرًا على تزوير وعي الناس وخداعهم، وستحدث انتفاضات واسعة مستقبلا ضد هذا المشروع وهو اليوم من خلال الاستسلام يحاول أن يحمي نفسه ويشرعن لوجوده من خلال مقررات مجلس الأمن وعقد صفقات غامضة مع أطراف دولية وتحول إلى عكفي لخدمة بعض الأجندات المحلية.
لكنه يرى مستقبل الحوثية بأنه مازال غامضا فالكثير من القوى السياسية والاجتماعية حتى تلك التي تحالفت معهم قد ينتقلوا إلى مربع التحالفات الوطنية المدافعة عن الجمهورية، وتمثل الحوثية تحدي للشعب اليمني ومازالت مفاعيل مواجهتها داخليا تنمو يوميا وستصل إلى مرحلة الانتفاضة الشاملة ضدها وبالذات إذا استمر قمارها في التمسك بالميليشيات والكهنوت السياسي.

الغابري: استيقظت المملكة وإيران تنسج حبالا من حولها لخنقها
يرى الكاتب والمحلل السياسي/ محمد الغابري أن عاصفة الحزم حققت مكاسب على مستوى الحيلولة دون سيطرة الحوثية على البلد، وأعاقت أو أسقطت إعادة الإمامة، والتبعية المباشرة لإيران
وقال الغابري، في تصريخ لـ"أخبار اليوم"، لقد عطلت عناصر القوة الضاربة للمخلوع بنسبة عالية، وتحررت محافظات كليا وأخرى جزئياً بفعل ضربات التحالف العربي التي أسهمت بشكل كبير في مساندة المقاومة الشعبية والجيش الوطني في استعادة السيطرة على محافظات ومناطق.
وعن أبعاد عاصفة الحزم أشار إلى أن العملية تحمل أبعادا تتصل بالمملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربي والعلاقات اليمنية السعودية والعلاقات العربية العربية والعلاقات العربية الدولية على مستوى المملكة..
وقال: تمتلك المملكة عناصر قوة هائلة غير أنها كانت إما معطلة وغير فاعلة أو تقوم بأدوار سلبية وكان من الواضح أن لدى المملكة أزمة قيادة وأن أطرافا فاعلة محلية وإقليمية ودولية تستغل الحالة لتحقيق أهدافها ولقد وصلت في مرحلة ما إلى مستوى من الخطر على المملكة وإيران تنسج حبالا من حول المملكة لخنقها دون أن يكون هناك تفاعل مع التحديات.
وأضاف:" وكانت بدلاً عن استشعار الخطر الداهم تخوض حروبا جانبية مع قوى وبلاد في المنطقة العربية، نذكر هنا الموقف من حركة حماس والإخوان والموقف من قطر ثم اتساع وانتشار جماعة الحوثيين في اليمن وانفراد إيران وحزب الله بسوريا وهيمنة إيران على العراق وسعيها المعلن للسيطرة على اليمن".

البكيري: سقط الانقلاب ولم تأتِ الشرعية
يرى رئيس المنتدى العربي للدراسات والتنمية/ نبيل البكيري أنه بعد عام من عاصفة الحزب في اليمن تحقق الكثير ولم يتحقق الكثير حتى الآن بمعنى أنه سقط الانقلاب و لم تأتي الشرعية بعد. إذ أنه بعد عام من الحرب الجوية تحقق الكثير من التدمير للترسانة العسكرية التي كان يمتلكها الرئيس المخلوع صالح والتي بناها على مدى ثلاثة عقود من حكمه.
ويقول البكيري، في حديثه لـ"أخبار اليوم": لكن للأسف يبقى أن أمر حسم المعركة لا يتوقف على نموذج الحرب الجوية المجردة فقط وإنما يتطلب الأمر إعداد مزيد من القوات البرية اليمنية التي يتم تشكيلها من أفراد المقاومة الوطنية وإعادة دمجها في إطار جهاز عسكري وطني من كل مناطق اليمن، وحينها سيكون أمام هذا الجيش مهمة واضحة المعالم وهي تحرير المناطق التي تسيطر عليها مليشيات الانقلاب التي لا زالت تمسك بمناطق كثيرة مركزية كالعاصمة و غيرها من المناطق الشمالية.
ويضيف:" من هذا فإن استراتيجية التحالف للحسم العاجل والكبير يتطلب رؤية سياسية وعسكرية واضحة ترتكز على إعادة تأهيل وتدريب جيش يمني وطني يحل محل السلطات الانقلابية، مالم فإن الفراغ الذي ينشأ في المناطق المحررة لن تملأه سوى الجماعات المتطرفة".
وفي تقييمه لعاصفة حتى الآن، يعتقد البكيري أن تجربة عام كاملة من الحرب قد يسمح بالتقييم ولكن في إطاره الموضوعي بعيد عن أي توهمات انحيازية في هذا الموضوع.
ويقول: بمعني أن تقييمنا للعاصفة كانت جيدة من حيث اتخاذ قرارها بذلك الشكل المفاجأ للبعض، ولكن أيضاً كان ينبغي أن تحسم مسألة الرؤية السياسية لما بعد التحرير وهذا ما يكاد يكون غائبا الآن.
ويؤكد البكيري أن هذا ما يتطلب وقفة جادة وصادقة وشجاعة من الأخوة في التحالف الذين يجب أن يجلسوا مع كل الفرقاء في المشهد اليمني ويستمعوا للجميع بروح المسئولية والفريق الواحد الذي يواجه مصير واحدا. يقول:" ينبغي أن يجلسوا و يبحثوا فيما يجب أن يعملوه بعد التحرير، غير هذا فإن الفراغ هو سيد الموقف".

التميمي: طهران خسرت معركتها في اليمن
يرى المحلل السياسي/ ياسين التميمي أن "إيران خسرت معركتها في اليمن، وهذا تم بفضل التدخل العسكري للتحالف العربي الذي جاء قويا وشاملا ومؤثرا، أربك حسابات إيران وأفقدها كل الأوراق".
وقال:" الحوثيين والمخلوع صالح أشعلوا الحرب وانقلبوا على الشرعية بهدف الاستيلاء على السلطة، وهم يحملون نفسا طائفيا وجهويا، وبإشراف إيران التي أرادت أن تعمم تجربتها (ولاية الفقيه) في اليمن كما كشف عن ذلك الرئيس هادي".
ويعتقد التميمي، في حديثه للجزيرة نت، أن "تدخل التحالف العربي يتم تحت رقابة قوية من جانب حلفائه وعلى رأسهم الولايات المتحدة، وهذا يفسر لماذا يبدو تحرك التحالف بطيئا وغير فعال في بعض الجبهات، رغم توفر كل الإمكانيات للحسم العسكري كما يحدث في تعز على سبيل المثال".
ولا يشك التميمي في أن "التحالف العربي حقق جزءا مهما من أهداف عاصفة الحزم، فقد حدث تغير جوهري في المعادلة العسكرية لصالح السلطة الشرعية، واستطاع أن يدمر ترسانة السلاح التي كان يمكن أن تقوض استقرار اليمنيين لفترة طويلة من الزمن".
وطالب دول التحالف العربي وخصوصا السعودية برعاية تحول سياسي حقيقي يبقي اليمن موحدا وديمقراطيا وجزءا فعالا من منظومة مجلس التعاون الخليجي السياسية والاقتصادية والأمنية.

الذهب: المعركة مع الخطر الإيراني باقية
يؤكد الخبير العسكري علي الذهب أن وضع اليمن الآن كقوة إقليمية بجيش قوي كان ترتيبه السابع عربيا، لم يعد كما كان عليه قبل بدء عاصفة الحزم يوم 26 مارس/آذار 2015.
وقال الذهب إن التحالف العربي دخل الحرب بدوافع القلق على كياناته السياسية التي كادت أن تهدَّد فعليا جراء سيطرة الحوثيين على اليمن بوصفهم ذراعا إيرانية تضاعف بها قبضتها على الجزيرة من جهة الغرب والجنوب، إلى جانب العراق ولبنان وسوريا".
ولفت إلى أن السلطة الشرعية أمكنها خلال عام من فرض سيطرتها على مناطق واسعة وطرد الحوثيين منها كمحافظات الجنوب، وتطهير المناطق التي حاولوا التسلل إليها كمحافظتي مأرب والجوف".
ولم يغفل الذهب الإشارة إلى تمكن الشرعية من أن تبقى كجذع قوي تتعلق به كل فصائل المقاومة اليمنية ضد الانقلاب، رغم أن قوام الدولة المالي والسيادي ما يزال بيد الحوثيين في صنعاء.
وبشأن مستقبل المخلوع صالح وحلفائه الحوثيين، قال الذهب، للجزيرة نت، إن صالح يقاتل لإعادة نفوذه الذي يسعى أن يمتد إلى أبنائه، وهو يراهن على عدم رضى القوى الإقليمية والدولية عن حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي يتصدر الجبهة السياسية والعسكرية للمقاومة في اليمن، وكذلك عدم الرضا التام من جانب تلك القوى إزاء الحوثيين.
وفيما توقع بقاء الحوثيين كقوة سياسية وقوة مسلحة بشكل أو بآخر، ولكن ليس كما كانوا عليه من قبل، حذر من أن الخطر الإيراني في اليمن باق، وهو يربض بصمت كمرض سرطاني لا يلبث أن ينفجر مفاجئا الجميع، والمعركة معه طويلة ومتنوعة الأدوات.

القضاء على مخططات إمبراطورية فارس الاقتصادية
بالنظر إلى الأبعاد الاقتصادية التي كانت تخطط إيران لتحقيقها من خلال إحكام السيطرة على اليمن تحت مظلة تمدد مشروع الحوثي على كامل الجغرافيا اليمنية، لم تكن بالأبعاد التي يمكن غض الطرف عنها سواءً من قبل القيادة التي تحكم اليمن أو دول الجوار بل وحتى الدول التي يعنيها أمن واستقرار طرق التجارة العالمية والملاحة الدولية.
يشير اقتصاديون إلى أن تلك الأبعاد تتمثل في شقها الأول بالسيطرة على مضيق باب المندب للتحكم في أحد أهم ممرات التجارة العالمية ومن ثم التحكم في تدفق التجارة العالمية وفرض رسوم وجبايات على السفن التجارية والاهم من هذا تأمين خطوط ملاحية دولية لضمان سرية نقل معدات المعامل النووية من روسيا إلى إيران بعيدا عن أعين الرقابة الدولية.
يقول نبيل الشرعبي- صحفي متخصص بالشئون الاقتصادية: أضف إلى ذلك إحداث إرباك في حركة التدفق التجاري بين قارتي أسيا وأفريقيا، يترتب عليه توتر العلاقات بين القارتين وقيام إيران بدور الوسيط وابتزاز الطرفين وفتح منافذ لها للتمدد نحو القارة السمراء، وإقامة قواعد عسكرية لها في أفريقيا وخاصة في المناطق التي يتواجد فيها معدن اليورانيوم وبكميات كبيرة وغير مستغلة نظرا لفقر تلك الدول وعجزها عن استغلال المعدن، ولذلك إيران كانت تخطط لاستغلال ذلك الظرف والاستفادة منه للحصول على اكبر كم من اليورانيوم دون تكاليف.
ويضيف:" فضلاً عن الاستفادة من طفرة المعادن النفيسة في القارة السمراء وتغذية اقتصادها الذي يتآكل من الداخل، وامتلاك كميات من الذهب والفضة وغيرها من المعادن النفيسة تمكنها من التحكم بالسوق والبورصة العالمية الخاصة بالمعادن النفيسة".
وبحسب خبراء الاقتصاد فإن هذا بدوره سيؤهلها لتكون أحد أهم راسمي وصانعي القرارات والسياسات الاقتصادية والسياسية العالمية، ومعه ستغدو قوة عظمى لن يجرؤ احد على اعتراض خططها النووية وغيرها من الخطط التي تعمل من خلالها لإعادة الإمبراطورية الفارسية.
يوضح الشرعبي أن إيران كانت تخطط من عبورها إلى أفريقيا للسيطرة على الحركة الاقتصادية والتجارية وفرض قيود على الشركات العاملة في كل المجالات للعمل وفق ما تخطط له طهران، ويقابل ذلك إخضاع تلك الشركات لتسليم عوائد مبالغ فيها تحت طائلة التهديد بالمنع من عدم السماح لها بالعمل في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ويقول: من جانب ثاني إيران كانت تسعى للاستفادة من طفرة النفط في دول الخليج العربي، والتي بدأت بالضيق بأساليب إيران الابتزازية للسماح لناقلات النفط الخليجي العملاقة بالعبور من مضيق هرمز. حيث كانت دول الخليج قد بدأت بالتفكير الجدي بالتحول من تصدير انتاجها الخام من النفط من مضيق هرمز إلى التصدير عبر صحراء حضرموت اليمنية.
مشيراً إلى أن دول الخليج كانت شرعت بالإجماع على اختيار شركات استشارية وتكليفها بإجراء دراسات جدوى لذلك ومن ابرز الدراسات في هذا المجال دراسة لإنشاء أكبر ميناء تصدير للنفط في الوطن العربي في صحراء حضرموت اليمنية المحاددة للأراضي السعودية.
وكانت الشركات الاستشارية قد شرعت بإجراء المسوحات والعمل على تحديد المساحات اللازمة لذلك وممرات العبور وكل ما يلزم لتأسيس ميناء يكون الأكبر والاهم عربيا يتدفق عبره النفط والغاز الخليجي والعربي كاملا.
 وذلك في أول خطوة هامة تعمد إليها دول الخليج للتخلص من ابتزاز إيران لها ناهيك عن تأمين مصدر واسع اقتصادي لليمن يتدفق عبره مليارات الدولارات سنويا، وهو ما سينعكس على استقرار اليمن والقضاء على تواجد القاعدة وغيرها من الجماعات المسلحة وهذا سيكون له مردودا كبيرا على دول الخليج.
ولذلك حاولت إيران-بحسب الشرعبي- استباق خروج مشروع ميناء التصدير للنور وإفشال توجه دول الخليج لتحرير نفسها من الابتزاز الإيراني وكفاية اليمن من عائداته، وقامت بضخ كميات من الأسلحة الإيرانية الصنع بمختلف أنواعها إلى الجماعة الحوثية وعززت ضخ السلاح بإرسال عناصر من الحرس الثوري الإيراني لتولي تدريب من سيقومون بالعمليات القتالية وإدارة الحرب.
ثم دفعت بالحوثيين معززين بعناصر من حرسها الثوري لتأجيج الحرب واسقاط العاصمة اليمنية صنعاء ومن ثم التوجه للسيطرة على بقية اليمن مع التركيز على صحراء حضرموت ومضيق باب المندب وخليج عدن وموانئ المنطقة الحرة بعدن وميناء الحديدة والمخا ورأس عيسى وغيرهم مما يمهد لها افشال التوجه الخليجي والاستمرار في ابتزاز دول الخليج وغير ذلك من ذلك من ابعاد احكام السيطرة على اليمن.
سفير إيران لدى اليمن في وقت سابق وتحديدا بعد تمكن الحوثيين من دخول عدن وحضرموت قام بزيارتين إلى عدن زيارة تم الإعلان عنها والتقى فيها قيادات في المحافظة تابعة لصالح وأعلن حينها رغبة إيران في الاستثمار بعدن في إيحاء منه إلى المنطقة الحرة وزيارة سرية غير معلنة ومثلهما زيارتين إلى حضرموت إحداها معلنة والأخرى سرية غير معلنة.
يقول الشرعبي: كما لا ننسى أن الفساد الحاصل في ميناء بلحاف لتصدير الغاز أسال لعاب إيران وقررت أن يتحول لها لتدر على طهران منه عشرات مليارات الدولارات وكذلك الاستفادة من الصحراء الممتدة ما بين حضرموت والمهرة وشبوة لإنشاء معسكرات لقواتها التوسعية، وأيضا معامل لإجراء تجارب واختبارات لأسلحة وقنابل و.... إلخ.
ويضيف:" كما كانت إيران تخطط لتوسيع دائرة القرصنة على خطوط التجارة العالمية من خلال شبكة قراصنة تدار من ثكنات تتواجد على المياه اليمنية حيث هذا سيحقق لها عوائد مالية بعشرات مليارات الدولارات".
هذا التوجه الإيراني كانت قد حذرت منه المنظمة العالمية لمراقبة القرصنة والمركز الدولي المتخصص في تتبع أصول القراصنة والأطراف الداعمة وثبت تورط طهران في عدد عمليات قرصنة في البحر العربي وفي المحيط الهندي بالقرب من الحدود المائية اليمنية، وتم التكتم عليها مقابل التزام إيران بدفع رشاوي باهظة للجهات التي كشفت تلك العمليات.
ومن هذا المنطلق يوضح نبيل إن أهم ما تحقق على الصعيد الاقتصادي المتوسط والبعيد المدى من عاصفة الحزم هو القضاء على المخططات الإيرانية السالفة الذكر وما كان سينجم عن التوجهات الإيرانية من نتائج كارثية على المستوى المحلي اليمني والعربي والقاري والعالمي.

حجم العاصفة
بدأت العملية العسكرية "عاصفة الحزم" بالضربات الجوية الأولى التي وجهتها الطائرات السعودية لمعاقل جماعة الحوثي باليمن، وشاركت دول الخليج العربي- ما عدا عُمان- في عمليات القصف، كما حضرت دول أخرى في العملية التي من المنتظر أن يزيد حجم القوات والدول المشاركة مع استمرارها.
وبلغ إجمالي المشارَكة المعلنة في العملية 185 طائرة مقاتلة، بينها مائة من السعودية التي تحشد أيضا 150 ألف مقاتل ووحدات بحرية على استعداد للمشاركة إذا تطورت العملية العسكرية.
وشاركت بالموجة الأولى من الهجوم -إضافة إلى السعودية- كل من الإمارات بثلاثين مقاتلة، والكويت بـ15 والبحرين بـ15، بينما شاركت قطر بعشر طائرات، والأردن بست طائرات، وكذلك المغرب بست طائرات، والسودان بثلاث طائرات.
وأكدت مصر والأردن وباكستان والسودان مشاركتها بالعملية البرية ضمن "عاصفة الحزم" إذا تم المرور إلى هذا الخيار، بينما أعلنت الولايات المتحدة عن استعدادها لتقديم دعم لوجستي واستخباراتي للتحرك العسكري الخليجي باليمن.
وأعلنت الخارجية المصرية في بيان "تعلن جمهورية مصر العربية دعمها السياسي والعسكري للخطوة التي اتخذها ائتلاف الدول الداعمة للحكومة الشرعية في اليمن استجابة لطلبها، وذلك انطلاقا من مسؤوليتها التاريخية تجاه الأمن القومي العربي وأمن منطقة الخليج العربي".
وتابع البيان أن "التنسيق جار حاليا مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج الشقيقة بشأن ترتيبات المشاركة بقوة جوية وبحرية مصرية، وقوة برية إذا لزم الأمر، في إطار عمل الائتلاف".
وفي عمّان، أكد مصدر رسمي أردني المشاركة في العملية، وقال إن هذا يأتي متسقا مع دعم الشرعية باليمن وأمنه واستقراره وتجسيدا للعلاقات التاريخية بين الأردن والسعودية ودول الخليج التي "نعتبر أمنها واستقرارها مصلحة إستراتيجية عليا".
وأضاف أن الأردن يدعم الشرعية في اليمن والعملية السياسية التي تجمع كافة أطراف المعادلة اليمنية. ورفض المصدر التعليق على مشاركات برية، مشيرا إلى أن هذا الحديث يأتي من قبيل التخمينات الإعلامية.
ومن جانبها، أكدت واشنطن تأسيس خلية تخطيط مشتركة مع السعودية لتنسيق الدعم العسكري والاستخباراتي في ما يتعلق بالعملية العسكرية.
أما الهدف المعلن من العملية فهو، كما جاء في بيان لمجلس التعاون الخليجي، يأتي تلبية طلب من الرئيس اليمني و"حماية اليمن وشعبه من العدوان الحوثي المستمر وردع الهجوم المتوقع حدوثه في أي ساعة على مدينة عدن وبقية مناطق الجنوب، ومساعدة اليمن في مواجهة القاعدة وداعش".
ووفقا لعملية القصف الأولى، فقد تم استهداف قاعدة الديلمي والشرطة العسكرية والقصر الرئاسي والفرقة المدرعة الأولى والقوات الخاصة وقيادة قوات الاحتياط في صنعاء، وقاعدة العند الجوية في لحج جنوبي اليمن، ومواقع عسكرية في صعدة (معقل الحوثيين-شمال).
"عاصفة الحزم" المسمى الذي تم إطلاقه على العملية العسكرية التي بادرت بها السعودية فجر الخميس (26 مارس 2015) لردع ميلشيات الحوثيين باليمن، بات مسمّى يردده كثيرون بإعجاب وزهوّ.. فمن أين جاءت تلك التسمية المعبرة للعملية العسكرية الضارية؟

وكشفت قناة العربية أن تسمية عاصفة الحزم، يرجع أصلها لمقولة قاله مؤسس المملكة الملك عبدالعزيز؛ حيث قال:" الحزم أبو العزم أبو الظفرات، والتَّرك أبو الفرك أبو الحسرات".
لذا ذهب الملك "سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين" لاختيار هذا المسمى المعبر من هذه المقولة الحكيمة، ليطلقها على العملية العسكرية الجسورة على الحوثيين في اليمن، والتي تستهدف إعادة الأمور إلى نصابها، وإرجاع الحق لأهله، وحماية الحدود السعودية وجيرانها من المعتدين.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد