مراقبون أعدوها صفقة دولية تمنح المليشيا فرصة إضافية لترتيب صفوفها وموعد جديد لتأجيل الحرب في البلاد

هدنة هشة مليئة بالخروقات والانتهاكات

2016-10-24 12:29:44 تقرير خاص/ وليد عبدالواسع


هدنة تعد السادسة أعلنتها الأمم المتحدة في اليمن فجر الخميس الماضي ولمدة 72 ساعة، انتهت وكأنها لم تكن، دون أن تحدث أي تغيير على الأرض..
 

ففي الساعة الأولى من صباح أمس الأحد انتهت هدنة هشة ومليئة بالخروقات، وما لبث أن تصاعد القتال في معظم الجبهات، في الساعات الأولى من انتهائها.

وبالنسبة لكثيرين بدا الأمل ضعيف في أن يحترم الانقلابيون اتفاق وقف إطلاق النار خلال أيامه الثلاث، واعتقد مراقبون أنها لن تكون مختلفة عن سابقاتها، بسبب عدم وجود جدية حقيقية لدى تحالف "الحوثي- صالح" لإنهاء الحرب..

ويملك الحوثيون رصيد يوصف بـ"الأسود" فيما يخص الخروقات لأي اتفاق لوقف إطلاق النار، ومنذ انطلاق عاصفة الحزم حتى الآن أعلنت ست هدن، لم يلتزم الحوثيون بأي منها.


وسط غموض حول تفاصيل الموافقة المعلن عنها من قبل كل الأطراف، وفي ظل ظروف ميدانية وسياسية تقلل من فرص صمودها، جاءت الهدنة هذه المرة، مقارنة بآخر الهدن التي سبقتها في إبريل/نيسان الماضي.

هدنة على صفيح ساخن هي السادسة منذ عامين.. فعلى الأرض، ظلت تشتعل النيران على أكثر من جبهة قتالية، وتشتد ضراوتها قبيل ساعات من إعلان الهدنة..

وعاشت المناطق اليمنية على صفيح ساخن نتيجة المعارك التي شنها تحالف الحرب الداخلية (الحوثي-صالح).

وواصل الانقلابيون خرق الهدنة في يومها الأخير، حيث قاموا بعشرات الخروق التي بلغت في مجموعها منذ الساعات الـ72 الماضية أكثر من 400 خرق..

كما تكبدت المليشيات خسائر في محاولة تسلل فاشلة إلى الأراضي السعودية، حيث قُتل 12 من مسلحي الحوثي، وسط اتجاه دولي وإقليمي إلى تمديد وقف إطلاق النار، بالرغم من الانتهاكات الفاضحة للمتمردين، وذلك بهدف إبقاء الباب مفتوحاً أمام الحل السياسي.

جبهات ملتهبة

تصاعدت المعارك وتبادل لقصف المدفعي والصاروخي في الجبهات الداخلية وعلى الحدود السعودية. وقالت مصادر عسكرية إن القوات الحكومية أفشلت هجوماً للحوثيين في منطقة "ميدي" بمحافظة حجة شمالي البلاد، أدت إلى مقتل 13 من المهاجمين.

وفي محافظة شبوة، جنوبي اليمن، استمرت جماعة الحوثي بقصف مواقع المقاومة الشعبية والجيش الوطني في جبهة "بيحان" بمنطقة "الصفراء" والتي لم تتوقف حتى مع أيام الهدنة الثلاثة.

وقصف الحوثيون في محافظة البيضاء منازل المواطنين ومواقع المقاومة الشعبية "في بلدة القريشية"، إضافة إلى منطقة "قيفة رداع" وبلدة "الصومعة"، ولم يستثني القصف قرى بلدة "لودر" التابعة لمحافظة أبين الجنوبية الحدودية مع البيضاء.

ودارت معارك عنيفة خلال الساعات الأخيرة بين القوات الحكومية، والحوثيين في محيط اللواء 35 عند المداخل الجنوبية الغربية لمدينة تعز.

تواصل المعارك

كما تواصلت المعارك بين الطرفين في منطقة البقع بمحافظة صعدة شمالي اليمن على الحدود مع السعودية، بالتزامن مع غارات جوية لمقاتلات التحالف على مواقع الحوثيين في المنطقة.

وشن طيران غارات على مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق في بلدة صرواح غربي مدينة مأرب.

كما استهدفت مقاتلات التحالف مواقع للحوثيين عند الساحل الغربي على البحر الأحمر في بلدتي المخا وعبس ومدينة الحديدة، وأخرى في منطقة الحوبان عند الضواحي الشرقية لمدينة تعز.

وقالت مصادر إعلامية سعودية إن القوات السعودية صدت هجوما للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق،على حدود نجران جنوب المملكة.

كما شهدت حدود جازان محاولة تسلل الحوثيين ردت عليها القوات السعودية بالمدفعية، مما أسفر عن سقوط قتلى من الحوثيين وتدمير عتادهم العسكري.

وكانت القوات السعودية أعلنت الخميس الماضي صد هجوم لمليشيا الحوثي وقوات صالح عبر الحدود في منطقة جازان بجنوب المملكة، مما أسفر عن مقتل 25 وإصابة ثلاثين من القوات المهاجمة.

مخاوف وشكوك

وفيما اعتبر محللون إعلان الهدنة أنه بمثابة تأكيد واشتراط دولي على أنه يتعين على الحوثيين وحليفهم المخلوع صالح الالتزام الدقيق بالهدنة..

لكن ذلك ما أثار شكوك المراقبين حوله على خلفية الهدن السابقة، التي خرقها الانقلابيون حتى قبل أن تبدأ. وبرزت المخاوف من استغلال الحوثيين الهدنة لتعزيز قواتهم، حتى قبل أن تدخل الهدنة حيز التنفيذ..

وأبدى مراقبون وقادة عسكريون مخاوفهم من استغلال الحوثيين الهدنة لإعادة تنظيم صفوفهم وتعزيز قواتهم بعد النكسات العسكرية الأخيرة التي تعرضوا لها، خصوصاً على جبهات صعدة ومشارف صنعاء.

وجاءت الهدنة وسط شكوك متجددة في صمودها بسبب مواقف الحوثيين وصالح المتقلبة الذين استبقوا الدعوة الأممية بتصعيد سياسي..

وذلك بإعلانهم البدء في اتخاذ الإجراءات لتشكيل ما يسمى "حكومة إنقاذ وطني"، بما يحبط مبكرا أجندة المفاوضات المرتقبة.. في الوقت الذي تواصلت فيه المعارك ووجه طيران التحالف ضربات لمواقع عسكرية في جبهات عدة.

حكم مسبق

انتهاكات مليشيات الحوثي وصالح المستمرة، واختراقها للهدنة منذ الدقائق الأولى لسريانها بل وتصعيد عملياتها العسكرية ومحاولة استغلال الهدنة لرفد وتعزيز جبهاتها بالمسلحين والعتاد العسكري، هو مادفع بمراقبين للحكم على فشل الهدنة مسبقاً..

وكانت قوات التحالف العربي والجيش اليمني والمقاومة الشعبية لها بالمرصاد، حيث تم الرد على الخروقات واستهداف التعزيزات وتدميرها والرد بالسيطرة على مواقع إستراتيجية شرق محافظة صعدة وفي محيط مدينة ميدي الحدودية..

وقال مراقبون إن انتهاكات الحوثيين وقوات صالح للهدنة المعلنة منذ ساعاتها الأولى وبشكل متواصل سبب صدمة للمجتمع الدولي وللبعوث الأمم المتحدة الذي أبدى تفاؤلاً فيها، لكنه دعا مجدداً لتمديد الهدنة المزعومة 3 أيام..

مؤكدين أن تفاؤل الأمم المتحدة لم يكن في محله فلم يسبق لمليشيات الحوثي وصالح أن التزمت بأي هدنة من الهدن الست التي تم إعلانها في اليمن خلال أكثر من عام مضى برعاية أممية..

وانتهك تحالف الانقلاب كل الاتفاقيات والالتزامات التي وقعتها، بل كانت تسعى لهدف وحيد من خلال تلك الاتفاقيات والهدن، وهو تحقيق مكاسب جديدة على الأرض وإعادة ترتيب صفوفها وتعزيز جبهاتها وتهريب الأسلحة أغلبها إيرانية.

رصيد الخروقات

ويملك الحوثيون رصيداً أسود في خروقات أي هدنة معلنة، منذ أن بدأت حركتهم وكانوا دائماً ما يقومون بنكث الاتفاقات والغدر بالجيش اليمني الذي خاض معهم سبعة حروب في عهد حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وغالباً ما يوافق الحوثيون على أي هدنة من أجل ترتيب صفوفهم والهجوم بعد ساعات أو أيام على الطرف الآخر ويملكون تاريخاً أسود في هذا الجانب.

ومنذ انطلاق عاصفة الحزم حتى الآن، أعلنت العديد من اتفاقات الهدنة، لكنهم لم يلتزموا بأي هدنة، بل بالغوا في استمرارهم بخرقها وقصف المدنيين والاعتداء على المدن وإطلاق الصواريخ نحو الداخل اليمني والمدن السعودية.

ويكشف التاريخ الأسود من خرق الانقلابيين الحوثيين وحليفهم صالح لاتفاقات الهدنة مدى عدم احترامهم لكل الاتفاقات والغدر والنكث بكل العهود. 

وكانت الهدنة الإنسانية الأولى التي أعلنت عنها قوات التحالف في اليمن لمدة 5 أيام بدأت في يوم الثلاثاء ١٢ مايو ٢٠١٥م. ووافق عليها الحوثيون والقوات الموالية لعلي صالح،

لكن الانقلابيين سرعان ما خرقوا الهدنة قبل مرور ٢٤ ساعة، وذلك بإطلاق نار باتجاه قرية بطياش في منطقة جازان، وتنفيذ عمليات حربية عدة..

إلا أن التحالف استمر بالتزامه التام بالهدنة وبلغت مجموع خروفان الحوثيين 13 حالة توزعت بين قصف المدن اليمنية بالأسلحة واستمرار قصف ومحاولات تسلل لمدن سعودية بجازان.

الهدنة الثانية

وجاءت الهدنة المعلنة الثانية بناءً على طلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، والتي أعلنت عنها قيادة التحالف لمدة 5 أيام أيضاً تبدأ مساء يوم الأحد ٢٧ يونيو ٢٠١٥.

ورحّب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالهدنة في اليمن، ودعا الحوثيين إلى احترامها، وبدأ الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق بخرق الهدنة بعد ٦ ساعات بإطلاق قذائف هاون على جبل الدود في منطقة جازان..

وتنوعت الخروقات ما بين إطلاق نار، وقذائف هاون، وقصف صاروخي كاتيوشا، ومحاولات تسلل للحدود السعودية..

وفِي الداخل اليمني قصفت المدفعية والصواريخ وسط المدينة وقتل عشرات المدنيين بين قتيل وجريح كما استمروا في حصار المدينة ومنعوا مراد الإغاثة الإنسانية من الدخول اليها.

وفي مرة ثالثة، أبلغت الحكومة اليمنية قيادة التحالف بأنها قررت إعلان مبادرة لوقف إطلاق النار لمدة سبعة أيام بدءاً من الخامس عشر من ديسمبر وحتى الحادي والعشرين من ديسمبر 2015 بالتزامن مع انطلاق المشاورات في جنيف..

واستجابة لذلك أعلنت قيادة التحالف وقفاً لإطلاق النار اعتباراً من الساعة الثانية عشرة ظهراً بتوقيت صنعاء التاسعة صباحاً بتوقيت غرينتش من يوم الثلاثاء 15 ديسمبر 2015 مع احتفاظها بحق الردّ على أي خرق لوقف إطلاق النار.

تمديد مخروق

وفي نهاية المشاورات في جنيف أعلنت الحكومة اليمنية تمديد وقف إطلاق النار، قبل أن تعلن قوات التحالف تمديد فترة الهدنة التي انتهت في الثاني من يناير الماضي، الساعة (14:00) ظهراً بتوقيت صنعاء..

وذلك بعد أن بدأ الحوثيون والقوات الموالية لصالح بخرق الهدنة الساعة (12:01) بإطلاق قذائف مدفعية وهاون على مدينة جازان.

وبلغ مجموع الخروقات ٨٦٨ خرقاً تنوعت ما بين إطلاق صواريخ باليستية وتسلل داخل الأراضي السعودية وإطلاق مقذوفات داخل الأراضي السعودية ورماية مباشرة بالذخيرة..

علاوة على استمرارهم بقصف المدن اليمنية واستمرار حملات الاعتقالات والقتل للمدنيين ومهاجمة المواقع العسكرية للجيش والمقاومة الشعبية.. وسجلت اللجان المحلية أكثر من500 اختراق للهدنة بتعز ومأرب والبيضاء والضالع. 

وأعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الثلاثاء، عن خطة لاستئناف وقف شامل للأعمال القتالية في اليمن.

وقال المبعوث الخاص، في بيان صحفي، إنه "تلقى تأكيدات من جميع الأطراف اليمنية بالتزامها بأحكام وشروط وقف الأعمال القتالية لمدة 72 ساعة قابلة للتجديد".

استغراب وشروط

ووافق الحوثيون، على هدنة الـ72 ساعة قابلة للتمديد، وذلك بعد ساعات من موافقة حكومية وموافقة سعودية وقالت مصادر أن الحوثيون أبلغوا الأمم المتحدة بموافقتهم على الهدنة..

لكن مراقبون سياسيون رؤوا وجوب أن تخضع هذه الهدنة لرقابة إقليمية ودولية وتكون هناك لجان رقابة محلية للتأكد من التزام الانقلابيين بالهدنة.

واستغرب المراقبون دعوة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بتمديد الهدنة ووقف إطلاق النار في اليمن التي انتهت فجر الأحد لـ"72" ساعة إضافية قابلة للتجديد..

ودون أن يكون له وللمجتمع الدولي أي موقف تجاه خروقات المليشيات لردعها ومنع استمرار خروقاتها، وهذا ما يمنحها ضوءاً أخضر لاستمرار الخروقات والانتهاكات دون أي اعتبار للمجتمع الدولي.

وجاءت دعوة ولد الشيخ للتمديد بالتزامن مع استمرار المعارك فجر السبت وبشكل عنيف على الحدود بين اليمن والسعودية وفي محافظات تعز والضالع والبيضاء وجبهات أخرى، والتي لم تتوقف منذ إعلان الهدنة فجر الخميس الماضي بسبب انتهاك الحوثيين وقوات صالح لها..

آمال تبخرت

ورغم ذلك اكتفت قوات التحالف والشرعية اليمنية بحق الرد فقط مع التشديد والتوجيه بشكل مستمر بضرورة الالتزام بالهدنة طوال الثلاث الأيام الماضية"..

فبعد يوم من القتال العنيف بين قوات الشرعية ومليشيا تحالف الانقلاب"الحوثي- صالح" انتهى سريان وقف إطلاق النار قبل منتصف الليل بدقيقة يوم السبت.

وتبادل الجانبان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار الذي استمر ثلاثة أيام وفشلت محاولات الأمم المتحدة لتمديده قبل انتهاء سريانه.

وقال سكان ومسؤولون محليون إن القتال البري احتدم بلا هوادة رغم الهدنة إلا أن الهجمات الجوية على العاصمة صنعاء توقفت وانخفض عدد الضربات الصاروخية للحوثيين على السعودية.

وكانت الأمم المتحدة ودبلوماسيون يأملون في حدوث توقف في الصراع يمهد الطريق أمام محادثات لإنهاء حرب تدور رحاها منذ 19 شهرا وحصدت أرواح ما لا يقل عن 10 آلاف شخص في اليمن ولإدخال المساعدات الضرورية.

واتهم التحالف بقيادة السعودية الحوثيين بانتهاك وقف إطلاق النار ألف مرة تقريبا خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة بشن هجمات بقذائف المورتر وغيرها من الهجمات على طول حدود اليمن مع السعودية وفي عدة محافظات يمنية.

الإعداد للحرب

وأكدت تقارير صحفية أن جماعة الحوثي وحليفها الرئيس اليمني السابق، لاتظهر راغبة بالسلام مع وصول المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى صنعاء، أمس الأحد..

مليشيا تعّد العدة لحرب طويلة بحشد صغار السن للقتال في صفوفهم من المدارس والقرى، والرجال من المساجد، كما كثفوا دوراتهم التدريبية للنساء، خوفاً من تقدم القوات الحكومية عبر البحر الأحمر بإنزال بحري وتقدم بري ناحية العاصمة صنعاء التي تم تطويقها شرقاً وجنوباً.

يظهر ذلك واضحاً في لقاءات متتالية بين "صالح الصماد" القيادي الحوثي الذي يترأس (المجلس السياسي) الذي جرى تشكيله مناصفة مع علي عبدالله صالح لإدارة البلاد وقيادات الجماعة وقوات العسكرية الموالية لصالح..

وظهر الصماد الأحد في لقاء جمعه وقيادات مجلسه بعسكريين بينهم اللواء الركن حسين خيران (يشغل رئاسة الأركان لدى الحوثيين) إلى جانب نائبه اللواء الركن زكريا الشامي.

وحسب وكالة الأنباء الخاضعة لسيطرة الجماعة فقد جرى مناقشة الخطط التي وضعها قياداتهم من أجل مواجهة القوات الحكومية، وفرض هيمنة جديدة على الاقتصاد اليمني، فيما تقول الوكالة إنها خطة عسكرية لمواجهة آثار الحرب.

ونقلت الوكالة أول من أمس السبت عن لقاء الصماد بقيادات عسكرية في القوات البحرية والساحلية الموالية لـ علي عبدالله صالح، ووفق ما نقلته فقد جرى بحث سبل التصدي لأي تحرك من الناحية البحرية لمواجهتهم.

نفير ديني تعليمي

وفي سياق متصل قالت مصادر طلابية ومعلمون في صنعاء إن المسلحين الحوثيين بعثوا لجنة من وزارة الأوقاف الخاضعة لسيطرتهم إلى المدارس لحثّ الطلاب على القتال والاستشهاد في صفوف الجماعة.

وظهر أمس الأحد في عدد من مساجد العاصمة، محدثين تابعين للجماعة في المساجد بعد صلاة المغرب(18 مساءً) تحث المصلين على الاقتداء بالإمام الحسين بن علي والخروج لمواجهة المستكبرين.

يأتي ذلك في وقت تنشر فيه وكالة الأنباء الخاضعة لسيطرتهم دعوات نفير عام في عدد من البلدات اليمنية مستغلة حادثة "القاعة الكبرى" زاعمين أن قبائل خولان، معظم القتلى منها، دعت إليه..

ونشرت الوكالة خلال ثلاثة أيام ماضية دعوات القتال في (الحيمة الخارجية ونهم وسنحان ومناخة وصعفان في صنعاء، والطويلة في المحويت، وآنس في محافظة ذمار).

ونقل موقع يمن مونتيور عن مصادر قريبة من جماعة الحوثي إن: الحوثيين قاموا بتوجيهات إلى كل المشرفين في جميع المحافظة للبحث عن مقاتلين جدد، لإرسالهم إلى جبهات القتال بعد تلقيهم خسارات قوية في الكثير من المناطق وأبرزها تعز ونهم".

وأشار المصدر إلى أن مشرف الحوثيين بالمحافظة والمكنى "أبو عادل" محسن الطاؤوس، يحاول أن يجمع أكبر قدر من المقاتلين وخصوصا من مديرية جبل الشرق المديرية التي تعد من أبرز المناطق التي تمد مليشيا الحوثي بالمقاتلين".

آلية مزمنة

وكشف المصدر عن نية قيادة الحوثيين استحداث عددا من المعسكرات داخل مدينة ذمار وخارجها لاستقطاب المقاتلين، من جميع المناطق.

وأوضح المصدر أن جماعة الحوثي قررت اتخاذ آلية مزمنة تستند عليها لإرسال مقاتليهم إلى جبهات الحرب..

وهي: "استقطاب المجندين الجدد وتدريبهم لمدة لا تزيد عن أسبوعين، كما أنها ستقوم باستحداث ثلاثة معسكرات، وأربعة مقرات حكومية بصورة سرية".

في المقابل تستقبل محافظة ذمار وبصورة شبة يومية قتلى من الحوثيين الذين لقوا مصرعهم في العديد من جبهات القتال، ويعد مستشفى ذمار العام مكان استقبال القتلى.

ويبدو أن الاستعجال في تحركات الحوثيين، ففترات تدريب مقاتليهم كانت شهرين طوال فترة الحرب الماضية، ويعتقد أن الحوثيين يستعدون لحرب في الوقت القريب.

رفض التمديد

إلى ذلك نقلت وسائل إعلام عن مصدر حكومي يمني تأكيد رفضه التمديد لهدنة هشة تمنح المليشيا فرصة جديدة لترتيب صفوفها.

وقال مصدر في مكتب رئيس الوزراء اليمني، أحمد عبيد بن دغر، مساء الأحد، إن حكومته لن تقبل بتمديد هدنة "هشة" تمنح "الانقلابيين فرصة لترتيب صفوفهم".

وأضاف المصدر، للأناضول، مفضلاً عدم ذكر اسمه كونه غير مخول له بالحديث لوسائل الإعلام، أن الحكومة "ترفض التمديد لهدنة هشّة تسعى المليشيات، من خلالها لترتيب صفوفها مجدداً، واستعادة قواها التي خسرتها جراء الانتصارات المتلاحقة التي تحققها قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية".

وأوضح المصدر أن الحكومة "تحرص على إيقاف الاقتتال الدامي في البلاد، وهي مع أي هدنة تهدف لإيقاف الحرب وفتح الممرات لإغاثة الشعب اليمني جراء حرب الانقلابيين على الدولة ومخرجات الحوار الوطني".

رفض حكومي

وانتهت الهدنة فعلياً في البلاد، منتصف ليل السبت/الأحد، بعد أن استمرت لمدة 72 ساعة. ودعا المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، السبت، في بيان له، أطراف النزاع في اليمن إلى الموافقة على تمديد الهدنة الإنسانية لمدة 72 ساعة جديدة على الأقل.

ويرى مراقبون أن الهدنة الحالية التي أعلنها المبعوث الأممي إلى اليمن، فجر الثلاثاء الماضي، وبدأت اعتباراً من الساعة (23:59) مساء 19 أكتوبر/ تشرين الأول 2016 بتوقيت اليمن (20:59 ت.غ) لمدة 72، أكثر هشاشة من سابقاتها، ولم تكن سوى موعد جديد لتأجيل الحرب في البلاد.

رئيس هيئة الأركان اليمنية- اللواء/ محمد علي المقدشي قال أن الإنقلابيين تعمدوا إفشال الهدنة وهم غير جادين في وقف إطلاق النار..

واعتبر المقدشي أن ذلك يزيد في قناعة القيادة السياسية والعسكرية بعدم جدية الإنقلابيين في قبول السلام والاستعداد لوقف إطلاق النار وتؤكد تعنتها واستمرارها في الحرب وعجزها عن توفير متطلبات الشعب.

وشهدت عدد من الجبهات اليمنية والشريط الحدودي مع السعودية، يوم السبت، تصعيدا عسكريا لافتا قبيل ساعات من انتهاء الهدنة الإنسانية التي دخلت حيّز التنفيذ لمدة 72.

إيحاءات تصعيدية

ويوحي التصعيد، وفقا لمراقبين، بأن المساعي الأممية لتمديد الهدنة مدة 72 ساعة جديدة قد تفشل مع عودة المعارك إلى سابقها في أكثر من محافظات يمنية، وكذلك الغارات الجوية للمناطق المشتعلة.

وبعد يومين من التكتم على عملياتهم العسكرية حتى لا يتم تحمليهم مسؤولية إفشال الهدنة، عاد الحوثيون للحديث رسميا عن قصف المناطق السعودية وكذلك عملياتهم العسكرية داخل المحافظات اليمنية.

وبدأ الحوثيون بالتصعيد على كافة المستويات، حيث قاموا أيضا بتحشيد مقاتلين جدد في مناطق مختلفة محيطة بالعاصمة صنعاء.

وقالت وكالة سبأ الخاضعة للجماعة، إن قبائل الحيمة الخارجية بمحافظة صنعاء، استجابت لدعوة خولان الطيال بإعلان النفير العام في مواجهة ما يطلقون عليه بـ" العدوان السعودي الأمريكي".

ونشرت الوكالة صور للقاء قبلي حاشد، وذكرت أن قبائل الحيمة أكدت استمرار النفير العام والاستعداد لدعم الجبهات بالمقاتلين والأموال.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد