الطيران السوري نفذ 16 ضربة في محافظة حماة والمعارضة تؤكد أنها لن تسكت على الخروق للهدنة..

"وقف النار" يشعل الصراع الروسي الإيراني على سوريا وسط خروق للنظام و حزب الله منذ اليوم الأول للهدنة

2017-01-01 03:50:00 أخبار اليوم/ وكالات

رغم اتفاق القوتين المحتلتين في سوريا، روسيا وإيران، على كثير من القضايا، نظرياً، إلا أن كلاً منهما تنطلق من مصلحتها الخاصة، وهو ما أدى لظهور خلافات بعد انتقالهما إلى مرحلة الصراع على الأرض السورية، ومحاولة كل منهما فرض أسلوبه وترجيح مصالحه، فعلى الرغم من ترحيب وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، باتفاق وقف إطلاق النار، وهو ما لا مهرب منه سياسياً، إلا أن بلاده لم تكن طرفاً فيه على الرغم من شراكتها الأساسية في "إعلان موسكو" الثلاثي الذي نتج الاتفاق عنه، ما يعمق الخلافات مع الوصول إلى حلول محتملة يحاول اللاعبون الكبار فرضها وتسويقها، فنظام الملالي لن يقبل بأقل من احتلال طائفي تبشيري في سوريا، وهو ما بدأه علناً في المناطق التي احتلها من العاصمة دمشق إلى حلب مرورا بحمص، على عكس هوى الاحتلال الروسي الذي يريد اللعب على ورقة سوريا وتحقيق مكاسب في أماكن أخرى على مبدأ المقايضة السياسية مع الولايات المتحدة وأوروبا.
ولأن وقف إطلاق النار الذي سرى أمس الأول باتفاق تركي روسي، سيتم فرضه على إيران فرضاً من دون أن يأخذ مصالحها بالاعتبار، فقد لجأت –كما هو متوقع- إلى خرقه في ريف دمشق عبر وكيلها "حزب الله"، حيث شنت ميليشيا "حزب الله"، اليوم الجمعة، هجوما بريا على منطقة وادي بردى بريف دمشق الغربي، في خرق واضح للاتفاق، ومن المتوقع أن تستمر إيران بخروقاتها إذا لم يتدخل "الضامن الروسي" بوضع حد لاعتداءاتها وفق الاتفاق نفسه. الكاتب السياسي السوري محي الدين لاذقاني، قال إن روسيا وتركيا ستكونان بحاجة لضامن لهما إن لم تردعا إيران!. 
فيما رأى الباحث السوري الدكتور ياسر العيتي، أنه مع الخلاف الحاصل بين الجانبين، إلا أنه يجب ألا نعول عليه كثيراً وحتى النهاية، وأوضح: "لا شك أن مصالح الروس والإيرانيين غير متطابقة في سورية، ولكن في هذه المرحلة علينا ألا نعول كثيراً على الخلاف الروسي – الإيراني، فمهما بلغت القوة الجوية للروس يحتاجون إلى قوة على الأرض يحققون بها المكاسب العسكرية وهذه القوة بيد النظام والإيرانيين وميليشياتهم، كما أن الروس بحاجة إلى الإيرانيين في مواجهتهم المتعددة الجبهات مع أمريكا، وما طرد الدبلوماسيين الروس من أمريكا إلا مؤشر على درجة التوتر الذي سيسم العلاقات الأمريكية الروسية في المستقبل القريب"، واستخلص الباحث "العيتي" أنه من "كل ما سبق إضافة إلى توجهات الإدارة الجديدة المعادية لإيران يجعل الروس والإيرانيين بحاجة إلى بعضهم البعض في مواجهة أمريكا في المرحلة القادمة، وكل ذلك يجعل المبالغة في التعويل على الخلاف الروسي – الإيراني للضغط على النظام أمراً في غير محله".
أما الناشط السياسي والحقوقي الشهير بـ"آكاد الجبل"، فيعتقد أن الخلاف كبير خاصة من مصير الأسد، حيث قال لبلدي نيوز: "الإيرانيون مع بقاء الأسد للأبد، والروس مع بقاء الأسد لفترة انتقالية"، مضيفاً: "الإيراني يعتقد أن مكاسبه ستزيد مع بقاء الأسد، إلا أنه في حال بقائه لن يترك للإيرانيين سوى المقابر والمزارات"، وفق السياسي والحقوقي السوري "آكاد الجبل" الذي أعرب عن اعتقاده بأن المؤسسة الأمنية هي التي تحمي الأسد وتكفل بقاءه أطول فترة ممكنة.
وتبدو إشارة سفير روسيا في مجلس الأمن، فيتالي تشوركين، اليوم، إلى أن إيران ستكون لاعباً أساسياً في مفاوضات "آستانا" المزمعة بين النظام والمعارضة، هي تأكيد للمؤكد، حيث إن إيران هي أحد أضلاع مثلث "إعلان موسكو" الذي أنتج مفاوضات "آستانا"، ومن هنا يمكن قراءة هذه الإشارة على أنها تهدف لاحتواء خلاف واقع، ومرشح للتصعيد، في جغرافيا سياسية معقدة لا يكاد يلتقي فيها حليفان. 
بدء سريان وقف إطلاق نار
إلى ذلك فقد دخل وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ منتصف ليل الخميس - الجمعة بالتوقيت المحلي في سوريا.
وأفادت مصادر إعلامية في أنقرة أن مصادر في المعارضة السورية أكدت، الخميس المنصرم، التوقيع على اتفاق حول وقف إطلاق نار شامل في سوريا.
وأكد المستشار القانوني للجيش الحر وعضو وفد التفاوض، أسامة أبو زيد في مؤتمر صحافي في أنقرة، أن الاتفاق هو هدنة شاملة لجميع المناطق السورية، ولا يتضمن أي استثناءات، كما يشمل كل الفصائل المتواجدة على الأراضي السورية من دون استثناء، مبيناً أن اتفاق الهدنة لا يشمل وحدات الحماية الكردية وتنظيم الدولة الاسلامية، في حين أشارت تركيا إلى أن الاتفاق لا يشمل الفصائل المصنفة إرهابية من قبل الأمم المتحدة.
وقال أبو زيد إن مفاوضي روسيا "تفاوضوا معنا كضامن للنظام السوري، ولم نجتمع مطلقاً بأي ممثل عن النظام أو إيران".
وأضاف "كان هناك العديد من الدوافع للاتفاق أهمها، تأمين الوضع الإنساني المزري للمواطنين السوريين في مناطق المعارضة، خاصة أن المجتمع الدولي لم يتمكن من تقديم أي مساعدة فاعلة للشعب الذي يقتل يومياً".
وقال إن مفوضين عن فصائل عسكرية وقعوا الاتفاق مع الجانب الروسي والتركي، وإن الفصائل الموقعة على الاتفاق تشمل 13 فصيلاً عسكرياً.
الجيش الحر يوضح نقاط الاتفاق الخمس وهي:
1 - التزام المعارضة بعد موافقتها على وقف إطلاق النار بالمشاركة في مفاوضات الحل السياسي.
2 - اشتراك المعارضة في المفاوضات خلال شهر من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
3 - الطرفان المتفاوضان يجب أن يعملا على إيجاد حل القضية السورية.
4 - عملية التفاوض ستكون برعاية الأطراف الضامنة وهي تركيا وروسيا.
5 - كيفية دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
وشدد أبو زيد على أن التزام المعارضة في مقررات جنيف يعني أنه لا وجود للأسد في مستقبل سوريا.
وقال "رفضنا الحديث عن استثناء أي فصيل موجود في مناطقنا، وخصوصاً بوجود عشرات الميليشيات الأجنبية التي لا تختلف عن تنظيم الدولة وتقاتل إلى جانب الأسد".
وأشار إلى أن القبول بمبدأ أن تكون روسيا هي الضامنة للاتفاق مرهون بمدى التزام روسيا بهذا الاتفاق.
خروج الميليشيات الإيرانية
وأكد أبو زيد: "طالبنا روسيا بخروج الميليشيات الإيرانية واللبنانية والعراقية من سوريا".
وأوضح أبو زيد أن وفد المعارضة السورية إلى أستانة يشمل الهيئة العليا والفصائل العسكرية، ولن يشمل معارضة موسكو والقاهرة.
وفي وقت سابق أمس الجمعة، أعلن أبو زيد، عودة فريق المفاوضات إلى قاعة التفاوض بعد انسحابه، وذلك إثر إزالة كل الاستثناءات من الاتفاق. وكتب على حسابه في تويتر: "الاتفاقية الحالية تشمل كل المناطق ولا تستثني أي فصيل".
وكانت "جبهة فتح الشام" شكلت النقطة الإشكالية الأكثر غموضاً بعيد الإعلان عن الاتفاق، على الرغم من أن مأمون الحاج، عضو الهيئة السياسية للجيش الحر، أكد في تصريح لقناة "الحدث" شمول "الجبهة" والمناطق التي تتواجد فيها مع العديد من المدنيين والفصائل الأخرى، باتفاق وقف النار.
خروق للنظام وحزب الله الإيراني
وفي ذات السياق خرق النظام السوري ومليشيا حزب الله اللبناني المدعوم من إيران وقف إطلاق النار في يومه الأول بقصف وهجوم بري استهدف مناطق في ريف دمشق وريف حلب الجنوبي.
وقالت مصادر إعلامية إن مدنيا قتل جراء قصف قوات النظام على مدينة دوما في ريف دمشق، وأضاف أن الخروق لم تتوقف في هذه المنطقة منذ صباح أمس الجمعة، مشيرا إلى أن أبرزها كان قصف قوات النظام بلدة جسرين بعدة صواريخ.
وأشار إلى أن قوات النظام ومليشيا حزب الله تقوم بحملة عسكرية كبيرة في منطقة وادي بردى، مضيفا أن تحليق الطيران الحربي والمروحي لم يتوقف.
كما حاولت قوات النظام التسلل إلى بلدة الميدعاني بريف دمشق مما أدى إلى اشتباكات أسفرت عن إصابة أحد عناصر المعارضة.
وأفاد ناشطون بأن طيران النظام ألقى أمس الجمعة أربعة براميل متفجرة على جرود وادي بردى، مع محاولة عناصر حزب الله اقتحام بلدة بسيمة شرقي الوادي في ريف دمشق.
وأكدت المصادر أن فصائل المعارضة في ريف دمشق ما زالت ملتزمة بوقف إطلاق النار.
وكان اتفاق وقف النار الذي أعلن عنه أمس الأول قد دخل حيز التنفيذ منتصفَ الليلة الماضية، وقد وصفت الخروق حتى الآن بأنها محدودة، وغابت عنها الطائرات التابعة للنظام وروسيا.
وفي ريف حلب الجنوبي، تحدث ناشطون عن اشتباكات بين كتائب المعارضة والمليشيا الداعمة للنظام السوري على محور تلة أبو رويل بالتزامن مع قصف استهدف قرى في ريف حلب الجنوبي، وقالت المصادر إن المعارضة اكتفت بصد الهجوم.
أما في محافظة إدلب، فقال مصادر مطلعة إن قوات النظام المتمركزة في بلدة معان استهدفت المزارع المحيطة ببلدتي سكيك وعطشان بالأسلحة الثقيلة، وأكد أن المعارضة لم ترد على القصف.
وفي جنوب البلاد، قالت مصادر إعلامية إن قوات النظام سجلت خرقا جديدا في درعا حيث قصفت منطقة اللجاة بالمدفعية الثقيلة، ما أدى إلى إحداث دمار كبير في المباني.
وبالتوازي مع هذه التطورات الميدانية، شهدت مدن وقرى سورية مظاهرات تحت شعار "جمعة الثورة تجمعنا" ترددت فيها هتافات تندد بـ بشار الأسد وتطالب برحيله.
المعارضة تهدد جراء الخروقات
على ذات الصعيد قال المتحدث باسم وفد المعارضة السورية المسلحة أسامة أبو زيد: المعارضة لن تسكت عن الخروق لاتفاق وقف إطلاق النار التي يقوم بها النظام السوري والمليشيات المتحالفة معه.
وشدد أبو زيد -في حديث لأحد وسائل الإعلام- على أن استمرار هذه الخروق يجعل اتفاق وقف إطلاق النار في مهب الريح، مطالبا روسيا بالتعهد بضمان احترام النظام السوري وإيران ومن يواليهما هذا الاتفاق.
وقال المتحدث إن الجانب الروسي تعهد بوضع حد للخروق "ونحن ننتظر، والمعيار الذي نقيس عليه حاليا هو منطقة وادي بردى، إذا استمرت الخروقات لا يمكن حصول المفاوضات تحت وطأة البراميل والقصف، فهذا أمر غير مقبول".
وسبق أن أشار أبو زيد إلى أن المفاوضات في العاصمة الكزاخية أستانا ستبدأ بعد شهر من دخول الهدنة حيز التنفيذ، وستكون الهيئة العليا للمفاوضات مظلة الفصائل السورية فيها، موضحا أن منصات المعارضة في موسكو والقاهرة لن تكون ضمن وفد المعارضة في أستانا.
رفض تركيا مشاركة الاكراد بـ أستانا
من جانبه أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو رفض بلاده مشاركة وحدات حماية الشعب الكردية في محادثات السلام السورية المزمع إجراؤها في أستانا عاصمة كزاخستان، داعيا في الوقت ذاته إلى مشاركة الولايات المتحدة.
وأضاف جاويش أوغلو أمس الجمعة للصحفيين في مدينة ألانيا جنوب تركيا "أبلغنا روسيا من البداية أن منظمة إرهابية مثل وحدات حماية الشعب يجب ألا تشارك في محادثات أستانا".
وقال إنه إذا ألقى حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية السلاح وأيدا وحدة أراضي سوريا، فيمكن إدراجهما في إطار حل شامل.
وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب وهي الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي منظمة إرهابية وامتدادا لحزب العمال الكردستاني، وقد أطلقت العملية العسكرية "درع الفرات" في 24 أغسطس/آب الماضي لدعم الجيش السوري الحر لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة الباب، وطرد وحدات حماية الشعب الكردية من مدينة منبج بريف حلب الشرقي.
ردود أفعال دولية

إلى ذلك، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، توقيع اتفاق هدنة بين النظام السوري وفصائل المعارضة المسلحة، بحسب ما نقلت عنه وكالات روسية.
كذلك، أكد وزير الدفاع الروسي أن اتصالات تجري مباشرة مع تركيا، لضمان اتفاقية وقف إطلاق النار في سوريا. وأضاف أن الهدنة في سوريا ستسري اعتباراً من منتصف الليل. وأضاف أن عدد مسلحي جماعات المعارضة التي وقعت اتفاقات مع نظام الأسد تجاوز الـ 60 ألفاً.

الأسد يؤكد استعداده للالتزام بالاتفاق
وأكد رئيس النظام السوري، بشار الأسد، للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال محادثة هاتفية، على استعداده للالتزام باتفاقيات وقف إطلاق النار والانتقال للعملية السياسية.
وأعلن الكرملين أن بوتين والأسد يؤكدان على أن بدء المفاوضات في أستانة من الممكن أن يكون خطوة هامة في طريق الحل النهائي للأزمة في سوريا.
فيما اعتبر وزير خارجية النظام السوري، وليد المعلم، أن اتفاق الهدنة "فرصة حقيقية" لتسوية سياسية، بحسب ما أعلنه التلفزيون السوري الرسمي.

أميركا تعتبر الاتفاق تطوراً إيجابياً
هذا ورحبت أميركا بالاتفاق، معتبرة أنه "تطور إيجابي"، وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية إن واشنطن تأمل أن ينفذ وقف إطلاق النار بسوريا، وأن تحترمه جميع الأطراف.
من جانبه رحب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بوقف إطلاق النار في سوريا، وقال إنه سيواصل الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية والجماعات المسلحة، مشيراً إلى أن اتفاق وقف النار في سوريا يفتح نافذة أمل للحل.
واعتبر أن وقف إطلاق النار في سوريا "فرصة تاريخية" لإنهاء الحرب.
ورحب أيضاً مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، ستافان دي ميستورا، بإعلان وقف إطلاق نار في سوريا، وقال إنه يأمل أن يسهم في إنقاذ أرواح المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، ويمهد لمحادثات بناءة في أستانة.
وقالت متحدثة باسم دي ميستورا في بيان "هذه التطورات ينبغي (أيضا) أن تساهم في مفاوضات شاملة وبناءة بين السوريين تعقد تحت رعاية الأمم المتحدة في الثامن من فبراير (شباط) 2017".

توفير انتقال سياسي في سوريا
من جانبه قال وزير الخارجية الكندي، ستيفان ديون، إن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين نظام الأسد والمعارضة في سوريا بضمانة تركيا وروسيا، ليس كافيًا، مشددًا على ضرورة اتخاذ خطوات توفر الانتقال السياسي في البلاد والسلام.
ووصف ديون، في تغريدة له عبر حساب وزارة الخارجية بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أمس الجمعة، اتفاق وقف إطلاق النار بـ”وقف إطلاق نار محتمل”.
وحث وزير الخارجية جميع الأطراف إلى الالتزام بوقف إطلاق النار والعمل على تخفيف معاناة السوريين، والبدء بعملية الانتقال السياسي، والالتزام بالسلام، دون أن يذكر تركيا وروسيا، البلدين الضامنين لوقف إطلاق النار.

من مؤججون للحرب إلى حمائم سلام
وفي سياق أخر تناولت الصحف الألمانية الصادرة أمس الجمعة اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، الذي تم بوساطة تركية-روسية وبدأ سريانه الليلة الماضية، ودلالاته وفرصه في النجاح. وقد طغت على هذا التناول نغمة متشككة بإمكانية الوصول لسلام قريب.
علقت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" اليومية بأن ثمن الاتفاق كان "باهظاً":
وذهبت صحيفة "فرانكفورتر روند شاو" إلى أن: "هذا هو ديدن الواقعية السياسية، القائم على استخدام القوة لتحقيق الغايات السياسية: بعد تحقيق الحكومة السورية وحلفائها أهدافها بالسيطرة على حلب، يُحتفى بمن شنوا الحرب بالأمس وأججوها على أنهم حمائم سلام اليوم. ولكن من ناحية أخرى، فإن الناس في سوريا غير مبالين بصدق نوايا المتفاوضين، طالما أن لديهم الفرصة الآن لالتقاط أنفاسهم. نأمل أن تصمد الهدنة لفترة أطول".
حماس ترحب بالاتفاق
من جانبها رحبت حركة المقاومة الإسلامية “حماس″، بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا بين النظام والمعارضة، والذي دخل حيز التنفيذ منتصف ليل الخميس-الجمعة.
وقالت الحركة، في تصريح صحافي مكتوب نشرته صباح أمس الجمعة: “تابعت الحركة بارتياح أنباء التوصل إلى تفاهمات لوقف إطلاق النار في سوريا”.
ودعت الحركة “إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، لتجنب سفك الدماء، والحفاظ على وحدة سوريا وشعبها”.
وتابعت: “نتطلع إلى تسوية جميع الخلافات في جسد الأمة بعيداً عن لغة الدماء لضمان مستقبل أفضل لشعوبها لاستعادة عافيتها ووحدتها وقوتها والتفرغ لقضيتها المركزية وصراعها مع الكيان الصهيوني”.
16 ضربة في حماة
وعلى صعيد أخر قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الطيران السوري نفذ 16 ضربة جوية على الأقل استهدفت مقاتلين معارضين بمحافظة حماة في شمال البلاد أمس الجمعة، في أحدث أعمال عنف تعترض وقفاً لإطلاق النار أبرم بوساطة روسيا وتركيا.
وقال إن اشتباكات وقعت أيضاً بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة قرب دمشق منذ بدء سريان الهدنة.
مقتل أبو حسين التونسي
وقتل قيادي في تنظيم “الدولة الاسلامية”، وأفراداً من حمايته، في غارة جوية تركية في منطقة الباب شمالي سوريا.
وذكرت مصادر أمنية في المنطقة، أمس الجمعة، أن غارات نفذتها مقاتلات تركية أمس الأول، استهدفت سيارة للتنظيم، كان بداخلها القيادي “أبو حسين التونسي” وعدد من حراسه في منطقة الباب.
وأشارت المصادر إلى أن الجهود جارية للتأكد من هوية التونسي، الذي أرسله التنظيم من الرقة إلى مدينة الباب بشكل خاص، الأمر الذي يعد مؤشراً على مدى الأهمية التي يبديها التنظيم للباب.
وأضافت المصادر أن التنظبم هاجم أمس الأول السكان المدنيين بسيارة مفخخة، في منطقة “صوران” التي تبعد خمسة كيلومترات عن دابق، ما أسفر عن مقتل ستة مدنيين واصابة 20 آخرين بجروح.
وفي سياق منفصل فقد بلغ إجمالي تبرعات الحملة الشعبية لإغاثة الشعب السوري، التي أطلقها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، الثلاثاء الماضي، حتى مساء الخميس، 278.5 مليون ريال ( نحو 74.2 مليون دولار).
وفي أعقاب إطلاق الحملة تم الإعلان عن أرقام حسابات بنكية، لدفع التبرعات عبرها، وخصصت القناة السعودية الأولى (رسمية) بثها على مدار الساعة لاستقبال التبرعات، واستضافة علماء دين يحثون على المشاركة بالحملة، التي ما زالت متواصلة.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد