الامتحــــانات.. بين ظــــــاهرة الغش وثمرة الاجتهاد..الطلاب.. بين كماشة المثابــــــرة والخـــــــوف من المجهول وآفة الغش التي تنجح الكسول

2009-05-30 02:55:01


استطلاع/ محمد الحوشبي

الامتحانات هي المنعطف المرحلي الخطير في حياة الطلاب وعلى نتائجها يترتب افراز الطلاب الصالح من الطالح فامتحانات المرحلتين الاساسية والثانوية تكتسب اهمية قصوى في حياة الطلاب كونها تمثل حصيلة عطاء عام دراسي كامل، بها يتسنى معرفة مدى استيعاب الطلاب للمنهج الذي درسوه ومدى قدرتهم على فهمه والعمل به لما من شأنه ان يعود بالنفع والفائدة عليهم وعلى مجتمعهم بأسره.. حول موضوع الامتحانات تتباين وتختلف آراء الطلاب فمنهم من يتفقون على الرهبة والخوف ومنهم من يختلفون على صعوبتها ويبدون التخوف مما يرافق سيرها.. وفي هذا الجانب قمنا بتجوال صحفي لمعرفة آراء طلاب مدارس المسيمير الاساسية والثانوية وما يجول في انفسهم من رهبة وتخوف واستعداد وتشوق للامتحانات الدراسية خاصة طلاب السنة الاخيرة للمرحلة الاساسية وطلاب السنة الاخيرة للمرحلة الثانوية المرحلة العصيبة على الطلاب لكونها تنقل الطلاب من مرحلة الى مرحلة اخرى جديدة عليهم وعلى حياتهم الدراسية والعلمية بامتحانات تعد من قبل المختصين بوزارة التربية والتعليم حيث تحدث الكثير منهم في استطلاع ستجدونه في السطور التالية:

الطالب عبدالعزيز سفيان -طالب في الصف التاسع قال: ننتظر امتحانات نيل الشهادة الاساسية بفارغ الصبر بعد ان بذلنا الجهد واستغلال الوقت للمذاكرة والتحصيل العلمي وذلك بتقسيم الوقت على جميع المواد وادعو كافة الطلاب وزملائي المقدمين على هذا المحك استغلال ما تبقى من الوقت في المذاكرة بتركيز عميق وتجنب كل ما يضر ويؤثر على التركيز وتشتيت العقل والانتباه لكون ساعة الامتحان قد دنت وفيها يكرم الطالب او يهان واضاف: تلقينا خلال الموسم الدراسي الحالي والذي امتحاناته على الابواب تعليمنا بصورة جيدة على الرغم من وجود بعض القصور والاشكاليات التي واجهناها اثناء الدراسة خاصة مع بداية العام الدراسي ومنها: غياب بعض المعلمين كلٌ بعذره الخاص ونحن الضحية مما ادى الى تأجيل بعض المقررات من المناهج والتي تم اكمالها بطريقة الضغط في الوقت الاخير لانتهاء العام الدراسي مما سبب لنا بعض الارباكات في كيفية استغلال ما تبقى من عامل الوقت وتقسيمه بالضغط على كافة المناهج المقررة كما ان عدم وضع التجارب الاختبارية للطلاب للتعرف على مستوياتهم الفهمية والمعرفية بشكل شهري من قبل المعلمين وافراز درجة تحصيلهم وذكائهم ومدى قدرتهم الفكرية والذهنية لمواجهة الامتحانات الوزارية يعد سبباً من اسباب القلق عند بعض الطلاب وفي حال اعتملت الاختبارات الشهرية لكان الكثير من الطلاب قد كسروا حاجز الخوف والرهبة من الامتحانات الوزارية لانهم سيكونون على استعداد دائم للامتحان كون هذه الاختبارات التجريبية ستكسبهم الفهم وستعطيهم الحافز الكافي لمواجهتها بالثقة وبالقدرة على الاجابة نتيجة الاستمرار بالمذاكرة الدرس بالدرس وعدم الاهمال والسماح بتكدس المواد التي للاسف نلاحظها اليوم واصبح الطالب يعيش دوامة التخبط بين مراجعته فعين على هذه المادة والعين الاخرى على المادة الاخرى المتكدسة دروسها والتي لم ينظر اليها البتة طوال العام وهنا تتولد المشكلة والازمة المزدوجة التي يعاني منها الطلاب . الطالب علي حسن حمود قال: لا نخفيكم سراً بأن أي طالب وفي أي مستوى كان لا بد ان توجد لديه رهبة والخوف من الامتحانات وخاصة عند قرب موعدها وهذه الرهبة والمخاوف تأتي كنتاج طبيعي لاستشعار الطالب بالمسؤولية المنوطة به امام اهله واسرته والذين يظلون يترقبون ما ستفسر عنه امتحانات اولادهم واعتقد ان الطالب المجتهد سينال ثمرة اجتهاده النجاح اما الذي لا يبالي ولا يخاف ولا يستغل وقته في مراجعة واستذكار دروسه تجده خائفاً من الامتحانات ومرتبكاً عند ادائها فيما البعض الذين يجدون ويجتهدون في الرمق الاخير من العام الدراسي عند قرب الامتحانات فغالباً ما نجدهم في حالة نفسية مضطربة وغير مستقرة والعامل النفسي هنا يلعب دوره في هذا الجانب فتجدهم يتنقلون بارتباك وبدون ادراك وبديهة بين مادة واخرى ولحظة مذاكرتهم لمادة معينة يكون عقله شارداً بالتفكير في المادة الاخرى وهنا يتشتت التركيز ويلجأ الطلاب حينها الى حيلة لتعويض عدم بقاء المعلومة في عقولهم وهي الغش وعندها لا تعمى الابصار وانما القلوب لقوله تعالى "فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" وقوله تعالى: " يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خير الدنيا والآخرة مع العلم وشر الدنيا والآخرة مع الجهل" واضاف قائلاً: رأيي ان الغش حرام شرعاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم " من غشنا فليس منا" وهذا يؤكد ان ديننا الحنيف قد حثنا على التعامل بالصدق والامانة وعدم سلوك طرق الغش والتحايل في كل شيء وهذا دليل على نقاء وطهر الاسلام فالطالب الذي يغش في امتحان أي مرحلة دراسية تتكون عنده ثقافة الغش التي قد لا يتمكن من الخلاص منها وقد يمارسها في الجوانب الاخرى من حياته طوال عمره والامثلة كثيرة لهذا النوع الذي يتربى على الغش والمغالطة في مجتمعنا اليمني فنقول لمثل اولئك اتقوا الله في انفسكم فمن يتعامل بالغش ويفقد الامانة من صغره كيف سيكون ان اصبح مسؤولاً في الغد فالكثير من هذه النماذج التي سلكت طرق الغش والكذب في التعامل مع الناس من المسؤولين نراهم اليوم يعيثون في المجتمع فساداً وافساداً، ومضى يقول: ان اصبح الغش ظاهرة في بلادنا فمن اين نأتي بالعالم والطبيب والمهندس والطيار والتربوي والاكفاء في جميع المجالات؟!

اما الطالب محمد ناجي الشعيبي فقال: هناك بعض الطلاب يعتمدون على الغش ويكون جل اهتمامهم هو النجاح والحصول على الوظيفة بطرق الغش غير الشرعية فتجدهم ضعفاء في نواحي العلم والثقافة ناهيك عن ضعف الشخصية وعدم الثقة بالذات فكيف عندما يصبح مثل هذا النوع يوماً ما قائداً، واختتم الطالب محمد ناجي الشعيبي (الصف التاسع) حديثه قائلاً: نتفاءل خيراً هذا العام بالعمل على جعل الاجواء الامتحانية بصورة افضل امام الطلاب بعيداً عن ظواهر الضوضاء والغش وادعو كافة الطلاب في جميع المراحل والمستويات الى استغلال ما تبقى من الوقت والاستفادة منه في مراجعة المنهج ومذاكرة الدروس لاخذ ما يكفي من حصيلة لمواجهة قلق الامتحانات الطالب نور الدين محمد الحكيم -طالب في الصف الثالث الثانوي قسم علمي تحدث عن لامتحانات قائلاً: ينظر الى الامتحانات بنظرة القلق والخوف مما قد تحتويه الاسئلة من صعوبة فيما البعض من الطلاب تجده لا يبالي بل يستهزئ بالامتحان وهذا من صنف الاغبياء والبلداء اما الحريصون والاذكياء فغالباً تجدهم مستعدين ومنتظرين للامتحان بواقع المراجعة المستمرة، اما بخصوص الدراسة خلال العام الحالي فالحمد لله سارت بشكل طبيعي من حيث حضور الطاقم التعليمي فعلى الرغم من معاناتنا من النقص في الكادر المختص لبعض المواد العلمية المهمة الا اننا نقدر نقول ان الدراسة سارت بصورة جيدة وبالنسبة لظاهرة الغش المتفشية في غالبية مدارسنا فمن وجهة نظري الشخصية ارى ان الغالبية العظمى من الطلاب يعتمدون على الغش ويرون فيه المنفذ الوحيد للنجاة من الفشل بذريعة صعوبة اسئلة الامتحان والحقيقة ان كان هناك رقابة صارمة وتشديد فإن 90% من الطلاب سوف يفشلون ولن ينجح الا ما يقارب 10% وبنسب ضئيلة وما ندر منهم بنسب متفوقة وانا انظر الى ما يقال عن صعوبة وتعقيد اسئلة الامتحان فاقول ان هذه حجة واهية لان الامتحانات ليست الا مراجعة لما تم دراسته من سابق..

الطالب خالد جمال في الصف الثالث ثانوي قال: اعتقد ان نظرة الطلاب العامة تتفق على ان الامتحانات تمثل المنعطف الاخير في أي مرحلة دراسية كانت وهي بالنسبة لنا كطلاب مهمة صعبة جداً لابد من استقبالها بكل جد واجتهاد واستعداد واجمالاً اقول بان الدراسة سارت بشكل مقبول رغم طموحنا بان تكون افضل من ذلك واقدر اقول ان بعض المعلمين لا يملكون الكفاءة للارتقاء بالطلاب ومعارفهم الى مستويات اعلى وعن الامتحانات فشيء طبيعي ان يرافقها الرهبة والخوف من قبل الطلاب حديثي العهد على مثل هكذا امتحانات وهذا شيء مسلم به في واقع الامر لكون الامتحان يعتبر مفترق الطرق لافراز معطيات جديدة منها اخراج الصالح من الطالح والتي من بينها النجاح والتفوق للطالب المجتهد والمثابر والفشل للطالب المهمل والكسول في اداء واجباته الدراسية طوال السنة الدراسية مع اعتقادي الجازم بان جميع الطلاب يتفقون في السعي لتحقيق امنية النجاح، واستطرد قائلاً : رأيي في الغش استطيع اضيفه في قالبين القالب الاول الذي يجعل الطلاب يلجاؤون الى اسلوب الغش هو عدم توفر الكادر التعليمي القادر على ايصال المعلومة الى اذهان التلاميذ وعدم وجود العوامل المؤثرة في الطالب من نواحي السلوك والخلق بالاقتداء بالمعلمين وهذا الامر يجعل الهوة متباعدة بين طرفي العملية التعليمية الطالب والمعلم وغياب تأثير المعلم في الطالب امر غاية في الخطورة عقابه الانفصام في شخصية الطالب وخلق فجوة بينه وبين معلمه تجعله يلجأ للانحراف والغش للهروب من الفشل، اما القالب الآخر فهو يخص الطالب نفسه والظروف والبيئة المحيطة به من حيث انعدام المتابعة والاهتمام بالطالب وبدراسته وتحصيله من قبل الآباء واولياء الامور فنتيجة لكل هذه الاسباب وعدم وجود من يسأل الطالب عن واجباته الدراسية وغياب المعلم القادر على التعامل مع نفسيات طلابه وايصال الشرح المنهجي لهم بكل يسر وسهولة ادت هذه الاسابب الى برز واستفحال ظاهرة الغش في اعتقادي، فالطالب الذي لم يؤسس على معايير الخلق والاستقامة في العلم ينتهج هذا النهج المخالف لكل شرائع العقيدة الاسلامية ولا اخفي القول ان بعض الطلاب يجدون ويجتهدون طوال السنة الدراسية وعقب الامتحان يأتي الذين لم يكلفوا انفسهم فتح أي مقرر بمعدلات عالية من دون ان توجد أي معلومة في رؤوسهم الا ان الغش عمل عمله ودفعهم وهم لا يستحقون ووضع من هم احق بالمعدلات الراقية اسفل ..!!

المعلم أمين محمد سالم كريان معلم في مدرسة عمر ابن العاص بجول مدرم حدثنا عن هذا الموضوع قائلاً: انظر الى الامتحانات بنظرة جيدة كونها مرحلة مهمة على اساسها ينتقل الطالب من مستوى الى مستوى اعلى والحال نفسه ينطبق على امتحانات الطلاب في مرحلتي انهاء الاعدادية والثانوية واهم ما يعانيه طلاب هذه المراحل في نظري تكمن في بعض الدروس التي تحتاج مدة مراجعة حيث لا تقتصر على الكتاب المدرسي فقط ومن اهم السلبيات التي تؤدي احياناً كثيرة الى فشل الطلاب هو اتكال البعض منهم على الغش وتعمد عدم المذاكرة وارى ان اهم المعالجات للخلاص من ظاهرة الغش هو اضطلاع المراقبين بدورهم على اكمل وجه من حيث التحري والدقة في اختيار المراقبين اولاً من قبل الادارة وتحمل المراقبين ورئيس واعضاء لجنة مراقبة العملية الامتحانية مسؤوليتهم وتأديتها بشرف وامانة بعيداً عن المتاجرة والبيع والشراء والوساطة وانصح جميع الطلاب بالجد والاجتهاد واخذ العبر من اسلافهم الذين كان الغش طريق لتحطيم امالهم وطموحاتهم المستقبلية واصبحوا عناصر فاشلة وغير فعالة في المجتمع وانصح جميع القائمين على ادارة الامتحانات بوضع آلية صحيحة لمحاربة ظاهرة الغش ونبذ جذورها واقتلاعها من مجتمعنا ان ارادوا بناء جيل مستقبلي يحمل مشاعل العلم وانوار المعرفة ليخدم بها الوطن . المعلم عبده مرشد قال متداخلاً معنا : ظاهرة الغش ظاهرة خطيرة تهدد مستقبل اجيالنا وطرق معالجتها تحتاج الى تكاتف وتضافر جهود الطالب والمعلم والمراقب والاداري في التربية فالعملية مترابطة وتكاملية لا بد ان يسهم فيها الجميع لحلها اما بالنسبة لعمل المعلم طال العام الدراسي فالمسألة في تصوري يتدخل بها الضمير والوازع الديني في اداء هذه الرسالة الانسانية السامية وعندما يتحكم الضمير والوازع الديني في اداء هذه الرسالة الإنسانية السامية عندما يتحكم الضمير والوازع الديني ملكات المعلم فلا اعتقد بأنه لن يقوم بالدور المنوط به في شرح وايصال المعلومة الى ذهن الطالب مع اعترافنا بان الكمال لله وحده وان من الطبيعي وجود بعض التقصير من قبلنا كمعلمين وكتربويين انصح توفير الجواء والمناخات الملائمة للطلاب للبروز من خلال ايجاد الجو الهادئ والنظام عند اجراء العملية الامتحانية مع الحرص على اختيار المراقبين من ذوي الكفاءة والنزاهة وتوزيعهم في المراكز الامتحانية التي لا يعملون فيها أي في مدارسها كمعلمين حتى لا تتولد بعض المنغصات التي تعكر صفو اجواء الامتحان ومن وجهة نظري الشخصية ارى ان ظاهرة الغش لها انعكاسات سلبية ليس على الطالب وحده وانما على المدرسة والمجتمع ايضاً وانا كتربوي ارجع اسبابها الى ضعف السياسة التعليمية من حيث عدم تحرك الجهات المعنية بضبط هذه الظاهرة ومحاصرتها والقضاء عليها والقصور في اداء بعض المعلمين من حيث عدم الالمام بكافة مفردات المقرر والذي من دون شك القى بظلاله على شريحة الطلاب الذين يجدون في الغش الملاذ الآمن للخروج من مأزق الفشل كما ان ضعف الادارات المدرسية في اتخاذ الاجراءات القانونية لمتابعة اداء المعلم والطالب ومدى استيعابه لما يتلقاه من دروس مقررة كان سبباً في خلق الفراق بين المعلم ومادته التي يدرسها والطلاب الذين مقرر لهم دراستها كما ان عدم متابعة ولي الامر لابنه الطالب خلال مرحلة سير الدراسة يعد من اهم الاسباب الجوهرية لنفور الطلاب خلف الغش ومن وجهة نظري ايضاً ارى بانه بالامكان الخروج من هذه المشكلة المترابطة وآفة الغش اللعينة التي دمرت اجيالاً كان يعلق الامل عليها لاحداث نهضة بشرية علمية في مجتمعنا يكمن في قيام وزارة التربية والتعليم بوضع آلية عمل وسياسة تعليمية متكاملة تستند في رفع خبرة وكفاءة قطاع المعلمين والموجهين وكل من له صلة بالعملية التعليمية وبرمجتها والعمل الجاد على تطبيقها على ارض الواقع مع الاهتمام بالعنصر الاهم في المعادلة التربوية وهو الطالب باعداد ميزانية مالية لتهيئة البيئة التعليمية امامه كما ان العمل على ايجاد ادارة مدرسية لديها الكفاءة والمؤهل والقدرة على متابعة اطراف العملية التعليمية وتهيئة الجو الدراسي المناسب امام الطلاب يعتبر من اهم مقومات نجاح العملية التعليمية.

التربوي عارف ديفي مدير مدرسة جريب تحدث الينا بالقول: للاسف ان معظم الطلاب اصبحوا يعتمدون على الغش للحصول على درجات النجاح وذلك عن طريق سماسرة الامتحانات الذين يظهرون كل عام وهذه الطريقة اصبحت منتشرة بشكل مخيف يهدد مستقبل التلاميذ كافة ونحن كأولياء امور نطالب الجهات المسؤولة واللجان العاملة في الميدان بأن تتمتع بقدر من الحرص والمسؤولية وكذا بمواصفات المعلم الذي يحرص دوماً على واجبه المهني والوطني امام الله وعباده والوطن كما ان مطالبنا لا تقتصر على ذلك فقط بل ان الاهم من كل هذا هو كيفية بلورة الفكر الامتحاني باسلوب مرن يتناسب مع ما وصل اليه العالم في العلم والمعرفة والتكنولوجيا الحديثة بحيث تتناسب وتتلاءم عقلية الطالب مع المتغيرات العلمية والابتكارات التكنولوجية المتطورة التي وصل اليها العالم المتقدم وخاصة دول الغرب من حيث طرق ووسائل التعليم المتقدمة ، ومن هذا المنطلق اشد على ايدي ابنائنا الطلاب بتحمل مسؤولياتهم في الالمام بالمراجعة ومذاكرة المقررات من المواد كونهم لا يمثلون بالعلم انفسهم فقط انما يمثلون اسرهم ومجتمعهم وتابع قائلاً: الشيء الذي يحز في النفس ألماً وحسرة ان بعض المدارس لا تدرس فيها المواد الا بعد مضي فترة ليست بالقصيرة من العام الدراسي لعدم توفر المعلمين احياناً والكتاب المدرسي احياناً اخرى وهذا بدوره يؤدي الى وصول الكثير من الطلاب الى المراحل النهائية وهم لايعرفون الكتابة او صياغة رسالة قصيرة والبعض من هذه النماذج تجد صعوبة بالغة عند التقدم لامتحان القبول في الجامعات او المعاهد وان اجتاز القبول تكون العوائق التي تعترضه خلال دراسته الجامعية العليا كثيرة.

شوقي محسن علي احد المعلمين قال: ننظر كتربويين الى امتحانات الشهادة العامة بشقيها الاساسي والثانوي على انها مرحلة مهمة ومنعطف تاريخي في حياة الطالب الدراسية والعلمية ففيها تقرير مصيره بالنجاح او الفشل وعلى ضوئها تأتي خلاصة ما بذله وقدمه من عطاء ومثابرة وجهد من خلال ثمرة فكره وانتاجه فالطالب الذي جد واجتهد وافنى ايام دراسته في مذاكرة واسترجاع دروسه يجني ثمرة النجاح الطيبة على قول المثل الحكيم "من جد وجد ومن زرع حصد" .

واما الطالب الذي اضاع وقته فيما ليس منه فائدة وتكاسل عن مراجعة دروسه فلا غرابة او استعجاب ان يكون مصيره هو الفشل فاللامبالاة والاهمال والاتكال على الغش عوامل مدمرة لمستقبل الطالب نرجوا ان يتنبه لها كافة ابنائنا الطلاب فمن يعول على الغش لاجتياز عقبات الامتحان قد لا يجد الفرصة لممارسة الغش في دراساته العليا في الجامعات مثلاً فنقول بان النجاح وسام يتوج به المثابرون والمجتهدون هم من يطعمون حلاوة ولذة النجاح الحقيقي الذي اتى بجهد وتعب وسهر ومثابرة واما من يعتمدون على الاحتيال والغش فلا طعم ولا لذة يتمتعون بها في نجاحهم المبني على الغش الهش ومن يبحث عن النجاح بطرقه الشرعية لا بد ان يصل اليه وهو عالي الهامة مرفوع الرأس اما الطرق الاخرى فلن تجني لصاحبها الا الانتكاس والخيبة عليهم وعلى اوطانهم واستدرك بالقول: يجب ان تكون الآلية الامتحانية جيدة تتناسب مع تصحيح كافة الاختلالات والاخطاء والعيوب التي رافقت كل مرحلة من مراحل الامتحانات الماضية واعتقد ان العيب الوحيد في العملية الامتحانية يكمن في انعدام الضمائر الحية وعدم تطبيق اللوائح والقوانين المنظمة لسير العملية الامتحانية كما ان هناك بعض الشكاوى من وجود اسئلة اختيارية في بعض الجوانب التخصصية للشهادة العامة ويجب ان يراعى القائمون على وضع الاسئلة الفروقات بين الطلاب من حيث الذكاء والقدرة على الفهم والاستيعاب كما ان البعض من التلاميذ المجتهدين والذين يسهرون الليالي من اجل ان يتحصلوا على معدلات ممتازة عندما يشاهدون زملائهم المقصرين طيلة الموسم الدراسي يغشون وينقلون من الكتاب او ما شابه ذلك من اجابات نموذجية يحدث لدى هؤلاء الطلاب المجتهدين خلل وارتباك وحالة نفسية تؤدي الى ضياع الاجابة من الرأس وتتشتت والافكار ويدوش الذهن والنتيجة الحصول على درجة اقل واما ظاهرة الغش فهي سرطان قاتل في مسار العملية التربوية والتعليمية ولها اثار مدمرة تلحق ضررها البالغ في الفرد والمجتمع على حد سواء ومعالجة هذه الآفة خطيرة ترجع الى صحوة الضمائر الحية لقيادات المؤسسة التعليمية وذلك بتطبيق القوانين واللوائح واتباع آلية تنظيمية للحد من انتشار هذه الظاهرة الفتاكة ويجب على كافة الجهات ذات العلاقة عدم تجاهل هذه الآفة او السكوت عليها كونها تتعلق بمستقبل اجيال واستمرار عملية التسويف والمكابرة في عدم معالجتها وتجاهل خطورة ما قد تسببه من اعاقات وعراقيل في طريق التعلم لاجيالنا المستقبلية يعد الشطر الاكبر تأثيراً من الغش نفسه ندعو وزارة التربية وقطاع المناهج وجميع اللجان الى النظر بجدية الى ظاهرة الغش الخبيثة وتدارس اسبابها ووضع الحلول والمعالجات المناسبة للحد منها واتخاذ الاجراءات القانونية وتفعيل عملية تطبيقها على ارض الواقع واجتثاث هذه الآفة المستفحلة في مجتمعنا المثقف والحضاري وخاصة طلاب الثانوية الذين ينتقلون الى مرحلة عالية تختلف نسبياً عن مراحل السنين الاولى للطلاب وهي المرحلة الجامعية التي يجب على الطالب ان يصل اليها وهو ناضج علمياً وعلى درجة عالية من الثقافة والفهم والاستيعاب واضاف: الامتحانات هي حصيلة جهد الطلاب خلال العام الدراسي وكذا وسيلة لتقييم ومعرفة مستواهم التعليمي لذا يتوجب عليهم بذل قصارى جهودهم لاجل تجاوزها لكن للاسف ان هناك بعض الطلاب يعتمدون على الغش للوصول الى النجاح وهنا نتساءل ما الفائدة ان يتعدى الطالب الامتحانات وينتقل الى مرحلة اخرى من دون ان يحمل معه أي معلومة من المرحلة التي اجتازها ولا يجب ان نحمل الطالب المسؤولية وحده في هذه الظاهرة وماذا نتوقع من طالب لا يقترب من بوابة المدرسة طوال العام ولا يدري ما هي المواد التي يدرسها ثم يسمح له بدخول الامتحان ونطالب الجهات المعنية وضع حد لهذا الاستهتار الذي قد ينتج عنه تجهيل الاجيال وظلام المستقبل وتخوف أولياء الأمور وقلقهم الشديدين من الغموض الذي يكتنف مستقبل ابنائهم ان استمرت آلية الاعتماد على ظاهرة الغش كأسلوب للنجاح وتخطي مراحل النقل الدراسية معبرين عن امتعاضهم لصعوبة الاسئلة التي يتم اعدادها في الامتحانات الوزارية لابنائهم الطلاب.

  

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد