فيما الدخيل يعتبر رفض الرئيس صالح التوقيع على المبادرة الخليجية تطوراً مؤسفاً..

خاشقجي: دول الخليج ستتواصل مع أميركا للعودة بهجمة دبلوماسية جديدة على صنعاء

2011-05-01 18:07:17 أخبار اليوم/ خاص


عقب وصوله صنعاء أمس كان أمين عام مجلس دول التعاون الخليجي قد التقى رئيس الجمهورية/ علي عبدالله صالح ثم بقيادة أحزاب اللقاء المشترك واللجنة التحضيرية للحوار الوطني، ليعود إلى الرئيس صالح مرة أخرى، لكنه غادر اليمن دون إنهاء مهمته في توقيع الأطراف اليمنية على المبادرة الخليجية لحل الأزمة في البلاد.
رفض الرئيس/ صالح التوقيع على المبادرة بصفته رئيساً للجمهورية واشتراطه الإمضاء عليها كرئيس لحزب المؤتمر الشعبي العام.. تطور مؤسف وموقف غير متوقع -حسب خبراء ومحللين سياسيين، يؤكد بعضهم أن عودة الدكتور/ عبداللطيف بن راشد الزياني خائباً ليست مؤشراً نهائياً لفشل المبادرة بقدر ما قد تكون لترتيب الصفوف وإعادة الكرة مرة أخرى، إذ أن المبادرة تمثل مخرجاً لليمن من الأزمة الراهنة.
وفي هذا السياق أوضح المحلل السياسي السعودي الدكتور/ خالد الدخيل –أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة الملك سعود- بأن المسألة لم تكن متعلقة بالمشترك والحزب الحاكم في اليمن، بقدر تعلقها بالشعب اليمني الذي يجب على صالح السماع لصوته المطالب بتنحيه.
وكان الوفد الممثل للنظام اليمني سبق له أن طرح أبان المفاوضات التي سبقت المبادرة، طرح جملة اشتراطات من ضمنها أن يوقع صالح كرئيس للحزب الحاكم لا بصفته رئيساً للجمهورية، وهو الأمر الذي رفضه وزراء خارجية دول الخليج، ليعقب ذلك موافقة الرئيس على المبادرة التي يرفض التوقيع عليها بذات الشرط المفرغ منه في السابق.
الدخيل وهو أستاذ زائر في مؤسسة "كارنجي" للسلام الدولي، فسر تصرفات الرئيس لدى تصريحه لـ"أخبار اليوم" بأن الرئيس/ صالح يحاول أن يدفع بالأمور حتى عام 2013م، ما أثار شكوكاً بما ينوي عليه، فهو يريد انتخابات رئاسية تحدد مستقبله السياسي، مشيراً إلى أن الرئيس يبدو مهتماً بمصالحه السياسية ومستقبله السياسي أكثر من اهتمامه بالمصلحة اليمنية العامة.
وقال: إن اشتراط الرئيس التوقيع على المبادرة بصفته رئيساً للحزب الحاكم وليس رئيساً للدولة، يثير التساؤل والاستغراب، طالما سبق له أن طرح هذا الشرط، فرفض من قبل وزراء خارجية دول الخليج، فلماذا التراجع في لحظة التوقيع على المبادرة، واصفاً تصرفات صالح بموقف ينقصه الحصافة.
واعتبر الدكتور/ الدخيل في سياق تصريحه للصحيفة رفض الرئيس التوقيع على المبادرة بصفته رئيساً للبلاد يأتي في سياق البحث عن سبب لتأجيل التنحي، حيث دائماً ما يكرر القبول بالمبادرة وتنفيذها بالأسس الدستورية، مشيراً إلى أن رفض صالح التوقيع على المبادرة أمس يؤكد حديث المشترك المتهم للرئيس بممارسة لعبة الهروب إلى الأمام والحيلولة دون الالتزام بالتنحي بالطريقة التي قد تشعره بالهزيمة أمام المشترك.
وأوضح الدخيل بأن الإشكالية ليست في رئاسة المؤتمر الشعبي العام وليست مع حزب المؤتمر، الإشكالية تكمن في تنحي رئيس الجمهورية، والمبادرة الخليجية واضحة في هذا الشيء وتم الاتفاق على نص المبادرة، وتاريخ التوقيع عليها من قبل الطرفين وهم أحزاب المشترك والرئيس.. وهذا الرفض يعد استمراراً للعبة السياسية التي يمارسها الرئيس.
وحول الموقف الذي يجب أن تتخذه دول مجلس التعاون الخليجي إزاء هذا الرفض، سيما وأن الشارع اليمني والمعارضة تنتظر موقف منها، أكد د. الدخيل أنه يجب على دول مجلس التعاون أن توضح موقفها من هذا التطور الجديد، مشيراً إلى أنه لا يمكن العودة إلى مفاوضات جديدة، ولا إعادة كتابة المبادرة، وعليه فإنه يجب على دول مجلس التعاون أن تحدد موقفها.. والحديث عن تحديد الموقف يراه د. الدخيل وقتاً مبكراً كون ثمة تطور جديد، منوهاً إلى أن هناك اجتماعاً وزارياً استثنائياً في الرياض، سيعقد اليوم الأحد، وعلى الجميع أن ينتظر ماذا سيخرج به اجتماع الرياض.
وقال الدخيل: أعتقد أن دول المجلس ستعلن تمسكها بالمبادرة لأن الرئيس لم يقدم بديلاً، وهنا الإشكالية، مع الوضع في الاعتبار أنه لا يوجد بديل للمبادرة، معتبراً رفض الرئيس محاولة منه ليتنكر لرأيه السابق بفكرة التنحي الآن، كونه لا يستطيع أن يعلن صراحة رفض القبول بالتنحي الفوري، لذا يلعب مثل هذه الألاعيب، والحديث عن التنحي بطريقة دستورية، موضحاً بأن الرئيس يحاول أن يكسب المزيد من الوقت ويريد أن يبقى إلى 2013م أو انتخابات رئاسية مبكرة، تقرر مصيره السياسي، كونه لا يريد أن يتنحى في هذه المرحلة، حتى لا يقال أنه هزم أمام المشترك.
واعتبر د. الدخيل هذا الموقف من الرئيس ينقصه الحصافة، كون المسألة لا تتعلق بالمشترك، وتتعلق بشعب يمني يتظاهر في الشوارع بمئات الآلاف، ويطالب بتنحي الرئيس، والرئيس مطالب بالسماع لكلمة الشعب.
مؤكداً بأن موقف دول مجلس التعاون موقف صعب جداً، مشيراً إلى أن الأنسب لدول المجلس التمسك بنص المبادرة وبما تم الاتفاق عليه مع أحزاب المشترك ومع الرئيس على نص هذه المبادرة، لكي يتم التوقيع عليها وبدأ التنفيذ الفوري، لها بحسب الآلية التنفيذية الموضحة للمبادرة.
وعلى صعيد متصل أكد المحلل والصحفي السياسي والصحفي السعودي المعروف جمال خاشقجي إنه من المبكر أن نقول إن المبادرة الخليجية قد فشلت، كون الرفض لم يكن كاملاً وإنما رفض التوقيع بصفته رئيساً للجمهورية، وأراد أن يوقع بصفته رئيساً لحزب المؤتمر.
وقال خاشقجي في تصريح خاص لـ"أخبار اليوم": من الواضح أن هذا طبيعة الرئيس/ علي عبدالله صالح خلال الأزمة الجارية ومواقفه دائماً متقلبة، ولكن لا أتوقع أن دول المجلس ست

يأس، وستستمر في مساعيها، وتسد كل ثغرة أمام الرئيس، إلى أن يتم التحول السلمي للسلطة.
وفي تعليقه على المعلومات التي تشير إلى أن وفد الحزب الحاكم الذي ترأسه الإرياني واجتمع في أبوظبي بوزراء خارجية مجلس التعاون الأسبوع قبل المنصرم، قد قدم جملة من الشروط للتوقيع على المبادرة من بينها أن يوقع الرئيس بصفته رئيساً للمؤتمر وليس رئيس للدولة، فرفض هذا الشرط في حينه.
وتعليقاً على هذه المعلومة، يقول خاشقجي إنه طالما والرئيس كرر هذا الشرط، فدول المجلس ستكرر مساعيها مرة أخرى، مشيراً إلى أن المشكلة تكمن في أن هذا التأخير على حساب الشعب اليمني، مؤكداً أن دول الخليج لن تتخلى عن اليمن وسوف تستمر بمساعيها لإقناع الرئيس/ صالح بالتوقيع على المبادرة بصفته رئيساً للجمهورية.
وحول الموقف الذي قد تتخذه دول مجلس التعاون أمام هذا الرفض، إذا ما أخذ في الاعتبار شباب الثورة وأحزاب المعارضة التي تنتظر موقفاً من دول الخليج تجاه تلكؤ الرئيس، قال خاشقجي: هذا صعب، ما هي الأدوات التي بيدها لكي تمارس ضغطاً على الرئيس/ صالح الموجود في صنعاء، لذا فهي مسألة ليست بيد دول الخليج، كونها لا تستطيع أن تلوح بعقوبات اقتصادية ولا بتدخل مباشر، ولكن الضغوط ستستمر بالاتصالات ومحاولة إقناعه، موضحاً بأن المشكلة أيضاً أن الرئيس/ صالح لا يتفاوض مع دول الخليج للحصول على ملاذ آمن له، ولو كانت كذلك لبادرت المملكة أو أي من دول الخليج بالترحيب به، ولكن هذه المسألة لم تأت بعد على طاولة المفاوضات.
وأضاف: لذا أشك أن هناك أدوات ضغط معلومة ربما قد تكون هناك أدوات ضغط سرية، بمعنى أنه لو هددت دول الخليج بعقوبات اقتصادية، فلن يدفع ثمن هذه العقوبات الرئيس/ صالح، وإنما سيدفع ثمنها الشعب اليمني، مع العلم أن كل المشاريع والعلاقات الاقتصادية شبه متوقفة.
واعتبر عودة أمين مجلس التعاون الخليجي/ عبداللطيف الزياني إلى الرياض بمثابة إعادة ترتيب الصفوف من جديد، حيث ستجرى اليوم وغد اتصالات مكثفة ما بين المملكة ودول الخليج والولايات المتحدة الأميركية لترتيب الصفوف من جديد، للعودة بهجمة دبلوماسية جديدة تجاه صنعاء.. مشيراً إلى أنه لازال هناك أمل في إنجاح المبادرة، كون دول الخليج لا تستطيع أن تدير ظهرها لليمن، كون اليمن مهمة لدول الخليج أمنياً وسياسياً ولا تستطيع ولا تحتمل إدارة ظهرها لليمن وتقول لنترك اليمنيون يرتبون أمورهم بأنفسهم.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد