سياسة حضر على نازحي أبين بمدرسة ردفان بعدن بينهم أسرة فلبينية وطفل مصاب وفتاة معاقة..

2011-08-25 01:37:11 تقرير/ علي الصبيحي ـ سماح ملهي


تعيش مائة وسبع عشرة أسرة نازحة بمدرسة ردفان بعدن أوضاعاً معيشية وصحية حرجة وحالة إنسانية صعبة جراء سياسة حظر فرضتها على المدرسة الجهات المعنية بشؤون النازحين لأسباب غامضة حسب إفادة المتواجدين في المدرسة نقلاً عن منظمات إغاثية.
وتقع مدرسة ردفان بمديرية الشيخ عثمان بعدن والتي تعثر علينا العثور عليها بسبب غياب ما يشير إليها على أنها مدرسة كما هو الحال في بقية المدارس المكتوبة أسماؤها، وليس غياب الاسم فقط هو ما ترك أثراً عميقاً في نفوسنا أثناء زيارتنا لها مساء أمس الأول شدة الظلام فيها بعد فصل التيار الكهربائي عنها، ما جعلها أشبه بسكن الأشباح، ظننا في بادئ الأمر أنها خالية من النازحين لسوء الأوضاع والخدمات فيها تلوث مياه الشرب وتردي دورات المياه والحمامات وانعدام مقومات الإيواء وأساسيات الحياة من القوت الضروري، فهناك لا تحصل الأسر النازحة إلا على وجبة الإفطار تجود بها عليهم بعض المساجد القريبة، يبقى بعدها النازحون بلا عشاء بعد ما يكونون قد ادخروا ما تبقى من مائدة الإفطار ليكون سحوراً وزاداً لأولهم وآخرهم يقيهم جوع صيام يوم كامل.
كربة وحسرة وألم:
في أجواء مليئة بالكآبة والحزن ومشحونة بالفاقة والعجز والشعور بالحرمان للأسر النازحة هناك كانت أسرة لأب يمني وأم فلبينية وثلاثة من الأبناء كانوا جميعاً محصورين في غرفة واحدة تكاد أنفاسهم تختنق فيها من شدة الكرب والضيق من سوء المقام لم يكن أسوأ حالاً، منهم سوى أسرة الطفل سالم مبروك الذي أصابته شظايا صواريخ الطيران عندما كان برفقة والده دون أن يدرك أن هناك ما ينتظره ليحدد مصيره بإعاقة جسدية في جميع أنحاء بدنه لن يقوى معها يوماً على الحراك إلا أن تجرى له أكثر من عملية جراحية، ما جعل أسرته مفطورة الفؤاد تكاد تهلك من شدة الحزن على ولدها لعدم مقدرتها على علاجه وهي نازحة في مدرسة لا عناية طبية فيها ولا حتى شيء من شفقة أو رفق.
قريب أو بعيد، فانقطعت معها كل رجاءات أسرته وانغلقت أمامها كل السبل وخاب كل أمل بعد أن عجزت كل ما بحوزتها من تقارير طبية وتوجيهات لعلاج ابنها الطريح على فراش لا تكاد تُعرف ملامحة بعد إصابته بفقر دم شديد "حاد" وهي تنظر إليه ولسان حالها يقول: بأي ذنب تصادرون حياة أبنائنا وبأي خطيئة تغتالون براءتهم؟!.
هذه من تلك:
حالة آخرى لفتاة معاقة الجسد لا تقوى على الحركة وتزحف بجسدها فلا تستطيع النهوض، كانت تلك سوزان أحمد عبدالله ذات العقدين من العمر وجدت نفسها حبيسة الإعاقة تحت ألم النزوح لم ينظر لحالتها أحد حتى بكرسي متنقل يعينها على قضاء حاجاتها، برغم مطالبة أسرتها الملحة لأهل الخير والجهات المختصة وأثناء تواجدنا نظرت سوزان إلينا وتبسمت ولم نفهم سر تبسمها، لكن ربما شعرت بأننا سنقدم لها شيئاً مع أنه لم يكن بحوزتنا سوى كاميرا ومسجل وربما كل ما سنقدمه لها الكلمة الصادقة المعبرة عن معاناتها وحالتها المعيشية الصعبة وهي تجلس في فصل دراسي لا يختلف عن بقية الفصول إلا بكونه مليئاً بملصقات كرتونية وزينة عليها صور ورسومات ربما هي لطالبات تلك المدرس، إلا أنها قد تصنع لسوزان وعائلتها فرحة بين جدران الفصل.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد