تحدث الدكتور/ فؤاد الصلاحي ـ أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء عن مغالطة سياسية يمارسها رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي من خلال تقديمة الإجماع الحزبي على أنه إجماع وطني.
وأشار الصالحي في تصريح لـ" أخبار اليوم " إلى أن الرئيس يسعى إلى خلق إجماع حزبي حوله ويقدمه كإجماع وطني، لافتاً إلى محاولة الرئيس هادي تقليص المعارضة السياسية من خلال إشراك الحراك الجنوبي وجماعة الحوثي المسلحة ومعارضة الخارج في الحكومة القادمة.
ونوه الصلاحي إلى أن الساحة اليمنية...للقوة الوطنية الديمقراطية حيث هناك مجموعات من مراكز القوى وأحزاب ضعيفة الفاعلية يحاول الرئيس هادي أن يخلق منها اصطفافاً يتقدم لرعاة المبادرة على أنه إجماع وطني شعبي.
وقال إن اليمن تشهد حالةً من الفراغ السياسي يحاول الرئيس أن يخلق من الأحزاب والكنتونات والجماعات المسلحة اصطفافاً حوله ، معتبراً هذا النهج الذي ينهجه هادي من خلال المحاصصة والغنيمة منهجاً مدمراً للدولة حيث تصبح البلاد مقسمة مذهبياً وطائفياً وجهويا مدمراً للوطن والدولة.
وأشار الصلاحي إلى هذا التكتيك السياسي الذي يعتمَّده الرئيس ــ إن تحوَّل إلى منهج ثابت ــ فسيؤدي إلى غياب الدولة والوطن
ولفت إلى أن جماعة الحوثي والرئاسة يلعبان الابتزاز المتبادل, حيث جماعة الحوثي تبتز الرئاسة بعدَّة مطالب والرئاسة تبتزها بالدخول إلى الحلبة السياسية في إطار التوازن مع الآخرين ، الأمر الذي ينذر بوضعٍ هش ــ حسب تعبيره.
وفي سياق آخر حذَّر أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء فؤاد الصلاحي من تشكيل الدولة مليشيات مسلحة تحت مسمى اللجان الشعبية.
واعتبر الدكتور الصلاحي توجُّه رئيس الجمهورية ووزير الدفاع نحو تشكيل مليشيات مسلحة موازية للجيش اليمني، يُعد خطأ استراتيجياً يهدد الدولة اليمنية بتمرد جماعات مسلحة جديدة، مضيفاً: بأن تشكيل اللجان الشعبية كما حدث في محافظتي أبين وشبوة ويحدث الآن في حضرموت سيخلق جماعات مسلحة جديدة ستنقلب ضد الدولة وستعلن تمردها ضد الجيش اليمني في القادم.
وقال الصلاحي: إنه يجب على الدولة أن تحارب بجيشها وأمنها، مشيراً إلى أن فائدة اللجان الشعبية قد تكون بشكل آني، عدا أن بقاء السلاح بيد القبائل وظهور زعامات مسلحة جديدة سيؤدي إلى تكوين جبهات وحركات وجماعات تتمرد على الدولة في مرحلة لاحقة.
وقال: إن اللجان الشعبية التي تم تشكيلها لن تسلِّم سلاحها وتعود إلى الدولة بقدر ما ستظهر جماعات جديدة مناوئة للدولة، معتبراً ذلك خطأً استراتيجياً من قِبل الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي قال إنه يكرر أخطاء سلفه علي عبد الله صالح وقال إن دعم الشعب يكون من خلال التسهيلات اللوجستية وتقديم الدعم المالي لها لا أن يتحول الشعب إلى جماعات مسلحة تهدد مستقبل الدولة.