السلطة المحلية لم تقم بواجبها وتتجاهل ما يدور في الشارع، أما المحافظ فهو غير متفرِّغ للمحافظة فهو منشغل بأعماله الخاصة..

تعز.. من مدينةٍ للسلام إلى ساحة للفوضى والانفلات والخراب

2014-09-04 13:46:30 أخبار اليوم/ تقرير

رغم كونها العاصمة الثقافية ومنبع العلم وموطن المدنية والتعايش إلا أن ذلك لم يُعفِها من الإهمال الذي يطال معظم الجوانب الصحية والتعليمية والبيئية والأمنية فيها والعجز عن توفير كثير من المتطلبات التي تحتاجها وبما يوائم الاحتياجات الملحة والمتزايدة..

مشكلات كثيرة لا تزال محافظة تعز تعاني منها بشكل متكرر ومستمر وأبرزها الجانب التنموي وانهيار الخدمات الاساسية وانفلات الأمن في ظل غياب شبه تام لدور السلطة المحلية حتى أصبحت تعز من مدينة للسلام والأمان إلى مدينة للسلاح والفوضى والانفلات..

صحة متدهورة

 المستشفيات الحكومية في المحافظة تشكو حالةً من التدهور في تقديم الخدمات ونقص في المعدات والإمكانيات الطبية بما يحرم المريض من تقديم الخدمة الصحية بشكل أفضل, وهيئة مستشفى الثورة بتعز أكبر المستشفيات على مستوى المحافظة خير نموذج على ذلك بعد أن تم إغلاق عدد من الأقسام فيه نتيجة لحالة التدهور والإهمال الذي لحق بها والوضع المزري الذي يعيشه المستشفى بشكل عام بما فيه الكادر الطبي الذي يشكو حرمانه من مستحقاته وقد شهد خلال السنوات الثلاث الماضية عدة إضرابات تم على إثرها تغيير رئاسة هيئته أكثر من مرة لكن الوضع المتردي فيه لم يتغير.

كارثة بيئية

لا تلتفت يمنةً ولا يسرةً إلا وتجد أكواماً من القمامة والنفايات المتكدسة التي أضحت مشهداً يوميا يصحو الناس عليه ويُمسون, فضلاً عن مياه الصرف الصحي التي تغطي معظم شوارع المدينة و قد لا تجد لك فيها موطئ قدم ,وللأسف هذه الصورة طغت على تعز عاصمة الثقافة وموطن الجمال الذي حجبتنا عنه مقالب النفايات الكبيرة وحرمتنا بشاعة الرائحة من نسمات الهواء العليل القادم من أعالي جبل صبر. حالة من الامتعاض والاستياء المستمر لدى المواطنين من تفاقم ذلك الوضع الذي يُنبئ بكارثة بيئية حقيقية إن لم يتم تدارك هذا الأمر من قبل السلطة المحلية, وهذا ما حمل عدداً من الأفراد في بداية الأمر على القيام بحملات تطوعية وبأدوات بسيطة لتنظيف عدد من الشوارع والأحياء السكنية إلا أن ذلك لم يكن كافياً من دون قيام الجهات الرسمية بواجبها أيضا وتحمُّل مسئولياتها.

معاناة الالتحاق بالتعليم الجامعي

عوائق ومعاناة يلاقيها العديد من الطلاب الذين يرغبون في الالتحاق بالتعليم الجامعي الحكومي في المحافظة مما قد تقتل فيهم الطموح والرغبة في التعليم ويتجلى ذلك حين تحدد الجامعة في قسم من الأقسام ثلاثين مقعدا فقط مقابل ما يزيد عن خمسمائة طالب متقدم وهو حال بقية الأقسام الأخرى مما يحرم معظم الطلاب من دخول المجال الذي يرغبون به ومن تيسر من هؤلاء تمكن من الالتحاق بالتعليم الأهلي والبعض يجد في المراكز والمعاهد التعليمية الطريق الأسهل والمتاح, والأخطر من ذلك أن بعض هؤلاء يقعون ضحايا للفكر المتطرف.يقول محمد الحاصل على درجة التفوق في الشهادة الثانوية بأنه حين أراد الالتحاق بالكلية التي كان يطمح في دخولها منذ صغره إلا أنه لم يتمكن من ذلك لاعتقاده بأن المساحة الضيقة الممنوحة والعدد المحدود الذي تبنته الجامعة لأعداد المقبولين كان حائلا بينه وبين دخوله الكلية وهذا الأمر لم يوقفه وحاول التقديم في قسم علمي آخر إلا أن المآل لاقى المآل نفسه وهو ما ولد لديه نوعا من الإحباط وعدم الثقة وهاهو اليوم اضطر إلى الالتحاق بأحد المعاهد في المدينة ليكمل تعليمه فيه الأمر الذي لم يكن يطمح إليه محمد أو يتمناه كما يروي إلا أن ظروفه وإمكانياته البسيطة فرضت عليه هذا الواقع كما فرضت على كثير غيره.

تلاعب بالأسعار

الكثير من محلات بيع الغاز المنزلي لم تلتزم بالسعر المحدد م لأسطوانة الغاز من قبل وزارة النفط ب1200ريال يقول المواطنون بأن كل تاجر يبيع متى شاء وكيفما شاء دون وجود أي رقابة على الأسواق. وبينما مكتب الصناعة في المحافظة يعلن عن عقد اجتماعاته ولقاءاته مع السلطة المحلية لتحديد أوزان الرغيف بالمقابل هناك العديد من أفران الخبز التي قلصت حجم الرغيف وزادت في سعره وقد أعلن مكتب الصناعة عن إغلاق عدد من تلك الأفران التي تقوم بهذه المخالفات إلا أن ذلك يبقى مرهونا بمستوى الرقابة الفعالة وجديتها . 

مشكلة المياه

 لأربعين يوما ويزيد يغيب مشروع المياه عن منازل المواطنين وحين يأتي لا يلبث أكثر من أربعة أيام ليعاود انقطاعه من جديد ,وبعض المناطق الأسوأ حالا فالمياه لا تصل إليها مطلقا,   وعلى مدى تلك المدة الطويلة من الغياب يظل المواطن يعاني الأمرين في الحصول عليه وتظل كثير من الأسر والأفراد يتنقلون بين المساجد والآبار أملا في أن يحظوا ببعض قطراته من بينهم الحاجة فتينية امرأة كبيرة في السن تعاني من إعاقة دائمة في يديها وبالرغم من ذلك تخرج مع طلوع شمس كل صباح لتقطع عشرات الأمتار من أجل أن تجلب الماء محمولا على رأسها.

 ويرى كثير من المراقبين بأن تعز مهددة مستقبلا بنضوب المياه مالم يتم القيام بحلول عاجلة وسريعة تحد من تفاقم هذه المشكلة وتنفيذ مشروع تحلية المياه الذي وُعد به سكان المحافظة منذ سنوات إلا أنه لم يجد طريقه للتنفيذ بعد.  

الجانب الأمني

يشهد الوضع الأمني في المحافظة تحسنا ملحوظا بما يوازي الجهود التي تبذلها الجهات الأمنية في حفظ الأمن وملاحقة الجريمة , بما في ذلك الحملات الأمنية التي تُرسل إلى مختلف المديريات لتعقب المجرمين ومن يثبت عليهم عمليات تُخل بالأمن وكذا للتقليل من المظاهر المسلحة إلا أن ذلك لم يمنع من وجود اختلالات أمنية واشتباكات مسلحة وتنفيذ اغتيالات بين الفينة والأخرى كان آخرها اغتيال ضابطين في شهر رمضان الماضي تبعها مؤخرا مقتل شخصين في منطقة" الجحملية" أحدهم جندي في الحرس الخاص على أيدي مسلحين مجهولين, وتؤكد الجهات الأمنية في أكثر من مقام بأنها بصدد ملاحقة ومتابعة مستمرة للفارين من العدالة وتعمل جاهدة في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار للمحافظة.   

دبي ووعد عرقوب

قال الشيخ محمد أمين الكامل أحد وجهاء محافظة تعز "أنه ومن خلال استطلاع الناس حول الوضع في تعز وما يحدث لتعز من فوضى وانفلات أمني وتردي الخدمات وغيرها تلخص أن تعز التي تتميز بالعلم والأخلاق والانضباط يريد البعض لها اليوم أن تكون داخل إدارة الصراع والانتقام ولربما يراد لبعض وجهاءها أن يكونوا أذيال للآخرين".

وأضاف الكامل في تصريح خاص لـ"أخبار اليوم" :تعز تُدار بأهواء ومشروعية المسئولين فيها كل له شرعية ولا يوجد ضابط أو قانون في الإدارات وفي المصالح الحكومية لحل مشاكل المواطنين بطريقة النظام والقانون، ونتيجة للفوضى فكل يعمل بحسب مشروعيته هذا هو الوضع الحاصل في تعز".

ولفت الكامل إلى أن الوضع في تعز أصبح مقلق بالنسبة للمواطنين حيث لا يوجد انضباط وهناك خوف على الحقوق والممتلكات والأرواح أيضا, هناك خوف وأنت تشتري أدواتك وهناك خوف وأنت تعمل, وهناك خوف وأنت تسير في الشارع, يعني الوضع سيء للغاية نتيجة لانتشار المسلحين وانتشار التقطعات والانفلات الأمني فيها, كما أن النظافة فيها سيئة, إيرادات تعز كبيرة إلا أن هذه الإيرادات لم تظهر على تعز بأي تحسينات رغم إيرادات التحسين".

وأوضح "أن السلطة المحلية لم تقم بواجبها على أكمل وجه فهي داخل مكاتبها ولا تدري ما يدار في الشارع ، كما أن المحافظ غير متفرغ للمحافظة فله أعماله الخاصة".

مضيفاً "أن المحافظة منذ تسلم زمامها المحافظ شوقي هائل لم تلمس أي شيء جميل سوى الرسومات على الجدران لا أقل ولا أكثر, وأن المشاريع شبه متوقفة في تعز وركود في المشاريع, مشيراً كان محافظ تعز شوقي هائل قد وعد عند تسلمه المحافظة بأن يحول تعز إلى "دبي" لكن المواطن لم يرى هذه المقولة على الواقع.

وأضاف الشيخ الكامل "أن تعز أصبحت مدينة السلاح والفوضى والانفلات الأمني , وهناك تناقض عديد ما بين ما تدعيه السلطة المحلية وبين ما يدعيه بعض المثقفين حيث تقول السلطة المحلية بأن تعز تعتبر عاصمة للثقافة بينما بعض المثقفين يقولون أن تعز عاصمة للفوضى والخراب وليست للثقافة".

وكشف الكامل أن وجهاء ومشايخ تعز لم يتحملوا المسؤولية الكاملة لتجنيب تعز الفوضى وعملية الاقتتال هنا وهناك في ضواحي المدينة وداخلها".

ونوه إلى أن تعز اليوم تحتاج إلى ميثاق شرف يجمع حكماءها ومثقفيها, مضيفاً: "حتى المثقفين والمتنورين لا يوجد لهم أي دور في دعم المدينة كمدينة ثقافية تنتمى للسلام والأمان ولكن اليوم أصبحت تعز عكس ذلك".

ولفت الكامل إلى أن هناك صراعات خارج تعز تنعكس على المحافظة فهي المحافظة الوحيدة التي تتأثر بهذه الصراعات.

وقال: "إن المواطنين في تعز يطالبون الحكماء والعقلاء أن يبعدوا تعز عن الصراع ويبحثوا بشتى الوسائل وألاَّ يكونوا أدوات وأذيالاً للآخرين حتى لا يسيئوا إلى تعز, فتعز لديها كثافة سكانية يميلون إلى البساطة والهدوء والسلام والمحبة ولا يريدون إقحام تعز في المشاكل وأن تخوض الصراع نيابةً عن الآخرين"..

نبذ العنف والسلاح

أعتبر الشيخ علي عبد ربه القاضي أن محافظة تعز هي الشمعة المضيئة أو المنار الثقافي لليمن وتعز سبتمبر، و اكتوبر وهي سبقت كل الآخرين في التعليم ، سبقت اليمن كلها، مضيفاً: إن تعز وقفت ضد الاستعمار في عدن ، وتعلمنا المدنية من تعز ومن أبناء تعز، ونعتبر تعز هي سبتمبر وهي اكتوبر وهي الجمهورية العربية اليمنية وهي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وأضاف القاضي

: إن ما استجد فيها الآن من تصاعدٍ للعنف والجريمة يؤسفنا أننا نرَ أبناء تعز يبدؤون من حيث نحن نريد أن ننتهي وهي ترك العنف والعصبية, مؤكداًبالقول: نحن نريد أن نسير على نفس الدرب المدني الراقي الحضاري الذي سلكه أبناء محافظة تعز، نريد أن نخطو كل الخطوات التي عاشها أبناء تعز في الماضي المتمثلة في نبذهم للعصبية والقبلية.

وأوضح القاضي أتذكَّر في يوم زرنا محافظة تعز لقد قُلت لهم: " انتم الآن بدأتم من حيث انتهينا" فأتمنى أن يراجعوا حساباتهم ويعودوا إلى ماضيهم المشرف من حيث قضية السلوك المدني لكي يقتدي بهم الجميع.

انفلات الدولة ..

وعمَّا يحدث من جرائم وقتل وعنف في محافظة تعز قال الشيخ علي عبد ربه القاضي: إن ما يحدث من انفلات أمني في تعز جاء مبكراً لا سيما في عام 2000م في الوقت الذي بدأت اليمن حرب صعدة من هذا التاريخ بدأ انفلات الأمن وانفلات الدولة وسقوط هيبتها.

ونوَّه الشيخ القاضي إلى قضية حقوقية إنسانية في ذات الوقت وهي قضية عدم احترام حق الجندي الذي اعتبره الوطن برمته وهو الحريص على حماية المواطن وحماية أمن الوطن وعندما ضعف الجندي ضعف المواطن ، لجأ المجتمع اليمني إلى العصبية والقبلية والحزبية والمناطقية.

ولفت القاضي إلى حقيقة كانت مُغيبة في الماضي وهي أن ضعف الجندي ساهم بشكل كبير وأعطى المجال والفرصة للقبائل أن تمارس القتل وبالتالي أصبحت القبيلة وأبناء القبائل يُقتلون دون أن يعيروا الدولة أي اهتمام لأن هؤلاء القبائل تعلموا التضحيات وكشفوا الأسلحة.

ودعا الشيخ القاضي الجميع إلى مراجعة حساباتهم وأن يستشعروا الخطر المُحدِق بهم الذي يجر البلد إلى معركة مخيفة وتفادي ذلك يتطلب منا الانتظام جميعاً.

ولفت القاضي إلى مسألة أننا نحن اليمنيين نظن في أنفسنا أننا أكثر الشعوب تعاطفاً وتناسياً للماضي إذا اقتتلنا كما قال الشاعر:" إذا اقتتلت يوماً فسالت دماؤها.. تذكرت القُربَى فسالت دموعها" طالباً من كل العقلاء أن ينقدوا الحزبية والذاتية.. مضيفاً: كان الأحرى بأحزابنا ــ وسامحهم الله ــ أن يتسابقوا من الذي يقدم أكثر في مجال التنمية, فعليهم ان يراجعوا حساباتهم ونحن شعب عربي ومسلم ولا توجد بيننا طوائف، وأن ينبذوا قضية المذهبية التي بدأت بشيء لم نألفه لا نحن ولا اباؤنا، وأن ينبذوا العصبية الحزبية المفرطة وأن يعودوا إلى صوابهم كأبناء تعز؛ لأنهم هم الذي كان لهم الباع الطويل في مجال التعليم وفي إدارة الدولة من بعد ثورة سبتمبر .

المتعاقبون على السلطة ..

وبخصوص قضية تردي الخدمات في قرى ومديريات محافظة تعز قال القاضي: بالنسبة لقضية تردي الخدمات في محافظة تعز لا أعتقد انها تعيش في حرمان ،وكل ما يحدث من حرمان يجعل اللوم والمسؤولية على الذين يتبوؤن المراكز التنفيذية وهم الذين يتعاقبون على سلطة تعز وأضاف القاضي: إن تعز كان لها الباع الطويل في قيادة وعلى رأس الدولة ولكن بعد الوحدة بدأ إقصاؤهم وتضييق الخناق عليهم ، وكان هناك قليل تفاهم معنا وتضييق الخناق عليهم وإلا هم كانوا على رأس الدولة، وكانوا في كل الوزارات وفي كل المؤسسات، مؤكدا بأن المسؤولية تقع على كل من تقلد المناصب القيادة في المحافظة أو في السلطات العليا للدولة .

إفراط في التضحية باليمن

أما قضية توافد مسلحين إلى محافظة تعز ولا سيما من محافظة صعدة وتسليح الشباب المدنيين العاطلين عن العمل قال القاضي : هذا هو الإفراط في التضحية باليمن بعينها، يعني أن الذين يتسابقون على هذا ويتجهون هذا المنهج، فإنهم ينهجون منهجاً خطيراً ، فالقوة مهما كان طرف غلب لكن في الأخير سيكون مغلوب" وجيب أن يعودوا إلى التاريخ ليتعظوا من الماضي وتاريخه ، لا يمكن أن يفرط في القوة ويدوم حياته ويدوم سعادته على شقاء غيره.

واعتبر الشيخ القاضي تسليح الشباب العاطل عن العمل في تعز على مرأى ومسمع السلطة أن ذلك ناتج وبشكل رئيسي عن ضعف الدولة والتباين الموجود والمماحكات الحزبية.

ونبَّه القاضي إلى أن الدولة لو كانت موجودة وقوية وقادرة على فرض هيبتها على الجميع لما وصل الحال بنا إلى نحن عليه من عنف واقتتال وحروب.

ووجَّه الشيخ القاضي رسالة دعا فيها كل أبناء محافظة تعز وأبناء المحافظات الأخرى إلى العودة إلى صوابهم وأن يقبلوا ببعضهم البعض موضحاً لهم أن اليمن تتسع للجميع بدون السلاح وفرض القوة.

"يا غالب أنت مغلوب"

وأوضح الشيخ القاضي أن الاستعراض بالقوة والسلاح في الأخير سيؤدي إلى نتيجة مفادها " يا غالب أنت مغلوب" مؤكداً لأصحاب القوة والعنف والسلاح ألاَّ يظنوا أنهم بقوة السلاح سيدوم مداه و يسيطر على مقدرات البلاد بمفرده وليتعظ من الماضي، فمثلاً كان الحزب الاشتراكي يحكم في الجنوب لمدة عقود لكنه في الأخير وصل حاله إلى ما وصل إليه والكل يعرف، وكذلك حزب المؤتمر الشعبي العام حكم الشمال والجنوب وصفى بالحكم كله وعندما حاول أن ينفرد بالحكم والسلطة دون غيره حدث له ما حدث وشاهد الجميع أين انتهى .ويعني ذلك أن يأخذ الجميع العِبر من الماضي ويستفيد منها.

وأكد الشيخ القاضي أن الحالة الراهنة لن تستقر سواء في تعز أو غيرها إلا بالقبول بالأخر وتوزيع الثروة بشكل عادل حتى يستقر وضع اليمن إلى حالته الطبيعية التي يبغي أن تكون عليه ، وأن تتنافس الاقاليم والمحافظات إلى البناء والتنمية مثلما تسابقنا في السبعينات في ايام الحركة التعاونية على التنمية وهذا لا يتم الا بتوزيع السلطة وليس بالعنف.

مع سبق إصرار وترصُّد ..

أفاد النائب في مجلس النواب محمد مقبل الحميري بـ"أن ما يحدث من عنف وجرائم في محافظة تعز ومظاهر مسلحة هي انعكاس لما يحدث اليوم في صنعاء وبالتالي ينتقل الوضع الحاصل في صنعاء بكل تفاصيله إلى تعز وعلى كثير من المحافظات وعلى حضرموت ، موضحاً أن مشكلتنا في صنعاء وأيدينا على قلوبنا لما يحدث اليوم في صنعاء التي هي عاصمة اليمن كلها وما يهددها من مخاطر والتي تلقي بضلالها على تعز وعلى حضرموت حتى على عمران وكل المحافظات.

وأوضح الحميري : حقيقة أن تعز اليوم أحسن من ذي قبل رغم وجود أعمال الجريمة والعنف ،وهناك اختلالات أمنية ، لكن رغم ذلك نحن نطالب الجهات الامنية والسلطة المحلية وكل القوى والشخصيات الاجتماعية والاحزاب أن يشتغلوا فريقاً واحداً ولن يكون هناك طرف آمن إذا تفجرت الأمور سواء في تعز او في صنعاء أو في أي مكان.

وأضاف النائب الحميري: إن القضية الأمنية هي قضية الجميع ويجب أن نستشعر ذلك ويجب ان يضعوا حدا للمظاهر المسلحة والكل يشتغل فريقا واحد سواء كانوا جهات امنية أو سلطة محلية أو شخصيات اجتماعية أو احزاب .

وطالب الجميع وقف كل مكايدات والمناكفات والاستقواء بالسلاح أو الاستعراض لأنه لا يمكن اخضاع احد بعامل السلاح بقدر ما هو يثير الفوضى ، والسلاح غالبا ما يكون ضحيته في النهاية من رفعوه قبل غيرهم .

البرنامج الاستثماري

وعن تردي التنمية في محافظة ومن يقف وراء ذلك قال الحميري : نتكلم عن التنمية والأمور واقفة على مستوى اليمن موضحاً: أنا أتابع البرنامج الاستثماري وأنا عضو مجلس نواب الذي ينزل معتمد لكي يصوت عليه مجلس النواب منذ 4 سنوات لم ينفذ منه شيء لا على مستوى المشاريع المركزية ولا على مستوى المشاريع المحلية هذه هي التي أدت الى تردي الخدمات, إضافة الى المناسبات والمكايدات والشغلات الأخرى.

وأكد النائب الحميري أن الوضع الحاصل يحتاج إلى بسط الأمن والاستقرار حتى نتمكن من النهوض بالتنمية وفق رؤية واضحة وتعاون مشترك من الجميع وعلينا أن لا نعمل كجماعات او كفرق متناقضة تهد بعضها بعض.

واعتبر النائب الحميري أن تردي ا لخدمات في تعز لا شك أن المسؤولية الأولى تقع على السلطة المركزية ثم على السلطة المحلية ثم على الاحزاب والشخصيات الاجتماعية من ابناء المحافظة.

ونبَّه الحميري بالقول : نحن اليوم في تعز نقول ما هو دورنا في ظل ما يدور في صنعاء يفترض إذا حصل ــ لا قدر الله في صنعاءــ يجب أبناء تعز واقليم الجند بما فيهم أبناء إب قد يكون لهم رؤية وأن يكون لهم موقف لا يمكن أن يعودوا الى بيت الطاعة ولا يفرطوا بقضية إقليمهم ويجب أن يطالبوا بالتنمية في هذه المنطقة التي حرمت منذ عقود واستهدفت بالحرمان تعيش في ظمأ تعيش بدون ميناء وبدون مطار ،ويجب على الجميع أن يستشعروا هذا الجانب.

وأضاف الحميري: إن ما هو حاصل في تعرز ليس وليد يوم وليس وليد سنة وليس وليد عشر سنين ولكن وليد عقود استهداف يعني مقصود لتعز ولدور تعز ولذلك لا يعقل ان مدينة بجحم تعز ثاني مدينة في الجمهورية اليمنية لا يوجد لها ما يغذيها الماء و كأن الامر لا يعنيهم ، مطار تعز الذي يمثل أكبر كثافة سكانية حوله إب وتعز والضالع ومغتربين 70% مع رجال أعمال ومطار مشلول , بالإضافة إلى عدم صلاحيته كمطار بحجم تعز ، وكذا ميناء المخا الذي عُرفت اليمن به يعني محجور مع سبق إصرار وترصُّد من عقود ، كما أنه لا يوجد مدينة رياضية في تعز حتى الآن ، ولا يوجد مجمع حكومي في محافظة تعز، فالمحافظات التي صدر بها قرار جمهوري في الفترة الأخيرة بُنيت فيها مجمعات بحجم القصر الجمهوري بينما تعز لا يوجد ، أضف إلى ذلك أنه لا توجد اقسام شرطة إنما هي عبارة عن دكاكين ، و لا توجد إدارة أمن محافظة تليق بحجم تعز ، يعني لو عددت وسبق ان كتبت عن هذا الجانب تعز تكاد تكون مدينة تلقائية بقوتها الكامنة مع غفلة ليست غفلة بل هي مع سبق رصد وترصد من قبل المسؤولين كعقاب لتعز ويعتقدون بهذا الأسلوب سيحددون دور تعز رغم ان تعز لا تنظر بالنطرة الطائفية ولا المناطقية ولا بالنظرات الضيقة فهي بحجم اليمن كل اليمن.

وأضاف الحميري: إن المسؤولين هم سبب ما يحدث لتعز اليوم وأمس وأنا قلت سابقاً وليس اليوم فقط بأن هذه كانت منهجية مدروسة من عقود وأرادوا أن يعيدوا تعز قرية ولكن تعز شطت على الطوق ولن تعود ولابد لهذا الليل أن ينجلي.

فشل مَن قبلهم في عسكرتها

وعن محاولة تجييش وتسليح وعسكرة أبناء تعز قال الحميري: إن تعز هي السلم ، تعز السلام ، تعز الأمن ، محذراً من يحاول تجييش تعز أو عسكرتها بأنه سيفشل وقد فشلوا من قبلهم، وقد كانوا قد أرادوا لأبناء تعز أن يتواجهوا مع بعضهم البعض ولم يتواجه أبناء تعز مع بعضهم البعض.

ودعا الحميري الجميع إلى أن يستشعروا واجبهم نحو هذا الجاب وأن لا نقبل أن تجيش أو أن يتواجه أو أن تصدر الفتنة في تعز بأي حال من الاحوال ، مطالباً كل الجهات المعنية أن تستشعر ذلك ونكون عوناً لها وتكون عوننا لنا في هذا الجانب وعلى الجهات الأمنية والسلطة المحلية أن يطبقوا القانون على الجميع بدون استثناء وأن يضربوا بيد من حديد كل من يشذ وألاَّ يكون من لديه مسدس وقَّفوه ومن لديه رشاش وسلاح قالوا له تفضل، يعني نريد تعامل ليس بمعايير مزدوجة ولكن بمعيار واحد وسوف تختفي كل هذه المظاهر لأنها ليست من سلوك أبناء تعز وأبناء تعز وقت الشدائد والمهمات تتساقط كل هذه القضايا أمامه لن تستطيع معسكرات ومدافعها أن تركِّع تعز وتُذلها, وأن إزالة هذه الظواهر هي مسؤولة الجميع, مسؤولية السلطة المحلية, مسؤولية الاحزاب ،ويجب أن يتلاءم كل الاطراف ويضعوا حداً لذلك وإذا كان أي طرف منَّا خلاف ذلك نقف يد واحدة.. وكشف الحميري أن هناك تخاذلاً من الجميع.. تخاذلاً من الاحزاب, تخاذلاً من الشخصيات الاجتماعية, تخاذل من السلطة المحلية, لكن اليوم بوجود مدير الأمن الجديد يبذل جهود طيبة ويجب أن نكون عوناً له في هذا الجانب كلنا, السلطة المحلية وأعضاء مجلس النواب والأحزاب والشخصيات الاجتماعية يجب علينا أن نتناسى الصغائر وأن نجعل أمن المحافظة فوق كل اعتبار.

ضعف الدولة

أرجع القيادي البارز في ثورة الشباب بمحافظة تعز الأستاذ/ ضياء الحق الأهدل ما يحدث لتعز من عنف وجريمة وفوضى إلى ضعف الدولة باتجاه أساسي وأيضاً دخول أفكار جديدة على تعز ومحاولة لكسر سلميتها وفكرها السلمي ،لكن يظل الوضع الامني مسؤولية الدولة بشكل أساسي وبالتالي ضعف الدولة لعله العامل الرئيسي في إحداث مثل هذه القلاقل.

وأوضح الأهدل أن ضعف الدولة في الأساس لا شك أنه سيؤدي في النهاية إلى سقوط السقف على جميع فئات الوطن الدولة مهامها حفظ الامن والاستقرار وبالتالي ضعفها وعدم تحملها لمهامها ومسؤوليتها لا شك أن تداعيتها ونتائجها وخيمة ستقود البلاد الى حالة من عدم الاستقرار وحالة من الفوضى, لكن مع ذلك نعول على وعي الجماهيري نعول على دور منظمات عسى أن تحد من المخاطر التي تنتج نتاجاً يوازي الدول في أي مكان ما وعسى أن يكون هذا نعول عليه ولكن في تعز إن كانت ظاهرة الاختلالات قد بلغت حداً لم يكن مسبوقا قبل هذه الفترة.

وأضاف:" في الحقيقة لا تزال منظومة الفساد تنخر في الجهاز الإداري في تعز مثلها مثل غيرها من المحافظات ولكن بشكل أوضح وأشد, لا سميا في المجالات الخدمية هذه (دقيقتان و43 ثانية ) إن هناك لوبي من الفساد يشتغل في إطار مؤسسات الدولة وباطنها لا يزال متربعاً على كراسي تلك المسؤولية له دور كبير في تردي الخدمات وعدم الانتقال بالمحافظة الى ما نأمله ونأمنه , بالإضافة الى ضعف وعجز قيادة المحافظة وقيادة السلطة المحلية وهذا له الدور السلبي الواضح في مسالة تردي الخدمات ثم الوضع العام للبلد بشكلها الكامل له ودوره وآثاره.

وقال:" تعز مدينة بقدر ما هي مسالمه هي مدينة مفتوحة لكل اليمنيين حاضنة لكل توجهاتهم وأفكارهم, وبالتالي فمسالة السلاح وتوافده هي مسالة يعني نتيجة لضعف الدولة وضعف بسط نفوذها نحن نتحدث عن تعز انه يدخلون مسلحون افراد لكن يلاحظ محافظات قد سقطت بكليتها هذه مسألة عامة, وبالتالي أيضا هي الضعف العام لسلطات المحلية وأن هناك تحسنُّات في الفترة الاخيرة من قبل الأمن ويودي دوراً إيجابياً الى حدٍ كبير لكن في الحقيقة تظل بعض الاختلالات هنا وهنا وتتطلب تعاون الجميع وهذا ما نؤمله ونرجوه.

وتابع قائلاً: " لا أخفي بذلك الشكوك المماثل , لكن أنا اقول كمقاربة وضع تسقط فيه محافظات والدولة في هذه الحالة من الهشاشة والضعف لا يُستغرب أن يوجد في تعز وغيرها مظاهر مسلحة لكن تمثل جزئية لما يحدث في محافظات أخرى لنعزو ذلك كله الى ضعف لدولة وضعف السلطات بشكل عام في الحقيقة, أما أن تكون تعز مؤهله للسقوط, تعز مستعصية بحجمها السكاني المتنور المثقف بوعي أبنائها.. تعز حاول الآخرون مراراً أن يركعوها بالقوة.. والقوة لا تركع تعز ولا تُخضعها ولكن يظل الضعف الموجود يشبه مثل هذه المظاهر التي لا أظنها سترقى إلى مسألة في الأمس كان هناك تحركات للمناصرين, لمن يحملون السلاح والفكر الذي يتسلح بسلاحه كانت هشة ضئيلة ليست الا فقاعة إعلامية ممَّا يوكد أبناء وعي تعز تناما والاحداث الاخيرة في صنعا جدد وعي ابناء تعز وجعلهم اصطفاف وطنيا ليس كاصطفاف فوطني بالحجم الذي يعم الجمهورية كلها لكنه خصوصيته من الاصطفاف الذي يجعله من وجهة نظري أقوى ومتناسب مع تعز وأهلها".

غياب السلطة

أوضح بليغ التميمي ـ رئيس المجلس الثوري بمحافظة تعز سابقا ـ "أن تصاعد أعمال العنف والجريمة في محافظة تعز يعود إلى أسباب كثيرة, أولها ضعف هيبة الدولة وضعف الاجهزة الأمنية في أداء دورها وتقاعس قيادة السلطة المحلية عن القيام بواجباتها".

وأضاف: "حتى نكون منصفين أنه خلال هذه المرحلة خفَّت عمَّا كانت عليه قبل سنة، سنتين، سنة ونصف في هذه المرحلة خفت الامور يعني الانفلات الامني في تعز خفَّ عمّا كان عليه من قبل.. وترجع الاسباب أن مدير الامن الحالي جاد في تحمُّل مسؤولياته".

وتحدث التميمي عن تردي الخدمات في تعز وقال: "الخدمات متردية على مستوى اليمن بشكل عام، ليس في تعز فقط الخدمات متردية بشكل عام في صنعاء، عدن، عمران، حجة، الضالع، في كل المحافظات.. وكنا نأمل من القيادة الجديدة في تعز انها ستبذل جهود كبيرة من اجل إحداث عملية التنمية لكن ربما واقع الدولة بشكل عام أثر على عملية إحداث التنمية على مستوى تعز".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد