قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور/ محمد الظاهري، إن الحكومة والسلطة السياسية الحاكمة قد فقدت مصداقيتها لدى المواطن اليمني, معتبراً أن المبادرة الأخيرة (مبادرة اللجنة الرئاسية) جاءت نتيجة فشل النخبة الحاكمة وكل الذين شاركوا في الحوار, ورأى أن التمديد أدى إلى الفشل وأن تمديد الفشل وصعود الحوثي سينهي مشهد التمديد للحكومة والرئاسة وقال إن الحركة الحوثية تستخدم السلمية بأنياب، مطالباً تحول الحوثيين إلى حزب سياسي وحذر من سيناريوهات الحرب والتفكيك..

وقال الدكتور الظاهري- في إطلالة له على فضائية اليمن الحكومية مساء أمس- إن الحركة الحوثية اجتماعية سياسية فكرية ظهرت في وضع سياسي وثقافية سياسية معينة، مذكراً أن النظام السابق كان يستخدم تكتيكا غير مفيد سياسيا وهو إضعاف القوى عن طريق تقوية الضعيف وإضعافهما معا وهو ما أدى إلى إضعاف اليمن وإضعاف المجتمع ولذلك خرج الشباب في 2011.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء أن الحوثي يستخدم المظلومية بحروب الدولة ضدها في ظل غياب السلطة، وقال: للأسف في اليمن الحكومات لا تستمد شرعيتها من الإنجاز وإنما من محاولة شرعنة التنوع الذي أوجد في التاريخ القديم حضارة وهو الآن يوجد عدم استقرار وتهديد للمجتمع، مضيفاً: المبادرة هي في إطار إبداع العقل السياسي في ابتكار المبادرات ولكنها تعاني من أزمة حقيقة بخذلان هذه المبادرات وكان أولها وثيقة العهد والاتفاق.

ولفت الدكتور الظاهري إلى أن المبادرة الأخيرة لها قراءتان من حيث مضمونها هي تتحدث عن ما يجب أن يكون وهي خرجت عن المبادرة الخليجية التي أعطت للرئيس حق تغيير في الحكومة وليس تغيير الحكومة، واعتبر وثيقة الحوار الوطني قد اخترق بعض بنودها عندما حضور للقوى التي تستخدم السلمية بأنياب وهي الحركة الحوثية، مضيفاً إن عائق تنفيذ مخرجات الحوار الوطني مرتبط بالعقل السياسي اليمني والقوى السياسية تجيد نحت النصوص والوثائق لأنها تعجز عن محاكمة اللصوص وتعجز تلك الوثائق عن إطفاء الحرائق.

وأضاف إن اليمنيين يتحاورون على مستويين مستوى الفنادق بالبرامج والوثائق والمستوى الأخطر الآن والذي يتم الآن هو حوار البنادق والخنادق، مستفيضاً: العقل السياسي اليمني والقوى السياسية والحكومة في سلوكهم السياسي سلوك نفي الآخر.. سلوك مستبد يتعايشون مع الفساد.

وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء أن ما وصلنا إليه أحمله بالدرجة الأولى إخفاق الحكومة والسلطة السياسية أنها أنتجت وثيقة جلعت منها منتجا وطنيا لم ير النور.

معتبراً أن المبادرة وليدة (اللجنة الرئاسية) وهي جاءت نتيجة فشل النخبة الحاكمة وكل الذين شاركوا في الحوار, حيث أن وثيقة الحوار الوطني لم تر النور.

مشيراً إلى أن الحكومة والسلطة السياسة الحاكمة عجزت عن الاستجابة للحد الأدنى من مطالب المواطنين والمبادرات فقدت مصداقيتها لدى المواطن اليمني، ورأى أن ثقافة إزاحة المسؤولة للذات تتملك كثيرا من القوى السياسية، وطالب الحركة الحوثية أن تتحول إلى حركة سياسية وحزب سياسي.

وأشار إلى أن الحركة الحوثي من الذكاء تلقفت مطالب الشعب اليمني وأخطاء الحكومة وكانت أقرب للشعب، معتبراً أن المعضلة- التي تعاني منها اليمن- هو انكشافها للخارج وسيناريو الحرب مطروح اليوم للأسف وهي حرب بالإنابة وعلينا أن لا نهرب للخارج.

وقال الظاهري أحذر من تفكيك اليمن.. مشهد وارد إذا استمر الهروب من تحمل المسؤولية، موضحاً أن في اليمن هناك حرب شعارات مثل شعار الحوثي الموت لأمريكا الذي تخطى الإقليم ولكن في النهاية القتل في اليمنيين.

ونبه قائلاً: انبه واحذر أن هناك تلاق بين مصالح محلية وإقليمية ودولية للتخلص من حركة الإخوان المسلمين وتصفية أجندة سعودية إيرانية على الأرض اليمنية ويتم ضرب الإصلاح بالحوثيين وتظهر قوى جديدة نزداد انكشافا تجاه الخارج، وأردف أحذر من تفرق أيادي سبأ وأحذر من حرب بالإنابة تجري على الأرض اليمنية وانا لا أبرئ أي قوة سياسية سواء المؤتمر أو أحزاب اللقاء المشترك في سرعة انتشار الحركة الحوثية وهي شروط موضوعية لانتشار هذه الحركة، مضيفاً كنا في سيناريو التمديد الذي أدى إلى الفشل وتمديد الفشل وصعود حركة الحوثي إنهاء المشهد التمديدي للحكومة والرئاسة وحضر المشهد الانتقالي الحقيقي والوفاء لهذه المبادرات وتطبيقها ووصول الحركة الحوثية للرشد السياسي، مستفيضاً: أحذر من السيناريو الكارثي التفكيكي أن تتفكك اليمن دولة ومجتمعا واعتقد أننا كلنا خاسرون شعبا ودولة وقوى سياسية.