يومان أصفران وآخران أسودان.. مسلحو الحوثي يتأهبون للتصعيد الأكبر بالعاصمة تزامناً مع ذكرى مقتل مؤسس الجماعة..

هبرة لـ هادي: التقط الفرصة الأخيرة واحذر الفخ

2014-09-07 21:43:18 أخبار اليوم/خاص

استكملت جماعة الحوثي المسلحة ترتيباتها النهائية لما تسميه التصعيد الأكبر في المرحلة الثالثة والأخيرة وبدت ملامح وألوان هذا التصعيد من خلال الشروع في اليومين الأصفرين (اليوم الأحد وغداً الاثنين) على صعيد التصعيد داخل المخيمات وفي محيطها بأمانة العاصمة كما دعت إلى الحشد إلى شارع المطار مع تعليق ورفع الشارات الصفراء ومن المتوقع أن ينتهي اليومان بكلمة متلفزة لزعيم الجماعة عبد الملك بدر الدين الحوثي، من على قناة المسيرة التابعة له عشية أو مساء الاثنين كما اعتاد على إلقاء كلماته في أيام الجمعة والاثنين حصراً، ويليهما يومان أسودان هما يوما الثلاثاء والأربعاء من الأسبوع الجاري، حيث سيتم تعليق الشارات السوداء وعلى عكس الفعاليات المدنية في العالم التي تتدرج من الأصفر إلى الأحمر لكن الحوثيين سيتدرجون من الأصفر إلى الأسود على غرار الثورة الخمينية في فبراير 1979م بعد أن أدوا الصرخة في الساعة التاسعة من مساء يوم الخميس ليل الجمعة المنصرم وعلى غرار ما حدث في آخر ليلة جمعة سبقت الثورة الخمينية في إيران..

مصادر مقربة من مخيمات الجماعة داخل ومحيط العاصمة أدلت بمعلومات متطابقة عن تصعيد العصيان (المختلف) كما سماها الحوثي اليوم الأحد وغداً الاثنين من خلال التوسع في قطع الشوارع بالعاصمة بالقوة من جهة ومن خلال إقحام مؤسسات الدولة المختلفة في اعتصامات وعصيان ورفع شعارات قد تستمر لنحو 6 ساعات أي فترة الدوام الصباحية مع التدرج يوم غد ورفع الوتيرة وتوسيع رقعة العصيان بقطع الطرقات الرئيسية في أحياء العاصمة..

وأضافت المصادر أن التصعيد الأكبر سيكون يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين 9/9 و10/9/2014م الجاري بالتزامن مع الذكرى العشرين لمقتل مؤسس الجماعة الحوثية/ حسين بدر الدين الحوثي في جرف سلمان بعزلة مران من مديرية حيدان محافظة صعدة في 10/9/2004م على يد قوات الجيش إبان تمرده وما عرف بالحرب الأولى في صعدة التي انتهت بيوم مقتله..

وأردفت المصادر أن التصعيد الأكبر يومي الثلاثاء والأربعاء سيرافقه رفع الشارات السوداء حداداً على زعيم جماعتهم الروحي وتقليداً لما حدث في الساعات الأخيرة قبيل اندلاع الثورة الخمينية في إيران, مشيرين إلى أن التصعيد الأكبر سيكون من خلال الاتجاه نحو تعطيل العمل في المؤسسات الرسمية واقتحامها وإسقاطها من داخلها وخارجها باسم الاعتصامات السلمية والعصيان السلمي والاقتحام السلمي, بما في ذلك المؤسسات الحيوية في قلب العاصمة من رئاسة وقصر جمهوري ومكتب رئاسي ومباني البرلمان والحكومة والشورى والوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية المختلفة وفي لحظة متزامنة مع قطع تام للطرقات في مداخل العاصمة من جميع الاتجاهات بالقوة عبر مسلحي المخيمات المرابطين في مداخل العاصمة لعزل العاصمة عن المحافظات كما يتم حصار وإسقاط المؤسسات من الداخل وعزل الأحياء في العاصمة عن بعضها البعض بعد أن تم إنجاز تلك الخطط وتم تقسيم العاصمة إلى مربعات في بداية المرحلة والتي مكنتهم من قضم شمال العاصمة بصورة مباشرة وتقطيع ما تبقى بصورة غير مباشرة وسيتم ذلك تدريجياً خلال الأيام الأربعة المتبقية من الأسبوع الجاري وابتداءً من اليوم..

إلى ذلك تستمر جماعة الحوثي في التعبئة والحشد إلى مخيمات الاعتصام التي تطوق العاصمة كما نفذت- خلال الثلاثة الأيام الماضية- انتشاراً في محيط المعسكرات الاستراتيجية التي تمثل طوق الحماية للعاصمة..

وأفادت مصادر خاصة أن مسلحي الحوثي قد تمكنوا من تحقيق انتشار واسع وشكلوا طوقا في محيط معسكر (48) في السواد من خلال انتشارهم في حي الوحدة المتاخم للمعسكر وفي عموم أحياء حزيز منطلقين من مخيماتهم في شارع المائة والمحاقرة جنوب العاصمة..

كما تشير معلومات أخرى إلى انتشار واسع لمسلحي الحوثي في محيط مطار صنعاء الدولي وقاعدة الشهيد الديلمي الجوية، ومعسكرات ألوية الطيران والدفاع الجوي بالمطار شمال العاصمة من خلال انتشارهم في منطقة الرحبة وبني حوات ووادي أحمد ووصولاً لدارس والروضة وحي الجراف بالعاصمة ما يشكل طوقاً مسلحاً يمكن في أي لحظة أن يهدد الملاحة الجوية والطيران كما نقلوا أسلحة إلى تلك المنطقة بما فيها مضادات طيران لاستخدامها في حال اندلعت المواجهات كما أنهم سيتخذون من المنشآت الحيوية في المطار ومحيطه السكني دروعاً لأي غارات جوية قد تأتي من قواعد الجيش والطيران الأخرى في العند بلحج أو الجند بتعز..

وبالمثل كثفت مليشيا الحوثي من تواجد مسلحيها وانتشارهم في محيط معسكر الاستقبال شمال غرب العاصمة والكائن في منطقة ظلاع همدان من خلال نشر مسلحيها المقيمين في بيت نعم من همدان والذين تنتشر دورياتهم وتصل إلى شارع الخمسين الغربي المطل على جامعة صنعاء وأحياء مذبح والسنينة بما في ذلك منزل رئيس الجمهورية/ عبد ربه منصور هادي..

وفيما يخص الجهات الغربية فإن مسلحي الحوثي المتواجدين في مخيم الصباحة المتاخم لمعسكر قوات العمليات الخاصة للجيش وألوية الصواريخ في عطان فإن الجزء الأكبر من مسلحي الجماعة يتواجدون في ذلك المخيم وفي محيط معسكر قوات العمليات الخاصة.. وتشير معلومات متطابقة من أكثر من مصدر إلى أن مليشيا الحوثي قد انتشرت من متنة إلى مند وعسكرت في مركز التدريب المهني كما تتخذ من بعض مباني الدولة والمدارس في تلك المنطقة مراكز لمسلحيها وسط تأكيدات بحشد أسلحة ثقيلة في تلك المناطق بما فيها منصات إطلاق صواريخ كاتيوشا ومدفعية ثقيلة هوزر ومدفعية هاون وعربات مدرعة ما يشير إلى أن مركز الثقل الحوثي المسلح في تلك المنطقة..

وفي الاتجاه الآخر أعلنت وزارة الدفاع ورئاسة الأركان في الجيش اليمني- يوم أمس- للمرة الأولى حالة النفير والتعبئة في المعسكرات من خلال زيارات ولقاءات ميدانية لقيادات الصف الأول للجيش اليمني رافقها تصريحات قوية للمرة الأولى منذ بدأ المعركة الحوثية داخل ومحيط صنعاء والتي دخلت أسبوعها الرابع..

وزير الدفاع اللواء/ محمد ناصر أحمد اتجه غرباً وزار معسكرات قوات العمليات الخاصة بالصباحة وألوية الصواريخ في عطان ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن/ أحمد علي الأشول، زار معسكر (48) بالسواد شرق العاصمة (الحرس الجمهوري سابقاً) والتقى قادة ألوية الاحتياط وفي طليعتها المدفعية الصاروخية والنخبة.. ومن جانبه زار نائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن/ عبد الباري الشميري، قيادة المنطقة العسكرية السادسة شمال غرب العاصمة (الفرقة الأولى مدرع سابقاً) ما يشير إلى حالة النفير والتعبئة في المعسكرات وسط تصريحات وكلمات قوية لتلك القيادات أكدت على عدم التساهل مع المخاطر الأمنية التي تحدق بالعاصمة في إشارة إلى ما تقوم به مليشيا الحوثي داخل ومحيط العاصمة..

وعلى صعيد متصل كلفت مليشيا جماعة الحوثي المسلحة, القيادي البارز فيها صالح هبرة بمخاطبة الرئيس هادي مباشرة وعبر الإعلام للمرة الأولى, حيث أطلق تحذيراً ونصيحة وخاطب هبرة الرئيس هادي قائلاً: التقط الفرصة الأخيرة واحذر الفخ وفق الموقع الرسمي لجماعة الحوثي المسلحة (موقع أنصار الله) وبعنوان هبرة: أنصح الرئيس هادي أن يلتقط الفرصة الأخيرة ويستجيب لمطالب الشعب..

وقال رئيس المجلس السياسي لأنصار الله (الحوثيين) صالح هبرة إن التعالي والغرور الذي تنظر به السلطة إلى الشعب، وعدم اكتراثها بمعاناته، بلغ بها حد الصمم عن سماع صوت الشعب، وفقدان البصر عن رؤيته وهو يحتشد في الساحات لعدة أسابيع يطالب بحقوقه المشروعة دون أن تلتفت إليه، ولم تدرك الخطأ الذي ترتكبه عندما تصر على مصادرة إرادة الشعب ومواجهته وهو مصدر شرعيتها وشرعية الدولة بكلها .

وأضاف هبرة- في خطابه- متهماً الرئيس والدولة قائلاً: إنهم قد كشفوا بممارساتهم أنهم اكثر سوءاً من - علي صالح، وانهم كانوا ينتقدون تمسكه برئاسة البلد وإذا بهم يتمسكون برئاسة حكومة أجمع العالم على فسادها، انتقدوا حكمه العائلي فاستبدلوه بحزبي إقصائي.

وتابع هبرة مهاجماً الرئيس والدولة والشعب قائلاً: إن إصرارهم على مواجهة الشعب وإرادته وبهذه الوقاحة والهمجية وذرفهم دموع التماسيح على الجمهورية والوحدة...إلخ ؛ يكشف إفلاسهم وانحطاط أخلاقهم وامتهانهم الكذب على الشعب، وأنهم لم يستوعبوا المرحلة جيداً ولم يستفيدوا مما يجري حولهم من أحداث، وإلا لكانوا قد عرفوا أن بوصلة النصر أصبحت متجهة لصالح إرادة الشعوب المستضعفة وخياراتها الحقة، وأن من يقف في مواجهة إرادة الشعوب سيهزم مهما كان حتى ولو كانت أمريكا وإسرائيل ودول الاستكبار التي وقفت في مواجهة المقاومة الفلسطينية التي نحتفل هذه الأيام بانتصارها.

وختم هبرة تصريحه الإعلامي بما سماه موقع الجماعة توجيه النصح لرئيس الجمهورية قائلاً: إنني أنصح الرئيس هادي أن يلتقط الفرصة الأخيرة ويستجيب لمطالب الشعب ولا يقبل أن يُبتز من قِبل بعض الأطراف التي تسعى لإيقاعه في فخ مواجهة الشعب، فالشعب قد عقد عزمه على مواصلة ثورته حتى تحقيق مطالبه، ولا يستطيع لا هو ولا غيره إركاع الشعب لأن عصر الهزائم قد ولى وأتى عصر المستضعفين وهذا ما اقتضته حكمة الله وإرادته ـ وفق موقع الجماعة الحوثية (أنصار الله) مساء أمس.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد