قالت صحيفة الشرق الأوسط- في مقال لها- إن الرئيس اليمني السابق/ علي عبدالله صالح, سقط سقوطًا حقيقيًا يوم 21 سبتمبر وليس صنعاء، ولا الرئيس/ عبد ربه منصور هادي هما اللذان سقطا.
ووصف الكاتب سليمان جودة- في مقاله المعنون "أزمة الرئيس اليمني"- القصة في اليمن، بأن صنعاء إذا كانت قد سقطت في أيدي جماعة من الحوثيين، لا ولاء عندهم لبلدهم الذي يعيشون على أرضه، ويتنفسون هواءه، فإن الذي سقط يومها، ليس صنعاء بالأساس، فهي سوف تعود اليوم، أو غدًا، وسوف تكون عاصمة اليمن الذي عرفناه، لأنه لا توجد جماعة تستطيع أن تهزم دولة.. لا توجد.. مهما كانت قوة الجماعة، ومهما كان هوان الدولة حد قوله.
وأضاف بأن صالح سقط سقوطًا مدويًا في نظر كل يمني محب لوطنه، وفي نظر كل عربي متشوق لأن يرى اليمن حيث يجب أن يكون، كدولة، وكوطن، وكأرض، وأشار إلى أن صالح سقط في أعيننا جميعًا ليس لأن أنصاره كما قيل في الأخبار المصاحبة لزحف جماعة الحوثيين، قد مالوا إليهم، وتواطأوا معهم، وتحالفوا إلى جانبهم.. ولا لأن قيادات الشرطة التي رباها في عصره، قد سلمت مفاتيح العاصمة للجماعة، وعادت إلى منازلها، وكأن الأمر لا يعنيها، أو كأن الرئيس عبد ربه كان عليه أن يجلب شرطة أخرى، من بلد آخر، لحماية عاصمته، وصد كل من يفكر في الاعتداء عليها، أو ترويع أهلها، وإنما سقط لأنه قضى في الحكم 33 عامًا، كانت كفيلة ببناء بلد بكامله من عدم، وليس مجرد تحديث دولة مثل اليمن، ولا إعادة بنائها، ولا الإضافة إلى ما فيها.. مردفا: فلا يستطيع المرء أن يتخيل أن يقضي حاكم، أي حاكم، 33 عامًا في الحكم، ثم يأتي الحاكم الذي بعده، ليتبين له، أن البلد على تلك الصورة المروّعة التي وصفها عبد ربه حين قال إنه تسلم شبه دولة لسلطة مفككة، ومؤسسات متوغلة في الفساد، وجيشا مقسم الولاءات، ومحافظات عدة خارج سيطرة الدولة.
وتساءل: ماذا كان يفعل علي عبد الله صالح في 33 عامًا، إذا كانت محافظات عدة في اليوم التالي لمغادرته الكرسي، خارج السيطرة، وإذا كان الفساد متغولاً إلى هذا الحد، وإذا كانت السلطة مفككة إلى هذه الدرجة.. وماذا سوف يذكر التاريخ إذا ما راح يقارن بين اليمن السعيد الذي واليمن الذي تركه لنا علي عبدالله صالح؟.
وقال: ما أشقى بعض بلادنا بمسؤوليها، وما أحزنها، وما أتعسها! وما أتعس الرئيس عبد ربه في بلد كل ذنبه أن علي عبد الله صالح كان رئيسًا له ذات يوم!
وأشار إلى صالح وبرغم انه عبء على البلد، وعلى الوطن، وعلى الأرض، وإذا به لم يضع اعتبارًا لهذا كله ولا يهمه بلد، ولا يشغله وطن، ولا تأتي على باله أرض".