اعتبرت وكالة الصحافة الفرنسية, رفض جماعة الحوثي قرار تعيين رئيس الوزراء الجديد، يثير مخاوف باندلاع مزيد من العنف.
وكان الرئيس اليمني/ عبد ربه منصور هادي, قد كلف- في وقت متأخر من يوم أمس الأول الثلاثاء- مدير مكتب الرئاسة أحمد عوض بن مبارك بتشكيل الحكومة الجديدة، بعد الاتفاق على اتفاق السلم والشراكة الذي توسطت فيه الأمم المتحدة في 21 سبتمبر، وهو نفس اليوم الذي اجتاح فيه الحوثيون العاصمة بدون مقاومة.
وأشار تقرير الوكالة الفرنسية إلى أن الاتفاق ينص على انسحاب مسلحي الحوثي من صنعاء بعد تسمية رئيس الوزراء من أجل البدء بعملية نزع السلاح وعملية الانتقال السياسي, لكن الحوثيين أدانوا بسرعة تعيين بن مبارك واعتبروا القرار "بإيعاز من قوى خارجية"، في إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة والنفوذ السعودي.
ووفقا لمراسل وكالة الصحافة الفرنسية فإن الرئيس هادي التقى مبعوثين أمريكي وسعودي بعد وقت قصير من اجتماعه مع مستشاريه لمناقشة تعيين رئيس وزراء جديد.
ويقول دبلوماسي غربي: "هناك قضايا لم يتم تسويتها مسبقا"، مضيفا بأن المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس السابق/ علي عبدالله صالح رفض أيضا التعيين.
في بيان له، المؤتمر الشعبي العام حث الرئيس هادي بإعادة النظر في "القرار غير التوافقي" واقتراح "بديل توافقي"، متهما بن مبارك بأنه "لم يكن على الحياد أو مستقل".
وقد تم الوصول إلى خمسة مرشحين من أصل 21 مرشحا، قبل أن يخفض هادي العدد إلى ثلاثة خلال اجتماعه مع مستشاريه السبعة، من بينهم ممثل الحوثيين الذي غادر الاجتماع محتجا.
أحد مساعدي هادي اتهم الحوثيين برفض القرار لأنهم "لا يريدون الوفاء بالتزاماتهم" بموجب اتفاق السلم.
وقال تقرير وكالة الصحافة الفرنسية إن الحوثيين منذ الانقضاض على صنعاء مستمرون في تشديد قبضتهم على المدينة بينما يتطلعون أيضا إلى توسيع نطاق سيطرتهم شرقا إلى حقول النفط وإلى مضيق باب المندب الاستراتيجي في جنوب غرب البلاد، مشيرة إلى أن خصوم الحوثيين يتهمونهم بتلقي الأوامر من إيران وإن رفض تعيين بن مبارك يرجع إلى ماضيه السياسي عندما كان طالبا في جامعة بغداد، حيث كان في حزب البعث الذي كان يقوده صدام حسين.
وأثارت استراتيجية الحوثيين الواضحة بالسعي لبسط سيطرتهم تدريجيا على اليمن ردة فعل قوية من جانب تنظيم القاعدة الذي لا يزال نشطاً في الجنوب والشرق ويتلقى الكثير من التجنيد وفقا للتقرير.
وقال الدبلوماسي الغربي: "ينبغي أن تستمر سلميا عملية الانتقال السياسي وينبغي أن يحافظ الرئيس هادي على شرعيته"، مؤكدا أن المجتمع الدولي لا يريد أن يرى العملية تنهار.
وأصر على أن اليمن لم تكن في مأزق سياسي، لكنه وصف الأزمة الأخيرة بـ"الحلقة المدمرة".