شهدت محافظة عدن أمس الثلاثاء حشوداً مليونية لمئات الآلاف من محافظات جنوب اليمن في ميدان العروض بمدينة خور مكسر قبل 5 ساعات من بداية الفاعليات السياسية المطالبة بالانفصال وذلك في ذكرى الاحتفال بالعيد الحادي والخمسين لثورة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (الجنوب ) ضد الاحتلال البريطاني.

وتوافد المحتشدون منذ الساعات الأولى من الصباح في حين بات الآلاف في الساحة وهم يحملون أعلام الجنوب اليمنى وصور على سالم البيض رئيس جنوب اليمن الأسبق ونائب رئيس دولة الوحدة... التقرير التالي يرصد أهم أحداث الفعالية وردود الفعل المصاحبة..

وقد تخلل الحدث العديد من الفعاليات التصعيدية إذ نصب متظاهرون جنوبيون خيام اعتصام في مدينة عدن في تصعيد جديد للمطالبة بانفصال الجنوب.. وقالت مصادر محلية في الساحة إن ناشطين من الحراك الجنوبي نصبوا خيام اعتصام في ساحة العروض لمدة ثلاثة أيام.

وأفادت قيادات في اللجنة الإعلامية للاحتفال بأن الحراك الجنوبي دشَّن عصر أمس الثلاثاء مرحلةً جديدة من التصعيد المطالب بالانفصال. وقالت مصادر إن نُشطاء في الحراك الجنوبي يقومون بنصب الخيام في ساحة العروض بعدن وأن الاحتفال بالذكرى الـ51 لثورة 14 أكتوبر متواصل.

وقال نائب رئيس اللجنة الاعلامية للاحتفال ماجد الشيعبي: إن بعض الجنوبيين المشاركين في السلطة توصّلوا إلى قناعة باستعادة الدولة ومنهم وزيرة حقوق الإنسان حورية مشهور.

وتوافد الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي إلى ساحة العروض في عدن كبرى مدن جنوب اليمن للمشاركة في إحياء الذكرى الـ51 لثورة 14 أكتوبر ضد الاحتلال البريطاني، ولإطلاق اعتصام مفتوح للمطالبة بالانفصال واستعادة دولتهم السابقة التي كانت مستقلة حتى عام 1990.

وردد المشاركون هتافات من بينها: "ثورة يا جنوب"، معلنين رفضهم نتائج مؤتمر الحوار الوطني الذي أنهى أعماله في 25 يناير/كانون الثاني الماضي، كما رفعوا صور قتلى الاحتجاجات والمواجهات التي شهدتها مناطق عديدة في جنوب اليمن.

 ويسعى الجنوبيون من خلال هذه الفعالية وما سيليها إلى حسم قضيتهم وإعلان الاستقلال في مدة تنتهي في الـ30 من نوفمبر القادم.
رفض الحوثي

ورفضت اللجنة التحضيرية لمليونية الـ14 من أكتوبر مقابلة قيادات حوثية وصلت الى عدن بغرض مقابلة اللجنة. وأكد رئيس اللجنة الاعلامية لمليونية 14 أكتوبر ردفان الدبيس رفضهم رفضاً قاطعا مقابلة قيادات من حركة الحوثي مهما كان السبب كوننا في الحراك الجنوبي السلمي نؤمن إيمانا بأن المكونات السياسية في الشمال لم تعترف أولا بقضية شعب الجنوب وحقه في استعادة دولته.

مشيراً إلى اللجنة التحضيرية عقدت اجتماعاً منتصف ليل الاثنين وقررت عدم مقابلة الحوثيين. وقال إن الاطراف السياسية في صنعاء معظمها شاركت في احتلال الجنوب في 94م.
إحراق "الحوثي" و"صالح"

وأكدت مصادر مطلعه بمحافظة عدن جنوب اليمن أن الحراك الجنوبي قام بإحرق شعارات الحوثيين وصور الرئيس السابق صالح خلال الاحتفالية التي يقيمها الحراك اليوم في ساحة العروض بعدن.

وكان الحراك الجنوبي منع الحوثيين من المشاركة في فعالية الاحتفال بالذكرى لـ 51 لثورة الرابع عشر من اكتوبر والتي حشدت لها قوى الحراك حشداً هائلاً في ساحة العروض.

وقالت مصادر إن الحراكيين قاموا بإحرق شعارات الحوثيين وصور زعيمهم عبدالملك الحوثي بالإضافة الى صور الرئيس السابق صالح ورميها على الأرض فيما قاموا برفع شعارات مطالبة بالانفصال ورفع علم دولة ما كان يُعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

ومنع الحراك الجنوبي وفداً من الحوثيين برئاسة علي البخيتي من المشاركة في الفعالية والذين وصلوا الى عدن قبل أيام ..مشيرين الى أنهم ألزموهم بالعودة الى صنعاء أو البقاء في الفنادق التي نزلوا فيها.

فيما يرى مراقبون أن لا فرق بين من يرفع شعارات الحوثيين ومن يرفع الشعارات المُطالبة بفك الارتباط وأن والهدف واحد في تمزيق الوطن الواحد في ظل تناقض غير مسبوق في اليمن وتصارع المصالح المختلفة.
إنزال علم الوحدة

وقام متظاهرون ينتمون إلى الحراك الجنوبي - الذي يطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله - بإنزال أكبر علم للجمهورية اليمنية في عدن وسط تهليل المتظاهرين وهتافهم "بالروح والدم نفديك يا جنوب".
باعوم يقرر

حسن أحمد باعوم رئيس المجلس الأعلى للحراك الجنوبي قال في كلمة له بالمناسبة إن الحق الشرعي لشعب الجنوب بموجب جميع الأعراف والمواثيق الدولية يُوجِب اليوم اهتمام المجتمع الدولي لاسيما وسط انجراف أقطاب شمال اليمن إلى الصراعات والانفلات الأمني الذي ينذر بالخطر على حالة السلم والاستقرار العام بالمنطقة الإقليمية والعالم أجمع".

ودعا باعوم أبناء الجنوب إلى الخارج العودة إلى أرض الوطن للعمل جنباً إلى جنب حتى يستوعبوا إرادة شعب الجنوب في الداخل ويستطيعوا التعبير عن إرادته بمصداقية.

وقال: تحل علينا هذه الذكرة المجيدة اليوم والجنوب أرضاً وشعباً تحت سنابك نفوذ النظام اليمني منذ 7/7/1994م .. هذا المستوطن الشمالي الذي رفضه شعبنا الأبي وتمثل ذلك الرفض منذ انبثاق ثورتنا الجديدة المباركة في العام 1998م التي هب إليها واندرج في إطارها كل أبناء الجنوب الأحرار التوَّاقين إلى التحرير والاستقلال واستعادة الهوية لإقامة دولة حديثة تواكب العصر ولا تنتمي إلى الماضي البغيض ولا تعود بنا إلى حضيرة "اليمننة"- حد قوله-, يضع ثوابتها ويحدد ملامحها شعب الجنوب دون وصاية ..

وأضاف: إن التحرير والاستقلال هو الأساس الاستراتيجي الذي ترتكز عليه ثورتنا وهو أيدلوجية وطنية لشعب الجنوب قدَّم من أجلها وما زال يقدم أعظم التضحيات الجسام ، لذلك فإن التفريط في هذا الهدف السامي لشعب الجنوب هو بمثابة التفريط في قضية هذا الشعب العظيم ــ حد قوله.
كسر الحواجز

اللجنة التحضيرية لتكتل أبناء عدن الجنوبي، قالت إن الحشود المليونية التي تواجدت منذ يومين بساحة العروض استطاعت أن تكسر الكثير من الحواجز، وأوصلت صوت شعب الجنوب إلى كل شعوب العالم.

وأضافت اللجنة في بلاغ صحفي: لقد احتفل أبناء الجنوب اليوم بالذكرى 51 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، التي كانت نقطة تحول في تاريخ الشعب الجنوبي الذي تمرد على الغزاة وأعلن عن مقاومته الباسلة لهم ليتوِّج نضاله وتضحياته بجلاء المستعمر الأجنبي. ودعت اللجنة التحضيرية كافة مكونات الحراك الجنوبي لنصب الخيام والاستمرار إلى الاعتصام حتى يتم الإعلان عن فك الارتباط عن الشمال. واستغربت اللجنة التحضيرية لتكتل أبناء عدن من عدم إصدار بيان رسمي حول فعالية اليوم، مؤكدة بأن تأجيل إصدار بيان رسمي هو أمر مرفوض ولعب بعواطف أبناء الجنوب.
دعوة للأمم المتحدة

وقد دعت حشود جماهيرية في فعالية ثورة 14 أكتوبر التي أقيمت بساحة العروض بخور مكسر بمحافظة عدن الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى النظر في حق شعب الجنوب في استعادة دولته المسلوبة منذ العام 94م .

وقال المشاركون إن أبناء الجنوب لن يصمتوا بعد اليوم في سبيل فك ارتباطهم عن صنعاء ورفض أية مشاريع قادمة من هناك بعد أن استعاد شعب الجنوب كلمته من جديد لبناء دولة النظام والقانون التي ستحمي المنطقة من ويلات الإرهاب والصراع متى ما حظيت بدعم دولي وإقليمي.
فشل الإشهار

وكشفت مصادر عن أن الجهود السياسية التي بذلتها عدد من القيادات الجنوبية برعاية مجموعة 33 الجنوبية خلال الاسابيع الماضية بهدف إشهار مجلس سياسي جنوبي موحد تحت مسمى مجلس الانقاذ الجنوبي لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق موحد.

وقالت مصادر في الحراك الجنوبي لـ"عدن الغد" : إن اشهار مجلس الانقاذ الجنوبي الذي كان مقرر له أن يتم إشهاره في الـ 13 من أكتوبر 2014 تم تأجيله إلى ما بعد فعالية 14 أكتوبر بسبب عدم توافق مكونات وقيادات الحراك الجنوبي على قيادة موحدة. وبحسب المصادر فإن نشطاء في مجموعة 33 الجنوبية التي قادت هذه الجهود لازالوا يواصلون مشاورات سياسية بين القيادات الجنوبية بهدف التوصل إلى اتفاق شامل .

وأصدرت مجموعة 33 الجنوبية بهذا الخصوص بياناً قالت فيه إنها وصلت إلى تفاهمات كبيرة بين كافة مكونات الحراك الثوري الكبيرة بشأن توحيد قوى التحرير والاستقلال وطرحت قياداتها الوطنية الواعية بثقة وتواضع ثوري أصيل الإجابات والحلول , والقدرة على تحقيق هذا الطموح العظيم وسط أجواء من التفكك التي تسبب بها شلة من أصحاب المصالح الخاصة نسأل الله لهم الهداية.

وقالت المجموعة: إن الاتفاق على إشهار المجلس الانتقالي المؤقت في الثالث عشر من أكتوبر الحالي ونظراً لضيق الوقت وانشغال الجميع بالترتيب للفعالية حال دون استكمال الإجراءات المتعلقة بتشكيل وإشهار المجلس , لذلك سنكثِّف من اللقاءات والمشاورات وسيتم إشهاره قريباً حرصاً منا على أن تكون كل المكونات ممثله في قيادة المجلس ومتفقه عليه.
إصلاح شبوة يُحيي

حيا التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة شبوة الجماهير التي احتشدت صباح أمس بمحافظة عدن لإحياء ذكرى ثورة 14 أكتوبر.

وفي البيان أدان الإصلاح ما تعرضت له مسيرة أبناء المحافظة المتجهة الى عدن للمشاركة في هذه الفعالية من استفزازات من قبل القوات المرابطة في منطقة الضلعة وطالب بإعادة كل المنهوبات وسرعة محاسبة المتسببين.
مخاوف

أكد محللون سياسيون في اليمن إمكانية فرض الجنوبيين دعوات الانفصال عن الشمال في ظل التطورات الجارية اليوم بالعاصمة اليمنية صنعاء، وفق ما نقلته عنهم وكالة الأنباء الالمانية العالمية التي قالت إن الجنوبيين في اليمن يستعدون لإقامة فعاليتهم المليونية التي دعت اليها فصائل الحراك الجنوبي احتفاءً بالعيد الـ 51 لثورة 14 تشرين أول/أكتوبر بمحافظة عدن عاصمة الجنوب السابقة ..

وأطلقت فصائل الحراك الجنوبي دعوات لأبناء المحافظات الجنوبية للزحف نحو عدن للمشاركة في “مليونية الحسم” ــ كما أطلقت عليها ــ. وسط مخاوف شمالية من إمكانية تحقيق الجنوبيين لما يطالبون به ويصبون إليه سلميا، منذ عدة سنوات ماضية.

ويرى مراقبون أن فُرص دعوات الانفصال عن شمال اليمن أصبحت ممكنة، خاصةً بعد سيطرة جماعة الحوثي (أنصار الله) على العاصمة صنعاء، وفي ظل ضعف واضح في أجهزة الدولة التي غدت مهددة بالانهيار.