"أخبار اليوم" تكشف الحقيقة الكاملة للقصة..

ليلة سقوط ذمار!!

2014-10-27 08:55:07 تقرير/ محمد الواشعي

سقطت مدينة ذمار بعد أن دخلها مسلحو جماعة الحوثي بغتة فجر الثلاثاء الماضي 15 /10 /2014م ،حيث فوجئ المواطنون بانتشار نقاط التفتيش في الشارع العام و شارع رداع و على مداخل المدينة من كل الاتجاهات.

بداية تشير معلومات لـ" أخبار اليوم" عن حصول تنسيق مسبق بين الحوثيين و قائد المنطقة العسكرية السابعة علي محسن مثنى و مدير أمن المحافظة عبد الكريم العديني وقيادات أمنية و عسكرية وحزبية ومشائخ قبليين موالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح في محافظة ذمار باستثناء المحافظ المستقيل اللواء يحيى علي العمري الذي فوجئ أيضاً بانتشار المسلحين الحوثيين في شوارع المدينة.

المحافظ يستقيل

تقول مصادر مقربة من محافظ ذمار اللواء يحيى العمري إنه حاول التواصل مع رئيس الجمهورية ووزير الدفاع ، يوم انتشار المسلحين لكن لم يتمكن من التحدث إليهم بحجة انشغالهم في تلك الأثناء، فحاول التواصل مع قائد المنطقة العسكرية السابعة و مدير أمن المحافظة إلا أن تلفوناتهم كانت مغلقة، الأمر الذي أثار غضب العمري و شعر بوجود مؤامرة ما دفعه إلى تقديم استقالته من منصبه.

و قد رفض الرئيس هادي والمجلس المحلي استقالته وطالبوا بعودته إلا أن العمري أصر على عدم العودة إلى منصبه و غادر مدينة ذمار و فوّض نائبه مجاهد شائف العنسي الأمين العام للمجلس المحلي لإدارة شئون المحافظة.

و نقلت المصادر عن العمري قوله في مكالمة هاتفية مع الرئيس هادي انه لا يشرفه البقاء في قيادة محافظة تحكمها المليشيات المسلحة ،و لن يقبل أن يجر قبيلته "الحداء" إلى العنف و الدخول في صراعات مع المليشيات.

و تلقى العمري اتصالاً هاتفياً من الرئيس المخلوع حاول خلاله إقناع العمري بالعودة إلى منصبه و هو سيتكفل بحمايته، فرد العمري غاضباً: "لم تستطع حمايتنا وأنت في سدة الحكم ،فكيف ستحمينا اليوم "-حسب المصادر.

رفض استقالة العمري من الرئيس هادي و المجلس المحلي دفعت مسلحي الحوثي إلى اقتحام دار الضيافة بمدينة ذمار ،و هو ما أعتبرها الكثير بمثابة رسالة موجهه لهم من الحوثيين ودار الضيافة هو مبنى فخم مخصص لاستقبال الوفود و كبار الضيوف ، والى جواره يقع المنزل الخاص بالمحافظ و يحيط بهما سور واحد ،و أقتحمه الحوثيون بعد أن كان العمري و أسرته قد غادروا المنزل بيومين و لم يتبقَ فيه إلا أفراد الحراسة فقط.

السقوط بيد الحلفاء


 لعب التحالف غير المعلن بين جماعة الحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح دوراً كبيراً في إسقاط مدينة ذمار بتلك السهولة، اذا كان سقوطها هو الأكثر نعومة عن بقية المحافظات نتيجة نفوذهم الكبير في ذمار، حيث تستمد جماعة الحوثي نفوذها من البيئة الزيدية للمدينة التي يطلق عليها "كرسي الزيدية" وتقطنها نسبة كبيرة من الأسر الهاشمية، و تعتبر ثاني أهم معقل للحوثيين بعد محافظة صعدة، بينما يستمد المخلوع صالح نفوذه من رموز نظامه وجناحه في حزب المؤتمر الذين ما زالوا يمسكون بزمام الأمور في محافظة ذمار، و هم من أشد الموالين له، و تم تعيينهم إبان حكمه قبل أن تطيح به ثورة 11 فبراير 2011م ، و تمكنوا من الحفاظ على مواقعهم على راس السلطة المحلية و المؤسسات الأمنية و العسكرية و المكاتب الحكومية ،نتيجة تجاهل الرئيس هادي و حكومة الوفاق لأصوات أبناء المحافظة المطالبة بالتغيير وإقالة الفاسدين، وهو ما سمح لصالح بإعادة استخدامهم في تنفيذ الخطة، كما عمل على استخدام مشائخ قبليين وأعضاء مجالس محلية من حزب المؤتمر قاموا بتسهيل المهمة وأدى في نهاية المطاف إلى إسقاط المحافظة وتسهيل السيطرة عليها وانتشار المسلحين والدوريات التابعة للحوثيين في المدينة وسقوطها بأيديهم كلياً دون مقاومة أو طلقة رصاص.

القوة التي أسقطتها


على الصعيد الميداني مرّ اليوم الأول من سيطرتهم على ذمار بسلام. والمسلحون مرابطون في نقاط التفتيش على استحياء يؤدون التحية للمسافرين، وهم في حالة قلق من ردة فعل غاضبة تستهدفهم، المسلحون من صعدة و عمران ،بينهم من آنس و عنس و جهران، ألتقيت بأشخاص لديّ معرفة معهم منهم جنود في الحرس الجمهوري بزي مدني ،و آخرين ممن كان يطلق عليهم "بلاطجة " من معتصمي ميدان التحرير بصنعاء إبان ثورة 2011م الذين وقفوا إلى جانب صالح .

في صباح اليوم التالي الأربعاء كان المسلحون في نقاط التفتيش أكثر جرأة من اليوم الأول بعد أن وصلت تعزيزات مسلحة للحوثيين قادمة من محافظتي عمران و صعدة ،و بعض مديريات ذمار ،في طريقها إلى رداع لقتال القاعدة، حيث شرع المسلحون في عمل مطبات ترابية في نقاط التفتيش، و لم ينصبوا فيها البراميل وشعار الصرخة إلا في اليوم الثالث من سيطرتهم على ذمار، فقد كانوا أكثر اطمئناناً من ذي قبل.

التعزيزات المسلحة المكونة من عشرات المركبات التي تقل المسلحين، كانت تصل تباعاً إلى معسكر التدريب التابع للحرس الجمهوري سابقاً بمدينة ذمار، ومن هناك تم تجهيز المقاتلين بالعتاد ونقلهم إلى أطراف مدينة رداع لمواجهه عناصر تنظيم القاعدة.

تساؤل مريب!!

لم يندفع المسلحون لممارسة أعمال عنف أو القيام بعمليات هجومية أو اقتحام أو استفزاز للمواطنين في مدينة ذمار وعلى ما يبدو أن مهمتهم محصورة في مراقبة الطرق وتأمين مرور التعزيزات المسلحة إلى رداع و إب و غيرها، إذ أن موقع ذمار الاستراتيجي الذي يربط بين شمال و جنوب اليمن ومحافظات البيضاء و إب و تعز جعل الحلفاء يحرصون على بقاء الأوضاع مستقرة في ذمار و جعلها منطقة عبور آمنة لمسلحيهم من أجل الزحف إلى رداع و يريم و إب و تعز، و افتعال أعمال عنف في ذمار سيقطع أمامهم الطريق في الوصول إلى تلك المحافظات و سيؤدي لاحقاً إلى قطع الإمدادات المسلحة عن مقاتليهم، ناهيك عن الطابع القبلي المتعصب الذي يدين بالولاء للقبيلة و المنطقة أكثر من ولائه للحزب أو التوجه السياسي و الديني ومحاولة استفزازه و إثارته قد يشكل خطراً كبيراً على السلم الاجتماعي في اليمن عموما وهو ما تدركه كافة القوى السياسية والقبلية، لذا كانت ذمار خالية من أية عمليات فوضى.

مشاهد مؤلمة

مؤلم حقاً الذل والمهانة المرسومة على وجوه منتسبي جنود الجيش و الأمن وهم يشاهدون أمامهم الحوثيين يمسكون بزمام الأمور الأمنية في ذمار، دوريات الحوثيين تمشط المدينة ذهابا وإياباً و نقاط التفتيش منتشرة في الشارع العام و شارع رداع وجميع مداخل مدينة ذمار ونقاط تفتيش أخرى في طريق ذمار- رداع مروراً بقاع سامة، و أخرى تمتد إلى الشمال باتجاه قرى عنس في حورور و العساكرة و الأقمر وصولاً إلى جبل اسبيل المطل على قيفة و المناسح "معقل القاعدة ".

مبررات الجماعة

يقول شرف الدين الرحبي -مدير مكتب قناة المسيرة بذما - إن انتشار مسلحي انصار الله يأتي بعد تلقيهم معلومات عن محاولات القاعدة تمرير سيارات مفخخة عبر مدينة ذمار، تسعى لاستهداف مقرات حكومية وتجمعات المواطنين، مشيراً إلى أن اللجان الشعبية تمكنت من ضبط سيارة مفخخة قادمة من رداع كانت في طريقها لاستهداف معسكر قوات الأمن الخاصة بمدينة ذمار، و لم يشر إلى مكان وزمان ضبط تلك السيارة المفخخة.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد