حذّر الدكتور طه علوان- المحلل السياسي وأستاذ العلوم المصرفية والمالية في جامعة عدن- من أن الوضع العام في البلاد ينذر بحرب أهلية شاملة لم تشهدها اليمن منذ قرون من الزمن.
وفي تصريح لـ"أخبار اليوم"، عزا علوان ظهور الجماعات المسلحة إلى تخلي الدولة عن مسئولياتها الأمنية في حفظ الأمن .
وقال إن الأعمال المسلحة من قبل الحوثيين والقاعدة والقبائل في محافظات" صنعاء والحديدة وإب وذمار والبيضاء" مؤشر خطير ينذر بحرب طائفية طويلة لن تتوقف.
واعتبر علوان التلكؤ حتى اللحظة عن الإعلان عن تشكيل الحكومة وفق اتفاق السلم والشراكة نتيجة أن بعض القوى مازالت تريد أن تحافظ على نفوذها وتمسكها بالحقائب الوزارية الخاصة بها, لافتاً إلى أن حكومة اتفاق السلم والشراكة لن ترى النور باعتبار الاتفاق كان شكلياً وان المعايير للمشاركين في حكومة غير مناسبة لعضوية رئاسة الوزراء.
وقال انه وحتى اللحظة لا توجد معايير وآلية واضحة بشأن تشكيل الحكومة القادمة, منوها إلى أن ما يجري يعد إنتاجاً للحكومات السابقة الفاسدة من محاصصة بين تلك القوى التي مازالت في السلطة, لافتاً إلى أن تشكيل الحكومة المقبل لن تستطيع أن تعمل شيئاً وستفشل مثل الحكومات السابقة وسيخسر في الأخير الوطن.
وقال انه يجب أن تكون هناك حكومة تكنوقراط من الشخصيات المجربة في الإدارة وليست حكومة محاصصة تعيد وضع البلاد إلى نقطة الصفر, معبراً عن استغرابه من أن يتم الإعلان بان للحراك الجنوبي سيتحصل على ستة مقاعد في الحكومة, متسائلاً أين هو الحراك أليس متواجد اليوم في ساحات الاعتصامات ويطالب بالتحرير واستعادة الدولة؟.
وأشار إلى مؤامرات داخلية وخارجية تحاك ضد الوطن شمالاً وجنوباً، داعياً العقلاء والقوى السياسية أن يتداركوا الوضع سريعاً قبل أن ينهار الوطن وذلك من خلال إيجاد مشروع وطني يخرج البلاد من الوضع الصعب بعيداً عن مخرجات الحوار والتي كانت نتائجه غير متوازنة- حسب تعبيره.
وأوضح انه اذا كان الانفصال بين الشمال والجنوب يعد حلاً فانه مع الانفصال وذلك حفاظاً على استقرار البلاد بدلاً من أن تدخل البلاد في أتون حرب أهلية لم تشهدها اليمن منذ القرون الماضية.
واعلن علون في ختام تصريحه تأييده دعوة الحوثي بعقد لقاء شامل مع كافة القوى والقبائل والشخصيات الاجتماعية من اجل الخروج بمشروع وطني جديد يتفق فيه كافة القوى ويخرج اليمن من أزمته الحالية بدلاً عن اتفاق السلم والشراكة ومخرجات مؤتمر الحوار.