في برنامج حديث الثورة على قناة الجزيرة الفضائية

الحكيمي: تمدد الحوثي جعل البعض يتعاطف مع تنظيم القاعدة

2014-12-08 13:42:05 أخبار اليوم/ رصد خاص

لم يكن الصحفي الأميركي/ لوك سمرز، قد دفع ثمن أخطاء الطائرات الأميركية بدون طيار، كواحد من عامة الأبرياء، بل هناك مئات من اليمنيين دفعوا نفس الثمن.. السادس من ديسمبر الجاري، كانت طائرات أميركية بدون طيار، تنفذ مهمة إنقاذ حياة الصحفي الأميركي لوك، من الاختطاف لدى تنظيم القاعدة في حضرموت، لكن النتيجة كانت العكس، فقد قتلته هذه العملية، ليضاف إلى طابور طويل من الأبرياء الذين وقعوا ضحايا هذه الطائرات.

هكذا جاء الخبر، طائرات أميركية بدون طيار كانت تنفذ عملية لتحرير الصحفي الأميركي من أيدي مختطفيه تنظيم القاعدة، إلا أن خطأ ما حدث في التقدير، تسبب في قتل الصحفي و10 أفراد من التنظيم.

قصة خطف الصحفي الأميركي لوك بدأت قبل 15 يوماً، وانتهت بمقتله، في حالة تكشف عن خلل كبير في هجمات الطائرات بدون الطيار، ولكن رغم هذا ما زالت الولايات المتحدة الأميركية، والمدافعون عنها يتشبثون بنجاح سياستها..

 في برنامج حديث الثورة- الذي بثته قناة الجزيرة في نفس اليوم الذي قتل فيه لوك.. برر لاري كورب- كبير الباحثين في مركز التقدم ومساعد وزير الدفاع الأميركي السابق- قرار الولايات المتحدة الأميركية التدخل عسكرياً بهذا الشكل، بالقول: أعتقد أن هناك عدة أسباب لذلك فأولا قيل لهم بأن الرهينتين سوف يعدمان خلال 72 ساعة وثانيا أردنا إيقاف عملية اعتقال الناس إن كانوا الأمريكان أو غير الاميركان كرها دون أن يدفعوا ثمن ذلك أو دون أن يعاقبوا على ذلك وأخيرا أيضا لنثبت بأن لدنيا القدرة على أن نطارد ونهاجم مثل هؤلاء الأشخاص أينما كانوا ولدينا القوة اللازمة لتحقيق لذلك.

بدائل

وعما إذا كان هناك بدائل عن عملية الطائرات بدون طيار ودفع الصحفي لوك حياته ثمناً، قال لاري مرة أخرى أقول بأن البديل كأن يكون دفع فدية وهذا بذاته سيكون إعطاؤهم حافزا وتشجيعا ليختطفوا المزيد من الأميركان كما فعل بالذين اختطفهم تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا, لم نفعل ذلك في سوريا ولن نفعل ذلك في اليمن وليس هناك بديل إذا أردنا أن نحمي أرواح الناس تذكروا لقد كانوا أحياء عندما أخذناهم لكن أحدهم مات في الطريق والآخر مات في المستشفى لكن المهم أننا أخذناهم وسحبناهم من الخاطفين.

فيما العقيد/ محمد عبد العزيز- محلل عسكري- في رده على سؤال أين كان الخلل أو أين كانت الثغرة في هذه العملية- أفاد بأن العملية قد تكون اعتراها تطورات غير محسوبة وكل عملية عسكرية نوعية قد تواجه مثل هذا الموقف وأشهد أنه خطط لها بشكل جيد ونسق مع الأصدقاء الأميركان ونفذت.

 وأضاف العقيد/ محمد عبدالعزيز, بأنه معروف أن عناصر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وتحديدا في اليمن هي عناصر شرسة ومدربة وقادرة أن تتعامل مع أي موقف طارئ ولهذا العملية وإن اعتراها ثغرة لكنها كانت تهدف وكان المخطط لها إنقاذ الرهينتين وعموما المسألة أنها أخذت طابعا أمينا وسريا ونفذت في وقت قياس وتعاملت الوحدة اليمنية الأمنية بالتعاون مع عسكريين أميركان تعاملا مهنيا رفيعا, لكن كما قلت إن عناصر القاعدة كانوا مستعدين ولهذا نفذوا انتقامهم على الرهينة ونتيجة للاشتباك تعرض الرهينة الثانية لإصابات ومن ثم الوفاة.

ولفت العقيد محمد عبدالعزيز إلى أن التعاون مع تطورات أمنية عالية الخطورة مثل هذه العملية وغيرها تعاون يتسم بالحسم ومنسق بحيث أنه أصبح التعاون الأمني سمة أساسية وقوية تجاه عناصر القاعدة لأنهم يبدو أنهم لا يقبلون بالحوار ولا يقبلون بالتفاهم ولديهم رؤية ومشروع لا ينسجم مع الدولة المدنية الحديثة ولا ينسجم مع منظومة العلاقات الاجتماعية والعسكرية والأمنية القائمة في اليمن.

 وحسب عبدالعزيز, كان متوقعا أن تحدث مثل هذه الخسارة لأن العملية نفذت وفق عمل استخباراتي كبير, لكن كما قلت إن عناصر القاعدة عناصر مدربة وجاهزة ولديها الخبرات الواسعة التي اكتسبتها سواء في أفغانستان أو في العراق أو في سوريا, هذه العناصر على صلة وعلى تواصل أيضا معها وخبراتها المكتسبة هم في تدريب مستمر في مناطق نائية يخضعون لتدريبات شاقة وقادرين أن يكونوا مؤثرين والعملية التي تمت كان يجب أن تتم لأن القاعدة كانت تهدد بقتل الرهينة الأميركي مالم تلب طلباتها.

اختراق

وعلق باسم الحكيمي- محلل سياسي- على العملية بالقول: الحقيقة أن العملية تشير إلى أن تنظيم القاعدة في اليمن يوجد فيه اختراق أمني كبير جدا ويدل على أن تحركات القاعدة في اليمن أصبحت تحت إدارة جهاز المخابرات الأميركية، ففي 25 نوفمبر من الشهر الماضي نفذت عملية وتم- من خلالها- الإفراج عن مجموعة من الرهائن كان من ضمن الرهائن الصحفي الأميركي لوك, لكن استطاعت القاعدة في اللحظات الأخيرة ان تنقله إلى شبوه.

 وأضاف الحكيمي: تم تحديد مكان لوك بدقة عالية جدا وتم تنفيذ العملية لكن أسفرت العملية عن مقتله، وفي اعتقادي التطور في هذه العملية إنه لأول مرة يكون هناك تدخل ميداني عسكري من القوات الأميركية أو المارينز الأميركي, ما هو معلوم ومتعارف عليه ويعرفه اليمنيون أن تدخل أميركا فيما يخص الإرهاب متقصر فقط على الدرونز أو الطائرات بدون طيار، إلا أن عملية يوم السادس من ديسمبر، حسب الحكيمي أكدت أن هناك إنزالا ميدانيا في العمق اليمني في اعتقادي إن هذا ربما قد يكون له تداعيات كبيرة لدى الشارع اليمني ولدى الأوساط اليمنية.. صحيح أن اليمنيين عانوا كثيرا من أعمال تنظيم القاعدة في اليمن بسبب أفعالها المروعة والصادمة للوعي والمخالفة لثقافة السلم لليمنين.

وأفاد الحكيمي أنه قد يكون هناك تداعيات من جراء هذا الخطأ، وأنه قد يوجد مستفيد وقد يكون المستفيد الوحيد من هذه الأعمال، ربما جماعة الحوثي التي تتبنى في أدبياتها وفي شعاراتها شعارات معادية للأميركان وشعارهم الذي يبدأ بالموت لأميركا في اعتقادي.

 وأشار الحكيمي إلى أن الحوثيين قد يستغلون حالة السخط الشعبي في وجود تدخل ميداني للاميركان لتجييش وتأييد موافقهم وربما قد يقدمون أنفسهم للمجتمع الدولية كطرف باستطاعته أن يعمل على مواجهة القاعدة في اليمن لأن هدف مكافحة الإرهاب هدف عالمي يشترك فيه العالم كامل وبالتالي قد يستغلون هذه الروقة في تقديم أنفسهم وفي مغازلة المجتمع الدولي أنهم الطرف القادر على مواجهة القاعدة في اليمن ويستغلون ذلك في التجييش والتأييد والحصول على شعبية جديدة لأنهم هم يتبنون هذا الشعار الموت لأميركا وشعار العداء لأميركا.

موافقة

ويؤيد لاري كورب- كبير الباحثين في مركز التقدم ومساعد وزير الدفاع الأميركي السابق- الحكيمي، إذ يقول لاري.. نعم هذا صحيح وأيضا كان لدينا موافقه من الحكومة اليمنية لتنفيذ هذه العملية ليس الأمر كما ذهبنا إلى مطاردة بن لادن, دخلنا باكستان بموافقة الحكومة وبالتالي نعم أؤيد ما قاله الزميل الضيف الآخر بأنه فعلا يستفيدون من ذلك.. وعلق العقيد/ محمد عبد العزيز- محلل عسكري- حول الدعم الأميركي للحوثيين، بالقول الشعب اليمني تأذى من العمليات الإرهابية، الأوضاع الاقتصادية تعرضت لكثير من الهزات ومازالت السياحة والاستثمار وحركة التنمية وحركة كثير من الموانئ بعض الاستثمارات النفطية أيضا إلى حركة المجتمع حركة المواطنين بين المحافظات تتأثر بالعمليات الإرهابية.

والمستفيد الأول هو أن الشعبي اليمني يريد أن يتخلص من همّ إلى جانب هموم أخرى.. الشعب اليمني متخم بالهموم والمشكلات والمعاناة والمستفيد في الأساس الشعب اليمني لأن تحجم مثل هذه التحديات الأمنية سواء كانت الإرهابية أو التخريبية.. فاليمن تتعرض لتخريب أنابيب النفط وأعمدة نقل الكهرباء تضرب اليمن, تتعرض لتهديدات كبيرة.

 ويختلف الأمر بالنسبة لمحمد ابو رمان- باحث في شؤون الجماعات الإسلامية- إذ يقول أنا في تقديري أنه لم يكن هناك بدائل بالفعل أمام الإدارة الأميركية في التعامل مع موضوع الرهينة الأميركي بغير هذه الطريقة. كونه معروف تماما أن الولايات المتحدة الاميركة أغلقت باب التفاوض مع الخاطفين في هذه الحالة وفي الحالات السابقة كلها، ولم تقم في اي سوابق بتبادل الرهائن والتفاوض بدفع فدية كما فعلت بعض الدول الأوربية من تحت الطاولة.

وحسب رمان.. الولايات المتحدة الأميركية تأذت مؤخرا كثيرا من الفيديوهات التي نشرها ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام من مشهد قتل وذبح عدد من الرهائن الأميركيين، واستطاعوا الحصول على معلومات أمنية واستخباراتية فيما يخص هذا الرهينة وحاولوا اللحاق بالوقت المتبقي القليل. ولفت رمان إلى أنه إ، كان لدى الأميركان تقدير نسب فشل للعملية معروفة مسبقا، وفي المقابل كان هناك امل أن تنجح العملية لكنهم قرروا القيام بعملية فاشله على أن يفوتوا على تنظيم القاعدة في اليمن إظهار فيديو يظهر فيه ذبح الصحفي لوك، كما هو الحال في الدولة الإسلامية في العراق والشام.

 وهذا من شأنه وفق رمان محاولة من الأميركان بتلقين القاعدة درسا ومحاولة متابعتهم، ومنعهم من القيام بأي فعل دون الوقوف لانتظار انتهاء المدة وبالتالي منع قتله أو ظهور رأسه على الفيديو.. كان الأسلوب الوحيد وضمن خيارات الإدارة الأميركية، لإفشال مخطط الفزع الذي تنشره القاعدة.

 وعلى ذات الصعيد يجزم رمان بأنه كان هناك خطأ كبير في تنفيذ العملية، فهناك حديث داخل الإدارة الأميركية حول تسريبات لبعض الصحف الأميركية يلقي باللوم على الجانب اليمني في هذه العملية ويعتبرون أن الجانب اليمني هو الذي سرب للقاعدة بعض الاختراقات الأمنية.

وهو ما يؤكد أن هناك اختراقات أمنية ومراقبة شديد للقاعدة، وهو ما جعلها تنجح في اغتيال قيادات في القاعدة في اليمن سابقا، لكن في المقابل تنظيم القاعدة لديه أذرع أمنية وقدرات وبالتالي قاتلوا حتى الموت, لكن المحير وفق رمان عدم معرفة عدد الذين قد قتلوا فيما إذا كان عدد من الكوماندوز قتل أو من العسكر اليمني في هذه العملية، ولذلك كانت العملية بحاجة لدراسة أكثر عمقا، وهذا البديل الوحيد، الذي كان أمام الأميركان، لانهم اغلقوا باب الخيارات لكن هذ البديل لم ينجح في إنقاذ الرهينة الأميركي.

أهداف أميركية

وحسب لاري كورب- كبير الباحثين في مركز التقدم ومساعد وزير الدفاع الأميركي السابق- دعم الأميركان للحوثي سيقضي على تنظيم القاعدة، كما يحصل في العراق، وحسب لأري هدفنا هو أن نتأكد من أن مجموعات مثل القاعدة في شبه الجزيرة العربية لا تكون لديها القدرة على القيام بهجمات ضد الولايات المتحدة ودول أخرى في العالم واعتقد فعلا انه بعمل هكذا كما قلت أنت بالتعاون مع مجموعة الصحوات كي نستطيع التأثير عليهم كما حصل في العراق التي أنهت وجود القاعدة عن طريق الصحوات.

وأضاف لاري ليس أمامنا خيارات كثيرة في حقيقة الأمر إذا لم نمكن طرفا ما في مواجهة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية فذلك يعني أنه سيكون أمامنا خطر ليس فقط في اليمن وتهديد للدول الأخرى بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها ليس هناك أي تشبيه متكامل ومتشابه في العراق كان لدينا قوات أعداد كبيرة آلاف الجنود تعاونوا مع الصحوات وهذه القوات كانت موجودة وحققت الكثير بفضل القوات الخاصة وأجهزة المخابرات وبالتالي لا أعتقد أن هناك بصمة أميركية ذاتها.

ومن جهته محمد أبو رمان, يعلق على لاري بالقول: لا أنا أعتقد أن توصيفه خاطئ تماما وغير دقيق تمام ولا أظن أن الإدارة الأميركية تنظر إلى الحوثيين بوصفهم صحوات, مشكلة الصحوات ومفهوم الصحوات في العراق ومحاولة استنساخها في سوريا تبقى مختلفة تماما القضية. وأضاف القضية وما فيها أن الولايات المتحدة لم تدخل الحوثيين في نظرتها إلى اليمن, ما تزال تتعامل مع اليمن من منظور خطر القاعدة لم تلتفت بعد إلى أن وجود الحوثيين وانتشارهم وسيطرتهم على المراكز بأن هذا كله سيقلب المعادلة اليمنية وبالتالي هذا سيعزز من وجود القاعدة كما قال الحكيمي.

كما سيؤدي هذا كما قال رمان إلى توفير حاضنة اجتماعية اكبر وتحالفات عشائرية طائفيه، وستكون هذه اكبر خدمة تقدم للقاعدة في اليمن، وأضاف أنه لا يعتقد أن الإدارة الأميركية نظرت من هذا المنظور، إذ كان هناك أجندة عربية تنظر إلى التمدد الحوثي للقضاء على حركة الإصلاح حركة الإخوان المسلمين. ويضيف رمان لكن إلى الآن الولايات المتحدة الأميركية لم تدخل الحوثيين في منظورها للصراع ولم تدرك خطورة سيطرة الحوثيين وتأثير ذلك على ليس فقط تمدد القاعدة بل على تحول القاعدة في اليمن نحو تنظيم الدولة الإسلامية وهذا بالفعل ما بدا من خلال الفترات الأخير في تنظيم القاعدة وظهور أصوات مؤيدة لداعش وحتى محاولة استنساخ أسلوب داعش في اليمن في الفترة الأخيرة.

خطورة الصراع

فيما قال الحكيمي أنا أقول إن الوضع في سوريا وفي العراق عندما عملت الإدارة الأميركية على دعم الحصوات أو جماعات ذات توجه شيعي في مواجهة التنظيمات المتطرفة أو ما يسمونهم بالقاعدة لم يوصل إلى نتيجة حقيقة.

وأضاف الحكيمي ذلك يودي على شروخ اجتماعية ويودي إلى أن الصراع يتحول إلى صراع طائفي في اليمن الخطورة تكمن في أن جماعة القاعدة أو القاعدة في اليمن مفروض عليها عزلة اجتماعية وأخلاقية من المجتمع اليمني بسبب أعمالها الإجرامية في اليمن.

وتمدد الحوثي في الجغرافية اليمنية ودخوله على نقاط التماس مع المناطق ذات التوجه الشافعي جعل البعض يتعاطف مع تنظيم القاعدة وبدأت هناك حاضنة اجتماعية شعبية وتتشكل لتنظيم القاعدة بسبب تمدد الحوثي ودخوله على نطاق التماس التاريخية في التاريخ والجغرافية اقصى منطقة يتحرك فيها الزيدية او الإماميون هي لا تخرج عن ذمار وصنعاء.

ويضيف لكن عندما يتوسع ويدخل إلى نقاط التماس مع المناطق ذات الغالبية الشافعية هنا تكون الخطورة وهنا يبدأ التمترس وهنا تبدأ القاعدة في إنشاء حاضنة اجتماعية وشعبية في مواجهة الحوثي وبالتالي أعتقد أننا إما ربما في اتجاه حرب أهلية اذا استمر الحوثي في التمدد في المناطق ذات الأغلبية الشافعية.

 ويقول الحكيمي أعتقد أننا سنكون أمام حرب أهلية وأعتقد أن القاعدة الآن أصبحت العزلة الاجتماعي والأخلاقية ترفع عليها بسبب تمدد الحوثي وبالتالي على الاميركان أن ينتبهوا إلى هذه المسألة انه لا يمكن محاربة الإرهاب.

وختم الحكيمي حديثه بالقول: لا يمكن محاربة القاعدة في اليمن الا من خلال بناء مؤسسة وطنية عن طريق مؤسسة الجيش هو الوحيد المخول في مواجهة جماعة الحوثي أما أن يتم دعم جماعات ومليشيات لوقف تمدد القاعدة فان هذا سيؤدي إلى تشظي النسيج الاجتماعي وسيؤدي إلى الاقتتال والحرب الأهلية في اليمن والتي لن يسلم منها الإقليم ولا المجتمع الدولي لان اليمن هي مفتاح الاقتصاد العالمي ولان اليمن تمثل عمقا استراتيجيا للعالم كله.

احتقانات

ويقول العقيد محمد عبدالعزيز إن الاتفاقية الأمنية التي تم التوافق عليها أو اتفق عليها ليس بالاتفاق المكتوب ولكن اتفاق تم بصورة مبكرة بين اليمن والولايات المتحدة الاميركية تقضي أن تنفذ أعمال أمنية ضد عناصر متشددة من تنظيم القاعدة في اليمن لأنه لا يرون في النظام وفي أيضا الولايات المتحدة الأميركية مشروعية أن يقفوا حتى للتفاوض معهم..

وأضاف" الطائرات بدون طيار تستخدمها الولايات المتحدة الأميركية في باكستان وفي أفغانستان وفي العراق وفي كثير من الدول بل إن التحالف ضد داعش وضد التطرف الداعشي في سوريا تستخدم الطيران الفرنسي والأميركي والبريطاني، القوات الخاصة اليمنية لديها القدرة, لكن ليس لديها الدعم اللوجستي الكبير والإمكانيات التي تملكها الولايات المتحدة الأميركية والعمليات التي نفذت بتنسيق وبتعاون، يعني أن قوات أمنية كبيرة نفذت بمساعدة أميركية لم تكن الولايات المتحدة الأميركية وحدها، أيضا التعامل الأمني لأن العناصر تنظيم القاعدة لم يتركوا فرصة ولم يقبلوا بأي حوار ولم يقبلوا بأي تنسيق، الجيش اليمني بدا من أبين وحتى شبوة عزان، أنا أريد أصل بك إلى أن الحاضنة الاجتماعية توفرت نتيجة لأسباب كثيرة إن الأوضاع الاقتصادية المتردية في المنطقة العربية وأولها اليمن تمثل حاضنة للإرهاب وغير الإرهاب، الظروف الاقتصادية المتهالكة في اليمن والظلم والقهر وكثير من التصرفات، أيضا المنظومة الدولية بما فيها الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة تخلق تشنجاً وتخلق عدائية ضدها، يعني ما شهدناه العملية التي تمت في الإمارات العربية المتحدة "مقتل المدرسة الأميركية " واستهداف أحد مواطني أميركا في دبي، هذه كلها احتقانات، اليمن بحاجة إلى انتشاله من الأوضاع الاقتصادية بحاجة إلى مشروع اقتصادي، أوضاعنا الاقتصادية منهارة..

في حين يرى لاري كورب أن الولايات المتحدة الأميركية بلد غني جدا إلا أن مواردها محدودة ولا يمكنها أن تتعامل مع كل الأمور في آن واحد، نحن مشاركون في العراق لفترة طويلة وبشكل عميق ونقوم بعادة قواتنا في أفغانستان وعلينا أن نتجاوب ونرد على ما يقوم به تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وأيضا نتعامل مع مقراتهم في سوريا، اذا ما نفعله في اليمن هو استخدام طائرات دون طيار لأننا لا نريد أن نبعث قوات برية على الأرض نظراً لتجربتنا الصعبة في العراق وأيضا هناك بعض المساعدات الاقتصادية توجه إلى اليمن كما أن هناك عملا نقوم به مع الحكومة اليمنية وكما قلنا سابقاً أن هذه الغارة جراء التنسيق فيها مع الحكومة اليمنية ورئيس اليمن دعم هذه العملية وبالتالي فإننا جميعاً نعمل ولكن السؤال هو نعمل بنفس القدر الذي نعمل في العراق الآن؟ كلا ولكنا ما زلنا نقوم بشيء ما في اليمن حالياً الخطر الأكبر والآني هو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وليس تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية.

حجم الفشل

غير أن محمد أبو رمان يقول: انه من يرصد الحرب على الإرهاب أو ما يسمى الحرب على الإرهاب منذ 11 سبتمبر 2001م إلى الآن يدرك تماماً حجم الفشل الذي منيت به الولايات المتحدة الأميركية في مقاربتها تجاه القاعدة ومن ثم اتجاه ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية استطاعت الولايات المتحدة الأميركية اغتيال قيادات مهمة في القاعدة واستطاعت إلقاء القبض على قيادات أخرى واعتقالها وتمكنت من تدمير حركة طالبان في أفغانستان قتلت أنور العولقي وقتلت قيادات في اليمن وقتلت قيادات القاعدة في العراق ولكن ما النتيجة اليوم؟ النتيجة أن هذا التنظيم يزداد اليوم انتشاراً ويصبح اكثر شراسة، أصبحت القاعدة تمثل طرفاً بين هلالين، تمثل اقرب إلى ما يسمى الحمائم مقارنة بتنظيم الدولة الإسلامية، ما أريد الوصول إليه أن كل المقاربة الأميركية بحاجة إلى إعادة نظر تقييم الضيف من واشنطن تقييم ربما يكون وجية من وجهة نظر أمنية وعسكرية لكن من وجهة نظر أهل المنطقة وسكان المنطقة هذه التنظيمات هي نتاج شروط موضوعية وعملية، عندما يتحدث عن الحوثيين مثلا أنا في تقديري ضمن هذه المقاربة ولا اعتقد أن ما يتحدث عنه يمثل المقاربة الأميركية ربما هو تحليله الشخصي ولكن ضمن هذه المقاربة، نحن نستنسخ ما حدث في العراق وفي سوريا نستنسخه في اليمن تماما في المرحلة القادمة لان وصفه الحرب الطائفية الأهلية هي الوصفة الممتازة لنمو مثل هذه التنظيمات ..

ويضيف" برأيي كما تفضلت في سؤالك تدخل الولايات المتحدة الأميركية لا يجوز أن يكون تدخلاً مباشراً في الحالة اليمنية من المفترض أن يتم, عبر دعم الحكومة اليمنية عبر دعم الجيش اليمني, عبر دعم الأجهزة الأمنية اليمنية وعدم تصدير الإرهاب بمعنى أنه ما عمل عليه الرئيس السابق علي عبدالله صالح في اليمن انه حاول عولمة الحالة اليمنية لجذب المساعدات العسكرية والأمنية وإلى آخره، رغم أن قصة القاعدة في اليمن كانت قصة فشل داخلي أزمة الدولة اليمنية، ولذلك بناء الدولة اليمنية بأجهزتها وأنظمتها وبمعالجة الشروط الموضوعية التي تم من خلالها هذه الجماعات هذا هو الحل، في العراق الحل هو مواجهة الأزمة السنية وحل الأزمة السنية، وفي اليمن حل الأزمات الداخلية، هنالك اليوم أزمات تعتاش عليها القاعدة وهناك تحالفات في الجنوب وحضرموت وكثير من المناطق هي التي تفسر صعود هذا التنظيم دون التعامل مع شروط صعود هذا التنظيم لا يمكن حل هذه المشكلات على الصعيد لا الأمني ولا العسكري هذه هي القضية من الألف إلى الياء ليس فقط في اليمن في العراق وسوريا واليمن وباكستان وأفغانستان وفي اغلب المناطق التي تشهد انتشاراً لهذه الجماعات.

الحل الأمني

ويؤكد باسم الحكيمي أن الحل الأمني والعسكري في مواجهة تنظيم القاعدة هو سيكون مفيد وسيمنع تمدد القاعدة وسيمنع انتشارها ولكن لن يقضي على تنظيم القاعدة، للقضاء على تنظيم القاعدة لابد من معالجات تتمثل في معالجات اجتماعية وفي معالجات فكرية لأن هذه الفكر هو ناتج عن اختلال في الفكر وكذلك المعالجات الاجتماعية، في اليمن البطالة تمثل احد العوامل الأساسية لانتشار هذه السرطان داخل النسيج الاجتماعي اليمني وبتالي المعالجات والاختلالات الفكرية والاجتماعية لم يتم إلا في ظل بناء دولة مدنية حديثة، بناء الدولة المدنية الحديثة هو من سيقطع الطريق أمام أي مشاريع تفكيكية سو كانت القاعدة أو الانفصال أو أي مشاريع أخرى، وبتالي لا نريد مساعدات مالية من الولايات المتحدة الأميركية باعتبارها راعي دولي لمكافحة الإرهاب نريد منها الدعم للعملية السياسية في اليمن نحن نشاهد تراجع في المواقف الدولية في العملية السياسية في اليمن ذلك الإجماع و ذلك الدعم المنقطع النظير للعملية السياسية في اليمن لم يعد كما كان في 2011م هناك تراجع في المواقف، الموقف الأميركي اذا كان هناك دعم للعملية السياسية في اليمن وساعد على سرعة التحول الديمقراطي وبناء الدولة المدنية الحديثة "دولة المؤسسات " هذا بدورة سيقضي على البطالة وسيوجد العدالة الاجتماعية وسيوجد المساوة، هذا كله سيعمل على إذابة كل الأفكار المتطرفة داخل اليمن، لكن بدون الدولة المدنية الحديثة وبدون بناء المؤسسات وبدون مساعدة اليمن إلى التحول الديمقراطي فان المعالجة العسكرية لتنظيم القاعدة لم يجدي والمعالجة العسكرية ستوقف تمدد الحوثي من ناحية الجغرافيا لكن القضاء عليه نهائياً لن يكون إلا من خلال الدولة المدنية الحديثة دولة العدالة دولة المساوة، لذلك على الأمريكان أو على المجتمع الدولي أن يروا انه لا استقرار في اليمن إلا بدعم العملية السياسية وعملية التحول الديمقراطي في اليمن لان في ظل التحول الديمقراطي سيتم معالجة كل الإشكاليات داخل اليمن بدون ذلك اعتقد أنها ستكون كلها عمليات جراحية قشور ولن تعالج المشكلة، أريد هنا أن أوضح نقطة أنت أثرت نقطة مهمة جدا في سؤالك للأخ السابق حول قوات الجيش اليمني أنا في اعتقادي لدينا وحدة مكافحة الإرهاب هذه الوحدة تحضا بتدريب وتأهيل عالي جدا من الولايات المتحدة الأميركية فلماذا لا تستخدم هي في إنجاز هذه العمليات الاحترازية، هناك تساؤلات كثيرة يطرحها اليمنيون اذا كان الساسة اليمنيون والإدارة الأميركية تتحدث عن تدريب عالي جدا لهذه الوحدات "وحدات مكافحة الإرهاب" ..



وحول قدرة الجيش اليمني على مواجهة تنظيم القاعدة مع التدريب الذي يقال انه تدريب عالي المستوى يقول محمد عبد العزيز: من الناحية التكتيكية ومن أداء هذه الوحدات قادرة لأنها حظيت بتدريب عالي جداً وليست هذه الوحدات فقط "وحدات مكافحة الإرهاب" التي شكلت في القوات المسلحة ولكن هناك وحدة مكافحة الإرهاب تولتها بريطانيا في قوات الأمن المركزي السابق وحدات الأمن الخاصة، الدعم اللوجستي الكبير الطيران المقدرة الاستخباراتية أيضا مقدرة الكثافة الإيرانية التي وفرتها الطائرات بدون طيار حتى لا نكذب على انفسنا الجيش اليمني او الوحدات الخاصة اليمنية لديها الشجاعة ولديها الخبرة والمقدرة التي اكتسبتها ولكنها بحاجة إلى تنسيق وتعاون مع الأصدقاء الاميركان اذا كانت الولايات المتحدة الأميركية في شمال العراق لم تستطيع أن تواجه داعش وتعاملت معها بطائرات فلماذا نكذب هذه العناصر التي تتبع تنظيم القاعدة في اليمن مدربة تدريباً عالياً عندها مقدرة قتالية عالية جداً عندها مقدرة للتضحية والموت، ناس تريد أن تموت كيف ستتعامل معها؟ أيضا أنها تحتمي في حاضنات اجتماعية وتختفي أيضا في مشكلات كما تفضل ضيفكم وقال إن هناك مشكلات اجتماعية تنشأ نتيجة للصراعات القائمة سواء سابقة أو الحالية فتتخفى من حولها ولكنها ليست بنفس المنظومة العراقية أو الألم العراقي، لدينا قدرة اجتماعية لاستيعاب هذا التعدد لاستيعاب هذا الانتفاخ السرطاني واحتوائه ولكن الوضع الاقتصادي للبلد وضع تعبان ومزعج، إذا كان الوضع الاقتصادي للبلد تعبان كيف سيكون الجيش، هناك الدعم اللوجستي المقدر على حمل هذه القوات المقدرة على تنفيذ العمل الاستخباري هذه كلها مكلفة وعالية وباهظة الكلفة حتى لا نكذب على انفسنا ونريد ان نوظف قدرات الجيش اليمني بعد أن تعرض لكثير من الهزات الأخيرة في صراعه السابق وصراعه اللاحق, هذه كلها أوجدت لديه فجوة ومشكلات كبيرة جدا واعترفت القيادة بذلك وهناك اعتراف.. على مستوى الإعلام, اليمن بحاجة إلى وضع اقتصادي مستقر وبحاجة إلى دعم اقتصادي إلى تلافي كارثة يمكن أن تهدد النسيج الاجتماعي بالجوع وبالفوضى الشاملة اذا لم تعالج المشكلات الاقتصادية.. المشكلة الأمنية ماهي إلا فرع.

ويقول باسم الحكيمي إن من يحكم صنعاء هي جماعة الحوثي من يسمح بسقوط وهبوط الطائرات هو جماعة الحوثي وبالتالي عملياً هم من يحكمون صنعاء، لكن في اعتقادي ان التشوه في العملية السياسية الذي حصل في اليمن هو بسبب فشل هذه النخب السياسية التي تدير البلاد، نخب سياسية ترتهن لصراعات وثقافات الماضي وبالتالي هي كانت جزءا من المشكلة التي حصلت في اليمن للأسف الشديد نحتاج أن نغير النخب السياسية، نحتاج إلى نخب سياسية اذا اردنا ان ننتج واقعا جديدا، لأن النخب السياسية للأسف الشديد كانت جزء من الوضع الذي حصل في اليمن كان هناك العديد من المهام والتسويات التي يجب إنجازها خلال المرحلة الانتقالية السابقة لكن للأسف السلطات المعنية لم تستطع أن تنجز هذه المهام أو ربما تعاملت معها ببرود وفتور ما سمح لأطراف معينة بأن تملا هذا الفراغ الموجود في المشهد السياسي وأن تصدر نفسها كحاكم لليمن، لذلك أعتقد أن المرحلة القادمة تحتاج إلى مغامرين سياسيين، التردد الذي يمارسه الرئيس هادي في إدارة المرحلة يساعد القوة الرافضة لمشروع التغيير فيب إرباك المشهد ويساعد على تقويض العملية السياسية.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد