وثيقة مخالفات مالية تتسبب في إشعال أزمة بكبرى المؤسسات الصحفية الحكومية طرفاها قيادات في المؤسسة وقيادات حوثية..

صحفيون في يومية الثورة الرسمية يتصدَّون لإصدارها ويرفضون توجيهات وزيرة الإعلام بإيقافها

2014-12-17 12:18:04 أخبار اليوم/خاص

أكَّدت مصادر صحفية في كبرى المؤسسات الصحفية الحكومية باليمن "مؤسسة الثورة للصحافة والنشر" أن مجموعة من صحفيين وموظفين وفنيين وعمال المؤسسة قرروا مساء أمس إصدار صحيفة الثورة اليومية يومنا هذا الأربعاء ما يشير إلى رفضهم توجيهات معالي وزير الإعلام نادية السقاف بإيقاف إصدارها كما جاء في بيان اللجنة النقابية للمؤسسة على خلفية تدخُّل مليشيا الحوثي في شؤون الصحفية والمؤسسة..

وروت تلك المصادر الصحفية لـ"أخبار اليوم" تفاصيل ما حدث يوم أمس من خلافات حادة بين قيادات مؤسسة الثورة وقيادات حوثية في منطقة الجراف شمال العاصمة صنعاء..

وقالت المصادر: إن مندوب جماعة "أنصار الله الحوثية" فيصل مدهش قد حضر إلى مقر مؤسسة الثورة للصحافة والنشر قبل ظهر يوم أمس ووجَّه عدداً من عناصره بحراسة الأرشيف المالي للمؤسسة..

وأوضحت المصادر أن هذا التوجيه جاء بعد تلقِّي مكتب أنصار الله وثيقة مخالفات مالية صادرة عن وزارة المالية/الإدارة العامة للرقابة والتفتيش المالي ومذيلة بتوقيع معالي وزير المالية محمد منصور زمام وتحمل رقم (33093) وتاريخ 4/12/2001م وتشير وثيقة المخالفات المالية إلى ثلاث نقاط رئيسية وهي: إظهار نشاط المؤسسة على غير حقيقته فيما يتعلق بالعُهَد والمخازن وعدم التزام قيادات المؤسسة بأحكام القانون واللوائح في الصرف المالي وضعف سياسية التحصيل وتراكم المديونية لدى الغير..

وأشارت المصادر إلى أن مندوب جماعة أنصار الله الحوثية فيصل مدهش غادر المؤسسة وأعقبه حضور نائب رئيس مجلس الإدارة لشؤون الصحافة مروان دماج الذي خاطب جميع الموظفين في المؤسسة بأنه لن يسمح بتدخل أي كان في شؤون المؤسسة وعملها..

وتابعت المصادر: بعد العصر حضر مندوب جماعة الحوثي مرة أخرى وتناول القات في مقيل المؤسسة إلى بعد العشاء وتوجَّه بعد ذلك إلى مكتب مدير تحرير الصحيفة وطلب منه أن يقوم بنشر الوثيقة المتعلقة بفساد قيادات المؤسسة والصحيفة في الصحفة الأخيرة من صحيفة الثورة نفسها مع نشر تنويه بأن جماعة الحوثي لم تقم باحتلال المؤسسة وفق ما تم تداوله من أنباء..

وأضافت المصادر: إن مدير تحرير صحيفة الثورة رفض توجيهات القيادي الحوثي وكذلك أيضاً رفضها نائب رئيس مجلس الإدارة لشؤون الصحافة نائب رئيس التحرير مروان دماج الذي حضر أيضاً في المساء..

وأردفت المصادر: إن مدير التحرير قام بالتواصل مع معالي وزير الإعلام نادية السقاف وأطلعها على الموضوع وجاء الرد منها بالتوجيه بعدم إصدار الصحيفة ليومنا هذا الأربعاء..

ولفتت المصادر إلى أن مجموعة من الصحفيين والفنيين والموظفين والعمال قرروا إصدار الصحيفة ورفض توجيهات وزير الإعلام وقيادات المؤسسة مؤكدين أنهم سينشرون الوثيقة المتعلقة بالمخالفات المالية لقيادات المؤسسة في الصحفة الأخيرة من صحيفة الثورة اليوم مع نشر التنويه الذي طلبه القيادي الحوثي فيصل مدهش وذلك كرد على الأخبار التي نشرتها القنوات والمواقع الرسمية وتصريحات رئيس مجلس الإدارة بالمؤسسة فيصل مكرم..

إلى ذلك أصدرت اللجنة النقابية في مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر بياناً مساء أمس "أخبار اليوم" تنشر نص البيان الصادر عن اللجنة النقابية وهذا نصه:

"تدين اللجنة النقابية في مؤسسة الثورة للصحافة عملية الاقتحام التي قامت بها مجموعة يقولون إنهم من أنصار الله ظهر اليوم الثلاثاء بحجة مكافحة الفساد، وعصر هذا اليوم حاول رئيسهم المدعو فيصل مدهش عقد اجتماع مع هيئة التحرير والمحررين إلا أن الصحفيين رفضوا ذلك مبررين عدم تجاوبهم هذا أنهم يتبعون مؤسسات تخضع للدولة ولن يتعاملوا مع أي جهة خارج إطار الدولة.

وفي الساعة السابعة من مساء اليوم دخل الى مكتب مدير التحرير فيصل مدهش وأسامة ساري موجهين أوامر له بإصدار الصحيفة حسب ما يريدون هم بعيداً عن السياسة العامة للدولة.

وبعد التواصل مع وزيرة الاعلام وكذلك نائب رئيس مجلس الادارة لشؤون الصحافة مروان دماج والذي وصل الى الصحيفة وحاول التفاوض معهم لمدة أكثر من ساعة محاولاً إقناعهم بأن ما يقومون به لا يجوز ومُضر بمهنة الصحافة والمؤسسة، إلا أنهم مصممون على وجهة نظرهم ممَّا جعل وزيرة الاعلام نادية السقاف توجه هيئة التحرير بإيقاف إصدار الصحيفة وكذلك قام نائب رئيس مجلس الإدارة مروان دماج بتوجيه جميع الصحفيين والفنيين بإغلاق المكاتب وتوقيف الصحيفة وبناءً عليه أقفل الصحفيون والفنيون مكاتبهم وأجهزتهم وخرجوا من المؤسسة.

وإننا إذ نؤكد إدانتنا واستنكارنا لمثل هذه الأعمال التي تسعى الى هدم مؤسسات الدولة والمقامرة بالتضحية بمصالح اكثر من 1400 أسرة حيث ستكون معرضة للمجهول، فإننا وهيئة تحرير صحيفة الثورة نعلن براءتنا من أي محاولة لمن اقتحموا الصحيفة بإصدارها خارج اطار العمل المؤسسي والسياسة التحريرية المعروفة للصحيفة.

وتهيب اللجنة النقابية الصحفية في المؤسسة بجميع المسؤولين في الدولة وفي مقدمتهم الأخ رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، سرعة التدخل لإنقاذ المؤسسة وتخليصها ممَّا تتعرض له من قبل المُقتحمِين.

وتدعو اللجنة النقابية نقابة الصحفيين اليمنيين واتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين وكل منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام إلى التضامن مع صحفيي مؤسسة الثورة وجميع العاملين فيها والذين تهدد مصالحهم مثل هذه الاعمال".

من جانبها في ساعة متأخرة من مساء أمس أعلنت وزارة الإعلام عن إدانتها واستنكارها الشديدين لقيام مجموعة من الأشخاص باقتحام مؤسسة الثورة للصحافة اليوم التي يصدر عنها صحيفة الثورة الرسمية، ومحاولتهم توجيه هيئة تحرير ومحرري الصحيفة بإصدار صحيفة الثورة حسب ما يريدون وبعيداً عن سياستها التحريرية المعروفة والسياسة العامة للدولة.

واعتبرت الوزارة في بيان أصدرته(أمس) وتلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسخة منه هذا العمل تصرفاً مرفوضا وتعدياً سافرا ليس على مؤسسة صحفية رسمية فحسب بل وانتهاكا صارخاً لحرية الصحافة وحرية التعبير وخرقاً فاضحا لاتفاق السلم والشراكة الوطنية ..

وحمَّلت وزارة الإعلام الأشخاص الذين قاموا باقتحام المؤسسة المسؤولية القانونية المترتبة على استمرار هذا العمل الخارج عن النظام والقانون وقيامهم بإصدار صحيفة الثورة تحت إشراف جهات سياسية غير هيئة تحريرها المعينة بقرارات رسمية .

ولفت البيان إلى أن وزيرة الاعلام نادية السقاف كانت قد اتفقت في وقت سابق مع ممثلين لـ" أنصار الله" بتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد في المؤسسات الإعلامية الرسمية بطرق نظامية وبالتنسيق مع المعنيين في المؤسسات الإعلامية المختلفة وأن أي إجراءات لتصحيح الوضع ومكافحة الفساد ستقوم بها الوزارة بصفتها الجهة الشرعية المسؤولة أمام مجلس الوزراء وأمام الشعب . . مبيناً أن لدى قيادة وزارة الإعلام خطة مزمَّنة لمكافحة الفساد وإعادة هيكلة المؤسسات الإعلامية وستتقوم بتنفيذها وزيرة الإعلام بطريقة منهجية منظمة.

وذكرت وزارة الإعلام في ختام البيان جميع الأطراف السياسية بأن من أهم بنود اتفاق السلم والشراكة الذي وقعته هو تعهُّد كافة الأطراف والمكونات بإزالة جميع عناصر التوتر السياسي والأمني من أجل حل أي نزاع عبر الحوار وتمكين الدولة من ممارسة سلطاتها ووقف جميع أعمال العنف فوراً في العاصمة صنعاء ومحيطها من جميع الأطراف، فضلاً عن تعهُّد الجميع بوقف التصعيد السياسي والجماهيري والإعلامي ورفع مظاهر التهديد والقوة، ويشمل ذلك إلزام وسائل الإعلام الرسمية وحث وسائل الإعلام الحزبية والخاصة على وقف الحملات التحريضية ذات الطابع المذهبي أو الطائفي أو المناطقي.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد