قام عددٌ من المسلحين بقيادة القيادي الميداني لجماعة الحوثي "أبو علي الحاكم" أمس الثلاثاء بتنصيب أمين عام المجلس المحلي لمحافظة الحديدة قائماً بأعمال المحافظ صخر الوجيه الذي عزلوه.

وأكدت مصادر خاصة بأن "أبو الحاكم" عقد اجتماعاً بالعديد من أعضاء المجلس المحلي الموقعين على سحب الثقة من المحافظ صخر الوجيه لتنصيب الهيج محافظاً خلفاً للوجيه المعين بقرار جمهوري..

وأوضحت مصادر بالمحافظة أن تنصيب حسن الهيج وهو قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام قائماً بأعمال المحافظ المعيَّن بقرار جمهوري في يونيو الماضي يأتي تتويجاً لمسار إنقلابي مخالف للإجراءات القانونية المعمول بها وفقاً لقانون السلطة المحلية.

من جانبه, أكد عبد الرقيب سيف وزير الإدارة المحلية عدم صحة الإجراء الذي اتَّخذه بعض أعضاء المجلس المحلي بمحافظة الحديدة في إقالة المحافظ صخر الوجيه وتعيين أمين عام المجلس المحلي محافظاَ جديداَ للمحافظة.

وقال الوزير في تصريح لموقع “الثورة نت” الرسمي: إن قانون السلطة المحلية حدد إجراءات قانونية محددة لإقالة المحافظ تنصُّ على أن يتقدم أغلبية أعضاء المجلس المحلي بالمحافظة والمديريات بطلبٍ رسمي لسحب الثقة عن المحافظ إلى وزير الإدارة المحلية يبتُّ فيه خلال 10 أيام.

ودعا إلى اجتماع استثنائي يحضره ما لا يقل عن ثلثي أعضاء المجلس المحلي للاستماع إلى مبررات طلب سحب الثقة والتحقُّق منها كما يتم الاستماع إلى المحافظ ومبرراته في الدعوى المرفوعة لسحب الثقة منه.

وأشار إلى أنه في حال تم إقرار سحب الثقة يتم بعده إجراء انتخاب سري لاختيار المحافظ الجديد والرفع لرئيس الجمهورية باسم المحافظ الذي تم انتخابه ليتم إصدار قرار جمهوري بتعيينه.

وأكد الوزير أن قانون السلطة المحلية أقر تشريعاتٍ صارمة ودقيقة لإقالة وتعيين المحافظ حتى لا يصير الأمر فوضوياً ويتم التلاعب به.

إلى ذلك خرجت مسيرة حاشدة يوم أمس الأول بمحافظة الحديدة أكد المشاركون فيها على تمسُّكهم بالمحافظ صخر الوجيه ورفضهم الإملاءات الخارجة عن القانون.

وندَّد مئات الآلاف من المتظاهرين بموقف أعضاء المجلس المحلي بالمحافظة بتنفيذ إملاءات ميليشيات الحوثي المسلحة.

ورأى المتظاهرون أن جماعة الحوثي تقوم الآن بحملات انتقامية تستهدف الشخصيات التي انضمَّت إلى ثورة فبراير 2011م , وهو ما اعتبره المتظاهرون انقلاباً على أهداف الثورة الشبابية.

وكان المحافظ الوجيه قد دعا المتظاهرين ــ بعد أن استقرت المسيرة أمام منزله ــ إلى الالتزام بالسلمية , مؤكداً أن الإرادة لن تكون سهلة لأي قوة مهما حاولت واستخدمت الأساليب الخارجة عن النظام والقانون.

وأضاف: كنت أتمنى أن يكون اجتماع المجلس المحلي الأخير الذي وقَّعوا فيه على سحب الثقة مني , أن يتم ذلك علناً وأمام أبناء الحديدة لاطلاع الجميع على مبرراتهم لسحب الثقة أو يعرف الجميع أنها مؤامرة كيدية وتحت مبررات واهية وغير قانونية وتمَّت في اجتماع غير قانوني.

وأعلن المتظاهرون في بيانٍ لهم دعمهم وتأييدهم للموقف الوطني للمحافظ الوجيه والمتمثِّل في رفض المطالب غير القانونية التي قدَّمتها مليشيات الحوثي وطالبوه بالاستمرار في أداء مهامه القانونية والدستورية.

كما جدَّدوا رفضهم المطلق لوجود المليشيات في المحافظة ومحاولة فرض أجندتها غير القانونية بالقوة على المؤسسات والمكاتب الإدارية للدولة والتي لن يكون آخرها ما حدث من اقتحام لمبنى المحافظة الأحد الماضي.

كما طالبوا الأجهزة الأمنية القيام بمهامها القانونية والدستورية في حفظ أمن واستقرار المحافظة وحماية الممتلكات العامة والخاصة واستعادة المؤسسات والمقار الحكومية المختطفة من قبل المليشيات المسلحة.

كما أكدوا في البيان على الإسراع في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل واتفاق السلم والشراكة وملحقه الأمني والعسكري وبأن تلتزم كل الأطراف الموقِّعة عليه بالتنفيذ.

وأدانوا تصرُّفات المجلس المحلي بالمحافظة واتَّهموه بالانحراف عن أداء مهامه الوطنية والمتمثلة في خدمة المحافظة والحفاظ على أمنها واستقرارها وتحوُّله من خلال بعض أعضائه إلى أداة لإثارة الفتنة وزعزعة الأمن والسلم الاجتماعي في المحافظة.

كما أكدوا على استمرار الفعاليات الشبابية والشعبية السلمية الرافضة وجود المليشيات المسلحة حتى تصبح المحافظة خالية من كافة المليشيات المسلحة.