أكَّد الأمين العام لحزب الرابطة القيادي الجنوبي البارز محسن بن فريد أن بعض المكونات الجنوبية وبعض الأفراد الجنوبيين على علاقة بإيران, مُشيراً إلى أن هناك أطرافاً جنوبية تتشاور مع جماعة الحوثي لإقامة دولة من إقليمين..
وهاجم بن فريد من ينادون بفدرالية الإقليمين من الجنوبيين، واصفاً إياهم بأنهم لا يستطيعون أن يعبِّروا عن ذلك في أي حشد جماهيري جنوبي ولا في أي مدينة أو حتى قرية جنوبية وقال: إن المؤتمر الجنوبي الجامع هو حديث الساعة لدى الجنوبيين في الداخل والخارج؛ لأنه يبحث قيام الدولة الجنوبية ولفت إلى أن أبرز الخلافات الجنوبية/ الجنوبية هو حول الهوية معتبراً المخاوف من أي صراع أو اقتتال جنوبي/جنوبي بعد الانفصال مجرد فزَّاعة.
وقال بن فريد في حوار نشرته صحيفة الشرق الاوسط اللندنية أمس: "ننظر للأوضاع في اليمن بقلق وألم ودهشة.. وبقلق أكثر ممَّا هو قادم، فكل احتمالات الانفجار لا تزال قائمة والتوتر والاحتقان يسودان البلاد، والانفجار أمر وارد في أي وقت. وللأسف فإن الشعب اليمني العصامي الصابر في الجبال والسهول هو الذي يدفع ثمن الفلتان، وغياب الدولة، بعد ما قيل إنها ثورة. والأرجح أن تستمر هذه الحالة ( حالة اللادولة) لفترة مقبلة من الزمن".
ولفت أمين عام حزب الرابطة قائلاً: "لا نُنكر أن هناك بعض الخلافات والتباينات بين بعض المكونات الجنوبية وهذه أمور طبيعية في العمل السياسي وهي ليست ظاهرة خاصة بنا في الجنوب فقط، انظر للحالة السورية أو الحالة الليبية، على سبيل المثال, لماذا نذهب بعيداً، أنظر ماذا يجري في الشمال, هناك مخاض صعب يمر به الجنوب الآن وهناك ترقُّب لميلاد «جنوب جديد»، ومن الطبيعي حدوث مثل هذه الخلافات".
وأشار بن فريد إلى أن المؤتمر الجنوبي الجامع هو حديث الساعة الآن، في طول الجنوب وعرضه.. في المهاجر الجنوبية في مختلف أنحاء العالم. وقال: هناك آمال واسعة تعلِّقها أغلبية شعب الجنوب على هذا الحدث الوطني الكبير في هذه اللحظة التاريخية المفصلية من تاريخ الجنوب الحديث؛ لأنه يبحث قيام الدولة الجنوبية الجديدة.
وأضاف متحدثاً عن علاقات أطراف جنوبية مع إيران قائلاً: "هناك حديث عن أن بعض المكونات وبعض الأفراد الجنوبيين على علاقة مع إيران، ولكن هؤلاء خارج المجرى، والتوجُّه العام في الجنوب الذي يعتقد أن الجنوب جزء من نسيج جزيرة العرب وأن مصلحة الجنوب تكمن في الجزيرة العربية، ولا أعتقد أن هذا النفر من أبناء الجنوب سيؤثر على السير تجاه استقلال وتحرير الجنوب".
وحول المخاوف من اقتتال جنوبي/ جنوبي حال الانفصال كما تطرح كثير من القوى الجنوبية وفي مقدمتهم أمين عام الحزب الاشتراكي وغيره من القيادات اعتبر بن فريد أنها فزاعة أخرى استخدمها الرئيس السابق علي عبد الله صالح وأركان حكمه وحلفاؤه ليفتوا من عضد الجنوب وشعبه.
وأضاف بن فريد قائلاً: أبناء الجنوب عقدوا العزم على التصالح والتسامح وأقسموا بأن دم الجنوبي على الجنوبي حرام وإن حدثت بعض الخلافات والتباينات، فسيتم حلها بالحوار والتفاهم، فقد وعوا الدرس وأدركوا جميعاً أن اللجوء إلى العنف في إدارة الخلافات لا يورث غير النكبات ويكفي شعبنا الجنوبي من ويلات نتيجة للصراعات ودورات العنف الدامية.
إلى ذلك كشف مصادر خاصة لـ"أخبار اليوم" أن اجتماعاً انعقد في العاصمة اللبنانية بيروت مطلع شهر سبتمبر الجاري بحضور ستة من قيادات جماعة الحوثي يتقدمهم الدكتور/ عبدالله الحمران والشامي وأبوطالب وآخرون مع عدد من قيادات فصائل الحراك الجنوبي من الصفين الثاني والثالث قد بحثوا في ذلك الاجتماع مقترحاً لجماعة الحوثي لإقامة دولة فيدرالية من إقليمين شمالي وجنوبي..
قيادات في الحراك الجنوبي اعتبرت ذلك اللقاء والمقترحات المقدَّمة من جماعة الحوثي مجرد مغازلة لا أكثر ولا أقل؛ لأن جماعة الحوثي وأبرز حلفائها يعتبرون الفيدرالية من إقليمين مقدمة للانفصال وقد تراجعوا عن مثل هذا الخيار بعد استيلائهم على صنعاء والمحافظات الشمالية في الآونة الأخيرة..
