أعلن خالد محفوظ بحاح رئيس الوزراءــ خلال زيارته لمحافظة أبين أمس الثلاثاء ــ عن ضخ مبلغ مالي لحساب صندوق إعادة إعمار محافظة أبين خلال اليومين المقبلين، وذلك تمهيداً لاستكمال دفع التعويضات للمتضررين نتيجة الحرب التي شهدتها المحافظة ضد عناصر القاعدة.

وشدَّد بحاح في كلمته التي ألقاها أمس بحضور عدد من الوزراء وقيادة السلطة المحلية والأمنية واللجان والشعبية وعدد من الشخصيات الاجتماعية بأبين على ادارة الصندوق الالتزام الصارم بصرف التعويضات في الغرض الذي خُصِّصت له والمتمثل في إعادة إعمار ما دمرته الحرب.

وقال: يكفي هذه المحافظة ما عانته خلال السنوات الماضية بسبب التطرُّف والعنف, منوهاً الى أن المحافظة تمتلك الإمكانات الكبيرة والمتعددة خاصة في المجالين الزراعي والصناعي ، مؤكداً على أهمية مشاركة جميع أبناء المحافظة في تهيئة الأجواء والعوامل الكفيلة بالنهوض بها وتوجيهها بما يخدم تطلُّعات الجميع في تطوير أوضاع المحافظة واستقرارها والارتقاء بالأحوال المعيشية لأبنائها..

من جانبه أشار محافظ أبين جمال العاقل في كلمته الى الوضع المأساوي الذي شهدته محافظة أبين في صيف 2011م بعد سيطرة العناصر الارهابية ما التي دمرت ونهبت كل مقومات الحياة في مختلف المجالات حسب تعبيره, حاثاً الحكومة على الإسراع بالنهوض التنموي للمحافظة.

وأثناء النقاش اتَّهم الحاضرين قياده المحافظة بالفساد المستشري في المكاتب التنفيذية والتلاعب وبيع الوظائف الخاصة بالمحافظة مطالبين بصرف التعويضات الخاصة بصندوق الإعمار وإصلاح الوضع الصحي والاهتمام بأوضاع مؤسسة المياه.

وأكد خالد بحاح ، أنه يدرك حجم التعقيدات والمشاكل التي يعيشها أبناء أبين ، خاصة في مجال الخدمات الاساسية والخراب الناجم عن الاقتتال أو تلك المرتبطة بالجانب التنموي والاداري .. مؤكداً أنه سيتم مناقشة مجمل تلك القضايا من قبل مجلس الوزراء في اجتماعه المقبل .. محملاً السلطتين المركزية والمحلية والفعاليات السياسية والاجتماعية ، مسؤولية تحديد المعالجات الواقعية للمشاكل التي تواجه ابنائها والتشارك في تنفيذها، بما يعيد المحافظة الى الوضع الطبيعي والاستقرار الذي تستحقه .. مؤكداً أن الحكومة ستبذل ما في وسعها لاستكمال صرف التعويضات للمتضررين في تجاه إغلاق هذا الملف في أسرع وقت ممكن.

وأكد رئيس الوزراء على أهمية تظافر الجهود للتسريع بإعادة إعمار ما خلَّفته الحرب ، ومعالجة الآثار الناشئة عنها وإعادة تطبيع الاوضاع بشكل عام في زنجبار وكافة المدن الأخرى ..

ولفت إلى أهمية مبادرة الجهات الحكومية التي تضررت منشآتها في البدء بإعادة إعمار مكاتبها في أسرع وقت ممكن، وبحيث يتولى صندوق إعادة الإعمار وبالتعاون مع الجهات المعنية التسريع باستكمال صرف التعويضات لجميع المتضررين.

وعبَّر رئيس الوزراء عن تقديره للقوات المسلحة ورجال اللجان الشعبية على جهودهم في تأمين الجانب الأمني .. ولفت إلى أن تعزيز الامن والاستقرار من شأنه أن يساهم بشكل كبير وفاعل في إفساح المجال أمام تنفيذ الخطط والمشاريع التنموية والاستثمارية وتوفير فرص العمل المتعددة، مؤكدا أن قضايا اللجان بالمحافظة مطروحة أمام وزير الدفاع لحلها.

كما اطَّلع رئيس الوزراء على حجم الدمار والأضرار التي لحقت بالمنشآت العامة والخاصة ومنازل المواطنين في عاصمة المحافظة زنجبار، نتيجة الحرب التي خاضتها الدولة ضد عناصر القاعدة في العام 2011م.

وفي المقابل تظاهر العشرات من أنصار الحراك الجنوبي احتجاجاً على زيارة رئيس الوزراء وحكومته إلى محافظة أبين.

ورفع المشاركون أعلام دولة الجنوب وردَّدوا الشعارات الرافضة لهذه الزيارة وقاموا بإحراق الإطارات ونفذوا وقفة احتجاجية أمام مبنى المجمع الحكومي.

وقال عدد من المشاركين في المظاهرة: كان الأجدر برئيس الوزراء أن يدشن صرف التعويضات للمتضررين وإعمار ما دمرته الحرب.

وكانت قيادات اللجان الشعبية في أبين قد أقرت بعدم السماح لرئيس مجلس الوزراء وحكومته من الدخول الى أبين أمس الثلاثاء نتيجة عدم اهتمام السلطات بمحافظة أبين قبل أن تتراجع عن ذلك بعد أن تلقت قيادة اللجان العديد من الاتصالات من قِبل رئيس مجلس الوزراء والذي وعد بصرف مرتبات اللجان لشهري نوفمبر وديسمبر.