معهدها المهني جهزت مبانيه قبل أكثر من 12عاماً ومتعثر إلى اليوم وطريقها الرئيسي مليء بالحوادث وحصنها الأثري مهمل..

بعدان إب.. بعيدة عن مشاريع التنمية

2015-01-11 15:59:00 تقرير/ محمد علي المقري

مديرية بعدان إحدى مديريات محافظة إب، بعدان مديرية كبيرة ومترامية الأطراف، تشتهر هذه المديرية بأنها المديرية الوحيدة من بين مديريات المحافظة التي لا تزرع القات، وتشتهر أيضاً بتاريخها العريق وحصونها التراثية، ولكنها تعاني مثل غيرها من مديريات المحافظة من غياب الخدمات العامة وتعثر المشاريع الحكومية، فعلى الرغم من كونها منطقة زراعية بحتة، إلا أنها لم تحظَ بالاهتمام من قبل الجهات المعنية.. "أخبار اليوم" تسلط الضوء على هذه المديرية المهملة وتنقل جزءاً من معاناتها، فإلى التفاصيل..



الطريق الرئيسي الرابط بين مدينة إب ومديرية بعدان، طريق ضيق للغاية ومليء بالحفر والمطبات، بل إن أغلبيته لم يسفلت، كما هو الحال في منطقة الميدان وباب النود وطبيع القديم وأمام محطة مارح وغيره من الأماكن في هذا الطريق الرئيسي الذي يربط بين مدينة إب ومديريات بعدان والشعر..

يشكو أهالي المديرية من تزايد الحوادث المرورية في هذا الخط، ويقولون إن السبب في ذلك كثرة المنحدرات والالتواءات الموجودة فيها، بالإضافة إلى غياب الإرشادات المرورية وعدم وجود لوحات تنبه وتوضح للمسافرين والسائقين أخذ الحيطة والحذر في المنحدرات والأماكن الخطيرة، أيضاً وهو الأهم فالخط حالته يرثى لها وهو بحاجة إلى الصيانة وتجديد الاسفلت فيه من بدايته في مدينة إب وتحديداً من فوق فندق تاج إب إلى نهايته هذا الخط لا تنقطع منه الحركة ليل نهار وتمر منه يومياً أكثر من عشرة آلاف سيارة.. ورغم حيويته وأهميته إلا أنه يعاني من الإهمال فلا محلي بعدان ولا محلي المحافظة تحرك لإنقاذه وإصلاحه خدمة للمواطنين وتسهيلاً لقضاء حوائجهم، وحفاظاً على سلامة أرواحهم كون أكثرهم يموتون نظراً لوعورته وبسبب خطورته وافتقاده لمعايير السلامة..

مناشدات

أبناء بعدان الذين التقينا بهم وفي مقدمتهم الدكتور/ عبد الغني غابشة ناشدوا الجهات المعنية بإصلاح خط إب ـ بعدان، وقالو أقل واجب تقوم به الدولة تجاهنا كمواطنين تابعين لها هو القيام بترميم وصيانة وسفلتة هذا الخط.

من اسمها نصيب

يقول المؤرخون إن بعدان سميت بهذا الاسم نسبة إلى البعد والحرمان، وهي بالواقع اليوم بعيدة عن خيرات الوطن والجمهورية والثورة والوحدة، فطرقاتها وعرة ومياهها ملوثة ومشاريعها متعثرة، وهي محرومة منذ عهد الإمام بن حميد الدين إلى عهد الإمام بن بدر الدين في ظل دولة العامل عبدربه منصور هادي..

تتكون بعدان من أكثر من 15عزلة وأكثر من 300 قرية، ويقدر عدد سكانها بحوالي 300000 نسمة معظمهم مغتربون بالسعودية وأمريكا والبحرين، ويرفدون الاقتصاد الوطني بالعملة الصعبة، إلا أن مديريتهم لم يتم رفدها حتى اللحظة بمشاريع البنى التحتية ومقومات التنمية التي تحتاج إليها كافة عزلها وقراها..

يقول أهالي المديرية على الرغم من أنه يمثل المديرية ثلاثة أشخاص بالبرلمان إلا أنهم لم يفعلوا للمديرية شيئاً ولم يوصلوا لها أي مشروع.. وحمّل أبناء المديرية مسؤولية التدهور الخدمي الذي تعيشه مديريتهم الدولة والحكومة وقيادة المحافظة والمجلس المحلي للمديرية وممثليها بالبرلمان.

منطقة زراعية

تشتهر مديرية بعدان بأنها منطقة زراعية فهي تزرع الثومة والبصل والجزر والبطاط والحبوب بكافة أنواعها الذرة والشام، ولا تزرع القات، وتعد بعدان من أشهر المناطق الزراعية في بلادنا..

يشكو المزارعون في بعدان من عدم اهتمام وزارة الزراعة بمنطقتهم على الرغم من رفدها للسوق المحلي بالعديد من محاصيلها الزراعية فلا توجد منطقة من مناطق الجمهورية إلا ومنتجات بعدان الغذائية تصل إليها.

مشاريع متعثرة

في مديرية بعدان وجدنا بمنطقة طبيع مباني ضخمة وهائلة، ولكنها مغلقة، سألنا الأهالي عن هذه المباني، فقالوا إنها بنيت من قبل الدولة على أساس أن تكون معهد مهني، وقد تم الانتهاء من بنائها قبل أكثر من 12عاماً..

المباني المخصصة لهذا المعهد كلفت الدولة مليارات الريالات وإلى الآن ومنذ 12عاماً لم يتم تأثيثه وافتتاحه، المباني تحولت إلى سكن للخفافيش والحشرات الضارة.. فقد جهزت المباني بأحدث التصاميم ووصلت الدولة إلى عند التأثيث والافتتاح وعجزت. وتشير المعلومات إلى أن الفساد هو السبب الرئيسي في عدم تأثيث هذا المعهد وافتتاحه وفي تعثره أيضاً.

هناك العديد من الطرق المتعثرة في بعدان ومن أهمها طريق حيسان ـ دلال الذي يعتبر طريق حيوي وهام وله متعثر أكثر من 8سنوات، وكذلك طريق بعدان الشعر متعثر منذ أكثر من 12عاماً..

حصن مهمل

حصن حب الأثري الموجود في بعدان مهمل ونتيجة لذلك فهو معرض للاندثار والانهيار، وقيل إن هذا الحصن بني في عهد الأتراك أثناء الاحتلال العثماني لليمن، وهو يتكون من حصن ومسجد وسد للماء ومخازن للحبوب وسور مرتفع، ويقع في جبل مرتفع، إلا أن هذا الحصن الأثري لم يلقَ الاهتمام من الحكومة رغم حاجته الماسة إلى الترميم للحفاظ عليه كمعلم بارز من معالم البلد الأثرية والسياحية.. ويطالب أبناء بعدان الدولة بالقيام بواجبها في الاهتمام بالحصن وعدم تركه ينهار وهي تتفرج.

الحاجة إلى السدود

يقول الشيخ/ أحمد أحمد البارع، أحد الشخصيات الاجتماعية بالمديرية: المنطقة بحاجة ضرورية إلى السدود المائية التي تعمل على حجز وحفظ مياه الأمطار لكي يتم الاستفادة منها بدلاً من أن تذهب هباءً منثورا"..

وقال: إن الجميع يعرف أن بعدان منطقة مليئة بالسوائل وتتميز بكثافة هطول الأمطار في مواسمه وأضاف إن المنطقة لا يوجد بها أي سد مائي، وقال: إن وادي الشناسي كانت قد وعدت وزارة الزراعة ببناء سدين فيه إلا أنها لم تفِ بوعدها إلى اللحظة.

منطقة منكوبة

قال الشيخ البارع: إن مديرية بعدان تعتبر منطقة منكوبة ومحرومة من كافة مشاريع وخيرات الوطن على الرغم من أنها ترفد خزينة الدولة بالكثير من العملات الصعبة، وقال إن غالبية التحويلات المالية التي تصل إلى البلاد من الخارج مرسليها من أبناء بعدان، الذين قال إن لهم إسهامات وطنية في بناء الوطن واقتصاده إلا أن الدولة لم تبني منطقتهم ولم تعرها أدنى اهتمام.

سألت البارع لماذا لا يتكاتف أبناء بعدان من المغتربين وأصحاب رؤوس الأموال في بناء مديريتهم ويساهموا في إصلاح طرقها المتعثرة ومشاريع مياهها؟ فرد قائلاً: "أصحابنا كل واحد مشغول ببناء نفسه، فبدلاً من أن يعمروا المنطقة جالسين يبنوا عمائر فاخرة وكبيرة ويتركوها تسكنها العفاريت لأنهم هم وأسرهم ساكنين بالخارج"..

كتلة برلمانية ومحلي

وقال الشيخ البارع وعلى الرغم من أن بعدان لديها كتلة برلمانية بمجلس النواب تتكون من ثلاثة نواب يمثلونها في مجلس النواب إلا أنهم كما قال ليس لهم أي دور في خدمة المديرية وأبنائها ولا يوجد لهم أي ارتباط بمعاناة المنطقة وقال إنهم ساكنين بصنعاء ولا يزورون مديريتهم إلا في المواسم الانتخابية فقط.

وعن دور محلي المحافظة والمديرية في الاهتمام بالمديرية قال البارع: إن محلي المحافظة ومكتبها التنفيذي ومحافظها نائمين ومتعثرين لتعثر مشاريع المحافظة، وأما محلي المديرية فهو من يتحمل المسؤولية الكبرى حول ما تعانيه المنطقة من حرمان وإهمال، وقال: إن محلي المديرية فاشل ولم يؤدِ الأمانة الملقاة على عاتقه ولم يهتم بأداء مهامه في خدمة المنطقة ولم يعطيها ولو ربع اهتمامه بالحصول على أصوات أبنائها أثناء الانتخابات..

وحمّل البارع باسم أبناء المنطقة محلي المديرية وممثليها في البرلمان مسؤولية غياب المشاريع وانعدام الخدمات العامة كونهم هم من انتخبهم المواطنين ليخدموهم ويعملوا على إيصال الخدمات إليهم كما عاهدوهم في برامجهم الانتخابية، وقال البارع: إن بعدان فقيرة تنموياً وخدمياً وتحتاج إلى لفتة من الدولة والحكومة للاهتمام بها.

القضاء معطل

توجد في المديرية محكمة، ولكن ووفقاً لقول الشيخ البارع فإن المحكمة معطلة بسبب غياب القاضي، الذي قال إنه لا يحضر إلا يوم واحد في الأسبوع وأحياناً لا يدوم إلا مرة واحدة في الشهر كما قال البارع.

صحة غائبة

الوحدات والمراكز الصحية بالمطقة تفتقد إلى الكادر الطبي المتخصص، يقول الأهالي: نضطر إلى إسعاف المرضى إلى مدينتي إب وتعز لعدم وجود الخدمات الصحية في المديرية وعدم توفر كادر طبي لكافة الحالات المرضية، وهذا ما نعاني منه وبشكل يومي".

مركز الشهيد البعداني في المديرية يشكو من غياب الكادر المتخصص من الأطباء المؤهلين ويحتاج إلى رفده بكل مقومات الخدمات الصحية الكاملة حتى يكون قادراً على تقديم خدمات علاجية متكاملة غير ناقصة وغير متعثرة كما هو حاله حالياً..

المركز يحتاج إلى طبيبة نساء وولادة وإلى أطباء في كافة المجالات الأخرى حتى يوفر على الأهالي مشاق وعناء ومخاسير إسعاف مرضاهم غلى خارج المديرية..

الأهالي يقولون: "أكثر ما يؤرقنا ويتعبنا ويؤلمنا غياب الخدمات الصحية اللازمة وافتقاد المنطقة للكادر الطبي والأجهزة الحديثة بوحداتها الصحية التي تحتاج إلى إنعاش خدماتها".

الكهرباء والتعليم والضمان

المديرية الوحيدة التي وجدنا فيها المواطنين يشيدون بتواجد الضمان الاجتماعي هي بعدان فقد أشاد المواطنين بمندوب الضمان في المديرية محمد دهسان الدعيس، الذي قالوا عنه أنه عمل على إيصال الضمان إلى كل فقراء المديرية والمستحقين له.. سألنا الأهالي عن الكهرباء ومدى تواجدها فرفضوا الحديث عنها كونها، حسب تعبيرهم، المصيبة التي تشكو منها البلاد بأكملها..

وعن التعليم شكا لنا الأهالي أن معظم مدرسي المديرية مغتربون بالسعودية ويتقاضون نصف مرتباتهم بالاتفاق مع المركز التعليمي ومدراء المدارس، وقالوا: إن التعليم هش ومخرجاته ضعيفة بالمديرية، وقالوا إن وزارة التربية فاسدة "فإذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة أهل البيت كلهم الرقص".. في إشارة منهم إلى أن ربة البيت المسؤولة هي وزارة التربية والتعليم! التي حمّلوها مسؤولية الرقص واللعب والبرع الحاصل في المجال التربوي والتعليمي ـ بحسب قولهم.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد