اعتبر القيادي الجنوبي البارز، المحامي والناشط محمد مسعد العقلة, رئيس دائرة الحريات والحقوق في المجلس الوطني لتحرير واستقلال الجنوب إن ما أقدم عليه الحوثيين ووصولهم إلى دار الرئاسة يُعد استكمالاً لفرض سيطرتهم على البلاد بالكامل.
وقال العقلة في تصريح خاص لـ "أخبار اليوم": إن ما قام به الحوثيون أمس نتاج طبيعي لاستكمال إحكام سيطرتهم على القرار السياسي, مؤكداً بأن ذلك من حقهم بعد أن أصبحت تلك الجماعات هي الأقوى على الساحة اليمنية بمعية الرئيس السابق.
وأضاف العقلة: إن الرئيس عبدربه منصور هادي كان بمثابة ستار تتوارى خلفه جماعة الحوثي لتحقيق كامل أهدافها حتى لا تتعرَّض لانتقادات دولية أو أي مواقف قد تعيق برنامجها وقد نجحت في تحقيق ذلك. وباتت اليوم تحمل مسؤولية البلد وإدارته بوضوح ويكون على عاتقها اليوم تحمُّل مسؤولية البلد وإدارته بوضوح وبشكل مباشر, منوها إلى أن ما وصلت إليه الأوضاع اليوم يُعد نتاجاً طبيعياً لفشل هادي وبقية القوى السياسية الأخرى في إدارة البلدمنذ٢٠١١م.
وأشار إلى أن هادي لم يتبقَّ له بعد اليوم أي دور أو أي شرعية للبقاء بعد أن استنفدت حلقاته باستيلاء الحوثيين على دار الرئاسة ومحاصرته في منزله وأصبح تحت الإقامة الجبرية بمعية حكومة الكفاءات, الذين أصبح أمرهم جميعا تنظر فيه جماعة الحوثي، وهي مَن تُقرِّر تقديمهم للمحاكمة أو تمكينهم من البحث عن أي منفى اختياري خارج البلد, موضحاً أن للحوثيين الحق وحدهم في اختيار من يرونه لقيادة البلد وتحمُّل المسؤولية تجاه الشعب لتنفيذ برنامجها السياسي.
وعن موقف المجتمع الدولي ممثلاً بمجلس الأمن تجاه ما يحدث في مؤسسة الرئاسة بشكل خاص ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي قال المحامي العقلة: إن المجتمع الدولي اعتاد على مراقبة ما يدور في الأرض ولمن ستكون الغلبة، ويتم التعامل مع القوى المنتصرة كأمر واقع لما فيه ضمان مصالح تلك الدول وفي مقدمتها الدول الراعية، التي جرت كل هذه المتغيرات، تحت رعايتها وإشرافها وقد اتَّضح ذلك جلياً من خلال بيانات الادانة التي لا تتضمن أي مواقف جادة لما جرى في اليمن والذي كان يعوِّل عليه هادي كثيراً لاستمرار بقائه في سدة الحكم إلا أنه خذله.
وفي تعليقه على كلمة زعيم جماعة الحوثي "أنصار الله" عبدالملك الحوثي، أكد العقلة أن الكلمة تركزت على ثلاثة محاور رئيسية، أبرزها سرد المبررات التي جعلت الجماعة تُقدِم على عملية الحسم العسكري والسيطرة على مقاليد الأمور وكذلك رسائل تطمين للقوى السياسية في الداخل وكذلك دول الإقليم والمجتمع الدولي بقابلية التعاطي معها انطلاقاً من اتفاق السلم والشراكة، كما تضمَّنت رسائل تحذير لمن سيحاول الوقوف أمام ما أنجزته الجماعة وما حققته من سيطرة وكذا لمن يعيق تنفيذ سياسة وأجندة الجماعة بما فيها تنفيذ النقاط الأربع المتعلقة بمأرب والهيئة الوطنية والشراكة وفقاً لمخرجات الحوار, مضيفاً: "من المؤسف أن ما تضمَّنه خطاب السيد عبدالملك بخصوص الجنوب لا يختلف عن خطاب مراكز القوى اليمنية التي سبق وأن سيطرت على القرار الساسي وهو ما يؤكد على فرضية واحدة هي أن الجنوب وشعبة غنيمة حرب لا يمكن التنازل عنها أو التفريط بها وهو ما يحتم على كل القوى الجنوبية أن تعلن عن قيادة موحدة توافقية من رؤساء المكونات الثورية لمواجهة المرحلة ومواجهة التحدي القادم بما فيها تلك القوى التي تراهن على بعض دول الإقليم وتعدها بأن تسلِّمها الجنوب على طبق من ذهب.
