ديماريا: لم يكن مقدراً لي أن ألعب نهائي كأس العالم

2015-02-10 13:33:18 أخبار اليوم / متابعات

خلافاً لما توحي به بنيته الجسمانية، يمكن القول إن آنخل دي ماريا لاعب قوي جداً، خصوصاً إذا ما أخذنا بعين الإعتبار المشاكل التي واجهها طوال حياته: انطلاقاً من المنافسة الشرسة على مركز في منتخبات فئات الناشئين إلى أن حصل عليه بفضل الأهداف والمراوغات ووصولاً إلى تحدي الولادة المبكرة لابنته بعد ستة أشهر فقط من فترة الحمل عام 2013.

وقد اعترف دي ماريا لموقع الفيفا قائلاً "ما حدث لـ "ميا" غيّر حياتي. لم أعد أهتم بالتفاهات، بل أركز فقط على الأشياء المهمة. أنا أقوى الآن، فقد نضجت كرجل وكشخص." إنه محق في ما يقوله، فقد تمكن "إل فيديو"، كما يُطلق عليه بسبب نحالته الشديدة، بفضل قوة شخصيته من إبهار الجميع في عام 2014 وانتقل إلى مانشستر يونايتد، كما تم إدراجه من قبل زملائه في فريق السنة المثالي. حيث اعترف قائلاً "كانت مفاجأة بالنسبة لي، فقد أكنت أتمنى منذ سنوات أن أكون حاضراً في هذا الحفل. لا زلت لا أصدّق ذلك."

تحدّث ابن روزاريو حصرياً لموقع الفيفا عن مغامرته في البرازيل ورحيله عن ريال مدريد وكريستيانو رونالدو وليونيل ميسي ورؤيته الخاصة لمستقبله وأليكم ابرز ما جاء في الحوار..

* آنخل، كان 2014 عاماً مميزاً: فزت باللقب العاشر مع ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا، لكنك اضطررت لترك النادي. وصلت إلى المباراة النهائية لكأس العالم البرازيل، ولكنك غبت عن المباراتين الأخيرتين بسبب الإصابة. هل تعتبرها حصيلة حلوة ومرّة في الوقت نفسه؟

- لا، لا... أنا سعيد جداً بكل ما حدث. بغض النظر عن الإصابات التي يمكن أن تحدث لأي لاعب، حصلت على أشياء مهمة: الفوز باللقب العاشر رفقة ريال مدريد وبلوغ نهائي كأس العالم مع الأرجنتين بعد غياب طويل. لقد بلغنا النهائي بكثير من المثابرة والإرادة وروح التضامن. حققنا ذلك عن جدارة واستحقاق. أنا أكثر من راض وسعيد بكل ما حققته.

* ما هي في نظرك أهم لحظة في عام 2014 ولماذا؟

- قد يبدو غريباً بعض الشيء ما سأقوله، ولكنني أعتقد أن أهم لحظة هي بلوغنا نهائي كأس العالم. إنه شيء لم أكن أتخيله أبداً، ولا حتى عندما كنت طفلاً. لم أتمكن من اللعب، ولكنها كانت أجمل لحظة في مسيرتي.

* هل أدركت بسرعة خطورة إصابتك ضد بلجيكا؟

- نعم، أدركت أنها يمكن أن تكون خطيرة لأنني شعرت بألم كبير. حدث ذلك عندما كنت أركض، وتحديداً عندما بدأت بتجاوز المدافع بسرعة حيث شعرت بالألم. ولكنني مؤمن جداً وكنت أثق في إمكانية عودتي للعب، فقد تركت كل شيء للوصول إلى المباراة النهائية. ولكن هذه هي كرة القدم، فقد حرمتني من مواصلة المشوار في كأس العالم...ولكنها تمنح فرصة الثأر أيضاً. أتمنى أن أحصل على هذه الفرصة.

* هل عاودت مشاهدة مباريات كأس العالم؟

- لا، أتجنب مشاهدتها (يبتسم).

* ولا حتى المباراة التي سجلت فيها هدفاً في مرمى سويسرا؟

- حسناً، نعم...في بعض الأحيان أدخل إلى موقع اليوتيوب لمشاهدة بعض اللقطات، وخصوصاً للجماهير. فعندما تكون في كأس العالم لا ترى أي شيء مما يحدث في الخارج، رغم أنه تحدث أشياء جميلة جداً. كانت لدي فكرة عن ذلك لأن عائلتي كانت تحدّثني عن الجماهير الغفيرة التي تشجعنا والرغبة الجامحة التي كانت تجتاحهم. كل هذا لا ندركه في تلك اللحظة، لهذا من الجيد أن نشاهد ذلك الآن ونتذكر الأمر بشكل مختلف. كنا نود أن نمنحهم هدية أخرى بتجاوز تلك العقبة الأخيرة التي كان يطمح لتجاوزها كلّ الأرجنتينيين. أتمنى أن نفعل ذلك يوماً ما.

أود أن أفوز بشيء مع منتخب الكبار. لقد فزت بلقبين في دورة الألعاب الأوليمبية وفي فئة تحت 20 سنة، ولكن سيكون من الجميل ختم المشوار بلقب مع المنتخب الأول.

* هل فكرت في ما كان سيحدث لو لعبت المباراة النهائية؟

- لا، لأنني مؤمن جداً. إذا كان الله لم يرد أن أكون في تلك المباراة النهائية فذلك لأنه لم يكن علي لعبها. لقد لعب من كان عليه أن يلعبها وكلهم قدموا كل ما في جعبتهم. حصلنا على الكثير من الفرص لتحقيق الفوز والعديد من المحاولات لتسجيل الأهداف. أما هم فكانت لديهم محاولتان، واحدة ارتطمت بالعارضة والثانية هزّت الشباك. هذه هي كرة القدم.

* ولكن من الناحية التكتيكية ضد فريق يعتمد على الدفاع المتقدم مثل ألمانيا لا شك بأن لاعباً مثلك كان سيجد المساحات...

- صحيح، يفكر المرء في مثل هذه الأمور بعد مشاهدة ما حدث في المباراة. فقد كان "إل بوتشو" (إيزيكييل لافيتزي) وليو (ميسي) يجدان المساحات بفضل سرعتهما. أعتقد أن المباراة كانت ستكون مختلفة لو كنت حاضراً هناك. فقد كنا أنا وليو متفاهمين طوال البطولة. ولكن هذه هي كرة القدم، والله لم يشأ أن أكون حاضراً.

* هناك حدث آخر مهم عام 2014 هو مغادرتك ريال مدريد. بعد مرور بعض الوقت، كيف تقيّم هذا الوضع؟

- حسناً، لقد فعلت ما كان علي فعله: فزت بكأس السوبر وكأس الملك ودوري أبطال أوروبا، لقد فزت بكل الألقاب. لم أفز بكأس العالم للأندية لأنني غادرت قبل ذلك. قضيت أربع سنوات في مدريد ويأتي وقت يتعين فيه على المرء تغيير الأجواء. كنت أتمنى اللعب في الدوري الإنجليزي الذي كنت أشاهده منذ كنت صغيراً يومي السبت والأحد قبل الذهاب للعب مع نادي روزاريو سنترال. لقد كنت متحمساً جداً لخوض مغامرة اللعب في الدوري الإنجليزي.

* بغض النظر عن الجانب الكروي، كيف هي الأجواء في إنجلترا؟

- جيدة جداً! المناخ هو الشيء الوحيد الذي...لا يساعد كثيراً (يبتسم)، ولكنني سعيد جداً. الجماهير تحبني كثيراً وهذا هو الأهم: حبهم. هذا هو الأهم وأنا أتوفر عليه.

* ماذا عن اللغة؟ كيف تسير الأمور؟

- لا تسير الأمور على ما يرام (يضحك). أفهم القليل فقط. ولكن أحاول التعلم شيئاً فشيئاً من خلال الإستفادة من الدّروس. آمل أن أتعلمها بسرعة.

* لقد حققت ما حققه القليل فقط: اللعب لفترة طويلة مع كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي. هل مللت من السؤال عن المقارنة بينهما؟​

- لا، لأنني أقول دائماً الشيء نفسه: إنهما لاعبان مختلفان تماماً. ليو دائماً ما يظهر في كل مباراة مهاراته في الركض السريع ومراوغة لاعب أو لاعبين أو ثلاثة في مساحة صغيرة. أما كريستيانو فيتميز بقوته البدنية وتسديداته القوية...إنهما مختلفان. لو كنت مكان الفيفا كنت سأقدم كرتين ذهبيتين، واحدة ينافس عليها ميسي وكريستيانو وأخرى لبقية اللاعبين.

* هناك الكثير من الحديث في الآونة الأخيرة عن ميسي وحتى عن إمكانية انتقاله إلى تشيلسي. أنت تعرف جوزيه مورينيو جيداً، هل تتخيلهما معاً؟

- لا أعتقد أن ليو يفكر في الرّحيل عن برشلونة. فمن الصعب جداً مغادرة النادي حيث قدّم فيه كل شيء وحيث نشأ وترعرع. ولكن لا أعتقد أن لديه أي مشكل مع مورينيو (يبتسم).

* لنعد للحديث عنك. لعبت في ريال مدريد والآن مع مانشستر يونايتد...ماذا بعد؟ هل يمكن أن يطمح المرء إلى أكثر من ذلك؟

- ماذا بعد؟ العودة إلى الفريق الكبير الآخر، روزاريو! (يبتسم). لعبت في أفضل الأندية في أوروبا، هذا هو الواقع. شاركت في نسختين من كأس العالم وفزت بدوري أبطال أوروبا. لعبت مع ريال مدريد وقبل ذلك بدأت في فريق أصغر قليلاً هو بنفيكا، ولكنه في البرتغال يُعدّ واحداً من أكبر الفرق، والآن أنا في فريق كبير آخر مثل مانشستر يونايتد. بعد ذلك، أعتقد أنه سيحين الوقت للعودة إلى الأرجنتين. هذا ما آمله.

* هذا العام ستجرى كوبا أمريكا. هل الفوز بها هو هدفك الشخصي الأكبر؟

- آمل ذلك. أود أن أفوز بشيء مع منتخب الكبار. لقد فزت بلقبين في دورة الألعاب الأوليمبية وفي فئة تحت 20 سنة، ولكن سيكون من الجميل ختم المشوار بلقب مع المنتخب الأول. لن تكون المهمة سهلة، فهناك العديد من المنتخبات القوية مثل البرازيل وكولومبيا وأوروجواي التي تقاتل دائماً حتى النهاية. لهذا سيكون الأمر صعباً، ولكن آمل أن تسير الأمور على أفضل ما يرام وأن نتمكن أخيراً من إهداء فرحة للأرجنتين.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد