عقد الرئيس اليمني/ عبدربه منصور هادي- أمس الأحد- أول اجتماع له في محافظة عدن، منذ استقالته في يناير الماضي، بمحافظي أربع محافظات جنوبية وقائد المنطقة العسكرية الرابعة، ووكيل لجهاز الأمن السياسي.
وخلال الاجتماع استعرض الأخ الرئيس التطورات الجارية على الساحة اليمنية، حيث وضع الحاضرين في صورة البيان الصادر عنه مساء أمس الأول السبت والذي أكد فيه على تمسكه باستكمال العملية السياسية المستندة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وضرورة رفع الإقامة الجبرية عن رئيس الوزراء وكل رجال الدولة وطالب فيه الأشقاء والأصدقاء في الخليج والعالم بحماية العملية السياسية وعدم شرعنة الانقلاب ودعا مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية إلى الالتزام بقرارات الشرعية الدستورية.
وأكد الأخ الرئيس- خلال الاجتماع- على الثوابت الوطنية وأهمية التسوية السياسية المرتكزة على المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني باعتبارها المخرج الأمثل لحل مشاكل البلد وتحدياتها المعقدة من منطلق الشراكة الوطنية وعدم إقصاء الآخر باعتبار ما يجري اليوم هو صراع على السلطة بامتياز وليس من أجل مصالح الشعب والوطن والحرص على تنفيذ ما اتفق عليه الجميع.
وفي هذا السياق أكدت مصادر خاصة لـ "أخبار اليوم" أن رئيس الجمهورية ناقش مع المسؤولين في الأربع المحافظات, الوضع الأمني لمدينة وضرورة تطبيع الوضع الأمني لأن عدن ستستقبل في الفترة القادمة؛ حيث من المتوقع أن تعيد بعض الدول بعض بعثاتها الدبلوماسية للعمل وفتح قنصلياتها في محافظة عدن، عوضاً عن الترتيبات اللازمة لجعل محافظة عدن عاصمة اليمن مؤقتاً لحين خروج مليشيات الحوثي من العاصمة صنعاء.
وكشفت المصادر أن الرئيس هادي أكد للحاضرين أنه سيتم إدارة الدولة من محافظتي تعز خلال هذه الفترة، موضحة أن الرئيس هادي سيجتمع اليوم مع محافظي المحافظات؛ حيث وجه الرئيس بدعوة محافظي المحافظات للاجتماع اليوم الاثنين في عدن، مشيرة إلى أن الدعوة شملت المحافظين الشرعيين الذين تم تعيينهم من قبل الرئيس هادي قبل 12 سبتمبر 2014م أي أن الدعوة لم تشمل المحافظين الذين تحت ضغط سلطة الانقلاب الذي نفذته جماعة الحوثي المسلحة. وأكدت أنه تم الاتصال بكل من صخر الوجيه ومحمد سالم بن عبود الشريف، على اعتبار أنهما المحافظان الشرعيان لمحافظتي الحديدة والجوف.
وفيما يخص الترتيبات الخاصة بدعوة حكومة المهندس خالد بحاح، كشفت المصادر أن مكتب الرئيس هادي قد تواصل مع معظم وزراء حكومة بحاح وأبدوا استعدادهم التام للعدول عن الاستقالة وكذا الاجتماع في محافظة عدن ونقل اجتماعات الحكومة إلى عدن، موضحة أن معظم وزراء حكومة بحاح يتواجدون خارج صنعاء وبإمكانهم الحضور إلى عدن، باستثناء رئيس الوزراء خالد بحاح، وكل من وزيري الدفاع والخارجية.
وذكرت المصادر لـ "أخبار اليوم" أن ما يعرقل دعوة حكومة المهندس خالد بحاح للانعقاد، هو تمسك الأخير باستقالته، منوهة إلى أن الرئيس هادي سيترأس أول اجتماع للحكومة في عدن في حال عدل بحاح عن الاستقالة واعتباره موضوعاً تحت الإقامة الجبرية من قبل مليشيات الحوثي بصنعاء.
من جانبه أكد محافظ عدن، الدكتور عبد العزيز بن حبتور، أن استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي لم تعد قائمة بسبب عدم اجتماع مجلس النواب الذي قدمت إليه الاستقالة وعدم بته في الاستقالة
وقال المحافظ في تصريح للصحفيين عقب الاجتماع الذي عقده الرئيس هادي الأحد مع محافظي محافظات عدن ولحج وأبين وقائد المنطقة العسكرية الرابعة ومسؤولين آخرين بعدن أمس، إن الرئيس مصمم على استكمال العملية السياسية ومناقشة مسودة الدستور وتطبيق مخرجات الحوار الوطني الشامل وإنه سيدعو وزراء الحكومة لمزاولة أعمالهم من مدينة عدن حتى يفرج الحوثيون عن رئيس الحكومة خالد بحاح المحاصر في صنعاء.
وكشف محافظ عدن عن ترتيبات وصفها بالخاصة للحد مما وصفه بـ"انقلاب الحوثيين المسلح" سيتم الإعلان عنها في وقت لاحق كما كشف عن لقاء مرتقب للرئيس هادي مع ممثلي السلطات المحلية بالمحافظات اليمنية لتنسيق الجهود خلال الفترة المقبلة بحسب وصفه.
وكان الأخ الرئيس قد تحدث في الاجتماع عن المراحل التي مر بها الحوار الوطني بمحطاته المختلفة والصعوبات والتحديات التي واجهت البلد خلال تلك الفترة وصولا إلى الانشقاقات في المؤسسة العسكرية والتي للأسف لم تبنى على أسس وطنية بقدر ما بنيت على أسس مناطقية وولاءات شخصية.
وأكد على ضرورة الحفاظ على المصالح الوطنية التي تحققت في البلد خلال الفترة الماضية وان يعمل الجميع بروح المسئولية الوطنية في الحفاظ على امن واستقرار الوطن والمواطن وصولا إلى تحقيق الأهداف والغايات التي يتطلع إليها أبناء الوطن الواحد في العيش بأمن وأمان بعيدا عن الصراعات بمختلف أشكالها وعناوينها في ظل دولة مدنية حديثة .
من جانبهم عبر الحاضرون عن تهانيهم بسلامة وصول الأخ الرئيس إلى العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن وما يمثله ذلك من مدلولات وطنية تجسد مكانة عدن على المستوى الوطني والإقليمي والدولي .
وضم محافظي محافظات عدن الدكتور عبدالعزيز بن حبتور ولحج احمد عبدالله المجيدي وأبين المهندس جمال ناصر العاقل وأرخبيل سقطرى سعيد باحقيبة وقائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء دكتور ناصر عبدربه الطاهري ووكيل جهاز الأمن السياسي بمحافظات (عدن - لحج - أبين) اللواء ناصر منصور هادي والمسئول المباشر على اللجان الشعبية بعدن أحمد محمد الميسري.
وأحدثت عملية مغادرة هادي صنعاء إلى عدن ارتباكاً ملحوظاً في صفوف الحوثيين الذين عمدوا إلى نزع صوره من الوزارات والمؤسسات الحكومية الواقعة تحت سيطرتهم في صنعاء.
وأفادت مصادر محلية أن عناصر من الجماعة شنت حملات تفتيش على عدد من مقاهي الإنترنت في صنعاء وأجبرت مرتاديها على إبقاء المواقع التي يتصفحونها كما هي لرؤية ما يكتبونه ضد الجماعة, في وقت التزم المسلحون الحوثيون الذين يرتدون الزي المدني في شوارع العاصمة بارتداء الزي العسكري, ونزعوا الملصقات والشعارات الخاصة بهم التي كانت على أسلحتهم وأطقمهم المسلحة, تنفيذاً لتعميم من قيادة الجماعة منعاً لاستهدافهم من قبل من أسموه ب¯العدو.
وذكرت مصادر إعلامية عن مصادر مقربة من الرئيس عبدربه منصور هادي انه وجه طلب رسمياً لإدارة شركة الأقمار الصناعية نايل سات وعرب سات طالب فيها بإيقاف القنوات اليمنية الرسمية " اليمن، عدن، الايمان، سبأ، القناة التعليمية" الذي تسيطر عليها جماعة الحوثيين الانقلابية المسلحة منذ 21 سبتمبر الماضي.
وأوضح المصدر انه سيتم إيقاف بث القنوات اليمنية على الترددات الحالية واعتماد ترددات جديدة كما حدث مع قناة عدن التي تبث حاليا من جنوب البلاد على تردد 11555.
وتسيطر جماعة الحوثيين على القنوات والمؤسسات الصحفية والإعلامية منذ سيطرتها على العاصمة في 21 سبتمبر الماضي.
ونشرت مواقع إعلامية مقربة من نجل الرئيس هادي أنه وجه اليوم بإنشاء وكالة للأنباء حتى يتم استعادة وكالة سبأ من قبضة الحوثيين.
