احتضنت قاعة فندق "بيراميزا" القريب من ميدان التحرير بمدينة القاهرة في مصر يوم أمس الأول جلسات اللقاء التشاوري لأبناء الجنوب الذي يترأسه الرئيس الأسبق/ علي ناصر محمد والمهندس/ حيدر أبوبكر العطاس.
اللقاء الذي يهدف للخروج برؤية موحدة لحل القضية الجنوبية يعقد تحت شعار "من أجل رؤية موحدة لأبناء الجنوب لحل القضية الجنوبية في سياق ثورة التغيير الشبابية".. وقد بدأ اللقاء بتلاوة الفاتحة على أرواح شهداء الحراك وثورة شباب التغيير في اليمن، وافتتح بعد ذلك الرئيس/ علي ناصر اللقاء بكلمة تطرق فيها إلى دلالات اللقاء التاريخي التشاوري في ظل ما وصفها بـ"خطورة المرحلة المفصلية لدعم ثورة شباب التغيير ومعالجة القضية الجنوبية..
وأشار ناصر ـ بحسب ما أورده موقع "المصدر أونلاين" إلى الدور الذي لعبته جمهورية مصر العربية في تاريخ الثورات التحررية في شمال اليمن سابقاً وجنوبه وتصدرها للشعوب العربية، مؤكداً بأن دور مصر كان للتجميع وليس التفريق.
وقال: إن الحراك الجنوبي هو أول من رفع مشروع التغيير وإنه الجذوة الأولى التي أشعلت الثورات، وقدم الحراك قوافل من الشهداء والجرحى والمطاردين، مؤكداً أنه لا يمكن القفز على تلك التضحيات التي جعلت من الجنوب عنصر قوة، مضيفاً: إننا نحيي بحرارة ثورة التغيير في اليمن ونشيد ببطولتهم وتضحياتهم التي تحقق الأهداف التي خرجوا من أجلها.
ودعا ناصر: إلى إنزال أقصى العقاب لكل المجرمين الذين قتلوا المعتصمين في ساحات الحراك وساحات التغيير في صنعاء وتعز وكل المحافظات اليمنية، كما دعا أبناء المحافظات الجنوبية إلى مساعدة أنفسهم بأنفسهم، ما لم يتوحدوا على رؤية موحدة وهدف واحد لإنقاذ الشمال والجنوب.
هذا وقد ألقيت العديد من الكلمات باسم أبناء الجنوب في الداخل وأخرى باسم المهجرين في أوروبا، وكذا كلمة للجنة التحضيرية للحوار الوطني وقد ذيلت باسم الأستاذ/ محمد سالم باسندوة وقرأت نيابة عنه.
وفي محاولة فاشلة من نظام الرئيس/ صالح لإفشال اللقاء التشاوري تم إرسال وكيل وزارة الصناعة والتجارة الأخ/ سالم سلمان الوالي، الذي تربطه علاقة وطيدة مع نجل الرئيس صالح، الذي بدوره حاول إحداث بلبلة في اللقاء الذي بدأت جلساته أمس الأول وإعلان انسحابه، وذلك لرفضه بأن يخرج الاجتماع برؤية تتحدث عن المشاركة في السلطة بعد إسقاط النظام الحالي.
وفي هذا السياق نقلت وكالة أبناء عدن "عنا" عن الوالي قوله: إنه يضمن للرئيس ناصر والعطاس العودة إلى صنعاء الآن والمشاركة في السلطة إذا كانت قضية الجنوب هي قضية شراكة فقط، معتبراً أن هذا "أشرف لهم من مشاركة حميد الأحمر".
وأوضح الوالي أن الحديث عن المشاركة في السلطة هو مجرد انقلاب على الجنوبيين –حد وصفه- المتواجدين الآن في صنعاء ويشاركون صالح..
ونقلت الوكالة عن مصدر مقرب من الوالي: إنه دعا الحاضرين بالقاهرة إلى إقامة مؤتمر لكل القوى الجنوبية بالداخل والخارج، ليتم من خلاله الاتفاق على حامل للقضية الجنوبية، يقر بعدها هذا الحامل رؤية متفقاً عليها.
وتأتي محاولة النظام عبر إرسال الوالي، لتؤكد أن هذا اللقاء عقد ليخرج برؤية توافقية لحل القضية الجنوبية بما يحفظ وحدة اليمن وفق صيغة اتحادية تضمن مشاركة الجميع.